العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

الخروج من السيرك الإيراني!

{‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬انشغل‭ ‬فيه‭ ‬الإعلام‭ ‬العالمي‭ ‬والعربي‭ ‬بما‭ ‬سيحدث‭ ‬من‭ ‬رد‭ ‬إيراني‭ ‬‮«‬مؤكد‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬حادثة‭ ‬اغتيال‭ ‬إسماعيل‭ ‬هنية،‭ ‬فإن‭ ‬الرد‭ ‬والرد‭ ‬على‭ ‬الرد‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬حزب‭ ‬إيران‭ ‬اللبناني‭ ‬والكيان‭ ‬أثبت‭ ‬ألا‭ ‬ردّ‭! ‬وأن‭ ‬إيران‭ ‬وأتباعها‭ ‬ووكلاءها‭ ‬ملتزمون‭ ‬بالمعادلة‭ ‬الأمريكية‭/‬الإيرانية،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬تجاوز‭ ‬ولا‭ ‬تسبب‭ ‬بضرر‭ ‬حقيقي‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭! ‬وأن‭ ‬‮«‬خُنّ‭ ‬الدجاج‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬أصيب‭ ‬بأحد‭ ‬الصواريخ‭ ‬من‭ ‬الحزب‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬أنهى‭ ‬المعركة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تبدأ،‭ ‬وانتهت‭ ‬في‭ ‬مرحلتها‭ ‬الأولى‭ ‬دون‭ ‬إلحاقها‭ ‬بمرحلة‭ ‬ثانية،‭ ‬كما‭ ‬وعد‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬الحزب؛‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬عرف‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬مفاعيل‭ ‬الـ‭(‬320‭ ‬صاروخا‭) ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إطلاقها‭ ‬على‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭! ‬لتثبت‭ ‬إيران‭ ‬ووكلاؤها‭ ‬أن‭ ‬المقاومة‭ ‬ووحدة‭ ‬الساحات‭ ‬مجرد‭ ‬خدعة‭ ‬وأنها‭ ‬زائفة،‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬العام،‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬استكماله‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭! ‬وهي‭ ‬المعادلة‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬يوسع‭ ‬حربه‭ ‬من‭ ‬إبادة‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬جبهة‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭! ‬ولا‭ ‬المفاوضات‭ ‬نجحت،‭ ‬ولا‭ ‬الهدنة‭ ‬الحقيقية‭ ‬تحققت‭! ‬وهكذا‭ ‬يخرج‭ ‬الوعي‭ ‬التابع‭ ‬لإيران‭ ‬من‭ ‬السيرك‭ ‬الإيراني‭ ‬تائها،‭ ‬فيما‭ ‬هو‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬كمادات‭ ‬ثلجية‭ ‬لمعالجة‭ ‬الحمى‭ ‬التي‭ ‬شبت‭ ‬في‭ ‬رأس‭ ‬أصحابه‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬مبررات‭!‬

{‭ ‬الأدهى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬والذي‭ ‬يكشف‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬حقيقته‭ ‬دون‭ ‬مواربة‭ ‬إيرانية‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬التغريدة‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬‮«‬خامنئي‮»‬‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭ ‬الإيراني‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭ ‬بالنص‭: (‬إني‭ ‬سِلمٌ‭ ‬من‭ ‬سالمكم‭ ‬وحرب‭ ‬من‭ ‬حاربكم‭ ‬إلى‭ ‬يوم‭ ‬القيامة‭. ‬المعركة‭ ‬بين‭ ‬الجبهة‭ ‬الحسينية‭ ‬والجبهة‭ ‬اليزيدية‭ ‬مستمرة‭ ‬ولا‭ ‬نهاية‭ ‬لها‭)! ‬هكذا‭ ‬تم‭ ‬استبدال‭ ‬شعار‭ ‬المعركة‭ ‬المدعاة‭ ‬ضد‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬بحقيقة‭ ‬المعركة‭ ‬أنها‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والموالين‭ ‬لها‭ ‬وبين‭ ‬أهل‭ ‬السُنة‭! ‬وحيث‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬1400‭ ‬عام‭ ‬ولا‭ ‬وجود‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬لجبهة‭ ‬حسينية‭ ‬وجبهة‭ ‬يزيدية،‭ ‬لأن‭ ‬الحسين‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬السنة،‭ ‬اتضح‭ ‬للمرة‭ ‬المليون‭ ‬أن‭ ‬المتاجرة‭ ‬بالطائفية‭ ‬بدورها‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬مستوجبات‭ ‬اللعب‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬السيرك‭ ‬الإيراني،‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأطماع‭ ‬والتوسع‭ ‬واحتلال‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬وأن‭ ‬فلسطين‭ ‬مجرد‭ ‬شعارات‭! ‬فما‭ ‬الذي‭ ‬دعا‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭ ‬لإطلاق‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التغريدة‭ ‬التي‭ ‬تؤجج‭ ‬الفتنة‭ ‬بين‭ ‬المسلمين،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬الصراخ‭ ‬قائماً‭ ‬على‭ ‬حتمية‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬لاغتيال‭ ‬إسماعيل‭ ‬هنية؟‭! ‬لماذا‭ ‬كشف‭ ‬‮«‬خامنئي‮»‬‭ ‬حقيقة‭ ‬النوايا‭ ‬الإيرانية؟‭!‬

{‭ ‬هكذا‭ ‬وبدون‭ ‬لبس‭ ‬كشف‭ ‬‮«‬خامنئي‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬عدائه‭ ‬لكل‭ ‬المسلمين‭ ‬غير‭ ‬الموالين‭ ‬لنهجه‭ ‬المتطرف‭ ‬والطائفي‭ ‬باعتبارهم‭ ‬‮«‬يزيديين‮»‬‭ ‬والمعركة‭ ‬مستمرة‭ ‬معهم‭ ‬حتى‭ ‬يوم‭ ‬القيامة‭! ‬وبذلك‭ ‬وضح‭ ‬بدون‭ ‬لبس‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬ليس‭ ‬هو‭ ‬عدوه‭ ‬الحقيقي‭ ‬لكي‭ ‬يخوض‭ ‬المعركة‭ ‬ضده‭! ‬وكأنه‭ ‬يقول‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تنتظروا‭ ‬حربا‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬وبين‭ ‬الكيان‭!‬‮»‬‭ ‬يقول‭ ‬ذلك‭ ‬لمن‭ ‬انخدع‭ ‬بشعاراته‭ ‬من‭ ‬الأتباع‭! ‬وبذلك‭ ‬يتضح‭ ‬لماذا‭ ‬تعتبر‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬مجرد‭ ‬ورقة‭ ‬للتجارة‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬إيران،‭ ‬ومن‭ ‬يعتقد‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬فليرجع‭ ‬إلى‭ ‬تغريدة‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى،‭ ‬فهي‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬توضيح‭ ‬أكثر‭! ‬وهي‭ ‬تغريدة‭ ‬على‭ ‬العلن‭!‬

{‭ ‬ومع‭ ‬خروج‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬شعارات‭ ‬المقاومة‭ ‬الزائفة،‭ ‬التي‭ ‬صدّعت‭ ‬الرؤوس‭ ‬بها،‭ ‬يتضح‭ ‬أن‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬السيرك‭ ‬الإيراني،‭ ‬هذا‭ ‬يوضح‭ ‬أن‭ ‬المعركة‭ ‬الحقيقية‭ ‬بكل‭ ‬أبعادها‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والعربية‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬التي‭ ‬كشفت‭ ‬الغطاء‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬ورفعت‭ ‬الستار‭ ‬عن‭ ‬آليات‭ ‬الشعارات‭ ‬الإيرانية،‭ ‬التي‭ ‬تتبجح‭ ‬بفورة‭ ‬صراخها‭ ‬وضجيجها‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬ضد‭ ‬الكيان‭ ‬وأمريكا،‭ ‬وأنها‭ ‬مجرد‭ ‬شعارات‭ ‬للمتاجرة‭ ‬كما‭ ‬يعرف‭ ‬الجميع‭ ‬باستثناء‭ ‬الأتباع،‭ ‬وأن‭ ‬فلسطين‭ ‬تواجه‭ ‬أعتى‭ ‬القوى‭ ‬الاستعمارية‭ ‬ومركزها‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وحيدة‭ ‬دون‭ ‬سند‭ ‬من‭ ‬محور‭ ‬المقاومة‭ ‬التي‭ ‬تدعي‭ ‬نصرة‭ ‬فلسطين،‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خردة‭ ‬أسلحة‭ ‬ترميها‭ ‬لـ«حماس‮»‬‭ ‬لذر‭ ‬الرماد‭ ‬في‭ ‬العيون،‭ ‬فيما‭ ‬صواريخها‭ ‬ومسيراتها‭ ‬هي‭ ‬للحوثي‭ ‬ضد‭ ‬السعودية‭ ‬والخليج‭! ‬وهي‭ ‬للحزب‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬لقتل‭ ‬السُنة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭! ‬وهي‭ ‬للحشد‭ ‬الشيعي‭ ‬لقتل‭ ‬العراقيين،‭ ‬بحسب‭ ‬الهوية‭ ‬الطائفية‭! ‬أما‭ ‬الاستخدامات‭ ‬ضد‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬فهي‭ ‬لمجرد‭ ‬الفرقعة‭ ‬الإعلامية‭ ‬والمتاجرة،‭ ‬ولا‭ ‬ضرر‭ ‬ولا‭ ‬ضرار‭!‬

{‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬تتفاوض‭ ‬إيران‭ ‬مع‭ ‬أمريكا‭ ‬لتقسيم‭ ‬المصالح‭ ‬والنفوذ‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الجغرافيا‭ ‬العربية‭! ‬وينقل‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وحشيته‭ ‬الفائقة‭ ‬ليضيف‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬في‭ ‬غزة‭! ‬و«بن‭ ‬غفير‮»‬‭ ‬الصهيوني‭ ‬يريد‭ ‬بناء‭ ‬‮«‬كنيس‮»‬‭ ‬في‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭! ‬وأمريكا‭ ‬تواصل‭ ‬تزويد‭ ‬الوحشية‭ ‬في‭ ‬الكيان‭ ‬بـ‭(‬50‭ ‬طنا‭) ‬من‭ ‬العتاد‭ ‬العسكري‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭! ‬لتتصاعد‭ ‬أرقام‭ ‬دعمها‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬وباستمرار‭! ‬فيما‭ ‬معركة‭ ‬فلسطين‭ ‬ضد‭ ‬الاحتلال‭ ‬وأعوانه‭ ‬معركة‭ ‬مستمرة‭ ‬ومصيرية‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1948،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تصاعد‭ ‬الاستيطان‭ ‬وهمجية‭ ‬المستوطنين‭ ‬وتسليحهم،‭ ‬بما‭ ‬يذكرنا‭ ‬بتهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬بيوتهم‭ ‬وأراضيهم‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬‮«‬الهاجاناة‮»‬‭ ‬والعصابات‭ ‬الصهيونية‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬1948‭!‬

لقد‭ ‬سقطت‭ ‬كل‭ ‬الأقنعة‭ ‬ومنها‭ ‬أقنعة‭ ‬لاعبي‭ ‬السيرك‭ ‬الإيراني‭! ‬فيما‭ ‬المقاومة‭ ‬تتصاعد‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬في‭ ‬الضفة،‭ ‬التي‭ ‬يفجر‭ ‬الكيان‭ ‬كل‭ ‬أمراضه‭ ‬ووحشية‭ ‬احتلاله‭ ‬فيها‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬في‭ ‬غزة‭! ‬إلى‭ ‬متى؟‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا