العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الثقافي

ضمن فعاليات ملتقى السرد بأسرة الأدباء والكتاب :
قراءة في سرديات الجريمة.. نصوص محمد سرحان أنموذجاً

السبت ٢٠ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

متابعة‭ ‬وكتابة‭: ‬وفاء‭ ‬فيصل‭ ‬

 

انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬الأنماط‭ ‬المتفرعة‭ ‬للأدب‭ ‬نقف‭ ‬اليوم‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬أكثر‭ ‬الأنواع‭ ‬إثارة‭ ‬وهيمنة‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬المحلية‭ ‬وهو‭ ‬الأدب‭ ‬المعني‭ ‬بأدب‭ ‬الجريمة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬إقبال‭ ‬القراء‭ ‬وتفضيلهم‭ ‬ومن‭ ‬حيث‭ ‬اتجاه‭ ‬الكتاب‭ ‬الى‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬كونه‭ ‬مليئا‭ ‬بالقضايا‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬التحليل‭ ‬والتحقيق‭ ‬والدقة‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الجاني،‭ ‬مما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬التشويق‭ ‬والإثارة‭ ‬وهما‭ ‬العنصران‭ ‬الرئيسيان‭ ‬المكونان‭ ‬لهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬السرد‭. ‬

وغالباً‭ ‬ما‭ ‬ترتكز‭ ‬القصص‭ ‬في‭ ‬أدب‭ ‬الجريمة‭ ‬على‭ ‬خيال‭ ‬الكاتب‭ ‬الذي‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬خيال‭ ‬بوليسي‭ ‬وفق‭ ‬مقتضيات‭ ‬علمية‭ ‬أو‭ ‬تاريخية‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬يقوم‭ ‬الكاتب‭ ‬فيها‭ ‬بإطلاق‭ ‬العنان‭ ‬لإبداعه‭ ‬الذي‭ ‬يتجلى‭ ‬في‭ ‬الإثارة‭ ‬القانونية‭ ‬إبان‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجريمة‭ ‬وقبلها‭ ‬وقد‭ ‬يقف‭ ‬الكاتب‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭ ‬أو‭ ‬يواصل‭ ‬الإمساك‭ ‬بخيط‭ ‬السرد‭ ‬انتهاءً‭ ‬بأحداث‭ ‬قاعات‭ ‬المحاكم‭. ‬

يعود‭ ‬تاريخ‭ ‬أدب‭ ‬الجريمة‭ ‬إلى‭ ‬القصص‭ ‬العربية‭ ‬‮«‬قصص‭ ‬ألف‭ ‬ليلة‭ ‬وليلة‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬الجاني‭ ‬بقتل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجاريات‭ ‬بعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬سرد‭ ‬القصة‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬الأميرة‭ ‬شهرزاد‭ ‬وتعتبر‭ ‬هذه‭ ‬السلسلة‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬القصص‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تتداول‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭. ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬قصة‭ ‬التفاحات‭ ‬الثلاث‭ ‬وهي‭ ‬إحدى‭ ‬قصص‭ ‬ألف‭ ‬ليلة‭ ‬وليلة‭ ‬اشتهرت‭ ‬بها‭ ‬شهرزاد‭ -‬جريمة‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬جثة‭ ‬فتاة‭ ‬مقطعة‭ ‬في‭ ‬صندوق‭ ‬يخير‭ ‬فيها‭ ‬هارون‭ ‬الرشيد‭ ‬وزيره‭ ‬بالعثور‭ ‬على‭ ‬القاتل‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬أو‭ ‬إعدامه‭ ‬عند‭ ‬فشله‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬حيث‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬عناصر‭ ‬خيالية‭ ‬بوليسية‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العقد‭ ‬التي‭ ‬يحاول‭ ‬المتلقي‭ ‬فكها‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الجاني‭. ‬

أما‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي‭ ‬يعتبر‭ ‬الكاتب‭ ‬الشهير‭ ‬فيودور‭ ‬دوستوفيسكي‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬تناول‭ ‬الحالة‭ ‬النفسية‭ ‬للمجرم‭ ‬عبر‭ ‬روايته‭ ‬الشهيرة‭ ‬‮«‬الجريمة‭ ‬والعقاب‮»‬‭ ‬لتلمع‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬أسماء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القاصين‭ ‬والروائيين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الفضاء‭ ‬المفتوح‭ ‬كآرثر‭ ‬دويل‭ ‬وهو‭ ‬المؤلف‭ ‬لشخصية‭ ‬المحقق‭ ‬شارلوك‭ ‬هولمز،‭ ‬اجاثا‭ ‬كريستي،‭ ‬باتريشا‭ ‬هايسميث‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭. ‬

وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬العربي‭ ‬برزت‭ ‬أسماء‭ ‬لامعة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬كالكاتب‭ ‬طارق‭ ‬منيب‭ ‬عن‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬عرش‭ ‬الخليفة‮»‬،‭ ‬الكاتب‭ ‬زكي‭ ‬العريفي‭ ‬عن‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬دموع‭ ‬التمساح‮»‬،‭ ‬والحديقة‭ ‬المفقودة‭ ‬لأمين‭ ‬الزاوي‭ ‬وغيرهم‭ ‬الكثير‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬وفي‭ ‬مصاف‭ ‬المبدعين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اللون‭ ‬الأدبي‭ ‬المتنوع‭ ‬أقامت‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭ ‬مؤخراً‭ ‬أمسية‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬سرديات‭ ‬الجريمة‭.. ‬نصوص‭ ‬محمد‭ ‬سرحان‭ ‬أنموذجاً‮»‬‭ ‬

أدار‭ ‬الأمسية‭ ‬حسن‭ ‬الجعفر‭ ‬وبتعقيب‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الدكتور‭ ‬فهد‭ ‬حسين‭ ‬والدكتور‭ ‬عباس‭ ‬القصاب،‭ ‬حيث‭ ‬جرى‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النصوص‭ ‬للكاتب‭ ‬محمد‭ ‬سرحان‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬بصمة‭ ‬بحرينية‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬أدب‭ ‬الجريمة‭ ‬ليكون‭ ‬بذلك‭ ‬الكاتب‭ ‬الوحيد‭ ‬والمتفرد‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬المحلية‭ ‬الذي‭ ‬تطرق‭ ‬الى‭ ‬سرديات‭ ‬الجريمة‭ ‬وفق‭ ‬نمط‭ ‬إبداعي‭ ‬أمتاز‭ ‬بالتشويق‭ ‬والإثارة‭ ‬والغموض‭ ‬في‭ ‬قصص‭ ‬بوليسية‭ ‬صاغها‭ ‬الكاتب‭ ‬تاركاً‭ ‬للمتلقي‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الحقيقة‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬الأدلة‭ ‬المذكورة‭. ‬

جدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬للكاتب‭ ‬إصدارات‭ ‬عدة‭ ‬منها‭: ‬قصة‭ ‬القضية‭ ‬المعقدة،‭ ‬قصة‭ ‬الجريمة‭ ‬الغامضة،‭ ‬قصة‭ ‬التحدي،‭ ‬قصة‭ ‬جريمة‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬70،‭ ‬قصة‭ ‬جريمة‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الكورونا،‭ ‬قصة‭ ‬المنجم‭. ‬

وقد‭ ‬تطرق‭ ‬الدكتور‭ ‬عباس‭ ‬لمعالجة‭ ‬تجربة‭ ‬الكاتب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإشارة‭ ‬بدايةً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يستهوي‭ ‬الفئة‭ ‬الشبابية‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬انتشار‭ ‬أدب‭ ‬الرعب‭ ‬والجريمة‭ ‬والذي‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬تحدي‭ ‬المتلقي‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الغموض‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الرواية‭ ‬أو‭ ‬القصة‭ ‬بحيث‭ ‬تأخذ‭ ‬المتلقي‭ ‬للمجهول‭ ‬ليكون‭ ‬المتلقي‭ ‬نفسه‭ ‬أحد‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬الأداة‭ ‬لحل‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭. ‬

وأكد‭ ‬ضرورة‭ ‬مراعاة‭ ‬الجانب‭ ‬الاخلاقي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬السرد‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يكتب‭ ‬الكاتب‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬قصة‭ ‬عن‭ ‬جريمة‭ ‬الشرف‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬ويقف‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬المتعاطف‭ ‬مع‭ ‬القاتل‭ ‬باعتباره‭ ‬دافع‭ ‬عن‭ ‬شرف‭ ‬عائلته،‭ ‬فالجريمة‭ ‬لا‭ ‬تبرر‭ ‬مهما‭ ‬تكن‭ ‬منوهاً‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬سرديات‭ ‬الجريمة‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬القتل‭ ‬فقط‭ ‬فهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬منها‭ ‬جرائم‭ ‬السرقة‭ ‬الأدبية‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬جريمة‭ ‬خيانة‭ ‬الأمانة‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير‭. ‬

مسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬صعوبة‭ ‬تجنيس‭ ‬هذا‭ ‬النص‭ ‬السردي‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬بين‭ ‬رواية‭ ‬قصيرة‭ ‬أو‭ ‬قصة‭ ‬طويلة‭.‬

وبالعودة‭ ‬إلى‭ ‬النصوص‭ ‬المطروحة‭ ‬محور‭ ‬المعالجة‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬قصة‭ ‬المنجم‭ ‬للكاتب‭ ‬عنوان‭ ‬مثير،‭ ‬فهناك‭ ‬غيبيات‭ ‬توحي‭ ‬للمتلقي‭ ‬بوجود‭ ‬حدثاً‭ ‬ما‭ ‬سيكون‭ ‬متوقعاً‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنجم‭ ‬وهو‭ ‬يقوم‭ ‬بإلقاء‭ ‬ثلاث‭ ‬جرائم‭ ‬على‭ ‬الهواء‭ ‬مباشرة‭ ‬محركاً‭ ‬رجال‭ ‬التحقيق‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬الأدلة‭ ‬والفاعل‭ ‬مع‭ ‬ملاحظة‭ ‬تعدد‭ ‬الامكنة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القصة‭ ‬كالمقهى‭ ‬والشوارع‭ ‬وبيت‭ ‬المحقق‭.‬

وقد‭ ‬عبر‭ ‬الدكتور‭ ‬فهد‭ ‬عبر‭ ‬معالجته‭ ‬لسرديات‭ ‬الجريمة‭ ‬بأنها‭ ‬أولاً‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬سرديات‭ ‬الأدب‭ ‬البوليسي‭ ‬ولكن‭ ‬السرد‭ ‬الخليجي‭ ‬العربي‭ ‬يتجاهل‭ ‬الكثير‭ ‬منها‭ ‬ولا‭ ‬يسلط‭ ‬الضوء‭ ‬عليها‭ ‬إلا‭ ‬نادراً‭ ‬ومنها‭ ‬جرائم‭ ‬النصب‭ ‬والاحتيال‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬الكثير‭ ‬وجرائم‭ ‬الشرف‭ ‬وغسل‭ ‬الاموال،‭ ‬جريمة‭ ‬تبادل‭ ‬الاطفال‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬والعديد‭ ‬حيث‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬تكتب‭ ‬بين‭ ‬السطور‭ ‬ولكن‭ ‬ليست‭ ‬ثيمة‭ ‬أساسية‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬السرد‭ ‬بالمنطقة‭. ‬

كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬نص‭ ‬يعتبر‭ ‬هو‭ ‬أدب‭ ‬الجريمة‭ ‬وهو‭ ‬أدب‭ ‬بوليسي‭ ‬ونص‭ ‬مبثوث‭ ‬به‭ ‬الجريمة‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬رواية‭ ‬الدكتور‭ ‬جعفر‭ ‬الهدي‭ ‬الشرنقة‭ ‬حيث‭ ‬تطرقت‭ ‬للقتل‭ ‬ولكنها‭ ‬كتبت‭ ‬ليس‭ ‬ضمن‭ ‬سياق‭ ‬الأدب‭ ‬البوليسي،‭ ‬فكثير‭ ‬من‭ ‬الكتابات‭ ‬تأخذ‭ ‬ملمح‭ ‬الأدب‭ ‬البوليسي‭ ‬لكنها‭ ‬ليست‭ ‬عنصرا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬العمل‭.‬

ومقارنة‭ ‬بنصوص‭ ‬أ‭. ‬محمد‭ ‬سرحان‭ ‬نرى‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬بدأت‭ ‬بالأدب‭ ‬البوليسي‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬النص‭ ‬حتى‭ ‬نهايته‭. ‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬لغة‭ ‬الأدب‭ ‬البوليسي‭ ‬تختلف‭ ‬اختلافاً‭ ‬كلياً‭ ‬عن‭ ‬كتابة‭ ‬الرواية‭ ‬بسياقات‭ ‬أخرى‭ ‬فالاختلاف‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬نفسها‭ ‬فلغة‭ ‬الأدب‭ ‬البوليسي‭ ‬لغة‭ ‬سهلة‭ ‬ذات‭ ‬طابق‭ ‬تشويقي‭ ‬وهي‭ ‬لغة‭ ‬غير‭ ‬عالية‭ ‬جداً‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬جهد‭ ‬من‭ ‬القارئ‭ ‬ليعرف‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬سطور‭ ‬الكلمات‭.‬

فقد‭ ‬استخدام‭ ‬ذات‭ ‬الشخصية‭ ‬وهو‭ ‬المحقق‭ ‬ليث‭ ‬وهي‭ ‬ميزة‭ ‬تحسب‭ ‬للكاتب‭ ‬وفق‭ ‬عالمه‭ ‬المميز،‭ ‬فله‭ ‬نطاق‭ ‬جريمة‭ ‬خاص‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬مشروع‭ ‬متكامل‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬الأدب‭ ‬البوليسي‭.‬

ويمتاز‭ ‬المحقق‭ ‬ليث‭ ‬بالذكاء‭ ‬وسرعة‭ ‬البديهة‭ ‬والشغف‭ ‬بمهنته‭ ‬وبالتطرق‭ ‬للنصين‭ ‬قصة‭ ‬جريمة‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬70‭ ‬‮«‬و‮»‬‭ ‬قصة‭ ‬عودة‭ ‬جاك‭ ‬السفاح‭ ‬توحي‭ ‬العناوين‭ ‬بثقافة‭ ‬الكاتب‭ ‬فهو‭ ‬يعي‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬فيه‭ ‬الشخصية‭ ‬فيعرف‭ ‬من‭ ‬هي‭ ‬الشخصية‭ ‬وماذا‭ ‬كانت‭ ‬تفعل‭ ‬حيث‭ ‬تعدد‭ ‬الشخصيات‭ ‬بكثرة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬قصة‭ ‬الجريمة‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬70‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يزرع‭ ‬الوهم‭ ‬عند‭ ‬القارئ‭ ‬أثناء‭ ‬توقعاته‭ ‬عن‭ ‬المجرم‭ ‬فيتوه‭ ‬وكان‭ ‬الكاتب‭ ‬متقناً‭ ‬في‭ ‬ايهام‭ ‬القارئ‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمجرم‭. ‬

‭ ‬مؤكداً‭ ‬الدكتور‭ ‬فهد‭ ‬ان‭ ‬الادب‭ ‬البوليسي‭ ‬يعطي‭ ‬النتيجة‭ ‬بدايةً‭ ‬ثم‭ ‬تبدأ‭ ‬الاحداث‭ ‬عكسية‭ ‬ليبحث‭ ‬القارئ‭ ‬عن‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بالجريمة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يأتي‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬سياق‭ ‬الرواية‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا