العدد : ١٧١١١ - الاثنين ٢٧ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١١١ - الاثنين ٢٧ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ رجب ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الحرب الإسرائيلية دمرت غزة لأجيال قادمة وسط صمت عالمي

د. رمزي بارود

السبت ٢٥ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

صدرت‭ ‬أول‭ ‬إشارة‭ ‬رسمية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬غزة‭ ‬أصبحت‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬للسكن‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬عن‭ ‬مؤتمر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتجارة‭ ‬والتنمية‭ (‬الأونكتاد‭) ‬في‭ ‬عام‭ ‬2012،‭ ‬عندما‭ ‬قُدِّر‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬بنحو‭ ‬1‭.‬8‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭.‬

ولم‭ ‬يكن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬التقرير‭ ‬المعنون‭: ‬‮«‬قطاع‭ ‬غزة‭: ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وآفاق‭ ‬التنمية‮»‬‭ ‬مجرد‭ ‬التنبؤ،‭ ‬بل‭ ‬التحذير‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬الوقوف‭ ‬مكتوف‭ ‬الأيدي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الحصار‭ ‬المستمر‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬سوف‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬كارثة‭ ‬إنسانية‭ ‬وشيكة‭.‬

ولكن‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬فعل‭ ‬الكثير‭ ‬أو‭ ‬اتخاذ‭ ‬أي‭ ‬إجراءات‭ ‬عاجلة‭ ‬وضرورية‭ ‬استباقية،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬واصلت‭ ‬العد‭ ‬التنازلي،‭ ‬وزادت‭ ‬من‭ ‬وتيرة‭ ‬وإلحاح‭ ‬تحذيراتها‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬الوضع،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬الحروب‭ ‬الكبرى‭.‬

وفي‭ ‬تقرير‭ ‬آخر‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬مؤتمر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتجارة‭ ‬والتنمية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬أشار‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أزمة‭ ‬غزة‭ ‬اشتدت‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬الحرب‭ ‬الأكثر‭ ‬تدميراً‭ ‬حتى‭ ‬ذلك‭ ‬التاريخ،‭ ‬والتي‭ ‬اندلعت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬السابق،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2014‭. ‬فقد‭ ‬دمرت‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬مئات‭ ‬المصانع،‭ ‬وآلاف‭ ‬المنازل،‭ ‬وشردت‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الناس‭.‬

ولكن‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬المعايير‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬غزة‭ ‬‮«‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬للسكن‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬بذل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬لمعالجة‭ ‬الأزمة‭.‬

لقد‭ ‬تزايد‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬بسرعة‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تقلصت‭ ‬الموارد،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مساحة‭ ‬غزة،‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬المنطقة‭ ‬العازلة‮»‬‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتوسعة‭ ‬باستمرار‭. ‬وأصبحت‭ ‬احتمالات‭ ‬نشوء‭ ‬‮«‬أكبر‭ ‬سجن‭ ‬مفتوح‭ ‬في‭ ‬العالم‮»‬‭ ‬أكثر‭ ‬قتامة‭.‬

ولكن‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لم‭ ‬يبذل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬للاستجابة‭ ‬لدعوة‭ ‬مؤتمر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتجارة‭ ‬والتنمية‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدولية‭. ‬وتفاقمت‭ ‬الأزمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬ــ‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬أزمة‭ ‬سياسية‭ ‬مطولة،‭ ‬وحصار‭ ‬جائر،‭ ‬وحروب‭ ‬مدمرة‭ ‬متكررة،‭ ‬وعنف‭ ‬يومي‭ ‬ــ‭ ‬لتصل‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬الانفجار‭.‬

ويتساءل‭ ‬المرء‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬العالم‭ ‬قد‭ ‬أولى‭ ‬حتى‭ ‬أدنى‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬لقطاع‭ ‬غزة‭ ‬وصرخات‭ ‬الناس‭ ‬المحاصرين‭ ‬خلف‭ ‬الجدران‭ ‬والأسلاك‭ ‬الشائكة‭ ‬والسياج‭ ‬الكهربائي،‭ ‬هل‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬تجنب‭ ‬الحرب‭ ‬الحالية‭ ‬والإبادة‭ ‬الجماعية‭.‬

لقد‭ ‬أصبح‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬غير‭ ‬ذي‭ ‬جدوى‭ ‬الآن‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الدمار‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬والأرواح‭ ‬البشرية‭ ‬التي‭ ‬أزهقت‭. ‬فقد‭ ‬تحقق‭ ‬السيناريو‭ ‬الأسوأ‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بوسع‭ ‬حتى‭ ‬أكثر‭ ‬التقديرات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أو‭ ‬العربية‭ ‬أو‭ ‬الدولية‭ ‬تشاؤما‭ ‬أن‭ ‬تتوقعه‭.‬

إن‭ ‬غزة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬للسكن‮»‬‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬إنها،‭ ‬وفقاً‭ ‬لمنظمة‭ ‬السلام‭ ‬الأخضر،‭ ‬سوف‭ ‬تظل‭ ‬‮«‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬للسكن‭ ‬لأجيال‭ ‬قادمة‮»‬‭. ‬ولا‭ ‬يتوقف‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬قدرة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬الصمود،‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬جدال‭ ‬في‭ ‬صمودهم‭ ‬الأسطوري‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬هناك‭ ‬احتياجات‭ ‬إنسانية‭ ‬أساسية‭ ‬للبقاء‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬حتى‭ ‬أقوى‭ ‬الناس‭ ‬استبدالها‭ ‬برغبتهم‭ ‬المجردة‭ ‬في‭ ‬البقاء‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭.‬

في‭ ‬أول‭ ‬120‭ ‬يومًا‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الحرب،‭ ‬قُدِّرَت‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الكربونية‭ ‬‮«‬المذهلة‮»‬‭ ‬بنحو‭ ‬536410‭ ‬طنًا‭ ‬من‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭. ‬ووفقًا‭ ‬لمنظمة‭ ‬السلام‭ ‬الأخضر،‭ ‬فإن‭ ‬تسعين‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التلوث‭ ‬المميت‭ ‬‮«‬يُعزى‭ ‬إلى‭ ‬القصف‭ ‬الجوي‭ ‬والغزو‭ ‬البري‭ ‬الإسرائيلي‮»‬،‭ ‬وخلصت‭ ‬المنظمة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إجمالي‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الكربونية‭ ‬‮«‬أكبر‭ ‬من‭ ‬البصمة‭ ‬الكربونية‭ ‬السنوية‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المعرضة‭ ‬لتغير‭ ‬المناخ‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬تقريباً،‭ ‬أصدر‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للبيئة‭ ‬تقريراً‭ ‬يرسم‭ ‬صورة‭ ‬مخيفة‭ ‬بنفس‭ ‬القدر‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬كنتيجة‭ ‬مباشرة‭ ‬للحرب‭.‬

وفي‭ ‬شهر‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي،‭ ‬أعلنت‭ ‬المنظمة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬قطاع‭ ‬المياه‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭ ‬قد‭ ‬انهار،‭ ‬كما‭ ‬تأثرت‭ ‬المناطق‭ ‬الساحلية‭ ‬والتربة‭ ‬والنظم‭ ‬البيئية‭ ‬بشدة‮»‬‭.‬

ولكن‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬كان‭ ‬قبل‭ ‬سبعة‭ ‬أشهر،‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬قائمة‭. ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬فقد‭ ‬دمرت‭ ‬غزة‭ ‬بالكامل‭ ‬تقريبا،‭ ‬وتكدست‭ ‬القمامة‭ ‬منذ‭ ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬شهرا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬منشأة‭ ‬واحدة‭ ‬لمعالجتها‭ ‬بكفاءة‭.‬

لقد‭ ‬انتشر‭ ‬المرض‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع،‭ ‬وقد‭ ‬دمرت‭ ‬كل‭ ‬المستشفيات‭ ‬في‭ ‬القصف،‭ ‬أو‭ ‬أحرقت‭ ‬بالكامل،‭ ‬أو‭ ‬هدمت‭ ‬بالجرافات‭. ‬ويموت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬في‭ ‬خيامهم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬أي‭ ‬طبيب‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.‬

وفي‭ ‬غياب‭ ‬أي‭ ‬مساعدة‭ ‬خارجية،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تتفاقم‭ ‬الكارثة‭. ‬وفي‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الماضية،‭ ‬أصدرت‭ ‬منظمة‭ ‬أطباء‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ ‬تقريراً‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬غزة‭: ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬الموت‮»‬‭.‬

يصف‭ ‬التقرير،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬قراءة‭ ‬مدمرة،‭ ‬حالة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الطبية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬تلخيصها‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬واحدة‭: ‬غير‭ ‬موجودة‭.‬

وهاجمت‭ ‬إسرائيل‭ ‬512‭ ‬منشأة‭ ‬للرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬بين‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬وسبتمبر‭ ‬2024،‭ ‬ما‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬500‭ ‬عامل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭.‬

وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬السكان‭ ‬يحاولون‭ ‬البقاء‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬خلال‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أقسى‭ ‬الحروب‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تسجيلها‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬رعاية‭ ‬طبية‭ ‬جادة‭. ‬ويشمل‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬اضطرابات‭ ‬الصحة‭ ‬العقلية‭ ‬المختلفة‭.‬

وبحلول‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬أفاد‭ ‬مكتب‭ ‬الإعلام‭ ‬الحكومي‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يقدر‭ ‬بنحو‭ ‬23‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬الحطام‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬إسقاط‭ ‬75‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬المتفجرات‭ ‬ـ‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أشكال‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬التدمير‭. ‬وقد‭ ‬أدى‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬إطلاق‭ ‬281‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬متري‭ ‬من‭ ‬ثاني‭ ‬أوكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬في‭ ‬الهواء‭.‬

وبمجرد‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب،‭ ‬سوف‭ ‬يعاد‭ ‬بناء‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬الصمود‭ ‬الفلسطيني‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬حالتها‭ ‬السابقة،‭ ‬مهما‭ ‬طال‭ ‬الزمن،‭ ‬فإن‭ ‬دراسة‭ ‬أجرتها‭ ‬جامعة‭ ‬كوين‭ ‬ماري‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬قالت‭ ‬إن‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬الهياكل‭ ‬المدمرة‭ ‬سوف‭ ‬تتطلب‭ ‬إطلاق‭ ‬60‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬إضافية‭ ‬من‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬متضررة‭ ‬بشدة‭ ‬بالفعل‭.‬

هذا‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المدمرة‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وإعادة‭ ‬إعمار‭ ‬القطاع،‭ ‬فإن‭ ‬الضرر‭ ‬البيئي‭ ‬الذي‭ ‬تسببت‭ ‬فيه‭ ‬حكومة‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬سوف‭ ‬يظل‭ ‬قائما‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة‭ ‬قادمة‭.‬

ومن‭ ‬المحير‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬نفسها‭ ‬التي‭ ‬تتحدث‭ ‬بلا‭ ‬كلل‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليها‭ ‬والتحذير‭ ‬من‭ ‬انبعاثات‭ ‬الكربون‭ ‬هي‭ ‬نفس‭ ‬الكيانات‭ ‬التي‭ ‬ساعدت‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬إما‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسليح‭ ‬إسرائيل‭ ‬أو‭ ‬الصمت‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الفظائع‭ ‬المستمرة‭.‬

إن‭ ‬ثمن‭ ‬هذا‭ ‬النفاق‭ ‬الذي‭ ‬يتجلى‭ ‬في‭ ‬سياسات‭ ‬ومواقف‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬هو‭ ‬المعاناة‭ ‬المستمرة‭ ‬لملايين‭ ‬البشر‭ ‬والدمار‭ ‬الذي‭ ‬يلحق‭ ‬ببيئتهم‭. ‬ألم‭ ‬يحن‭ ‬الوقت‭ ‬لكي‭ ‬يستيقظ‭ ‬العالم‭ ‬ويعلن‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي‭: ‬كفى؟

 

‭ ‬{ أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا