العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الثقافي

في يوم تدشين ديوانها الجديد «أطل على هذا القلب»:
د. نبيلة زُباري تُطلُّ على قلوب قُرَّائها من نوافذ الشعر والموسيقى

بقلم وتغطية: زينب علي البحراني

السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

مُنذُ‭ ‬أن‭ ‬صافَحَت‭ ‬الشاعرة‭ ‬‮«‬نبيلة‭ ‬زُباري‮»‬‭ ‬قُلوبِ‭ ‬عُشَّاق‭ ‬الشِّعر‭ ‬عام‭ ‬1994م‭ ‬بمجموعتها‭ ‬‮«‬حواجز‭ ‬رماديَّة؛‭ ‬وهي‭ ‬تخطو‭ ‬على‭ ‬درب‭ ‬اللغة‭ ‬المُرهفة‭ ‬بكلماتٍ‭ ‬تعزف‭ ‬على‭ ‬أوتار‭ ‬مشاعر‭ ‬القارئ‭ ‬والسامع‭ ‬في‭ ‬إصدارتها‭ ‬الأدبيَّة‭ ‬المُتتالية‭ ‬تحتَ‭ ‬عناوين‭ ‬‮«‬عسى‭ ‬أن‭ ‬يرجع‭ ‬البحر‮»‬،‭ ‬‮«‬همسٌ‭ ‬أزرق‮»‬،‭ ‬‮«‬نبضٌ‭.. ‬على‭ ‬أوراقي‮»‬،‭ ‬‮«‬لُغةُ‭ ‬السفَر‭/ ‬صوتُ‭ ‬بُلبُلٍ‭ ‬في‭ ‬دفاتر‭ ‬الأسفار‮»‬،‭ ‬‮«‬ليتَكَ‭ ‬بقيتَ‭ ‬حُلمًا‭/ ‬حكاية‭ ‬الليلك‮»‬،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬مجموعتها‭ ‬الشعريَّة‭ ‬‮«‬أُطلُّ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬القلب‮»‬‭ ‬التي‭ ‬احتضنَ‭ ‬تدشينها‭ ‬مركز‭ ‬الشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للثقافة‭ ‬والبحوث‭.‬

استُهِلَّت‭ ‬الأُمسيةً‭ ‬بتقديمٍ‭ ‬من‭ ‬الشاعِر‭ ‬البحريني‭ ‬المُبدِع‭ ‬حسن‭ ‬كمال‭ ‬الذي‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬جانبٍ‭ ‬من‭ ‬السيرة‭ ‬الثقافية‭ ‬والأدبيَّة‭ ‬للشاعرة‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬نبيلة‭ ‬زُباري‭ ‬أكاديميَّة،‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬الجامعة،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬تحرير‭ ‬مجلَّة‭ ‬البحرين‭ ‬الثقافيَّة،‭ ‬وعضو‭ ‬في‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكُتَّاب‭ ‬ومركز‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬كانو‭ ‬الثقافي،‭ ‬صدرَت‭ ‬لها‭ ‬ست‭ ‬مجموعاتٍ‭ ‬شعريَّة‭ ‬فُصحى،‭ ‬كُلها‭ ‬من‭ ‬الشعر‭ ‬الرصين‭ ‬الحديث،‭ ‬ونترقَّب‭ ‬صدور‭ ‬مجموعتها‭ ‬الشعريَّة‭ ‬القادمة‭ ‬باللهجة‭ ‬الشعبيَّة‭.. ‬لقد‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجلسَات‭ ‬الشعريَّة‭ ‬والندوات‭ ‬والأُمسيات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والخليج‭ ‬وأقطار‭ ‬عربيَّة‭ ‬أُخرى،‭ ‬ولها‭ ‬حضورٌ‭ ‬دائمٌ‭ ‬في‭ ‬المحافِل‭ ‬الثقافيَّة‭.. ‬أطلَّت‭ ‬علينا‭ ‬مؤخرًا‭ ‬بومضات‭ ‬قصيرة،‭ ‬نَبضات‭ ‬على‭ ‬الورق‭ ‬عبر‭ ‬صحيفة‭ ‬الأيَّام‭.. ‬نُحيّي‭ ‬هذا‭ ‬الجُهد‭ ‬من‭ ‬شاعرتنا‭ ‬نبيلة‭ ‬زُباري،‭ ‬ونُحيي‭ ‬حضوركم،‭ ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬من‭ ‬سيُصاحبها‭ ‬بدندناتٍ‭ ‬على‭ ‬عودِه‭ ‬العازف‭ ‬الفنَّان‭ ‬محمَّد‭ ‬العبيدلي‮»‬‭.‬

وقفت‭ ‬الشاعرة‭ ‬نبيلة‭ ‬زُباري‭ ‬على‭ ‬مِنصَّة‭ ‬الإلقاء‭ ‬متوجةً‭ ‬حديثها‭ ‬بآيات‭ ‬الشُّكر‭ ‬والامتنان‭ ‬لكُل‭ ‬من‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬إنجاح‭ ‬صدور‭ ‬الكِتاب‭ ‬وإقامة‭ ‬حفل‭ ‬التدشين،‭ ‬وأشارَت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الإصدار‭ ‬كُتِبَ‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬النور‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2020م؛‭ ‬لكن‭ ‬الأحداث‭ ‬المُفجِعة‭ ‬التي‭ ‬اجتاحت‭ ‬العالم‭ ‬ومنها‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد19‭ ‬ثم‭ ‬أحداث‭ ‬غزَّة‭ ‬كانت‭ ‬حاجزًا‭ ‬أجَّل‭ ‬إطلاق‭ ‬حفل‭ ‬تدشينه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أُتيحت‭ ‬الفُرصة‭ ‬أخيرًا‭ ‬بعد‭ ‬أربع‭ ‬سنوات،‭ ‬ومن‭ ‬باب‭ ‬ترجمة‭ ‬مشاعرها‭ ‬تجاه‭ ‬أحداث‭ ‬غزَّة‭ ‬باعتبارها‭ ‬قضيَّة‭ ‬انسانيَّة‭ ‬لا‭ ‬يُمكن‭ ‬لشعورٍ‭ ‬مُرهف‭ ‬إلا‭ ‬التفاعُل‭ ‬معها‭ ‬قالت‭: ‬‮«‬يا‭ ‬غزَّة‭ ‬العِز‭ ‬والإباء‭/ ‬يا‭ ‬جُرحًا‭ ‬في‭ ‬خاصِرة‭ ‬الأوطان‭ ‬العربيَّة‭/ ‬الجُرحُ‭ ‬مازالَ‭ ‬ينزف‭/ ‬لكنَّ‭ ‬طُهرَ‭ ‬الدماء‭/ ‬وبركات‭ ‬القُرآن‭ ‬والأنبياء‭/ ‬ونور‭ ‬الشهادة‭ ‬وسطوة‭ ‬الجوع‭/ ‬ما‭ ‬فتئوا‭ ‬يرصفونَ‭ ‬للتاريخِ‭ ‬نصرًا‭.. ‬عنوانُ‭ ‬دربُ‭ ‬الرجوع‮»‬‭.‬

ولأنَّ‭ ‬‮«‬الوطن‮»‬‭ ‬شريانٌ‭ ‬دائمٌ‭ ‬يُغذي‭ ‬قصائد‭ ‬د‭. ‬نبيلة‭ ‬ويمدها‭ ‬بالإلهام‭ ‬مُستحوذًا‭ ‬على‭ ‬روح‭ ‬أكثرها،‭ ‬وهو‭ ‬المتوِّج‭ ‬للعلاقة‭ ‬بين‭ ‬الطبيعة‭ ‬والإنسان‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬النصوص‭ ‬الشعريَّة‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬البحرين‭ ‬الثقافيَّة‭ ‬د‭. ‬كمال‭ ‬الذيب‭ ‬في‭ ‬قراءته‭ ‬النقديَّة‭ ‬للمجموعة‭ ‬المُدشَّنة‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬فالشاعِرة‭ ‬تبدأ‭ ‬بالطبيعة‭ ‬وبالمكان‭ ‬والزمان‭ ‬البحرينيين،‭ ‬ثم‭ ‬يأتي‭ ‬الوطنُ‭ ‬متوجًا‭ ‬للعلاقة‭ ‬بين‭ ‬الطبيعة‭ ‬والإنسان،‭ ‬ويأتي‭ ‬الحبُّ‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الطبيعة‭ ‬والمكان‭ ‬والإنسان،‭ ‬ثُم‭ ‬يأتي‭ ‬البُعدُ‭ ‬الإنسانيُّ‭ ‬بعد‭ ‬ذلكَ‭ ‬ليُكمل‭ ‬الصورة‭.. ‬صـ10‮»‬،‭ ‬كان‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬نصوصها‭ ‬المُلقاة‭ ‬خلال‭ ‬حفل‭ ‬التدشين‭ ‬النصيب‭ ‬الأوفى،‭ ‬وأكَّدَت‭ ‬على‭ ‬تلكَ‭ ‬العلاقة‭ ‬النابضة‭ ‬بالحُب‭ ‬بينهما‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬الوطن‭ ‬منهُ‭ ‬نبدأ‭ ‬وإليهِ‭ ‬ننتهي،‭ ‬فالوطن‭ ‬بأحيائه،‭ ‬بمُدُنه،‭ ‬بقُراه‭ ‬وطُرقاته،‭ ‬كلهُ‭ ‬داخل‭ ‬قلوبنا،‭ ‬لذا‭ ‬ستكون‭ ‬بدايتي‭ ‬مع‭ ‬قراءة‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬النص‭ ‬الشعري‭ ‬الأوَّل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬أُطلُّ‭ ‬على‭ ‬الوطَن‮»‬‭: ‬أيها‭ ‬الوطَن‭.. ‬كتبتُ‭ ‬على‭ ‬سُحنتي‭ ‬أنّي‭ ‬منكَ‭.. ‬وأنَّكَ‭ ‬منّي‭!/ ‬وهذا‭ ‬البحرُ‭ ‬معي‭ ‬يشهدُ‭ ‬للقلاع‭/ ‬والنخلُ‭ ‬يزخرف‭ ‬بالرّطب‭ ‬لوحة‭ ‬الفضاء‭/ ‬وأشجار‭ ‬الياسمين‭ ‬تلوّنُ‭ ‬بالأخضرِ‭ ‬وجه‭ ‬الصبحِ‭ ‬وقلوب‭ ‬الأوفياء‭.. ‬ثم‭ ‬استطردَت‭ ‬بقولها‭: ‬‮«‬نُحبّ‭ ‬كل‭ ‬ارجاء‭ ‬الوطن،‭ ‬ولكن‭ ‬يبقى‭ ‬لبعض‭ ‬الأماكن،‭ ‬بعض‭ ‬المدُن،‭ ‬بعض‭ ‬القرى‭ ‬مكانتها‭ ‬الدافئة‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬النفس‭.. ‬كتبتُ‭ ‬عن‭ ‬المنامة‭ ‬لأنها‭ ‬مسقطُ‭ ‬رأسي،‭ ‬ونشأتي‭ ‬في‭ ‬القضيبيَّة،‭ ‬ومسقط‭ ‬رأس‭ ‬والدي‭ ‬وأجدادي‭ ‬وأعمامي،‭ ‬ما‭ ‬كانَ‭ ‬له‭ ‬دورًا‭ ‬في‭ ‬الهامي‭ ‬نصًا‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬يا‭ ‬منامة‮»‬‭ ‬أقول‭ ‬فيه‭: ‬‮«‬لا‭ ‬تنامي‭.. ‬يا‭ ‬منامة‭/ ‬فبينَ‭ ‬حروفكِ‭ ‬يتأرجحُ‭ ‬النعاسُ‭ ‬ويتثاءبُ‭ ‬النوم‭/ ‬لتستريحي‭ ‬مع‭ ‬سُبات‭ ‬الجسور‭/ ‬فتُطلُّ‭ ‬عليكِ‭ ‬المحرَّقُ‭ ‬وأنتِ‭ ‬تُغالبينَ‭ ‬رغبة‭ ‬اليقظة‭/ ‬فتضحك‭ ‬وتُدندنُ‭ ‬معكِ‭ ‬أُغنية‭ ‬السلام‭/ ‬مع‭ ‬نورسٍ‭ ‬يتمطَّى‭ ‬على‭ ‬رُذاذ‭ ‬السواحِل،‭ ‬ويُداعبُ‭ ‬نُدف‭ ‬الغيماتِ‭ ‬حولَ‭ ‬الصَّواري‮»‬‭.‬

ومن‭ ‬عشقها‭ ‬لمدينة‭ ‬المنامة‭ ‬وجَّهت‭ ‬دفَّة‭ ‬ولعها‭ ‬نحو‭ ‬المحرَّق،‭ ‬مسقط‭ ‬رأس‭ ‬والدتها‭ ‬رحمها‭ ‬الله،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تصطحبها‭ ‬خلال‭ ‬مرحلة‭ ‬الطفولة‭ ‬إلى‭ ‬بيت‭ ‬الجدَّة‭ ‬والأخوال‭ ‬وبقيَّة‭ ‬الأهل‭ ‬في‭ ‬‮«‬البيت‭ ‬العود‮»‬،‭ ‬وهناكَ‭ ‬كانت‭ ‬ذاكرتها‭ ‬تستمتع‭ ‬باختزان‭ ‬مشاهد‭ ‬لم‭ ‬تُنسَ‭ ‬مثل‭ ‬لعب‭ ‬الأطفال،‭ ‬وجبة‭ ‬القدوع،‭ ‬حكايا‭ ‬الغوص،‭ ‬البيوت‭ ‬المنقوشة،‭ ‬الطواويس‭ ‬المرسومة‭ ‬على‭ ‬الجدران،‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬ألهمها‭ ‬نص‭ ‬‮«‬يا‭ ‬المحرَّق‭.. ‬يا‭ ‬الدَّانة‭!‬‮»‬‭ ‬في‭ ‬ستة‭ ‬مشاهِد،‭ ‬يبدأ‭ ‬النص‭ ‬بـ‭: ‬‮«‬تحكي‭ ‬لذ‭ ‬الذاكرة‭/ ‬وأنا‭ ‬أعبر‭ ‬الجسر‭ ‬العتيق‭/ ‬وتعودُ‭ ‬بي‭ ‬أعوامًا‭ ‬وسنين‭/ ‬فأتشوَّقُ‭ ‬إليكِ‭ ‬يا‭ ‬محرَّق‭/ ‬ومن‭ ‬أعماق‭ ‬الطفولة‭ ‬أكتُبُ‭ ‬الحروفُ‭ ‬التي‭ ‬سطَّرها‭ ‬الحنين‭/ ‬عندما‭ ‬كنتُ‭ ‬أشبكُ‭ ‬أصابعي‭ ‬الصغيرة‭ ‬في‭ ‬أطراف‭ ‬عباءتكِ‭.. ‬يا‭ ‬أمي‭.. ‬ونمشي‮»‬‭.‬

بعدَ‭ ‬القاء‭ ‬باقةٍ‭ ‬من‭ ‬النصوص‭ ‬الشعريَّة‭ ‬برفقة‭ ‬أنغام‭ ‬عود‭ ‬العازف‭ ‬محمد‭ ‬العبيدلي؛‭ ‬حان‭ ‬وقت‭ ‬النص‭ ‬الأخير‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬في‭ ‬كُل‭ ‬عام‮»‬‭ ‬ليُطلَّ‭ ‬على‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬بالحُب‭ ‬والأمل‭ ‬عبرَ‭ ‬هذه‭ ‬الكلمات‭: ‬‮«‬سأبدأ‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭.. ‬بحُبّك‭/ ‬بعصفورٍ‭ ‬تركَ‭ ‬صوتهُ‭ ‬على‭ ‬أذرُعِ‭ ‬سدرةٍ‭ ‬خضراء‭/ ‬وبفراشاتٍ‭ ‬استعارَت‭ ‬ألوانها‭ ‬من‭ ‬لونِ‭ ‬الفرَح‭!/ ‬وبموجةٍ‭ ‬جاءت‭ ‬تُحيي‭ ‬سواحِلَ‭ ‬الجزيرة‭/ ‬وتحضنُ‭ ‬بها‭ ‬الرذاذ‭ ‬الجميل‭/ ‬سأبدأ‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭.. ‬بشوقِك‭/ ‬بالندى‭ ‬يُطلُّ‭ ‬من‭ ‬مُحيَّا‭ ‬المزارِع‭/ ‬بالعطرِ‭ ‬يملأ‭ ‬الطرقات‭ ‬حولَك‭/ ‬بصدى‭ ‬مواويل‭ ‬الصيف‭.. ‬وأغنيات‭ ‬الشِّتاء‭/ ‬بالوردِ‭ ‬يكسو‭ ‬كوبَ‭ ‬الشاي‭ ‬حينما‭ ‬أحتسيهِ‭ ‬في‭ ‬الصباح‭/ ‬بقطعِ‭ ‬الكعكِ‭ ‬تستلقي‭ ‬على‭ ‬طبق‭ ‬البلّور‭.. ‬وتبتسمُ‭ ‬لصورتكَ‭ ‬التي‭ ‬انطبعَت‭ ‬في‭ ‬عيوني‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬آخر‭ ‬كلمات‭ ‬النصوص‭ ‬المُلقاة‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬التدشين،‭ ‬يتأكد‭ ‬للمُنصتين‭ ‬مصداقيَّة‭ ‬رأي‭ ‬الناقد‭ ‬د‭. ‬كما‭ ‬الذيب‭ ‬الذي‭ ‬رأي‭ ‬أن‭ ‬الشاعرة‭ ‬‮«‬تمتلك‭ ‬القُدرة‭ ‬على‭ ‬شحن‭ ‬القصيدة‭ ‬بالوجدان،‭ ‬والبحث‭ ‬الجمالي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬ينضب‭ ‬ولا‭ ‬يتوقف‭ ‬عند‭ ‬حد،‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬المُتابع‭ ‬لهذه‭ ‬التجربة‭ ‬لا‭ ‬يُخطئ‭ ‬تلك‭ ‬الغنائيَّة‭ ‬الرومانسيَّة‭ ‬المغموسة‭ ‬في‭ ‬عشق‭ ‬الوطن،‭ ‬فيكتشف‭ ‬أنها‭ ‬وفيَّة‭ ‬لذات‭ ‬الرؤية‭ ‬التي‭ ‬أسست‭ ‬لها‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬تسعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬انتقلت‭ ‬داخلها،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬قفزٍ‭ ‬أو‭ ‬عناء‭ ‬إلى‭ ‬تجربةٍ‭ ‬شِعريّةٍ‭ ‬مُكتملةٍ‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الفنيَّة‭ ‬في‭ ‬ديوانها‭ (‬أُطلُّ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬القلب‭)‬‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا