العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

حتى الحيوانات تخشع لكلام الله!

{‭ ‬لقطة‭ ‬عفوية‭ ‬انتشرت‭ ‬بسرعة‭ ‬هائلة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ووصلت‭ ‬إلى‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬رويترز‮»‬‭ ‬العالمية،‭ ‬ومنها‭ ‬إلى‭ ‬قناة‭ (‬سي‭.‬إن‭.‬إن‭) ‬الأمريكية،‭ ‬لتجوب‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬وتحقق‭ ‬مشاهدة‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬ملياري‭ ‬مشاهدة‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭! ‬فأي‭ ‬سرّ‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬اللقطة‭ ‬العفوية‭ ‬التي‭ ‬تصدّر‭ ‬فيها‭ ‬اسم‭ ‬الإمام‭ ‬‮«‬وليد‭ ‬مهساس‮»‬‭ ‬العالم‭ ‬كله؟‭! ‬وهو‭ ‬الإمام‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يؤم‭ -‬كعادته‭- ‬المصلين‭ ‬في‭ ‬صلاة‭ ‬التراويح‭ ‬في‭ ‬مسجد‭ ‬أبي‭ ‬بكر‭ ‬الصديق‭ ‬بولاية‭ ‬‮«‬برج‭ ‬بوعريج‮»‬‭ ‬شرقي‭ ‬الجزائر‭!‬

{‭ ‬هل‭ ‬القصة‭ ‬أن‭ ‬قطة‭ ‬باغتت‭ ‬الإمام‭ ‬‮«‬وليد‭ ‬مهساس‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬خاشع‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬آيات‭ ‬من‭ ‬القرآن،‭ ‬فتسلقت‭ ‬جسده‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬كتفه،‭ ‬وتبقى‭ ‬هناك‭ ‬قليلاً،‭ ‬ووجه‭ ‬القطة‭ ‬ملتصق‭ ‬بوجه‭ ‬الإمام‭ ‬وهدوء‭ ‬وخشوع‭ ‬يغشاها؟‭!‬

أم‭ ‬أن‭ ‬سرّ‭ ‬انتشار‭ ‬اللقطة‭ ‬هو‭ ‬استقبال‭ ‬الإمام‭ ‬وهو‭ ‬مغمض‭ ‬العينين‭ ‬سادر‭ ‬في‭ ‬خشوعه،‭ ‬ليحنو‭ ‬على‭ ‬القطة‭ ‬ويتصرف‭ ‬معها‭ ‬بهدوء‭ ‬ولطف،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يُبدى‭ ‬أي‭ ‬انزعاج‭ ‬من‭ ‬اقتحامها‭ ‬له‭ ‬ولقراءته،‭ ‬وكأنه‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬ترجمة‭ ‬الخشوع‭ ‬هي‭ ‬‮«‬الرحمة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬أوصانا‭ ‬بها‭ ‬الإسلام؟‭!‬

{‭ ‬لماذا‭ ‬كانت‭ ‬المتابعة‭ ‬‮«‬المليارية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تزيد‭ ‬أعدادها‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬المتابعين‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والقنوات‭ ‬الغربية،‭ ‬بل‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬العالم،‭ ‬وكأن‭ ‬سلوك‭ ‬الإمام‭ ‬أدهش‭ ‬الجميع،‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬سلوك‭ ‬ديني‭ ‬طبيعي‮»‬‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المسلمين‭ ‬قاطبة،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬النشاز‭! ‬وحيث‭ ‬اللطف‭ ‬والرحمة‭ ‬هما‭ ‬ترجمة‭ ‬مباشرة‭ ‬للآيات‭ ‬التي‭ ‬يخشع‭ ‬لها‭ ‬القلب،‭ ‬بل‭ ‬ويخشع‭ ‬لها‭ ‬الحيوان،‭ ‬وحيث‭ ‬علقت‭ ‬الصفحة‭ ‬الرسمية‭ ‬للإمام‭ ‬‮«‬مهساس‮»‬‭  ‬في‭ ‬فيسبوك‭ ‬في‭ ‬ليلة‭ ‬صعود‭ ‬القطة‭ ‬على‭ ‬كتفه‭ ‬وقبل‭ ‬انتشارها‭ ‬بالقول‭ (‬سبحان‭ ‬الله،‭ ‬حتى‭ ‬الحيوانات‭ ‬تخشع‭ ‬لكلام‭ ‬الله‭)!‬

{‭ ‬حيوان‭ ‬صغير،‭ ‬وفي‭ ‬ليلة‭ ‬رمضانية،‭ ‬وفي‭ ‬صلاة‭ ‬التراويح،‭ ‬أوصل‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬كله،‭ ‬حتى‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الإعلام‭ ‬الغربي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬لطالما‭ ‬تفنن‭ ‬في‭ ‬تشويه‭ ‬الإسلام‭ ‬وشنّ‭ ‬الحرب‭ ‬عليه،‭ ‬لتأتي‭ ‬هذه‭ ‬القطة‭ ‬الصغيرة‭ ‬فتوصل‭ ‬حقيقة‭ ‬الإسلام‭ ‬والقرآن،‭ ‬سواء‭ ‬بجمالية‭ ‬هدوئها‭ ‬وهي‭ ‬تسمع‭ ‬كلام‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬كتف‭ ‬الإمام،‭ ‬أو‭ ‬بجمالية‭ ‬سلوك‭ ‬الإمام‭ ‬تجاهها،‭ ‬ليجسد‭ ‬حقيقة‭ ‬الروح‭ ‬لدى‭ ‬المسلم‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬خشوعه،‭ ‬يتلو‭ ‬القرآن،‭ ‬أو‭ ‬تأثير‭ ‬الآيات‭ ‬القرآنية‭ ‬على‭ ‬الروح‭! ‬ليوضح‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬وضحت‭ ‬اللقطة‭ ‬أن‭ ‬الإسلام‭ ‬قبل‭ ‬1400‭ ‬عام‭ ‬وأكثر‭ ‬سبق‭ ‬كل‭ ‬المنظمات‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬الرفق‭ ‬بالحيوان‭! ‬فهذه‭ ‬الدعوة‭ ‬هي‭ ‬دعوة‭ ‬إسلامية‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬وفي‭ ‬الصميم،‭ (‬دخلت‭ ‬امرأة‭ ‬النار،‭ ‬بسبب‭ ‬قطة‭ ‬حبستها،‭ ‬لم‭ ‬تطعمها،‭ ‬ولم‭ ‬تتركها‭ ‬لتبحث‭ ‬عن‭ ‬طعامها‭) ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬نبوي‭!‬

{‭ ‬قطة‭ ‬صغيرة‭ ‬جعلت‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬يستمع‭ ‬إلى‭ ‬آيات‭ ‬قرآنية،‭ ‬كان‭ ‬يتلوها‭ ‬الإمام‭ ‬وهي‭ ‬تباغته،‭ ‬ليدلل‭ ‬على‭ ‬تأثير‭ ‬كلام‭ ‬الله‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬الحيوانات،‭ ‬وليبدي‭ ‬متابعو‭ ‬القنوات‭ ‬الإعلامية‭ ‬الغربية‭ ‬منها‭ ‬‮«‬سي‭. ‬إن‭.‬إن‮»‬‭ ‬إعجابهم‭ ‬بالقرآن‭!‬

هكذا‭ ‬تغزو‭ ‬الآيات‭ ‬القرآنية‭ ‬قلوب‭ ‬‮«‬غير‭ ‬المسلمين‮»‬‭! ‬لتكون‭ ‬لهم‭ ‬بمثابة‭ ‬الفرصة‭ ‬المباغتة،‭ ‬لتأمل‭ ‬حقيقة‭ ‬القرآن‭ ‬والإسلام،‭ ‬وتلك‭ ‬الصلة‭ ‬الروحية‭ ‬والروحانية‭ ‬بين‭ ‬الإنسان‭ ‬وخالقه‭! ‬في‭ ‬لقطة‭ ‬تجسد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المعاني،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تدركها‭ ‬بعض‭ ‬العقول‭ ‬المحاربة‭ ‬للإسلام‭ ‬والقرآن،‭ ‬فجاء‭ ‬حيوان‭ ‬صغير،‭ ‬أو‭ ‬قطة‭ ‬صغيرة،‭ ‬لتوصل‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬رسالة‭ ‬رمضانية‭ ‬ودينية،‭ ‬تبلور‭ ‬فيها‭ ‬تأثير‭ ‬كلام‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬النفس،‭ ‬سواء‭ ‬متابعو‭ ‬الإعلام‭ ‬وقنوات‭ ‬التواصل‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المسلمين‭ ‬ومعهم‭ ‬المسلمون،‭ ‬أو‭ ‬تأثير‭ ‬كلام‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬الحيوانات،‭ ‬وللدلالة‭ ‬لدي‭ ‬قطط‭ ‬في‭ ‬حديقة‭ ‬المنزل،‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬تسمع‭ ‬صوت‭ ‬القرآن‭ ‬في‭ ‬التلفزيون‭ ‬حتى‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬فيه‭ ‬القراءة‭ ‬القرآنية،‭ ‬فتهدأ،‭ ‬وتسكن‭ ‬وكأنها‭ ‬تعي‭ ‬ما‭ ‬يُتلى‭ ‬من‭ ‬الآيات،‭ ‬فتستمع‭ ‬بخشوع‭!‬

وفعلا‭ (‬سبحان‭ ‬الله،‭ ‬حتى‭ ‬الحيوانات‭ ‬تخشع‭ ‬لكلام‭ ‬الله‭)!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا