العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الثقافي

أمام أحلام مسرحية تئن لبعدها عن الخشبة...
(صندوق دعم الفنانين) يخلو من الأموال!

السبت ٢٢ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

لا‭ ‬يبدو‭ ‬بوحهما‭ ‬مستغرباً؛‭ ‬فلعقود‭ ‬ظل‭ ‬اليأس‭ ‬متفشياً‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬البحريني‭ ‬ممتداً‭ ‬بجذور‭ ‬قسوته‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬خشبة‭ ‬ترعى‭ ‬خطى‭ ‬أحلام‭ ‬مسرحية‭ ‬تقاوم‭ ‬التداعي‭ ‬أمام‭ ‬واقع‭ ‬يبقيها‭ ‬رهن‭ ‬الجمود‭ ‬أو‭ ‬التلاشي‭ ‬بفعل‭ ‬الاهمال‭ ‬وقلة‭ ‬الدعم‭ ‬والتمويل‭ ‬والبطالة‭ ‬وظروف‭ ‬أخرى‭ ‬كالمرض‭ ‬والعجز‭. ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬الجهود‭ ‬لإجلاء‭ ‬المعاناة‭ ‬ظهرت‭ ‬بادرة‭ ‬أمل‭ ‬إلى‭ ‬السطح‭ ‬عندما‭ ‬أعلن‭ ‬اتحاد‭ ‬جمعيات‭ ‬المسرحيين‭ ‬البحرينيين‭ ‬السابق‭ ‬عن‭ ‬تدشين‭ ‬وشيك‭ ‬لصندوق‭ ‬دعم‭ ‬للفنان‭ ‬المسرحي‭ ‬البحريني‭ ‬بدعم‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وبنك‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني،‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬عقد‭ (‬31‭ ‬أغسطس‭ ‬2021‭) ‬في‭ ‬مقر‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭. ‬والآن،‭ ‬بعد‭ ‬عامين‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬يتضح‭ ‬خلو‭ ‬الصندوق‭ ‬المؤسس‭ ‬من‭ ‬الأموال‭.‬

بصيص‭ ‬الخطى

كان‭ ‬الأمل‭ ‬يرافق‭ ‬الإعلان‭ ‬الذي‭ ‬صرح‭ ‬به‭ ‬اتحاد‭ ‬المسرحيين‭ ‬السابق‭ ‬ممثلاً‭ ‬برئيسه‭ ‬الناقد‭ ‬الدكتور‭ ‬يوسف‭ ‬الحمدان،‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬تدشين‭ ‬صندوق‭ ‬دعم‭ ‬الفنانين‭ ‬المسرحيين‭ ‬البحرينيين‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وبنك‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني،‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحفي‭ ‬ناقش‭ ‬حزمة‭ ‬عناوين‭ ‬تعنى‭ ‬بالشأن‭ ‬المسرحي‭ ‬البحريني‭ ‬وقضاياه‭ ‬العالقة‭. ‬وذلك‭ ‬مساء‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الموافق‭ (‬31‭ ‬أغسطس‭ ‬2021‭) ‬بمقر‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭.‬

وبحسب‭ ‬البيان‭ ‬الإعلامي‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬المحلية‭ ‬بشأن‭ ‬المؤتمر،‭ ‬فإن‭ ‬الأمين‭ ‬المالي‭ ‬للاتحاد‭ ‬السابق‭ ‬الفنان‭ ‬سالم‭ ‬رجب،‭ ‬أوضح‭ ‬أهمية‭ ‬الصندوق‭ ‬ووقف‭ ‬على‭ ‬تفاصيله‭ ‬بالقول‭: ‬‮«‬هام‭ ‬لدعم‭ ‬الفنانين‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬العجز‭ ‬أو‭ ‬المعسرين‭ ‬منهم،‭ ‬ومن‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬يدعمه‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والميسورون؛‭ ‬لأنه‭ ‬سيخفف‭ ‬أعباء‭ ‬كثيرة‭ ‬عن‭ ‬الفنانين‭ ‬الذين‭ ‬بذلوا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجهد؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقديم‭ ‬الفن‭ ‬المسرحي‭ ‬الراقي‭ ‬الذي‭ ‬يتماس‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬قضايانا‭ ‬المجتمعية‮»‬‭. ‬

حساب‭ ‬مقفل

يكشف‭ ‬الأمين‭ ‬المالي‭ ‬الحالي‭ ‬لاتحاد‭ ‬جمعيات‭ ‬المسرح‭ ‬البحريني،‭ ‬الفنان‭ ‬والمخرج‭ ‬جاسم‭ ‬العالي‭ ‬أن‭ ‬‮«‬بعد‭ ‬تسلمي‭ ‬منصب‭ ‬الأمين‭ ‬المالي‭ ‬واعتمادي‭ ‬أميناً‭ ‬مالياً‭ ‬لدى‭ ‬البنك،‭ ‬فوجئت‭ ‬للأسف‭ ‬عندما‭ ‬أفادني‭ ‬البنك‭ ‬بأن‭ ‬حساب‭ ‬صندوق‭ ‬دعم‭ ‬الفنانين‭ ‬مغلق‭ ‬وخالٍ‭ ‬من‭ ‬الأموال؛‭ ‬لأن‭ ‬فتح‭ ‬الحساب‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بالطريقة‭ ‬الصحيحة،‭ ‬ويتطلب‭ ‬إعادة‭ ‬فتحه‭ ‬بعض‭ ‬الوثائق‭ ‬لكني‭ ‬لم‭ ‬أتسلم‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬العهدة‭ ‬والتقارير‭ ‬المالية‭ ‬للقيام‭ ‬بالإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتفعيله‮»‬‭. ‬

ويلفت‭ ‬العالي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مبادرة‭ ‬تأسيس‭ ‬الصندوق‭ ‬سبقتنا‭ ‬إليها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬المهتمة‭ ‬والمعنية‭ ‬بالمسرح،‭ ‬مشدداً‭ ‬على‭ ‬أهميتها‭ ‬البالغة‭ ‬للفنانين‭ ‬ممن‭ ‬يعانون‭ ‬عجزاً‭ ‬أو‭ ‬المعسرون‭ ‬منهم؛‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعلها‭ ‬واحدةً‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الملفات‭ ‬المطروحة‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬اتحاد‭ ‬المسرحيين‭ ‬البحرينيين‭ ‬‮«‬فالمسرح‭ ‬يتغذى‭ ‬بتعاون‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص؛‭ ‬فعقد‭ ‬الشراكات‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬يعتبر‭ ‬شرياناً‭ ‬مغذياً‭ ‬للثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬بجميع‭ ‬أشكاله،‭ ‬حيث‭ ‬دشن‭ ‬الصندوق‭ ‬فعلياً‭ ‬في‭ (‬5‭ ‬سبتمبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬المنصرم‭) ‬خلال‭ ‬اجتماع‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬بمقر‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب؛‭ ‬فتم‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬تأسيسه‭ ‬بكتابة‭ ‬النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬واللوائح‭ ‬الداخلية‭ ‬الخاصة‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الإدارة‭ ‬السابقة‭ ‬للاتحاد،‭ ‬وكما‭ ‬انتخبت‭ ‬أول‭ ‬إدارة‭ ‬له‮»‬‭.‬

مسرح‭ ‬قضى‭ ‬نحبه

الفنان‭ ‬ياسر‭ ‬القرمزي‭ ‬الذي‭ ‬سار‭ ‬خطواته‭ ‬الأولى‭ ‬نحو‭ ‬الخشبة‭ ‬عام‭ ‬1988‭ ‬وشارك‭ ‬بتميز‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬درامية‭ ‬محلية‭ ‬وخليجية‭ ‬عديدة،‭ ‬يرجع‭ ‬غيابه‭ ‬عن‭ ‬المسرح‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬أعوام‭ ‬إلى‭ ‬اصطدام‭ ‬أحلامه‭ ‬المسرحية‭ ‬الكبيرة‭ ‬بمصاعب‭ ‬الحياة‭ ‬الخاصة‭ ‬‮«‬فبالكاد‭ ‬استطعت‭ ‬توفير‭ ‬متطلبات‭ ‬العيش‭ ‬الكريم؛‭ ‬إذ‭ ‬ظللت‭ ‬عاطلاً‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬عاماً‭ ‬اشتغلت‭ ‬خلالها‭ ‬اضطرارياً‭ ‬أعمالاً‭ ‬غير‭ ‬مناسبة‭ ‬كبيع‭ ‬المأكولات‭ ‬على‭ ‬رصيف‭ ‬الشارع‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬حمد‭ ‬قبل‭ ‬عامين،‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬معاناتي‭ ‬قائمة؛‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬أملك‭ ‬كفاية‭ ‬مادية‭ ‬للإنفاق‭ ‬على‭ ‬أطفالي‭ ‬وبيتي‭ ‬الخاص‭ ‬فكيف‭ ‬أعود‭ ‬لممارسة‭ ‬المسرح‭ ‬تطوعياً‭ ‬وبلا‭ ‬مردود؟‮»‬‭.‬

ويجزم‭ ‬القرمزي‭ ‬بأن‭ ‬واقعه‭ ‬السيئ‭ ‬جداً‭ ‬‭ ‬بحسب‭ ‬وصفه‭ ‬‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬حال‭ ‬فنانين‭ ‬وأساتذة‭ ‬مسرحيين‭ ‬بحرينيين‭ ‬بعضهم‭ ‬من‭ ‬توفاه‭ ‬الله،‭ ‬وبعضهم‭ ‬مازال‭ ‬يحفر‭ ‬في‭ ‬الصخر‭ ‬بجهود‭ ‬فردية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إحياء‭ ‬المسرح‭ ‬البحريني‭ ‬‮«‬أما‭ ‬أنا‭ ‬رغم‭ ‬حنيني‭ ‬إليه‭ ‬فسأكتفي‭ ‬بمواجهة‭ ‬ظروفي‮»‬‭.‬

مشددا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬إنعاش‭ ‬صندوق‭ ‬دعم‭ ‬الفنانين‭ ‬بالأموال‭ ‬برعاية‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬وفقاً‭ ‬لمعالجات‭ ‬واقعية‭ ‬كون‭ ‬المخصصات‭ ‬المالية‭ ‬للاتحاد‭ ‬والمسارح‭ ‬الأهلية‭ ‬المنضوية‭ ‬تحته‭ ‬شحيحة‭ ‬جداً‭ ‬مما‭ ‬ينعكس‭ ‬سلباً‭ ‬على‭ ‬حال‭ ‬الممثل‭ ‬المسرحي‭ ‬‮«‬لأنه‭ ‬مرهق‭ ‬ويعاني‭ ‬الأمرين‭ ‬خلال‭ ‬اشتغاله‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬ظل‭ ‬زمناً‭ ‬طويلاً‭ ‬يقاوم‭ ‬التردي‭ ‬حتى‭ ‬التقط‭ ‬أنفاسه‭ ‬الأخيرة؛‭ ‬فمنذ‭ ‬شبابنا‭ ‬وبينما‭ ‬كنا‭ ‬نصور‭ ‬مسلسل‭ ‬نيران‭ ‬عام‭ (‬2000‭) ‬أشرنا‭ ‬إلى‭ ‬احتضاره،‭ ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬فقد‭ ‬توفى‭ ‬ودفن‭ ‬فليرحمه‭ ‬الله‮»‬‭.‬

طموحات‭ ‬قيد‭ ‬الإحباط

وللمعاناة‭ ‬شجون‭ ‬فسهام‭ ‬البطالة‭ ‬لم‭ ‬تُصب‭ ‬الجيل‭ ‬السابق‭ ‬من‭ ‬أساتذة‭ ‬المسرح‭ ‬وتلاميذهم‭ ‬الفنانين‭ ‬فحسب‭ ‬إنما‭ ‬أصابت‭ ‬المسرحيين‭ ‬البحرينيين‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬طموحاتهم‭ ‬فغدت‭ ‬قيد‭ ‬الإحباط؛‭ ‬ومن‭ ‬ضمنهم‭ ‬خريجي‭ ‬معهد‭ ‬الفنون‭ ‬المسرحية‭ ‬بالكويت‭ ‬كالفنان‭ ‬المسرحي‭ ‬علي‭ ‬مرهون‭ ‬الذي‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬بعد‭ ‬تخرجه‭ ‬عام‭ (‬2017‭) ‬ليبدأ‭ ‬رحلة‭ ‬العمل‭ ‬عن‭ ‬وظيفة‭ ‬ملائمة‭ ‬لتخصصه‭ ‬الدراسي‭ ‬‮«‬فتقدمت‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬لكنهم‭ ‬رفضوا‭ ‬حتى‭ ‬تسلم‭ ‬أوراقي،‭ ‬وقدمت‭ ‬طلباً‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬كثيرة‭ ‬كديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭. ‬ولم‭ ‬أحصل‭ ‬على‭ ‬ترشيح‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬لأي‭ ‬وظيفة‭ ‬سواء‭ ‬تندرج‭ ‬ضمن‭ ‬تخصصي‭ ‬أو‭ ‬بعيدة‭ ‬عنه؛‭ ‬فبقيت‭ ‬عاطلاً‭ ‬أربعة‭ ‬أعوام‭ ‬أتسلم‭ ‬مبالغ‭ ‬معونة‭ ‬التأمين‭ ‬ضد‭ ‬التعطل‮»‬‭.‬

ويردف‭ ‬مرهون‭ ‬مستذكراً‭ ‬مساعيه‭ ‬الحثيثة‭ ‬مع‭ ‬زملائه‭ ‬من‭ ‬المسرحيين‭ ‬الخريجين‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬عمل‭: ‬‮«‬بعثنا‭ ‬الرسائل‭ ‬إلى‭ ‬النواب‭ ‬لإثارة‭ ‬مشكلتنا‭ ‬تمهيداً‭ ‬لمعالجتها‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭. ‬وبالنسبة‭ ‬لي‭ ‬فقد‭ ‬أسهم‭ ‬أحد‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬توظيفي‭ ‬بصفة‭ (‬كول‭ ‬سنتر‭) ‬بنظام‭ ‬النوبات‭ ‬غير‭ ‬أني‭ ‬استقلت‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬بسيطة‭ ‬لأن‭ ‬الاستمرارية‭ ‬فيه‭ ‬كان‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إعدام‭ ‬الحالة‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬أطمح‭ ‬لمعايشتها‭ ‬وتطويرها؛‭ ‬فهو‭ ‬سيعرقل‭ ‬نشاطي‭ ‬الفني‭ ‬والتزامي‭ ‬بالبروفات‭ ‬المسرحية‭ ‬وسيجعلني‭ ‬أنسى‭ ‬المسرح‭ ‬الذي‭ ‬درسته‭ ‬لممارسته‭ ‬لا‭ ‬نسيانه‮»‬‭.‬

وبعد‭ ‬تقديم‭ ‬استقالته‭ ‬اتجه‭ ‬المرهون‭ ‬إلى‭ ‬الكويت‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬خريجي‭ ‬المسرح‭ ‬للاشتغال‭ ‬بما‭ ‬يلائم‭ ‬تخصصهم‭ ‬الدراسي‭ ‬الفني‭ ‬‮«‬أما‭ ‬حالياً‭ ‬فما‭ ‬زلت‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬الأمر‭ ‬عاطلاً‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬فالوظيفة‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬غير‭ ‬ثابتة؛‭ ‬إذ‭ ‬أحياناً‭ ‬تطرأ‭ ‬أعمال‭ ‬فنية‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬أو‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬فأسافر‭ ‬لإنجازها‭ ‬وبعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬أعود‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭. ‬وما‭ ‬زلت‭ ‬أطمح‭ ‬إلى‭ ‬نيل‭ ‬وظيفة‭ ‬ملائمة‭ ‬لا‭ ‬تعدم‭ ‬حالتي‭ ‬الفنية‭ ‬وتغيبني‭ ‬عن‭ ‬المسرح‭ ‬الذي‭ ‬درست‭ ‬في‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬للفنون‭ ‬المسرحية‭ ‬بالكويت‮»‬‭.‬

ويشير‭  ‬المرهون‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الصندوق‭ ‬المالي‭ ‬يُعتبر‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬التأمين‭ ‬على‭ ‬الفنانين‭ ‬المسرحيين،‭ ‬ويمكن‭ ‬ألا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬حالتي‭ ‬العجز‭ ‬والمرض‭ ‬فقط؛‭ ‬بل‭ ‬بالإمكان‭ ‬أن‭ ‬يتسع‭ ‬دوره‭ ‬ليشمل‭ ‬الرعاية‭ ‬للطاقات‭ ‬الشبابية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الفنية‭ ‬بما‭ ‬يحفزها‭ ‬على‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬المسارح‭ ‬الأهلية‭ ‬الخمسة‭ ‬‮«‬عبر‭ ‬تشبيك‭ ‬الاتحاد‭ ‬المسرحي‭ ‬وتكوينه‭ ‬قاعدة‭ ‬علاقات‭ ‬متينة‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬من‭ ‬وزارات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬وشركات‭ ‬لرفد‭ ‬الصندوق‭ ‬بميزانيات‭ ‬توفر‭ ‬منح‭ ‬لدراسة‭ ‬المسرح‭ ‬في‭ ‬معاهد‭ ‬الفنون‭ ‬المسرحية‭ ‬الخارجية‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬الألوية‭ ‬للأعضاء‭ ‬الفاعلين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المسارح،‭ ‬بجانب‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬مناسبة‭ ‬لا‭ ‬تبعدهم‭ ‬عن‭ ‬المسرح‭ ‬وتكفل‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬لهم‮»‬‭.‬

حال‭ ‬يرثى‭ ‬له

المخرج‭ ‬أحمد‭ ‬الفردان،‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬صندوق‭ ‬دعم‭ ‬الفنانين‭ ‬مهم‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمساندة‭ ‬المشاريع‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬واصفاً‭ ‬واقع‭ ‬المسرحيين‭ ‬بالحال‭ ‬الذي‭ ‬يُرثى‭ ‬له‭ ‬ويؤمل‭ ‬تغييره‭ ‬‮«‬فمنذ‭ ‬أعوام‭ ‬نطالب‭ ‬نحن‭ ‬المنخرطين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬دائماً‭ ‬بأن‭ ‬يحاط‭ ‬الفنان‭ ‬البحريني‭ ‬باهتمام‭ ‬أكبر‭ ‬خاصة‭ ‬عندما‭ ‬يواجه‭ ‬المرض‭ ‬وظروف‭ ‬أخرى‭ ‬دونما‭ ‬سند‭. ‬وهنا،‭ ‬نتمنى‭ ‬وصول‭ ‬صوتنا‭ ‬إلى‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬كونها‭ ‬تستطيع‭ ‬خلق‭ ‬الحلول‭ ‬وتشجيع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬بالمملكة‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬فرصة‭ ‬عملية‭ ‬جديدة‭ ‬للتطوير‭ ‬والنماء‭ ‬الفني‭ ‬الإبداعي‮»‬‭.‬

وجع‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬العظم

الإعلامي‭ ‬والبرلماني‭ ‬السابق‭ ‬عمار‭ ‬آل‭ ‬عباس‭ ‬يلفت‭ ‬إلى‭ ‬تلقي‭ ‬الفنان‭ ‬البحريني‭ ‬عنايةً‭ ‬واهتماماً‭ ‬وتقديراً‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭  ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬التي‭ ‬تجد‭ ‬المشاريع‭ ‬الفنية‭ ‬فيها‭ ‬صدىً‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬‮«‬وهذا‭ ‬شجع‭ ‬فعلاً‭ ‬بعض‭ ‬الطاقات‭ ‬والكفاءات‭ ‬على‭ ‬الهجرة‭ ‬بإبداعاتها‭ ‬ومواهبها‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬بحثاً‭ ‬عن‭ ‬فرصة‭ ‬للنجاح‭ ‬والنمو‭ ‬والازدهار؛‭ ‬لذلك‭ ‬أترقب‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬في‭ ‬القريب‭ ‬العاجل‭ ‬خطوات‭ ‬تصحيحية‭ ‬وتطويرية‭ ‬تلامس‭ ‬احتياجات‭ ‬القطاع‭ ‬المسرحي‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬الكثير‭  ‬ووصل‭ ‬وجعه‭ ‬إلى‭ ‬العظم،‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭  ‬في‭ ‬نهضته‭ ‬التي‭ ‬ستمثل‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬نهضةً‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‮»‬‭.‬

وكان‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬تأسيس‭ ‬الصندوق‭ ‬قد‭ ‬شكل‭ ‬في‭ ‬حينه‭ ‬بارقة‭ ‬أمل‭ ‬بالنهوض‭ ‬بالقطاع‭ ‬المسرحي‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬لكن‭ ‬نورها‭ ‬خفت‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الفرصة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مواتية‭ ‬لإنقاذ‭ ‬الصندوق‭ ‬بتفعيله؛‭ ‬ليكون‭ ‬لبنة‭ ‬أولى‭ ‬في‭ ‬مساعي‭ ‬إنعاش‭ ‬الفن‭ ‬المسرحي‭ ‬في‭ ‬المملكة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا