العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مؤشرات التعاون البحري بين الهند والخليج العربي

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

تناولت‭ ‬في‭ ‬المقال‭ ‬السابق‭ ‬رؤية‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬للتعاون‭ ‬مع‭ ‬الهند‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬وكانت‭ ‬خلاصة‭ ‬المقال‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬التي‭ ‬تصنف‭ ‬كدول‭ ‬بحرية‭ ‬تواجه‭ ‬تحديات‭ ‬هائلة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشراكات‭ ‬وأوجه‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬بالأمن‭ ‬البحري‭ ‬وأمن‭ ‬الطاقة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الهند،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬رؤية‭ ‬الهند‭ ‬للأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي؟‭ ‬تساؤل‭ ‬له‭ ‬أهميته‭ ‬بل‭ ‬يطرح‭ ‬دائماً‭ ‬عند‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬استراتيجيات‭ ‬للدول‭ ‬الكبرى‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬تجاه‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬ومؤدى‭ ‬التساؤل‭ ‬هو‭ ‬هل‭ ‬لدى‭ ‬تلك‭ ‬الأطراف‭ ‬استراتيجية‭ ‬محددة‭ ‬تجاه‭ ‬الخليج‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬يتم‭ ‬تناولها‭ ‬ضمن‭ ‬تلك‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬ويتفاوت‭ ‬ذلك‭ ‬الاهتمام‭ ‬وفقاً‭ ‬لمصالح‭ ‬كل‭ ‬دولة؟‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬أعلنت‭ ‬الهند‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬للأمن‭ ‬البحري‭ ‬التي‭ ‬تضمنت‭ ‬بشكل‭ ‬تفصيلي‭ ‬ما‭ ‬أطلقت‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬نقاط‭ ‬الاختناق‭ ‬البحري‮»‬‭ ‬التي‭ ‬ترى‭ ‬الهند‭ ‬أنها‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تأمين‭ ‬وحماية‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬مضيقا‭ ‬هرمز‭ ‬وباب‭ ‬المندب‭ ‬وقناة‭ ‬السويس،‭ ‬حيث‭ ‬نصت‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أي‭ ‬إغلاق‭ ‬لمضيق‭ ‬هرمز‭ ‬سوف‭ ‬يؤثر‭ ‬وبشدة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الهند‮»‬،‭ ‬أما‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬فحال‭ ‬إغلاقه‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬سوف‭ ‬يتطلب‭ ‬سعة‭ ‬في‭ ‬الشحنات‭ ‬والناقلات‭ ‬عبر‭ ‬الممرات‭ ‬البحرية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬معدل‭ ‬تدفق‭ ‬التجارة،‭ ‬أما‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬فحال‭ ‬تعطل‭ ‬الملاحة‭ ‬فيها،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يعني‭ ‬زيادة‭ ‬تكاليف‭ ‬النقل‭ ‬البحري‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طريق‭ ‬رأس‭ ‬الرجاء‭ ‬الصالح،‭ ‬تلك‭ ‬الأهداف‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬استراتيجية‭ ‬الهند‭ ‬تلتقي‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ذاتها،‭ ‬ومع‭ ‬أن‭ ‬صدور‭ ‬تلك‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬سوى‭ ‬بشكل‭ ‬متأخر‭ ‬نسبياً‭ ‬ضمن‭ ‬سياسة‭ ‬جديدة‭ ‬للهند‭ ‬تجاه‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬توقيت‭ ‬صدورها‭ ‬واحتدام‭ ‬التنافس‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التحالفات‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬تأسيسها‭ ‬أو‭ ‬إعلان‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬سياسة‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬آسيا،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬يهمنا‭ ‬هو‭ ‬كيفية‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬الهند‭ ‬بشأن‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬موضع‭ ‬التطبيق؟‭ ‬فمع‭ ‬أهميتها‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬تنخرط‭ ‬الهند‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬لمواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬أسست‭ ‬تحالفات‭ ‬عسكرية‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض،‭ ‬ويمكن‭ ‬تفسير‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬الهند‭ ‬عموماً‭ ‬وهي‭ ‬الحياد‭ ‬وتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬في‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬فقد‭ ‬حرصت‭ ‬الهند‭ ‬حتى‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬صدور‭ ‬تلك‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬التجمعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أهدافها‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬ومنها‭ ‬عضوية‭ ‬الهند‭ ‬في‭ ‬رابطة‭ ‬الدول‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي‭ ‬والتي‭ ‬تأسست‭ ‬عام‭ ‬1997‭ ‬وتضم‭ ‬عدة‭ ‬دول،‭ ‬فإلى‭ ‬جانب‭ ‬الهند‭ ‬هناك‭ ‬دولتان‭ ‬من‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وهما‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬والإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬اليمن‭ ‬ومع‭ ‬تعدد‭ ‬أهداف‭ ‬الرابطة‭ ‬فقد‭ ‬نص‭ ‬ميثاقها‭ ‬على‭ ‬ثلاث‭ ‬أولويات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬وهي‭ ‬السلامة‭ ‬والأمن‭ ‬البحري،‭ ‬إدارة‭ ‬مصائد‭ ‬الأسماك،‭ ‬مخاطر‭ ‬الكوارث،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أنها‭ ‬جميعاً‭ ‬أهداف‭ ‬تحظى‭ ‬باهتمام‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬سواء‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الرابطة‭ ‬أو‭ ‬بقية‭ ‬الأعضاء،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المنتدى‭ ‬البحري‭ ‬للمحيط‭ ‬الهندي‭ ‬والذي‭ ‬يضم‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أعضائه‭ ‬الهند‭ ‬وأربع‭ ‬دول‭ ‬خليجية‭ ‬هي‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وسلطنة‭ ‬عمان‭ ‬والإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬وقطر،‭ ‬ويستهدف‭ ‬ذلك‭ ‬المنتدى‭ ‬مناقشة‭ ‬القضايا‭ ‬البحرية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالمنطقة‭ ‬ضمن‭ ‬آلية‭ ‬تبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬بين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬البحري‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ممر‭ ‬الهند‭ ‬‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬‭ ‬أوروبا‭ ‬والذي‭ ‬يتضمن‭ ‬ممراً‭ ‬بحرياً‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬مفيداً‭ ‬لبعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والتي‭ ‬تقوم‭ ‬بتنفيذ‭ ‬خطط‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬ولم‭ ‬يقتصر‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬البحري‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬التجمعات‭ ‬ولكن‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مؤشرات‭ ‬مهمة‭ ‬للتعاون‭ ‬الثنائي‭ ‬أشرت‭ ‬إلى‭ ‬بعضها‭ ‬في‭ ‬المقال‭ ‬السابق،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬حرص‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬الهندية‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬مناورات‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬ودور‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬الهندية‭ ‬لمواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ليس‭ ‬وليد‭ ‬اليوم‭ ‬وإنما‭ ‬تتواجد‭ ‬قوات‭ ‬بحرية‭ ‬للهند‭ ‬قبالة‭ ‬سواحل‭ ‬الصومال‭ ‬والقرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬ضمن‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬لمواجهة‭ ‬القرصنة‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬هدف‭ ‬استراتيجي‭ ‬وهو‭ ‬تأمين‭ ‬طرق‭ ‬نقل‭ ‬الطاقة‭ ‬للهند‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬نصت‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الهدف‭ ‬وبوضوح‭. ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬خطط‭ ‬الهند‭ ‬للأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تتم‭ ‬وفقاً‭ ‬لكل‭ ‬حالة‭ ‬أي‭ ‬نشر‭ ‬القوات‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬خطر‭ ‬محدد‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الهند‭ ‬لا‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قواتها‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬صراع‭ ‬أو‭ ‬تنافس،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الأخذ‭ ‬بالاعتبار‭ ‬أمرين‭ ‬مهمين‭ ‬الأول‭: ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬الآن‭ ‬لديها‭ ‬قواعد‭ ‬عسكرية‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الصين،‭ ‬فمنطقة‭ ‬القرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬تستضيف‭ ‬الآن‭ ‬19‭ ‬قاعدة‭ ‬عسكرية‭ ‬تديرها‭ ‬16‭ ‬دولة‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يثير‭ ‬التساؤلات‭ ‬حال‭ ‬حدوث‭ ‬صراع‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬القوى‭ ‬وتأثير‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬والثاني‭: ‬أن‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬ومنها‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬تقع‭ ‬ضمن‭ ‬ممر‭ ‬الهند‭ -‬الشرق‭ ‬الأوسط‭- ‬أوروبا‭ ‬وبالتالي‭ ‬أي‭ ‬توترات‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المضيق‭ ‬سوف‭ ‬تؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬الحيوية‭ ‬للهند،‭ ‬وعود‭ ‬على‭ ‬ذي‭ ‬بدء،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬حرصا‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الهند‭ ‬لتأمين‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬منها‭ ‬تجارتها‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬احتياجاتها‭ ‬النفطية‭ ‬وضمن‭ ‬ذلك‭ ‬الحرص‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬ومذكرات‭ ‬التفاهم‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬للتعاون‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬وهو‭ ‬أولوية‭ ‬لتلك‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬وليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مساهمات‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬المعنية‭ ‬عسكرية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬تحالفات،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬نهج‭ ‬وسياسات‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬تجاه‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬خارج‭ ‬أراضيها،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬أوجها‭ ‬عديدة‭ ‬للتعاون‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬منها‭ ‬التمرينات‭ ‬المشتركة‭ ‬لمواجهة‭ ‬الكوارث‭ ‬البحرية‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬تحدياً‭ ‬كبيراً‭ ‬وخاصة‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬بقع‭ ‬تلوث‭ ‬بحري‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬المواجهات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬وأيضاً‭ ‬المخاطر‭ ‬المحتملة‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬حال‭ ‬جنوح‭ ‬إحدى‭ ‬السفن‭. ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية،‭ ‬فإن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ضمن‭ ‬جهود‭ ‬تطوير‭ ‬قواتها‭ ‬البحرية،‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬توظيف‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬لتلك‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬لتهديد‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬وأخيراً‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬المناورات‭ ‬البحرية‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬تمارين‭ ‬محاكاة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬مخاطر‭ ‬في‭ ‬أعالي‭ ‬البحار‭ ‬تعد‭ ‬مهمة‭ ‬للغاية‭.‬

مع‭ ‬وجود‭ ‬مصالح‭ ‬أخرى‭ ‬عديدة‭ ‬للهند‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬فإن‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬أصبح‭ ‬ذا‭ ‬أولوية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تعكسه‭ ‬استراتيجيات‭ ‬وسياسات‭ ‬الهند‭ ‬تجاه‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭. ‬

 

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا