العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

المليار الذهبي وسيطرة الروبوتات على العالم!

{ مطورو‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لا‭ ‬يخفون‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬المهدد‭ ‬الحقيقي‭ ‬لغالبية‭ ‬الوظائف‭ ‬والأنشطة‭ ‬التي‭ ‬يمتهنها‭ ‬الإنسان‭ ‬ويشتغل‭ ‬بها‭! ‬وأن‭ ‬الروبوتات‭ ‬تحل‭ ‬بالتدريج‭ ‬محل‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الوظائف،‭ ‬التي‭ ‬تفضلها‭ ‬اليوم‭ ‬الشركات‭ ‬وسيزداد‭ ‬تفضيلهم‭ ‬للروبوت‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬العمل‭ ‬والشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬أو‭ ‬كل‭ ‬المهن‭ ‬الأخرى،‭ ‬حتى‭ ‬اجتاحت‭ ‬الروبوتات‭ ‬مجال‭ ‬الإعلام‭ ‬والصحة‭ ‬والطب‭ ‬والجراحة‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير‭!‬

لم‭ ‬يعد‭ ‬اليوم‭ ‬غريبا‭ ‬وجود‭ ‬‮«‬جراح‭ ‬آلي‮»‬‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المستشفيات‭ ‬وهذا‭ ‬قابل‭ ‬للانتشار‭ ‬ولم‭ ‬بعد‭ ‬عجيباً‭ ‬وجود‭ ‬إعلاميين‭ ‬أو‭ ‬مقدمي‭ ‬برامج‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬التلفزيونات،‭ ‬وقد‭ ‬بدأت‭ ‬الصين‭. ‬ودول‭ ‬غربية‭ ‬إحلال‭ ‬الروبوت‭ ‬محل‭ ‬الكادر‭ ‬البشري‭ ‬في‭ ‬قنواتها‭!‬

{ اليوم‭ ‬نجد‭ ‬الروبوت‭ ‬الآلي‭ ‬يتجول‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬التسوق،‭ ‬ويلتف‭ ‬حوله‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الفضول‭ ‬والاستطلاع،‭ ‬ولكن‭ ‬الشركات‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬بدأت‭ ‬تنتج‭ ‬الروبوتات‭ ‬‮«‬البشرية‮»‬‭ ‬أي‭ ‬الشبيهة‭ ‬في‭ ‬المظهر‭ ‬الخارجي‭ ‬تماما‭ ‬بالبشر،‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬المنازل‭ ‬والكافيهات‭ ‬والمطارات‭ ‬والمدارس،‭ ‬والعمل‭ ‬كمدبرات‭ ‬منازل،‭ ‬وفي‭ ‬الضيافة،‭ ‬وفي‭ ‬محطات‭ ‬الوقود،‭ ‬وباختصار‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬بها‭ ‬الإنسان‭! ‬وهذه‭ ‬المنتجات‭ ‬تتزايد‭ ‬لتصل‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ (‬مليارات‭ ‬من‭ ‬الروبوتات‭)‬،‭ ‬ذات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬المتطور‭! ‬لتثبت‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التنافس‭ ‬مع‭ ‬البشر‭ ‬الطبيعيين،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التفوق‭! ‬

بحكم‭ ‬أنها‭ ‬ستكون‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تجديد‭ ‬وتطوير‭ ‬ذاتها‭ ‬سريعا‭ ‬وتلقائيا‭ ‬ليصبح‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬البشر‭ ‬عائقا‭ ‬لانطلاقتها‭ ‬الروبوتية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وبطموح‭ ‬السيطرة‭ ‬عليهم‭! ‬

{ المروجون‭ ‬لاستبدال‭ ‬الروبوتات‭ ‬بالبشر،‭ ‬يحملون‭ ‬في‭ ‬جعبتهم‭ ‬الكثير‭! ‬ويبررون‭ ‬أيضاً،‭ ‬بأن‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬عشرات‭ ‬الموظفين‭ ‬بإمكان‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬الروبوتات‭ ‬القيام‭ ‬به‭! ‬وعملهم‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يحتاجه‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬عطلات‭ ‬وإجازات‭ ‬وتأمين‭ ‬صحي‭ ‬ومواصلات‭ ‬وسكن‭ ‬وأجور‭ ‬شهرية‭! ‬ولأن‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬تصاعد‭ ‬وتزايد،‭ ‬فقد‭ ‬حدث‭ ‬بالفعل‭ ‬عدة‭ ‬صدامات‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬العالم،‭ ‬بسبب‭ ‬زيادة‭ ‬إحلال‭ ‬الروبوتات‭ ‬مكان‭ ‬الإنسان‭ ‬لتتصاعد‭ ‬مشكلة‭ ‬البطالة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كله‭! ‬ولكن‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تُسيرها‭ ‬أجندات‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬أعلى،‭ ‬لا‭ ‬تعبأ‭ ‬بالبشر‭ ‬أو‭ ‬احتياجاتهم‭! ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تزامن‭ ‬مخطط‭ ‬‮«‬المليار‭ ‬الذهبي‮»‬‭ ‬أو‭ ‬تقليص‭ ‬البشرية‭ ‬إلى‭ ‬مليار‭ ‬واحد،‭ ‬بطرق‭ ‬مختلفة‭ ‬كالحروب‭ ‬والأوبئة‭ ‬والكوارث‭ ‬الصناعية،‭ ‬وغيرها‭! ‬فيما‭ ‬تعمل‭ ‬ذات‭ ‬الجهات‭ ‬على‭ ‬استبدال‭ ‬المليارات‭ ‬التي‭ ‬يراد‭ ‬القضاء‭ ‬عليها‭ ‬بمليارات‭ ‬الروبوتات‭ ‬ذات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬المتطور‭ ‬والمتفوق‭ ‬على‭ ‬البشر‭! ‬إنه‭ ‬اليوم‭ ‬بداية‭ ‬عصر‭ ‬الآلات‭ ‬والروبوتات‭ ‬وفناء‭ ‬البشر‭! ‬

{ هي‭ ‬ليست‭ ‬مزحة‭ ‬أو‭ ‬مبالغة‭ ‬أو‭ ‬استرسال‭ ‬في‭ ‬الخيال‭!‬،‭ ‬لأن‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬يُصرح‭ ‬مسؤولوها‭ ‬بسيناريوهات‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والروبوت،‭ ‬مثلما‭ ‬يصرّح‭ ‬عرابّ‭ ‬هذا‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬‮«‬إيلون‭ ‬ماسك‮»‬‭ ‬بالمشاريع‭ ‬المستقبلية‭ ‬لتطوير‭ ‬هذا‭ ‬الذكاء‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬باعترافه‭ ‬يمثل‭ ‬تهديدا‭ ‬للبشر‭ ‬والبشرية‭! ‬وفي‭ ‬فيلم‭ (‬l‭ ‬robot‭) ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬خيال‭ ‬علمي‭ ‬وإنما‭ ‬ترويج‭ ‬لما‭ ‬تنوي‭ ‬‮«‬النخبة‭ ‬الشيطانية‮»‬‭ ‬القيام‭ ‬به‭! ‬فإن‭ (‬حرباً‭ ‬مستقبلية‭) ‬تحدث‭ ‬بين‭ ‬الإنسان‭ ‬والآلات،‭ ‬وتكون‭ ‬حرباً‭ ‬مدمرة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تسيطر‭ ‬الآلات‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬والبشر‭! ‬

الاستشعار‭ ‬بالخطورة‭ ‬بدأ‭ ‬يجوب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬شعوب‭ ‬العالم،‭ ‬وحيث‭ ‬مخطط‭ ‬استبدال‭ ‬البشر‭ ‬بالروبوتات،‭ ‬يدق‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬دون‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭ ‬والبعيد،‭ ‬وما‭ ‬ستؤول‭ ‬إليه‭ ‬المآلات‭ ‬القادمة‭! ‬

في‭ ‬بولندا‭.. ‬قبل‭ ‬أسبوعين‭ ‬استبدلت‭ ‬إذاعة‭ ‬‮«‬كراكوف‮»‬‭ ‬كل‭ ‬طاقم‭ ‬الصحفيين‭ ‬والمذيعين،‭ ‬الذين‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬بني‭ ‬آدم،‭ ‬بصحفيين‭ ‬ومذيعين‭ ‬‮«‬آليين‮»‬،‭ ‬مما‭ ‬يعد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬في‭ ‬مهاجمة‭ ‬‮«‬مهنة‭ ‬إعلامية‮»‬‭ ‬كان‭ ‬الإنسان‭ ‬يعتقد‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬منأى‭ ‬من‭ ‬الاستبدال‭ ‬والإحلال‭ ‬الآلي‭ ‬فيها‭! ‬والصين‭ ‬بدورها‭ ‬بدأت‭ ‬تجربة‭ ‬‮«‬المذيعين‭ ‬الآليين‮»‬‭ ‬لتصبح‭ ‬بعد‭ ‬قليل‭ ‬موضة‭ ‬تكتسح‭ ‬كل‭ ‬قنوات‭ ‬العالم‭! ‬ولكم‭ ‬الله‭ ‬أيها‭ ‬العاملون‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬وغيره‭!‬

{ شركات‭ ‬كبرى‭ ‬موظفوها‭ ‬بمئات‭ ‬الآلاف‭ ‬تستغني‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬نصف‭ ‬موظفيها،‭ ‬لتستبدلهم‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬سنوات‭ ‬قليلة‭ ‬سيبدأ‭ ‬باكتساح‭ ‬العالم‭ ‬بقوة‭! ‬والسبب‭ ‬وراء‭ ‬ازدراء‭ ‬البشر‭ ‬هو‭ ‬‮«‬رأس‭ ‬المال‮»‬‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬كثيرون‭ ‬وحسابات‭ ‬الكُلفة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الشؤون‭ ‬العادية‭ ‬والمالية،‭ ‬التي‭ ‬ستضع‭ ‬البشر‭ ‬بالتدريج‭ ‬على‭ ‬مقصلة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والروبوتات‭ ‬الذكية‭! ‬وليصبح‭ ‬الإنسان‭ ‬وكأنه‭ ‬عالة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭! ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬التخلص‭ ‬منه،‭ ‬وترك‭ ‬المساحة‭ ‬الجغرافية‭ ‬للأرض‭ ‬وللوظائف‭ ‬والأعمال‭ ‬وحتى‭ ‬الثقافة‭ ‬للروبوتات‭ ‬والآلات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬صناعتها‭ ‬ليزداد‭ ‬معيار‭ ‬الربحية‭ ‬للشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬‮«‬الشيطانية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تزدري‭ ‬اليوم‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬خلقه‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬بشر‭ ‬وأخلاق‭ ‬وقيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬إنسانية‭ ‬ودين،‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬تحتفي‭ ‬كل‭ ‬الاحتفاء‭ ‬وتستبدل‭ ‬البشر‭ ‬الباقين‭ ‬بهم‭! ‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬مزحة‭ ‬وإنما‭ ‬حقيقة‭ ‬ستزداد‭ ‬وتيرتها‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭. ‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا