العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الثقافي

ركن المكتبة: إصدارات ثقافية..
«متاهة الكيمياء – خريف الكتابة» جديد الأديب الروائي محمد عبدالملك

إعداد: يحيى الستراوي. Y4HY4ALSTRAWI@GMAIL.COM

السبت ١٥ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

صدر‭ ‬حديثاً‭ ‬رواية‭ (‬متاهة‭ ‬الكيمياء‭ - ‬خريف‭ ‬الكتابة‭)‬،‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬غاف‭ ‬للنشر،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب،‭ ‬للكاتب‭ ‬البحريني‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬الملك‭.‬

ويأتي‭ ‬الإصدار‭ ‬الروائي‭ ‬بعمل‭ ‬روائي‭ ‬سردي‭ ‬ممزوجاً‭ ‬بالسيرة‭ ‬الذاتية‭ ‬للكاتب،‭ ‬ويأخذنا‭ ‬محمد‭ ‬عبدالملك‭ ‬في‭ ‬إصداره‭ ‬بأسلوبه‭ ‬وسرده‭ ‬المتقن،‭ ‬إلى‭ ‬مراحل‭ ‬حياته،‭ ‬حيث‭ ‬يتنقل‭ ‬الكاتب‭ ‬بين‭ ‬أبعاد‭ ‬مراحله‭ ‬العمرية،‭ ‬بين‭ ‬الطفولة‭ ‬والكهولة،‭ ‬حيث‭ ‬يسرد‭ ‬فيها‭ ‬عبدالملك‭ ‬كل‭ ‬تفاصيل‭ ‬حياته،‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يراها‭ ‬القارئ‭ ‬صغيرة‭ ‬بنظره،‭ ‬فنراه‭ ‬في‭ ‬الإصدار،‭ ‬هو‭ ‬الأب‭ ‬والجد‭ ‬وتارة‭ ‬أخرى‭ ‬الكاتب،‭ ‬متقلباً‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬المزاجات،‭ ‬فنراه‭ ‬بين‭ ‬الرضى‭ ‬تارة،‭ ‬والإحباط‭ ‬والعزلة‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬آخر،‭ ‬وهذا‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحاح‭ ‬المبدع‭ ‬نحو‭ ‬الكتابة‭ ‬والتعلق‭ ‬بها‭ ‬رغم‭ ‬سنوات‭ ‬الجفاف‭ ‬التي‭ ‬تقدمت‭ ‬خطواتها‭ ‬بعمر‭ ‬الشيخوخة‭ ‬والعزلة‭ ‬التي‭ ‬تجوسقت‭ ‬بصاحبها‭ ‬وأحدقت‭ ‬به،‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬عمرية‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬عمره،‭ ‬فكأن‭ ‬الحب‭ ‬لم‭ ‬يشيب‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬ظل‭ ‬فتياً‭ ‬،‭ ‬وكأن‭ ‬الكتابة‭ ‬لم‭ ‬تهرم‭ ‬ظلت‭ ‬هي‭ ‬الحرف‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬الوليد‭ ‬،‭ ‬تجدد‭ ‬دماء‭ ‬العطاء‭ ‬بدماء‭ ‬الكاتب‭.‬

ويرى‭ ‬الروائي‭ ‬الراحل‭ ‬عبدالله‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬الراوي‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬عبدالملك‭ ‬القصصي‭ ‬أن‭ ‬عبدالملك‭ ‬يبرز‭ ‬كقاص‭ ‬اجتماعي‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬بتركيزه‭ ‬على‭ ‬شرائح‭ ‬اجتماعية‭ ‬معينة‭ ‬ويقوم‭ ‬بتصويرها‭ ‬فتغدو‭ ‬كتابته‭ ‬حينئذ‭ ‬سجلا‭ ‬اجتماعيا‭ ‬لحالات‭ ‬خاصة،‭ ‬ومواقع‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬قصص‭ ‬غير‭ ‬اجتماعية،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معروف،‭ ‬فكل‭ ‬القصص‭ ‬تنبثق‭ ‬من‭ ‬الحياة،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬القصة‭ ‬مجردة‭ ‬وتعبيرية،‭ ‬فإن‭ ‬جذورها‭ ‬التعبيرية‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تكشف،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التعبير‭ ‬المستخدم‭ ‬هنا‭ ‬عندما‭ ‬نقول‭ ‬اجتماعية‭ ‬يفيدنا‭ ‬في‭ ‬اكتشاف‭ ‬منحى‭ ‬خاص‭ ‬لدى‭ ‬المبدع،‭ ‬فالعديد‭ ‬من‭ ‬قصص‭ ‬عبدالملك‭ ‬لقطات‭ ‬تصور‭ ‬جوانب‭ ‬موحية‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬المجتمع،‭ ‬وتقدم‭ ‬نماذج‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬الوجود‭ ‬الحقيقي،‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬يرتبط‭ ‬بشخصية‭ ‬الراوي‭/‬المؤلف‭ ‬التي‭ ‬اتخذها‭ ‬الكاتب،‭ ‬فهو‭ ‬يتتبع‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬محيطه،‭ ‬ويقتنص‭ ‬شخصيات‭ ‬وحالات‭ ‬من‭ ‬البيئة،‭ ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬يقدمها‭ ‬بملامحها‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬ذاته‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا