العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الثقافي

الباب ومدلولاته في «مزاج المفاتيح» لبلقيس خالد

السبت ٠٣ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

الباب‭ ‬وريث‭ ‬معرفي‭ ‬وثقافي‭ ‬ورمزي،‭ ‬في‭ ‬تجلياته‭ ‬المجازية‭ ‬الدالة،‭ ‬فهو‭ ‬ينفتح‭ ‬على‭ ‬معانٍ‭ ‬ودلالات‭ ‬وإشارات‭ ‬عدة‭ (‬دال‭ ‬ومدلول‭) ‬يمنحنا‭ ‬المعطى‭ ‬بشكله‭ ‬المباشر‭ ‬أو‭ ‬المضمر،‭ ‬ضمن‭ ‬جمالية‭ ‬تصحب‭ ‬معها‭ ‬الاستعارات‭ ‬في‭ ‬أحايين‭ ‬كثيرة،‭ ‬لتعبر‭ ‬الشكل‭ ‬المعماري‭ ‬الهندسي‭ ‬لهذه‭ ‬الأيقونة‭ ‬البصرية‭ ‬لتمنحنا‭ ‬سحر‭ ‬ما‭ ‬خلفها‭ ‬من‭ ‬مضمرات‭ ‬شتى،‭ ‬فالباب‭ ‬وريث‭ ‬المجاز‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والسيكولوجي،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ضمن‭ ‬المتطلب‭ ‬المعماري‭ ‬الضروري،‭ ‬والمفتاح‭ ‬بقيمته‭ ‬الرمزية‭ ‬هو‭ (‬الباب‭) ‬ومفتاح‭ ‬البيت‭ ‬بقيمته‭ (‬الدلالية‭) ‬هو‭ (‬الباب‭) ‬ومنفذنا‭ ‬إلى‭ (‬الداخل‭/‬الأمان‭/ ‬المضمر‭/ ‬السرانية‭) ‬هو‭ ‬باب‭ ‬العبور‭ ‬بين‭ ‬ضفتي‭ (‬الخارج‭/ ‬الداخل‭) (‬الموضوعي‭/ ‬الذاتي‭) (‬الكينونة‭/ ‬الوجود‭) ‬فهو‭ ‬المجاز‭ ‬والرمز‭ ‬والتورية‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬معه‭ ‬التناصات‭ ‬بمعانيها‭ ‬المختلفة‭ ‬والمرتبطة‭ ‬بالمثابات‭ ‬التاريخية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والموروثة،‭ ‬فللمدن‭ ‬أبوابها‭ ‬التي‭ ‬تقصي‭ ‬البعد‭ ‬الفيزيائي‭ ‬لهذا‭ ‬الوجود‭ ‬لتتحرك‭ ‬قيمته‭ ‬الدلالية‭ ‬ضمن‭ ‬فضاءات‭ (‬سيكولوجية‭/ ‬تتعالق‭ ‬مع‭ ‬الذات‭ ‬والمشاعر‭) ‬ما‭ ‬بين‭ (‬الانفتاح‭/ ‬الانغلاق‭) ‬ما‭ ‬بين‭ (‬العبور‭/ ‬البقاء‭) ‬ما‭ ‬بين‭ ( ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬العمق‭) (‬البقاء‭ ‬على‭ ‬السطح‭) (‬ما‭ ‬بين‭ ‬الانفتاح‭ ‬والرؤية‭ ‬المتصلة‭ ‬بالبيئة‭ ‬المألوفة‭) ‬وما‭ ‬بين‭ (‬الأمكنة‭ ‬العصية‭/ ‬المغلقة‭ ‬التي‭ ‬يقف‭ ‬الباب‭ ‬شامخاً‭ ‬حيالها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يشرع‭) ‬ولهذا‭ ‬الباب‭ ‬حضوره‭ ‬اللافت‭ ‬في‭ ‬مضمار‭ ‬أدبنا‭ ‬العالمي‭ ‬والعربي‭ ‬سواء‭ ‬برائعة‭ ‬سارتر‭ (‬الأبواب‭ ‬المغلقة‭) ‬أو‭ ‬عبر‭ (‬الباب‭/ ‬ليوسف‭ ‬الصائغ‭) ‬أو‭ ‬ما‭ ‬كتبه‭ (‬غسان‭ ‬كنفاني‭/ ‬رواية‭ ‬الباب‭) ‬وكذلك‭ ‬مجموعة‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬منيف‭ (‬الباب‭ ‬المفتوح‭) ‬وغيرها‭ ‬الكثير،‭ ‬وها‭ ‬أنا‭ ‬أقرأ‭ ‬آخر‭ ‬تلك‭ ‬النتاجات‭ ‬ضمن‭ ‬نسقية‭ (‬الباب‭) ‬وتعدد‭ ‬دواله،‭ ‬في‭ ‬نصوص‭ (‬مزاج‭ ‬المفاتيح‭) ‬للشاعرة‭ ‬والروائية‭ ‬البصرية‭ (‬بلقيس‭ ‬خالد‭) ‬الصادر‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬المكتبة‭ ‬الأهلية‭ (‬البصرة‭)‬،‭ ‬منذ‭ ‬مفتتح‭ (‬مخاوف‭ ‬كثيرة‭.... ‬تتوارى‭ ‬خلف‭ ‬الباب‭) ‬يتسم‭ ‬المعنى‭ (‬السيكولوجي‭) ‬بحالة‭ ‬العبور‭ ‬لهذا‭ ‬المصد‭ (‬الباب‭) ‬فهو‭ (‬الحامي‭/ ‬أو‭ ‬الحائل‭) ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتكشف‭ ‬تلك‭ (‬المخاوف‭/ ‬الكثيرة‭) ‬فالباب‭ ‬الشامخ‭ ‬حال‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتسرب‭ ‬تلك‭ ‬المخاوف‭ ‬إلى‭ (‬الخارج‭) ‬،‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المفتاح‭ ‬نلج‭ ‬إلى‭ ‬متن‭ ‬النصوص،‭ ‬بالقيمة‭ ‬الاعتبارية‭ ‬للمعنى‭ ‬الأول‭ (‬عتبة‭ ‬موازية‭) (‬مزاج‭ ‬المفاتيح‭/ ‬ص9‭) ‬فالمدلول‭ ‬الفلسفي‭ ‬والفكري‭ ‬والنسقي‭ ‬يتغاير‭ ‬وفقاً‭ ‬لمعنى‭ ‬المقاصير‭ ‬بهذا‭ ‬النص‭ (‬الداخل‭/‬خلف‭ ‬الباب‭/ ‬حكاية‭) (‬الخارج‭/ ‬أمام‭ ‬الباب‭/‬سؤال‭) ‬مع‭ ‬طرقات‭ ‬الباب‭ ‬تكوين‭ ‬معماري‭ ‬سينمائي‭ ‬يرتسم‭ ‬وفقاً‭ ‬للغة‭ ‬تصحب‭ ‬معها‭ ‬كل‭ ‬القيمة‭ ‬الرمزية‭ ‬بهذا‭ ‬الباب‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬مشهدية‭ ‬خارجه‭ ‬وداخله‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬قيمته‭ ‬الفاصلة‭ ‬بين‭ (‬الخارج‭ ‬والداخل‭) ‬وإن‭ ‬اتسمت‭ ‬تلك‭ ‬الأبواب‭ ‬بطابع‭ ‬الذاتية‭ ‬السيكولوجي‭ (‬الملهوف،‭ ‬الصدفة،‭ ‬الخائف‭) ‬فهي‭ ‬تعبر‭ ‬بقيمتها‭ ‬الدلالية‭ ‬المادية‭ ‬الهندسية‭ ‬لوجود‭ ‬الباب‭ ‬لتعلق‭ ‬بروح‭ ‬الإنسان‭ ‬وذاكرته‭ ‬الفوتوغرافية‭ ‬العالقة‭ ‬جراء‭ ‬التحديق‭ ‬بتلك‭ ‬الأبواب‭ ‬وقيمة‭ ‬وجودها‭ ‬الرمزي‭ ‬سيما‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬ملجأ‭ ‬واتجاها‭ ‬قيميا‭ ‬واعتباريا،‭ ‬ومن‭ ‬يخطئ‭ ‬طرق‭ ‬الباب‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يخطئ‭ ‬بمدلولها‭ ‬المادي‭ ‬المحسوس،‭ ‬ربما‭ ‬أتاه‭ ‬الطريق‭ ‬فكان‭ (‬أنا‭) ‬أو‭ (‬أنت‭) ‬استحالت‭ ‬طرقاته‭ ‬إلى‭ ‬صراخ‭ (‬الباب‭). ‬وفي‭ ‬عتبة‭ ‬أخرى‭ (‬ابتعلت‭ ‬الأبواب‭ ‬مفاتيحها‭) ‬منذ‭ ‬فعل‭ (‬الابتلاع‭) ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الكائن‭ (‬الباب‭) ‬بأيديولوجياً‭ ‬فهو‭ (‬مصاب‭ ‬بالضجر‭) (‬مفاصله‭ ‬تتحدث‭) (‬يكحُ‭) (‬يحمل‭ ‬بصوته‭ ‬المفتاح‭: ‬طارق‭ ‬الباب‭/‬ص19‭) ‬أليس‭ ‬لهذا‭ ‬الكائن‭ ‬حضور‭ ‬رمزي‭ ‬ضمن‭ ‬ثيمة‭ ‬المجتمع‭ ‬الإنساني‭ ‬بما‭ ‬تحمله‭ ‬الطقسية‭ ‬والموروث‭ ‬في‭ ‬ثنايا‭ ‬مجتمعنا‭ ‬الباحث‭ ‬عن‭ ‬نقاء‭ ‬هذا‭ ‬المدلول‭ ‬وسط‭ ‬قيمته‭ ‬الاعتبارية‭ ‬وسيرورته‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬ذاتنا،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬الباب‭ ‬يتوجس‭ ‬من‭ (‬قرعات‭/ ‬الخارج‭) ‬الأيدي‭ ‬الغريبة‭ ‬والقريبة‭ ‬،‭ ‬فلا‭ ‬يحمل‭ ‬معنى‭ ‬الألفة،‭ ‬لكل‭ ‬تلك‭ ‬الطرقات‭ ‬بالمعنى‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬الباب‭ ‬يتحمل‭ ‬الطرقات‭ ‬بأوجهها‭ ‬كافة،‭ ‬فإن‭ ‬كانت‭ (‬خطيئة‭ ‬مستفزة‭/ ‬ستبكيه‭ ‬ذكرى‭ ‬الغاب‭) ‬لينتقل‭ ‬وفقاً‭ ‬لهذه‭ ‬الرؤية‭ ‬المستفزة‭ ‬ببعدها‭ ‬السيكولوجي‭ ‬إلى‭ ‬عتبة‭ ‬أكثر‭ ‬اضطراباً،‭ (‬باب‭ ‬خلفته‭ ‬رفسة‭) ‬وفقا‭ ‬لفواعل‭ ‬مضطربة‭ ‬في‭ ‬بنية‭ ‬النص،‭ (‬طارق‭ ‬يذكرنا‭ ‬بضعفنا‭ / ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬ما‭ ‬كل‭ ‬الأبواب‭ ‬قابلة‭ ‬للكسر‭/ ‬مازالت‭ ‬الريح‭ ‬تئن‭ ‬في‭ ‬شقوق‭ ‬الباب‭/ ‬أحيانا‭ ‬ينفث‭ ‬سُماً‭ ‬باب‭ ‬الدار‭/ ‬لن‭ ‬يتعافى‭ ‬باب‭ ‬خلعته‭ ‬رفسة‭/ ‬خلف‭ ‬الباب‭ ‬عدو‭ ‬مهتاج‭) ‬يبدو‭ ‬حضور‭ ‬الباب‭ ‬أكثر‭ ‬اضطراباً‭ ‬وسوداوية‭ ‬في‭ ‬ثيمته‭ ‬وهو‭ ‬الفاصل‭ ‬المؤدي‭ ‬إلى‭ (‬سيطرة‭ ‬عسكرية‭/ ‬بيت‭ ‬مهجور‭/‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يرغب‭ ‬بأحد‭/ ‬عناكب‭ ‬كثيرة‭/ ‬دلالة‭ ‬الوهن‭/ ‬الجرس‭ :‬بديل‭ ‬الطرقات‭ ‬على‭ ‬الباب‭) ‬إن‭ ‬التحولات‭ ‬الماكثة‭ ‬أمام‭ ‬وخلف‭ ‬الباب‭ ‬في‭ ‬سيرورة‭ (‬زمكانية‭) ‬تتغاير‭ ‬وفقاً‭ ‬لسياق‭ ‬النص‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬الشاعرة‭ ‬أن‭ ‬تحلق‭ ‬بنا‭ ‬بأمكنة‭ ‬مغايرة‭ ‬وموضوعات‭ ‬متنوعة‭ ‬يجمعها‭ ‬الرمز‭ (‬الباب‭) ‬بما‭ ‬يحمل‭ ‬من‭ ‬تعددية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الدلالات‭ ‬التي‭ ‬تشحن‭ ‬نصوص‭ ‬بلقيس‭ ‬خالد‭ ‬بالمغايرة‭ ‬كلما‭ ‬قرأت‭ ‬المسطور‭ ‬الشعري‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬ستحلق‭ ‬معه‭ ‬بمعنى‭ ‬مغاير‭ ‬عن‭ ‬الآخر،‭ ‬لتفتن‭ ‬برمزية‭ ‬الباب‭ ‬وما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدثه‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التلقي‭ ‬بذاكراتك‭ ‬كقارئ‭ ‬لتحلق‭ ‬أنت‭ ‬الآخر‭ ‬بأجنحة‭ ‬النص‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الأبواب‭ ‬عابراً‭ ‬معها‭ ‬قيمتها‭ ‬الدلالية‭ ‬وموحياتها‭ ‬الرمزية،‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬ثنائية‭ (‬الفتح‭/ ‬الغلق‭) ‬يكون‭ ‬الباب‭ ‬معبراً‭ ‬للمعنى‭ ‬ودالاً‭ ‬موجزاً‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬القيمة‭ ‬الاعتبارية‭ ‬المرتكزة‭ ‬على‭ ‬ذات‭ ‬الفرد‭ ‬بما‭ ‬تحمل‭ ‬من‭ ‬مرجعيات‭ ‬مجتمعية،‭ ‬قوامها‭ ‬جسد‭ ‬مادي‭ ‬يتحرك‭ ‬من‭ ‬معناه‭ ‬الهندسي‭ ‬والمعماري‭ ‬إلى‭ ‬معناه‭ ‬المجازي‭ ‬والبايولوجي‭ ‬ليغدو‭ ‬كائنا‭ ‬من‭ ‬كائنات‭ ‬الوجود‭ ‬يأخذ‭ ‬بيدك‭ ‬إلى‭ ‬ضفة‭ ‬أخرى‭ ‬أكثر‭ ‬مغايرة‭ ‬واعتباراً‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬الجامد‭ ‬في‭ (‬الآن‭/ ‬أو‭ ‬الأمس‭) ‬يتحرك‭ ‬من‭ ‬فضاء‭ ‬زمني‭ ‬حاضر‭ ‬يستفز‭ ‬ذاكرة‭ ‬الفرد‭ ‬وما‭ ‬تحمل‭ ‬من‭ ‬إرهاصات‭ ‬ذاتية‭ ‬لتنطلق‭ ‬بحاضر‭ ‬أكثر‭ ‬حيوية‭ ‬قيمته‭ ‬العبور‭ ‬إلى‭ ‬فضاء‭ ‬منفتح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الجسد‭ (‬المادي‭) ‬وهنا‭ ‬تكمن‭ ‬البراعة‭ ‬بتوظيف‭ ‬الباب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬التي‭ ‬يتعلق‭ ‬بها‭ ‬المعنى‭ ‬الفلسفي‭ ‬مع‭ ‬الشعري‭ ‬بصورة‭ ‬واضحة‭ ‬جداً،‭ ‬ضمن‭ ‬فضاء‭ (‬مغلق‭/ ‬متجهم‭) (‬مفتوح‭/ ‬بوجه‭ ‬جميل‭ ‬وناضر‭) ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتلقاه‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الباب‭ ‬هو‭ ‬بالضبط‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يواجهك‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬العبور‭ ‬الإنسانية‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬نافذة‭ ‬عبورك‭ ‬هو‭ (‬إنسان‭ ‬بايولوجي‭) ‬بكامل‭ ‬قواه‭ ‬العقلية‭ ‬والجسدية‭! ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬فضاء‭ ‬الألفة‭ ‬هو‭ ‬ذاته‭ ‬المطلق‭ ‬فضاء‭ (‬الانفتاح‭/‬فتح‭ ‬الباب‭) ‬فقد‭ ‬يعني‭ ‬فتح‭ ‬الباب‭ ‬أنك‭ ‬ستواجه‭ (‬ورقة‭ ‬تهديد‭ /‬عساكر‭ ‬وسجوناً‭ / ‬بيد‭ ‬الطارق‭ ‬ذهبت‭ ‬تلابيبه‭/‬ساومه‭ ‬الدائن‭/‬انتزعوا‭ ‬بناته‭) ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬فضاء‭ ‬فتح‭ ‬الباب‭ ‬يقودك‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬صور‭ ‬الخوف‭ ‬والرعب‭ ‬والإدانة‭ ‬والاغتراب‭ (‬الخارج‭/‬المرعب‭ ‬بتمظهراته‭ ‬كافة‭) ‬،‭ ‬ويكون‭ ‬فضاء‭ ‬الانغلاق‭ ‬هو‭ (‬ستر‭ ‬مؤقت‭) ‬من‭ ‬رعب‭ ‬الخارج‭ (‬فالباب‭ ‬هنا‭ ‬ستر‭ ‬حصين‭ ‬لك‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مظاهر‭ ‬غربة‭ ‬الخارج‭ ‬المخيف‭). ‬إن‭ ‬بلقيس‭ ‬خالد‭ ‬شرعت‭ ‬لنا‭ ‬مختلف‭ ‬الأبواب‭ ‬لنلتمس‭ ‬حجم‭ ‬الألفة‭ ‬بفضاء‭ ‬نصوصها‭ ‬التي‭ ‬تأخذنا‭ ‬إلى‭ ‬مضامير‭ ‬تلامس‭ ‬الفاعل‭ ‬الشعوري‭ ‬في‭ ‬الإنسان‭ ‬وهو‭ ‬يلوح‭ ‬لتلك‭ ‬الأبواب‭ ‬علها‭ ‬تكون‭ ‬مشرعة‭ ‬له‭ ‬ومعبر‭ ‬أمان‭ ‬لضفة‭ ‬أكثر‭ ‬جمالية‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬المعاش‭ ‬عبر‭ ‬افتراضات‭ ‬الشاعرة‭ ‬الأخاذة‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬والإيحاء‭... ‬بلقيس‭ ‬خالد‭ ‬عبر‭ ‬نصوصها‭ ‬القصيرة‭ ‬ترسم‭ ‬للتجريب‭ ‬بإيصال‭ ‬المعنى‭ ‬عبر‭ ‬الاختزال‭ ‬بالمفردة‭ ‬الشعرية‭ ‬وحملها‭ ‬على‭ ‬الإيقاع‭ ‬الباعث‭ ‬على‭ ‬موسيقى‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬خاص‭ ‬تأخذنا‭ ‬إلى‭ ‬القيمة‭ ‬الجمالية‭ ‬لهذه‭ ‬النصوص‭ ‬ومدلولات‭ ‬مفرداتها‭. ‬

 

{ ناقد‭ ‬وأكاديمي‭ ‬من‭ ‬العراق

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا