يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
روح البحرين الوطنية
هذا إنجاز تاريخي وطني كبير.
حصول منتخبنا الوطني على كأس «خليجي 26» ليس إنجازا رياضيا تاريخيا وحسب، بل هو إنجاز تتخطى حدوده الرياضة بكثير.
هذا الإنجاز التاريخي لم يأت صدفة أو من فراغ. هو محصلة رعاية قيادة وتخطيطها، ومحصلة عمل جاد وجهد طويل ممتد. وهو قبل هذا وبعده محصلة إرادة وطنية وروح وطنية عارمة جامعة.
بداية ما كان لهذا الإنجاز أن يتحقق لولا أن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أعطى للشباب أولوية قصوى على رأس العمل الوطني، ووجه جلالته في كل مناسبة بضرورة توفير الرعاية القصوى للشباب في كل المجالات وتمكينهم من تحقيق الإنجازات. في كل أحاديث جلالة الملك يؤكد أن الشباب هم أمل البحرين وهم صناع مستقبلها، ويعرب جلالته عن ثقته المطلقة في قدرة شباب البحرين على تحقيق آمال الوطن.
وما كان لهذا الإنجاز أن يتحقق لولا أن الحكومة بقيادة سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة أعطت لتمكين الشباب الأولوية الكبرى في كل برامج وخطط العمل الحكومي. لم ترفع الحكومة تمكين الشباب مجرد شعار، بل نفذته على أرض الواقع ووضعت الشباب على رأس المواقع القيادية ومنحتهم الثقة الكاملة في قدراتهم ووفرت كل الإمكانيات لهم.
وما كان لهذا الإنجاز أن يتحقق لولا أن المسئولين عن الشباب والرياضة مباشرة وضعوا مبكرا الخطط التفصيلية الهادفة إلى تحقيق الإنجازات الرياضية ووفروا الإمكانيات وكل سبل الدعم لتحقيق هذا الهدف. نتحدث هنا بصفة خاصة عن الخطط والبرامج التي وضعها وأشرف على تنفيذها سمو الشيخ ناصر بن حمد وسمو الشيخ خالد بن حمد.
وما كان لهذا الإنجاز أن يتحقق لولا الروح القتالية للاعبي منتخبنا الوطني وإرادتهم الصلبة وإصرارهم على تحقيق الانتصار.
لا عبو منتحبنا وكل جهازه الإداري يعلمون منذ البداية ومنذ انطلاق المنافسات أنهم يتحملون مسئولية تحقيق حلم وطن وشعب في العودة بالكأس وكانوا جميعا أهلا للمسئولية.
تابعنا كل مباريات البطولة ورأينا أنه في كل مباراة قدَّم لاعبونا أداء رجوليا حتى اللحظة الأخيرة ولم يفتر حماسهم لحظة.
كل التقارير العربية التي تحدثت عن فوز منتخبنا بالكأس أجمعت على أن المنتخب استحق هذا الفوز عن جدارة واستحقاق. استحقوه بأدائهم الرجولي وإصرارهم على الفوز وتحقيق أمل كل البحرينيين. ولم يكن غريبا أن يحصل رجال المنتخب على كل الألقاب والجوائز الكبرى في البطولة إلى جانب الكأس.
وقبل كل هذا وبعده، كان وراء الإنجاز التاريخي هذه الروح الوطنية العارمة المشهودة التي أظهرها شعب البحرين منذ ما قبل انطلاق البطولة وحتى نهايتها.
منذ اللحظ الأولى لانطلاق البطولة كان تشجيع شعب البحرين للمنتخب الوطني مشهودا واتخذ صورا مبهرة جميلة.
حشد شعبي توجه إلى الكويت لتشجيع المنتخب.
قدم المشجعون البحرينيون نموذجا مشرفا للتشجيع الحماسي الملتزم المحترم بلا أي تجاوزات.
هذا البركان من الفرح الذي انفجر في شوارع البحرين وداخل كل بيت بمجرد انطلاق صافرة نهاية المباراة وإعلان فوز البحرين بالكأس.
هذه المشاهد الجميلة لكل أبناء البحرين الذين طافوا الشوارع والميادين يتوشحون بعلم البحرين ويرفعونه عاليا ويهتفون باسم البحرين فخرا واعتزازا بأبنائهم الأبطال.
هذا الروح الوطنية العارمة التي أظهرها شعب البحرين لم تكن مجرد تعبير عن فرحة بفوز المنتخب كانت تعبيرا عن حب عارم للبحرين.
حقيقة الأمر إن هذه الروح الوطنية العارمة التي عبر عنها شعب البحرين كنت أشبه باستفتاء شعبي على حب البحرين والولاء لها.
هذا الإنجاز التاريخي تجسيد مبهر حي لقدرات شباب البحرين وما يمكن أن يحققوه من إنجازات وطنية كبرى هو دليل على أن الرهان على شباب البحرين رهان فائز حتما.
هذ الروح الوطنية العارمة التي رافقت البطولة هي تجسيد لحقيقة أنه بهذه الروح يمكن أن تحقق البحرين كل طموحاتها وآمالها. هذه الروح التي أظهرها شعب البحرين أثناء البطولة يجب البناء عليها لتحقيق مزيد من الإنجازات.
في مدرجات المباراة النهائية للبطولة رأيت شبابا بحرينيين يرفعون لافتة كبيرة مكتوبا عليها «كبيرة يا البحرين».
نعم.. البحرين كبيرة.. كبيرة بقيادتها وبشعبها وبشبابها وبإصرارها وعزيمتها وبآمالها وطموحاتها التي ليس لها حد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك