العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

حفظ الله بحريننا آمنة ومستقرة!

{‭ ‬احتفلت‭ ‬مملكتنا‭ ‬بالعيد‭ ‬الوطني‭ ‬المجيد،‭ ‬وحيث‭ ‬تدرجت‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬قيام‭ ‬الدولة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬المؤسس‭ ‬أحمد‭ ‬الفاتح‭ ‬عام‭ ‬1783،‭ ‬وإعلانها‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬مسلمة،‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬الألفية‭ ‬الثالثة‭ ‬وقد‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬ملكية،‭ ‬وتم‭ ‬الاحتفال‭ ‬مؤخرا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬باليوبيل‭ ‬الفضي‭ ‬لتولي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭. ‬وأثناء‭ ‬مرور‭ ‬241‭ ‬عاما‭ ‬منذ‭ ‬التأسيس‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬‮«‬الفاتح‮»‬‭ ‬مرت‭ ‬البحرين‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬وحققت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المنجزات‭ ‬أهمها‭ ‬استقلال‭ ‬البحرين‭ ‬بداية‭ ‬السبعينيات‭ ‬والدخول‭ ‬في‭ ‬التجربة‭ ‬البرلمانية‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬وتوقفت‭ ‬في‭ ‬السبعينيات،‭ ‬ثم‭ ‬تم‭ ‬استئنافها‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬البحرين‭ ‬ملكية‭ ‬دستورية،‭ ‬وترافقت‭ ‬العثرات‭ ‬والإنجازات‭ ‬المختلفة‭ ‬مع‭ ‬إصرار‭ ‬القيادة‭ ‬والشعب‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬مسيرة‭ ‬النهضة‭ ‬البحرينية‭ ‬الحديثة‭ ‬والرؤية‭ ‬التنموية‭ ‬الشاملة،‭ ‬وإعلان‭ ‬الميثاق‭ ‬الوطني‭ ‬والدستور‭ ‬الجديد،‭ ‬لتتراكم‭ ‬مسيرة‭ ‬التحديث‭ ‬والتطوير‭ ‬بسواعد‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬رجالا‭ ‬ونساء،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حظيت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬بكامل‭ ‬حقوقها‭ ‬السياسية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬وتمكينها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المناصب‭ ‬والمسؤوليات‭.‬

{‭ ‬نحن‭ ‬الجيل‭ ‬الذي‭ ‬رافق‭ ‬كل‭ ‬التحولات‭ ‬والتطورات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬الحديثة‭ ‬ودخل‭ ‬معمعة‭ ‬التغيير‭ ‬بعد‭ ‬استقلال‭ ‬البحرين،‭ ‬وعاصر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والفكرية،‭ ‬والهدف‭ ‬كان‭ ‬دائما‭ ‬نصب‭ ‬العين‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬البحرين‭ ‬آمنة‭ ‬ومستقرة،‭ ‬وتواصل‭ ‬تجذير‭ ‬تاريخها‭ ‬الحضاري‭ ‬منذ‭ ‬حضارة‭ ‬دلمون‭ ‬بالروح‭ ‬المتطلعة‭ ‬إلى‭ ‬الارتقاء‭ ‬والإصلاح‭ ‬والتنمية‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬الإنسان‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬صلة‭ ‬عشق‭ ‬خاصة‭ ‬بوطنه‭ ‬وأرضه‭ ‬وبحضارته‭ ‬وقيمه‭ ‬وهويته‭ ‬ودينه،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬تطلعه‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬البحرين‭ ‬الحديثة‭ ‬المتطورة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المضامير‭.‬

{‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬البحرين‭ ‬آمنة‭ ‬ومستقرة‭ ‬هو‭ ‬الهدف‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬تعمل‭ ‬السواعد‭ ‬كلها‭ ‬قيادة‭ ‬وشعبا‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬عربي‭ ‬وإقليمي‭ ‬ودولي‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الاضطرابات‭ ‬والصراعات‭ ‬والنزعات‭ ‬الراديكالية‭ ‬والمتطرفة‭! ‬وكل‭ ‬خطابات‭ ‬القيادة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬خطابات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬تؤكد‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬وتعمل‭ ‬من‭ ‬أجله،‭ ‬لأن‭ ‬لا‭ ‬تنمية‭ ‬ولا‭ ‬نهضة‭ ‬ولا‭ ‬تطور‭ ‬ولا‭ ‬إنجازات‭ ‬بالإمكان‭ ‬تحقيقها‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬غير‭ ‬آمنة‭ ‬وغير‭ ‬مستقرة‭! ‬ولهذا‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬الرؤى‭ ‬حول‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬ووحدة‭ ‬النسيج‭ ‬الوطني‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬الوطنية‭ ‬هي‭ ‬وحدها‭ ‬التي‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬كبلد‭ ‬راسخ‭ ‬بأمنه‭ ‬واستقراره‭ ‬ومتشبث‭ ‬بجذوره‭ ‬وانتماءاته‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬والحضارية،‭ ‬وبدوره‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬وفاعليته‭ ‬الدولية‭ ‬وتوجهاته‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬التحالفات‭ ‬المتوازنة‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭ ‬الكبرى،‭ ‬وترسيخه‭ ‬لقيمة‭ ‬العلم‭ ‬والعمل‭ ‬والتجانس‭ ‬المجتمعي،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬مكان‭ ‬فيه‭ ‬لولاءات‭ ‬غير‭ ‬الولاء‭ ‬للوطن‭ ‬كقيمة‭ ‬ومنطلق‭ ‬أساسي‭ ‬لحماية‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬فوضى‭ ‬التدخلات‭ ‬الخارجية‭ ‬أيًّا‭ ‬كان‭ ‬مصدرها،‭ ‬خاصة‭ ‬وقد‭ ‬شهد‭ ‬شعبنا‭ ‬البحريني‭ ‬والخليجي‭ ‬المآلات‭ ‬السوداء‭ ‬التي‭ ‬آلت‭ ‬إليها‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬فوضى‭ ‬التطرف‭ ‬أو‭ ‬الطائفية‭ ‬أو‭ ‬الإرهاب‭ ‬أو‭ ‬الولاء‭ ‬لغير‭ ‬الوطن‭!‬

{‭ ‬بحريننا‭ ‬الآمنة‭ ‬والمستقرة‭ ‬وخليجنا‭ ‬الآمن‭ ‬والمستقر‭ ‬وسط‭ ‬الرياح‭ ‬العاتية‭ ‬التي‭ ‬تهب‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬هو‭ ‬النموذج‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليه‭ ‬لتحقيق‭ ‬المصالح‭ ‬الشعبية‭ ‬ومصالح‭ ‬مملكتنا‭ ‬وخليجنا‭ ‬العليا،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المحيط‭ ‬وهذا‭ ‬العالم‭ ‬المضطرب‭! ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬هما‭ ‬نعمتان‭ ‬يحسدنا‭ ‬عليهما‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشعوب،‭ ‬خاصة‭ ‬وهما‭ ‬مترافقان‭ ‬مع‭ ‬تعزيز‭ ‬وترسيخ‭ ‬كل‭ ‬منطلقات‭ ‬النهوض‭ ‬التنموي‭ ‬والإنجازات‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القانون‭ ‬والدستور‭ ‬وقيم‭ ‬المواطنة‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬الوطني‭.‬

{‭ ‬في‭ ‬عيدنا‭ ‬الوطني‭ ‬والاحتفال‭ ‬بمناسبات‭ ‬أخرى‭ ‬يحفل‭ ‬بها‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نتأمل‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬وكثرة‭ ‬النعم‭ ‬التي‭ ‬تحيط‭ ‬بنا‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬وخليجنا‭ ‬ونحمد‭ ‬الله‭ ‬عليها،‭ ‬ونحن‭ ‬نتطلع‭ ‬إلى‭ ‬سد‭ ‬أي‭ ‬ثغرة‭ ‬أو‭ ‬إعاقة‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬التطوير‭ ‬والتنمية‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬الإنسان‭! ‬فوحده‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬يحمل‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬مسؤولية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬وطنه،‭ ‬ووحدها‭ ‬القيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬تملك‭ ‬تنفيذ‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬راسخا‭ ‬في‭ ‬أمنه‭ ‬واستقراره‭ ‬وتطوره‭ ‬وتشبثه‭ ‬بولائه‭ ‬للوطن‭ ‬وحده،‭ ‬ومعه‭ ‬تأخذ‭ ‬المشاركة‭ ‬المجتمعية‭ ‬قيمها‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التباس‭ ‬أو‭ ‬خدش‭ ‬أو‭ ‬ثغرات‭!‬

‭ ‬دام‭ ‬عزك‭ ‬يا‭ ‬وطن‭ ‬والدعاء‭ ‬الذي‭ ‬يملأ‭ ‬شرايين‭ ‬القلب‭ ‬كلها‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬آمنا‭ ‬ومستقرا‭ ‬ومتطورا،‭ ‬وأن‭ ‬تبقى‭ ‬أرضك‭ ‬مثمرة‭ ‬دائما‭ ‬بكل‭ ‬العطاءات‭ ‬والإنجازات‭!‬

 

‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬ومملكتنا‭ ‬بألف‭ ‬خير‭.‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا