يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
كفى تضليلا وتخريبا.. الرسالة العربية لإيران
جامعة الدول العربية وجهت رسالة تحذير حازمة إلى إيران بضرورة وقف أي تدخلات في شؤون سوريا وأي محاولات لإشعال الفتنة وزعزعة استقرار البلاد.
الأمانة العامة للجامعة العربية أصدرت بيانا أكد «ضرورة احترام كل الأطراف لسيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقرارها، وحصر السلاح بيد الدولة، وحل أية تشكيلات مسلحة، ورفض التدخلات الخارجية المزعزعة للاستقرار». وأكد البيان «رفض التصريحات الإيرانية الأخيرة الرامية إلى تأجيج الفتن بين أبناء الشعب السوري، وتعيد تأكيد ما جاء في بيان العقبة للجنة الاتصال حول سوريا من ضرورة «الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة واحترام إرادته وخياراته».
وحين عقد وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي اجتماعهم الأخير في الكويت لمناقشة الأوضاع الجديدة في سوريا كان في مقدمة ما أكده البيان الذي صدر عن الاجتماع رفض أي تدخل أجنبي في شئون سوريا الداخلية واحترام وحدة وسيادة واستقلال البلاد ودعم العملية الانتقالية الحالية.
من المفهوم أن هذا الموقف العربي جاء على خلفية الموقف الإيراني من الأوضاع الجديدة في سوريا. النظام الإيراني أعلن مواقف تتضمن تحريضا واضحا وصريحا على إثارة الفتنة والفوضى في سوريا، وتضمن تهديدات مباشرة بتقويض أي استقرار والعمل على مواجهة النظام الجديد.
المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي نفسه قاد هذا التحريض وهذا التهديد بتقويض استقرار البلاد وإثارة الفوضى. المرشد تحدث عن توقعه بأن «تخرج ما وصفها بـ«مجموعة من الشرفاء» لتغيير الوضع الجديد» وإخراج القادة الجدد من السلطة. ودعا المرشد صراحة الشباب السوري إلى التمرد وإثارة الفوضى وتحدى النظام الجديد قائلا إن «الشاب السوري ليس لديه ما يخسره».
من جانبه، قال محسن رضائي، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، إن «الشباب والشعب السوري المقاوم لن يبقى صامتًا أمام الاحتلال الأجنبي والعدوان والشمولية الداخلية لجماعة ما». وأضاف: «في أقل من عام سيعيدون إحياء المقاومة في سوريا بشكل مختلف».
على هذا النحو إذن أظهر النظام الإيراني نوايا عدوانية تجاه النظام الجديد في سوريا وأفصح عن عزمه تقويض الأوضاع وإثارة الفتنة والعنف.
هذا هو الذي دفع الدول العربية إلى اتخاذ هذا الموقف وتوجيه هذه التحذيرات لإيران.
وأيضا دعا هذا الموقف الإيراني وزير الخارجية السوري الجديد إلى أن يكتب على منصة إكس أن «على إيران أن تحترم إرادة الشعب السوري وسيادة وسلامة بلاده»، وإلى تحذير إيران من نشر الفوضى في سوريا وحمل المسئولين الإيرانيين مسئولية التصريحات الأخيرة.
الحقيقة إن النظام الإيراني عاجز حتى الآن عن أن يستوعب فكرة الضربة القاصمة التي يتلقاها في لبنان وفي سوريا، ومازال يعيش صدمة خسارة مشروعه الاستراتيجي في البلدين الذين استثمر فيهما أموالا مهولة.
ما زال النظام الإيراني يتصور أن خطابه حول المقاومة من الممكن أن يلقى قبولا أو رواجا على الرغم مما كشفت عنه الأحداث والتطورات من أن أمر المقاومة لا يعنيه في شيء ولا يهمه إلا مصالحه «الأنانية الذاتية» وأنه في سبيل ذلك دمر لبنان وسوريا سياسيا واجتماعيا وأغرقهما في الطائفية.
ولم يستوعب النظام الإيراني حقيقة أن الشعبين اللبناني والسوري لم يظهرا أي أسف على الإطلاق لنهاية النفوذ الإيراني والمليشيات العميلة له والدور التخريبي الذي يمارسه النظام.
لهذا جاءت الرسالة العربية إلى النظام الإيراني واضحة.. كفي تضليلا وادعاءات حول المقاومة.. كفي تخريبا في سوريا أو في أي بلد عربي آخر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك