العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الثقافي

الشعرُ أيقونةُ العِرفانِ ترسمُها!

شعر: شوقي أحمد

السبت ٠١ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

‭(‬إلى‭ ‬الشعرِ‭ ‬في‭ ‬يومهِ‭ ‬الأغر‭)‬

للشعرِ‭ ‬في‭ ‬يومهِ‭ ‬الدُريِّ‭ ‬أغنيةٌ

تنسابُ‭ ‬شامخةً‭ ‬كي‭ ‬تبلغَ‭ ‬السببا

الشعرُ‭ ‬يا‭ ‬سادتي‭ ‬لحناً‭ ‬يُرددهُ

هذا‭ ‬الوجودُ‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬صافحَ‭ ‬الشُّهبا

من‭ ‬حُلمهِ‭ ‬أزهرتْ‭ ‬وعياً‭ ‬محافلُنا

حتى‭ ‬اكتملنا‭ ‬بهاءً‭ ‬نَاءَ‭ ‬واقتربا

الشعرُ‭ ‬أيقونةُ‭ ‬العِرفانِ‭ ‬ترسمُها

نوافذُ‭ ‬الفجرِ‭ ‬ضوءاً‭ ‬جاوزَ‭ ‬الحُجبا

أنَّى‭ ‬نظرتَ‭ ‬وجدتَ‭ ‬المجدَ‭ ‬مُنبثقاً

من‭ ‬شاعرٍ‭ ‬أبدعَ‭ ‬الأبياتَ‭ ‬وانسكبا

تراهُ‭ ‬مُنصهراً‭ ‬في‭ ‬الحُبِّ‭ ‬مُنغمساً

في‭ ‬جذوةِ‭ ‬الشوقِ‭ ‬مَرويا‭ ‬ومُلتهِبا

يغوصُ‭ ‬في‭ ‬العُمقِ،‭ ‬والإحساسُ‭ ‬مُرتفعٌ

إذا‭ ‬دنتهُ‭ ‬المعاني‭ ‬عانقَ‭ ‬الحِقبا

لا‭ ‬يزالَ‭ ‬مُنهمكاً‭ ‬في‭ ‬فكرةٍ‭ ‬بزغتْ

لا‭ ‬يُكملُ‭ ‬النصَ‭ ‬إلا‭ ‬حينَ‭ ‬يضطربا

من‭ ‬وادي‭ ‬عبقرَ‭ ‬فاحتْ‭ ‬منهُ‭ ‬رائحةٌ

كالمِسكِ‭ ‬تُلهِمُنا‭ ‬ما‭ ‬كانَ‭ ‬مُرتَقبا

في‭ ‬يومكَ‭ ‬الشعرُ‭ ‬أحلامٌ‭ ‬نُموسقُها

نبني‭ ‬الحضارةَ‭ ‬كيما‭ ‬نحملُ‭ ‬اللقَبا

نصوغُ‭ ‬من‭ ‬حُبنا‭ ‬لحناً‭ ‬وقافيةً

تشعُ‭ ‬فُصحى‭ ‬لنرقى‭ ‬بعدها‭ ‬الرُّتَب

كلٌ‭ ‬اللغاتِ‭ ‬التي‭ ‬للشعرِ‭ ‬نعشقُها

لا‭ ‬فرقَ‭ ‬ما‭ ‬دامَ‭ ‬شعراً‭ ‬نابضاً‭ ‬طرِبا

نميلُ‭ ‬للشعرِ‭ ‬أنَّى‭ ‬كان‭ ‬موقعهُ

نهيمُ‭ ‬فيهِ‭ ‬جمالاً‭ ‬أينما‭ ‬ذهبا

ففيهِ‭ ‬ما‭ ‬فيهِ‭ ‬أنهارٌ‭ ‬وأوديةٌ

فيهِ‭ ‬البساتينُ‭ ‬ألوانًا‭ ‬بما‭ ‬وهَبا

فيهِ‭ ‬العموديُ‭ ‬والأبحاثُ‭ ‬تعرفهُ

لا‭ ‬زالَ‭ ‬أماً‭ ‬لأربابِ‭ ‬النُهى‭ ‬وأبا

و«الحرُ‮»‬‭ ‬في‭ ‬النثرِ‭ ‬في‭ ‬تفعيلةٍ‭ ‬سطعتْ

أضواؤها‭ ‬كي‭ ‬تُنيرَ‭ ‬الكونَ‭ ‬والأدبا

حداثةٌ‭ ‬تتجلى‭ ‬في‭ ‬مفاخرِها

فنٌ‭ ‬تدفقَ‭ ‬رُوَّاداً‭ ‬ولاعجبا

والشعرُ‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬‮«‬شعبياً‮»‬‭ ‬نهيمُ‭ ‬بهِ

وبالمجازاتِ‭ ‬يعلو‭ ‬بالذي‭ ‬اكتُسبا

مِعيارُنا‭ ‬الحبُّ‭ ‬والإبداعُ‭ ‬موقفُنا

والشعرُ‭ ‬فنٌ‭ ‬جميلٌ‭ ‬ناطحَ‭ ‬السُحَبا

يا‭ ‬شعرُ‭ ‬مرحا‭ ‬فهذا‭ ‬الكونُ‭ ‬جملهُ

خلودُ‭ ‬معناكَ‭ ‬ثوباً‭ ‬زاهياً‭ ‬قَشِبا

أُنبئكَ‭ ‬يا‭ ‬شعرُ‭ ‬عن‭ ‬من‭ ‬ضاقَ‭ ‬موقفهُ

إذ‭ ‬لم‭ ‬يجدكَ‭ ‬فضاءً‭ ‬واسعاً‭ ‬رحُبَا

‮«‬فشخصنَ‮»‬‭ ‬الفنَ‭ ‬والإبداعَ‭ ‬مُنغلقاً

في‭ ‬بؤرةٍ‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬غيرَ‭ ‬الذي‭ ‬صعُبا

أراكَ‭ ‬يا‭ ‬شعرُ‭ ‬تاريخاً‭ ‬تُصافحهُ

أصالةٌ‭ ‬تتحدى‭ ‬أيَ‭ ‬مُنقَلَبا

ها‭ ‬أنتَ‭ ‬أكبرُ‭ ‬من‭ ‬اسمٍ‭ ‬ومن‭ ‬فئةٍ

حييتُ‭ ‬فيكَ‭ ‬سناءً‭ ‬جاوزَ‭ ‬الحُجبا

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا