العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الثقافي

نبض: قصائد متناثرة

بقلم: علي الستراوي

السبت ١٣ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

1

واقفٌ‭ ‬أمامي‭ ‬وبيده‭ ‬قفلٌ‭..‬

ثم‭ ‬انحدر‭ ‬نحو‭ ‬غاية‭ ‬هو‭ ‬مدركها‭..‬

شدّ‭ ‬من‭ ‬حبل‭ ‬ضحيته‭ ‬وغفا‭ ‬فوق‭ ‬أجساد‭ ‬ميتة‭ ‬

كان‭ ‬النهار‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الظهيرة‭..‬

وكنا‭ ‬في‭ ‬غفلة‭ ‬عن‭ ‬لعبته‭ ‬الخاسرة‭! ‬

2

يدي‭ ‬فوق‭ ‬يدك‭..‬

ساعدٌ‭ ‬من‭ ‬حديد

وانتظار‭ ‬على‭ ‬شاهد

لا‭ ‬يغيب

فمثل‭ ‬الذي‭ ‬علمني‭ ‬صبر‭ ‬أيوب‭..‬

قادر‭ ‬أن‭ ‬يعلمني‭..‬

أن‭ ‬نار‭ ‬القريب‭..‬

أشدُّ‭ ‬عليّ‭..‬

قسوة‭ ‬من‭ ‬غريب‭ ‬

3‭ ‬

سلام‭ ‬لقلبك‭ ‬حبيبتي

وفصل‭ ‬من‭ ‬الورد‭ ‬تاج‭ ‬عمرك

وأحلام‭ ‬على‭ ‬شفتي‭ ‬صائبة

أحبك‭..‬

كالأيام‭ ‬حُبلى‭ ‬بأعيادها

وأنتِ‭ ‬أطيب‭ ‬عيد‭ ‬هواي

فعيدك‭ ‬ظل‭ ‬عافيتي‭..‬

وانشغال‭ ‬نبضي‭ ‬بماء

فأنت‭ ‬الحياة‭..‬

أكسجين‭ ‬عمري‭..‬

وتاج‭ ‬عرس‭ ‬السماء

أحبك‭..‬

فلا‭ ‬بعد‭ ‬عينك‭..‬

أرى‭ ‬ما‭ ‬أرى‭ ‬من‭ ‬حياة‭ !‬

4

صوتٌ‭ ‬دافئٌ‭ ‬يقرع‭ ‬الباب‭ ‬

عيدٌ‭ ‬سعيد‭ ‬

فاصلة‭ ‬تركت‭ ‬الريح‭ ‬تحرك‭ ‬قلبي‭ ‬

وقلبي‭ ‬على‭ ‬عادته‭ ‬يستعيد‭ ‬الصباح‭ ‬

يجوبُ‭ ‬الطرقات‭..‬

ولا‭ ‬يغادرُ‭ ‬بيته‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬

لعبت‭ ‬الطفولة‭ ‬فوق‭ ‬أراجيحه‭ ‬

فتوسد‭ ‬سرته‭ ‬وغفا‭!‬

5

كل‭ ‬الجهات‭ ‬مشغولة‭ ‬بالجوع‭ ‬

فلا‭ ‬خارطة‭ ‬انسلخت‭ ‬من‭ ‬جلدها‭ ‬

ولا‭ ‬سيدة‭ ‬في‭ ‬أعالي‭ ‬الجبال‭..‬

خرجت‭ ‬من‭ ‬لعبة‭ ‬الحرب‭ ‬

كلهم‭ ‬نحو‭ ‬شهوة‭ ‬الموت‭ ‬منشغلون‭!‬

6

آخر‭ ‬فضيلة‭ ‬أدركها‭ ‬الذئب‭ ‬

أضاعها‭ ‬الإنسان‭ ‬دون‭ ‬دراية‭ ‬

لأن‭ ‬الحكمة‭ ‬لا‭ ‬تغفل‭ ‬صاحبها‭ ‬

إذا‭ ‬ظل‭ ‬متمسكا‭ ‬بها‭..‬

وإن‭ ‬غادرها‭ ‬غادرته‭!‬

7‭ ‬

فتيل‭ ‬السرج‭ ‬الوحيد‭..‬

يأكل‭ ‬رمش‭ ‬عينه‭..‬

ولا‭ ‬يتعبه‭ ‬سخونة‭ ‬التراب‭ ‬

ولا‭ ‬يضجُ‭ ‬من‭ ‬غفلان‭ ‬سيدة‭ ‬الأسئلة‭!‬

8

لا‭ ‬ينكسر‭ ‬قفلٌ‭ ‬دون‭ ‬فعل‭ ‬

ولا‭ ‬يتصلبُ‭ ‬بابٌ‭ ‬دون‭ ‬فعل‭ ‬

الحكاية‭ ‬في‭ ‬مدار‭ ‬قدرة‭ ‬الروح‭.‬

نفسٌ‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬الخيط‭ ‬لامرأة‭ ‬عفيفة‭..‬

تحيك‭ ‬عفتها‭ ‬بصبر‭ ‬شديد‭!‬

9

مثقلٌ‭ ‬والأنين‭ ‬يقطع‭ ‬نياط‭ ‬الحياة‭ ‬

والأماني‭ ‬شمعة‭ ‬ضنينة‭ ‬الفتيل‭ ‬

قد‭ ‬يبحرون‭ ‬نحو‭ ‬ماء‭ ‬الجسد‭ ‬

وقد‭ ‬يموتون‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬الطريق‭ ‬

فلا‭ ‬أحد‭ ‬يستطيع‭ ‬إيقاف‭ ‬الأذى‭ ‬

لأن‭ ‬الحلم‭ ‬بالخراب‭ ‬أكبر‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬النماء‭! ‬

10

لم‭ ‬تكن‭ ‬في‭ ‬بوصلة‭ ‬الأيام‭ ‬جهة‭ ‬ضاحكة‭ ‬

ولم‭ ‬يكن‭ ‬ممن‭ ‬يغسلون‭ ‬أقدامهم‭ ‬بماء‭ ‬الزعتر‭ ‬

النهرُ‭ ‬في‭ ‬مذبحُ‭ ‬الغريقين‭ ‬مغتصب‭ ‬الماء‭ ‬

والسواد‭ ‬في‭ ‬العتمة‭ ‬ترك‭ ‬ظله‭ ‬مشوها‭ ‬

فأضعنا‭ ‬الطريق‭..‬

وانشغلنا‭ ‬بلعبة‭ ‬اصطياد‭ ‬العصافير‭ ‬

هواؤنا‭ ‬لعبة‭ ‬خاسرة‭ ‬في‭ ‬مدى‭ ‬لا‭ ‬يصلنا‭ ‬للجادة‭ ‬

ولا‭ ‬يأخذنا‭ ‬للرجوع‭!‬

 

11

خطاك‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬مدى‭ ‬بُعدها‭..‬

سفينٌ‭ ‬يجر‭ ‬الهوى‭ ‬في‭ ‬مدار‭ ‬غريب‭ ‬

أحسُ‭ ‬حياله‭ ‬أنني‭ ‬متعبٌ‭ ‬غريق‭ ‬

فمن‭ ‬ذا‭ ‬الذي‭ ‬يُبصرني‭ ‬بالبعيد

نحو‭ ‬صحوة‭ ‬تعود‭ ‬بي‭ ‬للطريق‭ ‬الشريد‭!‬

12

خارجٌ‭ ‬من‭ ‬لعبة‭ ‬الوقتُ‭.. ‬

ومن‭ ‬أشلاء‭ ‬جسدٍ‭ ‬مريض‭ ‬

على‭ ‬سرير‭ ‬الذاكرة‭ ‬فاقد‭ ‬للبصيرة‭ ‬

ينبش‭ ‬في‭ ‬التربة‭ ‬عن‭ ‬جهة‭ ‬الماء‭..‬

وعن‭ ‬هوى‭ ‬أفقده‭ ‬الحياة‭! ‬

13

هن‭ ‬كالفراشات‭ ‬يلعبن‭ ‬على‭ ‬أعراف‭ ‬الورد‭ ‬

بينهن‭ ‬وبين‭ ‬أوراق‭ ‬الحبر‭..‬

قصيدة‭ ‬جامحة‭..‬

ولغة‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬الترجمان‭..‬

أضعن‭ ‬بين‭ ‬الحدود‭ ‬والحدود‭!‬

15

كنتُ‭ ‬أرسم‭ ‬بإزميل‭ ‬لذاكرة‭ ‬لا‭ ‬تنام‭ ‬

وكان‭ ‬بقربي‭ ‬فضاء‭ ‬يشغلني‭ ‬بالحلم‭ ‬

يعلمني‭ ‬سر‭ ‬الأقحوان‭ ‬في‭ ‬الغصن‭ ‬

لغة‭ ‬العصافير‭ ‬وهي‭ ‬على‭ ‬بيوت‭ (‬المنامة‭)‬

كان‭ ‬الصبي‭ ‬‮«‬خمدن‮»‬‭ ‬يلاعب‭ ‬رمل‭ ‬البحر‭ ‬

يسافر‭ ‬بقلمه‭ ‬الرصاص‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬الأبيض‭ ‬

يقول‭ ‬للألف‭: ‬ما‭ ‬تقوله‭ ‬الياء‭ ‬في‭ ‬انحناءات‭ ‬البرق‭ ‬

وعلى‭ ‬جدار‭ ‬مدرسة‭ ‬قديمة‭ ‬يخط‭ ‬البسملة‭ ‬

يداعب‭ ‬الألوان‭ ‬في‭ ‬قارورة‭ ‬الحبر‭ ‬

صاء‭ ‬لقلب‭ ‬محب‭ ‬

ورجل‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬إنسان‭ ‬

يبتسم‭ ‬حينما‭ ‬يبتسم‭ ‬الأمل‭ ‬

ويضحك‭ ‬الوقت‭ ‬حينما‭ ‬بضحك‭ ‬الدنيا‭ ‬

أخٌ‭ ‬في‭ ‬الحياة‭..‬

يجرُ‭ ‬عربته‭ ‬

يشاغلني‭ ‬بالصفاء‭ ‬

فاستعيد‭ ‬عافيتي‭ ‬

وأحتضن‭ ‬فيه‭ ‬وفاءه‭!‬

16

كأني‭ ‬به‭ ‬وعود‭ ‬العطر‭ ‬توأمان

يندسُ‭ ‬في‭ ‬مناسم‭ ‬الجسد

يقطفُ‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬وردة

ومن‭ ‬هناك‭ ‬سلسبيل‭ ‬الحياة

فتدور‭ ‬بنا‭ ‬يا‭ ‬علي‭..‬

ساقية‭ ‬الماء‭..‬

ونحنُ‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬مثقلة‭ ‬

لها‭ ‬في‭ ‬مكامننا‭..‬

سلسبيل‭ ‬الحياة‭..‬

وشيء‭ ‬من‭ ‬الزعفران‭..‬

يطببُ‭ ‬عافيتنا‭ ‬بالحب‭..‬

ننحدرا‭ ‬نحو‭ ‬مدن‭ ‬عالقة‭ ‬بالانشغال‭ ‬

تجرنا‭ ‬خيول‭ ‬اللغة‭ ‬نحو‭ ‬سيبويه‭ ‬

ونحو‭ ‬حكايات‭ ‬لها‭ ‬مالك‭ ‬من‭ ‬فضول‭!‬

إلا‭.. ‬أنها‭ ‬وأنت‭ ‬فصل‭ ‬الربيع‭..‬

أعيدُ‭ ‬على‭ ‬سيرتك‭ ‬لغتي‭..‬

فتحيلني‭ ‬لغتي‭ ‬شعرٌ‭ ‬ونار‭ ‬

فلا‭ ‬الحرقُ‭ ‬جمرٌ‭..‬

ولا‭ ‬الهجرُ‭ ‬انقطاع‭ ‬الحياة‭..‬

لنا‭ ‬في‭ ‬لذة‭ ‬العسل‭ ‬حكاية‭. ‬

وفي‭ ‬عصارة‭ ‬الفاكهة‭ ‬سرٌ‭ ‬غريب‭!‬

يتقدمك‭ ‬الحب‭ ‬يا‭ ‬علي‭..‬

فتردفنا،‭ ‬فلا‭ ‬يتقدمك‭ ‬البوح‭ ‬قبلنا‭..‬

لأنك‭ ‬بين‭ ‬جناحين‭ ‬يصفقان‭..‬

ولا‭ ‬يغادران‭ ‬ألفة‭ ‬الصحاب‭! ‬

17

مدركٌ‭ ‬يا‭ ‬سادة‭..‬

أن‭ ‬بين‭ ‬الأسود‭ ‬والأبيض‭ ‬حرفا

يكتبنا‭ ‬أيها‭ ‬المارد‭ ‬في‭ ‬تقويم‭ ‬اللغة‭ ‬

ويتركنا‭ ‬فعلٌ‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬محيطات‭ ‬الأرض‭..‬

عازفٌ‭ ‬فوق‭ ‬تراب‭ ‬الهدهد،‭ ‬رقصة‭ ‬بلقيس

وحكمة‭ ‬سليمان‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬النمل‭! ‬

18

لن‭ ‬تعود‭..‬

ولن‭ ‬تكسرك‭ ‬الطواحن‭..‬

أنت‭ ‬السر‭ ‬في‭ ‬الحكاية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنام

وأنت‭ ‬الصحوة‭ ‬في‭ ‬ميلاد‭ ‬المطر‭ ‬

ابحرْ‭ ‬بعيدا‭..‬

واتركْ‭ ‬وراءك‭ ‬الهباب‭..‬

فالحياة‭ ‬تستحق‭ ‬أن‭ ‬نعيش‭!‬

وأن‭ ‬نعيد‭ ‬للسماء‭ ‬دعاءنا‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يرد‭! ‬

 

a‭.‬astrawi@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا