العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

سوريا والدور العربي

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬بصفته‭ ‬رئيسا‭ ‬للدورة‭ ‬الحالية‭ ‬للقمة‭ ‬العربية‭ ‬بادر‭ ‬مؤخرا‭ ‬ببعث‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬أحمد‭ ‬الشرع‭ ‬القائد‭ ‬العسكري‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬أكد‭ ‬فيها‭ ‬جلالته‭ ‬على‭ ‬أمرين‭ ‬اساسيين‭:‬

الأول‭: ‬أهمية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬سيادة‭ ‬سوريا‭ ‬واستقرارها‭ ‬وسلامة‭ ‬ووحدة‭ ‬أراضيها‭ ‬وتحقيق‭ ‬تطلعات‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬كله‭.‬

والثاني‭: ‬ان‭ ‬البحرين‭ ‬مستعدة‭ ‬للتنسيق‭ ‬والمساعدة‭ ‬وتتطلع‭ ‬إلى‭ ‬استعادة‭ ‬سوريا‭ ‬لدورها‭ ‬العربي‭ ‬الأصيل‭ ‬ضمن‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

الأمران‭ ‬اللذان‭ ‬حددهما‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬يمثلان‭ ‬جوهر‭ ‬الموقف‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬التطورات‭ ‬الجارية‭ ‬في‭ ‬سوريا‭.‬

بعد‭ ‬ذلك‭ ‬عقدت‭ ‬لجنة‭ ‬الاتصال‭ ‬الوزارية‭ ‬العربية‭ ‬بشأن‭ ‬سوريا‭ ‬اجتماعا‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬شارك‭ ‬فيه‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬البحرين،‭ ‬وصدر‭ ‬عن‭ ‬الاجتماع‭ ‬بيان‭ ‬مطول‭ ‬يحدد‭ ‬ابعاد‭ ‬الموقف‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬الوضع‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬سوريا‭.‬

أهم‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬البيان،‭ ‬دعم‭ ‬عملية‭ ‬انتقالية‭ ‬سلمية‭ ‬سياسية‭ ‬تتمثل‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والجامعة‭ ‬العربية،‭ ‬الدعوة‭ ‬الى‭ ‬حوار‭ ‬وطني‭ ‬شامل،‭ ‬وضرورة‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬بكل‭ ‬مكوناته‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬تمييز‭ ‬على‭ ‬اساس‭ ‬العرف‭ ‬او‭ ‬المذهب‭ ‬أو‭ ‬الدين،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬السورية،‭ ‬والالتزام‭ ‬بجهود‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب،‭.. ‬الخ‭.‬

واعتبر‭ ‬البيان‭ ‬‮«‬أن‭ ‬أمن‭ ‬سوريا‭ ‬واستقرارها‭ ‬ركيزة‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وسنقف‭ ‬مع‭ ‬شعبها‭ ‬الشقيق‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬إعادة‭ ‬بنائها‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬موحدة،‭ ‬مستقلة،‭ ‬مستقرة‭ ‬آمنة‭ ‬لكل‭ ‬مواطنيها،‭ ‬لا‭ ‬مكان‭ ‬فيها‭ ‬للإرهاب‭ ‬أو‭ ‬التطرف،‭ ‬ولا‭ ‬خرق‭ ‬لسيادتها‭ ‬أو‭ ‬اعتداء‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬أراضيها‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬جهة‭ ‬كانت‮»‬‭.‬

اذن‭ ‬البيان‭ ‬يعتبر‭ ‬عن‭ ‬حق‭ ‬ان‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬امر‭ ‬لا‭ ‬يخص‭ ‬السوريين‭ ‬وحدهم‭ ‬وانما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي‭ ‬كله‭.‬

ومن‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬تضمنه‭ ‬البيان‭ ‬على‭ ‬الاطلاق‭ ‬هو‭ ‬النص‭ ‬على‭ ‬‮«‬أن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الواقع‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬سيرتكز‭ ‬إلى‭ ‬مدى‭ ‬انسجامه‭ ‬مع‭ ‬المبادئ‭ ‬والمرتكزات‭ ‬أعلاه،‭ ‬وبما‭ ‬يضمن‭ ‬تحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬تلبية‭ ‬حقوق‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬وتطلعاته‮»‬‭.‬

هذا‭ ‬اهم‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬البيان‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬الاطلاق‭ ‬لأن‭ ‬الدور‭ ‬العربي‭ ‬والدعم‭ ‬العربي‭ ‬لسوريا‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬مشروطا‭ ‬بالالتزام‭ ‬بالمبادئ‭ ‬العربية‭ ‬العامة‭ ‬كما‭ ‬حدد‭ ‬البيان‭ ‬بعضها‭.‬

بصفة‭ ‬خاصة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الدور‭ ‬العربي‭ ‬والدعم‭ ‬العربي‭ ‬لسوريا‭ ‬مشروطا‭ ‬بأمرين‭ ‬اساسيين‭:‬

الأول‭: ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬النظام‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬مؤمنا‭ ‬بعروبة‭ ‬سوريا،‭ ‬وملتزما‭ ‬بالانتماء‭ ‬العربي‭ ‬وبالمصالح‭ ‬العربية‭ ‬العليا‭.‬

والثاني‭ ‬أن‭ ‬يثبت‭ ‬فعلا‭ ‬ان‭ ‬النظام‭ ‬الجديد‭ ‬ليس‭ ‬نظاما‭ ‬طائفيا،‭ ‬وانه‭ ‬ملتزم‭ ‬بإقامة‭ ‬دولة‭ ‬مدنية‭ ‬تحتضن‭ ‬جميع‭ ‬الطوائف‭ ‬والقوى‭ ‬السياسية‭ ‬بكل‭ ‬توجهاتها‭ ‬وتشركها‭ ‬في‭ ‬الحكم،‭ ‬وان‭ ‬يثبت‭ ‬بالتالي‭ ‬انه‭ ‬ملتزم‭ ‬فعلا‭ ‬بإنهاء‭ ‬الانقسام‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬واستقلال‭ ‬وسلامة‭ ‬الأراضي‭ ‬السورية‭.‬

لماذا‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬هذان‭ ‬شرطان‭ ‬اساسيان‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يحكما‭ ‬الموقف‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬الأوضاع‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬ويحكما‭ ‬حدود‭ ‬الدعم‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تقدمه‭ ‬الدول‭ ‬العربية؟‭.‬

السبب‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬انه‭ ‬رغم‭ ‬المؤشرات‭ ‬التي‭ ‬تبدو‭ ‬ايجابية‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬عن‭ ‬توجهات‭ ‬القادة‭ ‬الجدد‭ ‬الذين‭ ‬يبدو‭ ‬انهم‭ ‬سيحكمون‭ ‬سوريا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بطبيعة‭ ‬النظام‭ ‬الجديد،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬الى‭ ‬القلق‭ ‬والى‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬مما‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تتطور‭ ‬اليه‭ ‬الأوضاع‭ ‬وطبيعة‭ ‬النظام‭ ‬التي‭ ‬ستستقر‭ ‬في‭ ‬النهاية‭.‬

بعبارة‭ ‬ادق‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أي‭ ‬احد‭ ‬ان‭ ‬يجزم‭ ‬الآن‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الجديد‭ ‬سيكون‭ ‬ملتزما‭ ‬حقا‭ ‬بإقامة‭ ‬دولة‭ ‬مدنية‭ ‬تحتضن‭ ‬الجميع،‭ ‬ويحافظ‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬سوريا،‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬سيلتزم‭ ‬بمحاربة‭ ‬التطرف‭ ‬والطائفية‭ ‬والإرهاب؟‭.‬

لهذا‭ ‬ان‭ ‬تضع‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الشروط‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬عامل‭ ‬ضغط‭ ‬يدفع‭ ‬باتجاه‭ ‬الالتزام‭ ‬بالضوابط‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭. ‬

وعموما‭ ‬ليس‭ ‬معقولا‭ ‬ولا‭ ‬مقبولا‭ ‬ان‭ ‬تدعم‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬نظاما‭ ‬إذا‭ ‬ثبت‭ ‬انه‭ ‬سيشكل‭ ‬خطرا‭ ‬جديدا‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي‭.‬

للحديث‭ ‬بقية‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا