العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

جلالة الملك.. كلمة للتاريخ

رؤية البحرين الحضارية لعالم أكثر إنسانية وعدلا


‭ ‬الكلمة‭ ‬التي‭ ‬وجهها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الى‭ ‬البرلمانيين‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬اجتماعات‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للاتحاد‭ ‬البرلماني‭ ‬الدولي،‭ ‬كلمة‭ ‬تاريخية‭ ‬بحق‭.‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬لم‭ ‬يرد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الكلمة‭ ‬مجرد‭ ‬كلمة‭ ‬بروتوكولية‭ ‬ترحيبا‭ ‬بضيوف‭ ‬البحرين‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬أرادها‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭.. ‬رسالة‭ ‬تحمل‭ ‬رؤية‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الإنسانية‭ ‬الحضارية‭ ‬لقضايا‭ ‬العالم‭ ‬وهمومه‭ ‬وللمهام‭ ‬الملقاة‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الجميع‭ ‬لبناء‭ ‬عالم‭ ‬أفضل‭ ‬تتطلع‭ ‬إليه‭ ‬البشرية‭ ‬كلها‭.‬

ثلاثة‭ ‬محاور‭ ‬كبرى‭ ‬تطرق‭ ‬إليها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬كلمته‭:‬

المحور‭ ‬الأول‭: ‬تجربة‭ ‬البحرين‭ ‬الحضارية‭ ‬الانسانية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الرائدة‭.‬

والمحور‭ ‬الثاني‭: ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭ ‬والمهام‭ ‬الملقاة‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الكل‭ ‬لبناء‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬نريد‭.‬

والمحور‭ ‬الثالث‭: ‬المسؤوليات‭ ‬الخاصة‭ ‬الملقاة‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬البرلمانيين‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بوجه‭ ‬خاص‭.‬

‭ ‬اما‭ ‬عن‭ ‬تجربة‭ ‬البحرين،‭ ‬فقد‭ ‬تحدث‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬بكل‭ ‬الحب‭ ‬والفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬عن‭ ‬البحرين‭ ‬ونهجها‭ ‬وتجربتها‭ ‬الحضارية‭ ‬الديمقراطية‭. ‬

بكلمات‭ ‬جميلة‭ ‬معبرة‭ ‬تحدث‭ ‬جلالته‭ ‬عن‭ ‬‮«‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بلد‭ ‬المحبة‭ ‬والتسامح‭ ‬وملتقى‭ ‬التآلف‭ ‬والتعايش‭ ‬الديني‭ ‬والثقافي‭ ‬والحضاري‮»‬‭.‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬نهج‭ ‬البحرين‭ ‬الحضاري‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬التعايش‭ ‬وسيادة‭ ‬القانون‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والتنوع‭ ‬الثقافي‭ ‬والديني‭ ‬كثوابت‭ ‬أساسية‭ ‬منذ‭ ‬الإجماع‭ ‬الوطني‭ ‬على‭ ‬إقرار‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬وترسيخ‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدستورية‭.‬

وتحدث‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬عن‭ ‬تجربة‭ ‬البحرين‭ ‬البرلمانية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الناجحة‭ ‬التي‭ ‬عبرت‭ ‬عن‭ ‬إرادة‭ ‬المواطنين،‭ ‬وعن‭ ‬التعاون‭ ‬البناء‭ ‬والشراكة‭ ‬الفاعلة‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية،‭ ‬وكيف‭ ‬عززت‭ ‬من‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وحرياته‭ ‬السياسية‭ ‬والمدنية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭.‬

وجلالة‭ ‬الملك‭ ‬أكد‭ ‬العزم‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬إنجازاتنا‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والحقوقية،‭ ‬والتمسك‭ ‬بالسلام‭ ‬كخيار‭ ‬استراتيجي‭ ‬وضرورة‭ ‬حتمية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والازدهار‭ ‬والتنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬وحماية‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات،‭ ‬وفق‭ ‬ثوابت‭ ‬وقيم‭ ‬دينية‭ ‬وتاريخية‭ ‬متوارثة،‭ ‬ومبادئ‭ ‬دستورية‭ ‬راسخة،‭ ‬وتشريعات‭ ‬وسياسات‭ ‬مستدامة‭ ‬تجسدت‭ ‬في‭ ‬‮«‬إعلان‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‮»‬‭.‬

بهذا‭ ‬الشكل‭ ‬الموجز‭ ‬البليغ‭ ‬قدم‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬إلى‭ ‬برلمانيي‭ ‬العالم‭ ‬صورة‭ ‬البحرين‭ ‬الحضارية‭ ‬الإنسانية‭ ‬ودعاهم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يستغلوا‭ ‬فرصة‭ ‬وجودهم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬كي‭ ‬يطلعوا‭ ‬من‭ ‬كثب‭ ‬على‭ ‬حقيقة‭ ‬التطور‭ ‬الحضاري‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬وما‭ ‬نشهده‭ ‬من‭ ‬منجزات‭ ‬تنموية‭ ‬وحضارية،‭ ‬وتعايش‭ ‬ديني‭ ‬وثقافي‭.‬

اما‭ ‬عن‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬العالم‭ ‬والمطلوب‭ ‬عمله‭ ‬للتعامل‭ ‬معها،‭ ‬فقد‭ ‬حدد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬بشكل‭ ‬ملخص‭ ‬دقيق‭ ‬في‭ ‬ان‭ ‬العالم‭ ‬يواجه‭ ‬‮«‬ظروفا‭ ‬استثنائية‭ ‬يشهد‭ ‬فيها‭ ‬موجات‭ ‬من‭ ‬الكراهية‭ ‬والعداوة‭ ‬والحروب‭ ‬والكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬كالزلازل‭ ‬والفيضانات،‭ ‬والأزمات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬والأمن‭ ‬المائي‭ ‬والغذائي،‭ ‬وتفاقم‭ ‬مخاطر‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬حاضر‭ ‬البشرية،‭ ‬وتهدد‭ ‬مستقبل‭ ‬الأجيال‭ ‬المقبلة‮»‬‭.‬

في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬هناك‭ ‬هدف‭ ‬استراتيجي‭ ‬عام‭ ‬حدده‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يسعى‭ ‬الجميع‭ ‬الى‭ ‬تحقيقه‭ ‬هو‭ ‬‮«‬بناء‭ ‬نظام‭ ‬سياسي‭ ‬وأمني‭ ‬واقتصادي‭ ‬عالمي‭ ‬أكثر‭ ‬عدالة‭ ‬وإنصافاً‭ ‬وتضامناً‮»‬‭.‬

من‭ ‬اجل‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬طرح‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬ضرورة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬جبهات‭ ‬عدة‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬باختصار‭:‬

1‭ - ‬ترسيخ‭ ‬العدالة‭ ‬وسيادة‭ ‬وحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وحرياته‭ ‬وكرامته‭ ‬وفق‭ ‬تشريعات‭ ‬عصرية‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬المواثيق‭ ‬الحقوقية‭ ‬الدولية‭. ‬

2‭ - ‬تبني‭ ‬سياسات‭ ‬خارجية‭ ‬تحترم‭ ‬سيادة‭ ‬الدولة‭ ‬وخصوصياتها‭ ‬الثقافية‭ ‬والحضارية،‭ ‬ووحدتها‭ ‬وسلامة‭ ‬أراضيها،‭ ‬دون‭ ‬وصاية‭ ‬أو‭ ‬تدخلات‭ ‬خارجية‭.‬

3‭ ‬‭ ‬تجديد‭ ‬الدعوة‭ ‬التي‭ ‬سبق‭ ‬ان‭ ‬أطلقها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬الى‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬بإقرار‭ ‬اتفاقية‭ ‬دولية‭ ‬لتجريم‭ ‬خطابات‭ ‬الكراهية‭ ‬الدينية‭ ‬والطائفية‭ ‬والعنصرية‭ ‬بجميع‭ ‬صورها،‭ ‬ومنع‭ ‬إساءة‭ ‬استغلال‭ ‬الحريات‭ ‬والمنصات‭ ‬الإعلامية‭ ‬والرقمية‭ ‬في‭ ‬ازدراء‭ ‬الأديان‭ ‬أو‭ ‬التحريض‭ ‬على‭ ‬التعصب‭ ‬والتطرف‭ ‬والإرهاب‭.‬

4‭ - ‬تشجيع‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬الدول‭ ‬الأقل‭ ‬نمواً‭ ‬وإغاثة‭ ‬ملايين‭ ‬المنكوبين‭ ‬من‭ ‬اللاجئين‭ ‬والنازحين‭ ‬وضحايا‭ ‬الحروب‭ ‬والكوارث‭.‬

اما‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬البرلمانيين‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬فقد‭ ‬دعا‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬برلمانات‭ ‬العالم‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬يعبروا‭ ‬عن‭ ‬إرادة‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬هذه‭ ‬المهام‭ ‬وترجمتها‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬تشريعات‭ ‬وقوانين‭. ‬وأكد‭ ‬جلالته‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البرلمانية‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬الاتحاد‭ ‬البرلماني‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬التوعية‭ ‬بالقضايا‭ ‬والتحديات‭ ‬الراهنة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تشجيع‭ ‬التعاون‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬بين‭ ‬البرلمانات‭ ‬الوطنية‭ ‬وتعزيز‭ ‬دورها‭ ‬الرقابي‭ ‬والتنموي‭ ‬في‭ ‬حث‭ ‬الحكومات‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬وتنفيذ‭ ‬تدابير‭ ‬وإجراءات‭ ‬أكثر‭ ‬فاعلية‭ ‬وحرصا‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الإنسانية‭ ‬ورخائها‭.‬

كما‭ ‬نرى،‭ ‬كلمة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للبرلمانيين‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬هي‭ ‬كلمة‭ ‬للتاريخ‭.‬

‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬وضع‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬واضحة‭ ‬المعالم‭ ‬لعالم‭ ‬اكثر‭ ‬إنسانية‭ ‬وأكثر‭ ‬عدلا‭ ‬وإنصافا‭.. ‬عالم‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬كرامة‭ ‬الانسان‭ ‬وكرامة‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭.‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬لم‭ ‬يتحدث‭ ‬باسم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وحسب،‭ ‬بل‭ ‬عبر‭ ‬عن‭ ‬ضمير‭ ‬البشرية‭ ‬كلها‭.‬

 

‭ ‬

 

 

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا