عالم يتغير
فوزية رشيد
حفظ الله بحريننا آمنة ومستقرة!
{ احتفلت مملكتنا بالعيد الوطني المجيد، وحيث تدرجت البحرين منذ قيام الدولة البحرينية في عهد المؤسس أحمد الفاتح عام 1783، وإعلانها دولة عربية مسلمة، لتصل إلى الألفية الثالثة وقد تحولت إلى ملكية، وتم الاحتفال مؤخرا في هذا العام باليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك مقاليد الحكم في بلادنا. وأثناء مرور 241 عاما منذ التأسيس الأول على يد «الفاتح» مرت البحرين بالكثير من الأحداث وحققت الكثير من المنجزات أهمها استقلال البحرين بداية السبعينيات والدخول في التجربة البرلمانية التي بدأت وتوقفت في السبعينيات، ثم تم استئنافها بعد إعلان البحرين ملكية دستورية، وترافقت العثرات والإنجازات المختلفة مع إصرار القيادة والشعب على مواصلة مسيرة النهضة البحرينية الحديثة والرؤية التنموية الشاملة، وإعلان الميثاق الوطني والدستور الجديد، لتتراكم مسيرة التحديث والتطوير بسواعد أبناء البحرين رجالا ونساء، بعد أن حظيت المرأة البحرينية بكامل حقوقها السياسية والديمقراطية وتمكينها في مختلف المناصب والمسؤوليات.
{ نحن الجيل الذي رافق كل التحولات والتطورات في البحرين الحديثة ودخل معمعة التغيير بعد استقلال البحرين، وعاصر الكثير من الأحداث السياسية والاجتماعية والفكرية، والهدف كان دائما نصب العين أن تكون البحرين آمنة ومستقرة، وتواصل تجذير تاريخها الحضاري منذ حضارة دلمون بالروح المتطلعة إلى الارتقاء والإصلاح والتنمية والاستثمار في الإنسان البحريني الذي له صلة عشق خاصة بوطنه وأرضه وبحضارته وقيمه وهويته ودينه، وفي الوقت ذاته تطلعه إلى بناء البحرين الحديثة المتطورة في كل المضامير.
{ أن تكون البحرين آمنة ومستقرة هو الهدف الأساس الذي من أجله تعمل السواعد كلها قيادة وشعبا في وسط عربي وإقليمي ودولي يعاني من الكثير من الاضطرابات والصراعات والنزعات الراديكالية والمتطرفة! وكل خطابات القيادة وعلى رأسها خطابات جلالة الملك تؤكد هذا الهدف وتعمل من أجله، لأن لا تنمية ولا نهضة ولا تطور ولا إنجازات بالإمكان تحقيقها في بيئة غير آمنة وغير مستقرة! ولهذا فإن كل الرؤى حول الهوية الوطنية ووحدة النسيج الوطني والحفاظ على القيم والمبادئ الوطنية هي وحدها التي تحافظ على البحرين كبلد راسخ بأمنه واستقراره ومتشبث بجذوره وانتماءاته العربية والإسلامية والحضارية، وبدوره الخليجي والعربي وفاعليته الدولية وتوجهاته في بناء التحالفات المتوازنة مع القوى الدولية الكبرى، وترسيخه لقيمة العلم والعمل والتجانس المجتمعي، الذي لا مكان فيه لولاءات غير الولاء للوطن كقيمة ومنطلق أساسي لحماية البحرين من فوضى التدخلات الخارجية أيًّا كان مصدرها، خاصة وقد شهد شعبنا البحريني والخليجي المآلات السوداء التي آلت إليها بعض الدول العربية في ظل فوضى التطرف أو الطائفية أو الإرهاب أو الولاء لغير الوطن!
{ بحريننا الآمنة والمستقرة وخليجنا الآمن والمستقر وسط الرياح العاتية التي تهب على المنطقة العربية هو النموذج الذي يجب الحفاظ عليه لتحقيق المصالح الشعبية ومصالح مملكتنا وخليجنا العليا، في هذا المحيط وهذا العالم المضطرب! والأمن والاستقرار هما نعمتان يحسدنا عليهما الكثير من الشعوب، خاصة وهما مترافقان مع تعزيز وترسيخ كل منطلقات النهوض التنموي والإنجازات المختلفة في ظل القانون والدستور وقيم المواطنة على أسس الولاء والانتماء الوطني.
{ في عيدنا الوطني والاحتفال بمناسبات أخرى يحفل بها شهر ديسمبر من كل عام لا بد أن نتأمل في حجم وكثرة النعم التي تحيط بنا في مملكتنا وخليجنا ونحمد الله عليها، ونحن نتطلع إلى سد أي ثغرة أو إعاقة في مسار التطوير والتنمية والاستثمار في الإنسان! فوحده الإنسان من يحمل على عاتقه مسؤولية الحفاظ على وطنه، ووحدها القيادة الوطنية من تملك تنفيذ القرار في جعل هذا الوطن راسخا في أمنه واستقراره وتطوره وتشبثه بولائه للوطن وحده، ومعه تأخذ المشاركة المجتمعية قيمها في الحفاظ على الهوية الوطنية من دون التباس أو خدش أو ثغرات!
دام عزك يا وطن والدعاء الذي يملأ شرايين القلب كلها هي أن تبقى آمنا ومستقرا ومتطورا، وأن تبقى أرضك مثمرة دائما بكل العطاءات والإنجازات!
كل عام ومملكتنا بألف خير.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك