العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

العلاقات البحرينية - البريطانية.. تاريخ عريق وتطور مستمر

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الاثنين ١٨ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

فيما‭ ‬أكد‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬البحريني،‭ ‬برئاسة‭ ‬نائب‭ ‬الملك،‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬‮«‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‮»‬،‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬نوفمبر،‭ ‬أهمية‭ ‬الزيارة‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬جلالة‭ ‬‮«‬الملك‮»‬،‭ ‬للمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬بدعوة‭ ‬من‭ ‬مليكها‭ ‬‮«‬تشارلز‭ ‬الثالث‮»‬،‭ ‬لجهة‭ ‬فتح‭ ‬آفاق‭ ‬جديدة‭ ‬للتعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬الثنائي‭ ‬بين‭ ‬البلدين؛‭ ‬فقد‭ ‬حرص‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬‭ ‬كرئيس‭ ‬للدورة‭ ‬الحالية‭ ‬للقمة‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬مناقشة‭ ‬القضايا‭ ‬الإقليمية،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تشهد‭ ‬فيه‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬حروبا‭ ‬إسرائيلية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬ولبنان؛‭ ‬مواصلاً‭ ‬جهود‭ ‬جلالته‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى،‭ ‬لإيقاف‭ ‬آلة‭ ‬هذا‭ ‬العدوان‭. ‬

وقد‭ ‬عكست‭ ‬زيارة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬عمق‭ ‬العلاقات‭ ‬التاريخية‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬والرغبة‭ ‬المتبادلة‭ ‬في‭ ‬توطيد‭ ‬أواصر‭ ‬التعاون،‭ ‬والشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المتميزة‭ ‬بينهما،‭ ‬وهي‭ ‬علاقات‭ ‬قائمة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقدين‭ ‬‭ ‬منذ‭ ‬معاهدة‭ ‬الصداقة‭ ‬البحرينية‭ ‬البريطانية‭ ‬في‭ ‬1816‭- ‬على‭ ‬الود‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل،‭ ‬وما‭ ‬بينهما‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬وقواسم‭ ‬مشتركة‭ ‬تعزز‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والتنوع‭ ‬الثقافي،‭ ‬والحوار،‭ ‬والتفاهم‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والحضارات،‭ ‬فيما‭ ‬كان‭ ‬تقدير‭ ‬الملك‭ ‬‮«‬تشارلز‭ ‬الثالث‮»‬،‭ ‬للإنجازات‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والتنموية،‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬‭ ‬منذ‭ ‬تدشين‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬وترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتتويجها‭ ‬بمنح‭ ‬جلالة‭  ‬الملك،‭ ‬وسام‭ ‬‮«‬فارس‭ ‬الصليب‭ ‬الأعظم‭ ‬الملكي‭ ‬الفيكتوري‮»‬،‭ ‬أرفع‭ ‬الأوسمة‭ ‬البريطانية‭.‬

وفي‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬قام‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬بزيارة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬وإيطاليا،‭ ‬والفاتيكان‭. ‬وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬بحث‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬وتطويرها،‭ ‬كان‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حريصًا‭ ‬على‭ ‬بحث‭ ‬التطورات‭ ‬والأوضاع‭ ‬الجارية‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التصعيد‭ ‬العسكري‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وضرورة‭ ‬الوقف‭ ‬الفوري‭ ‬لكل‭ ‬أشكال‭ ‬التصعيد‭ ‬العسكري،‭ ‬وأولوية‭ ‬ضمان‭ ‬توفير‭ ‬الحماية‭ ‬الكاملة‭ ‬للمدنيين،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬أرواحهم،‭ ‬وفتح‭ ‬ممرات‭ ‬إنسانية‭ ‬لإيصال‭ ‬المساعدات‭ ‬الطبية‭ ‬والإغاثية‭ ‬لهم؛‭ ‬في‭ ‬تأكيد‭ ‬للدور‭ ‬التاريخي‭ ‬المتنامي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬والحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬والرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬الثاقبة‭ ‬في‭ ‬أهمية‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬العادل‭ ‬والدائم‭ ‬والشامل‭ ‬الذي‭ ‬يرسخ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والازدهار،‭ ‬والعيش‭ ‬بسلام‭ ‬لشعوب‭ ‬المنطقة‭.‬

وقد‭ ‬أكدت‭ ‬القمة‭ ‬‮«‬البحرينية‭ ‬‭ ‬البريطانية‮»‬،‭ ‬أهمية‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون،‭ ‬والشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬والدعم‭ ‬البرلماني‭ ‬لكل‭ ‬الاتفاقات‭ ‬الثنائية‭ (‬نحو‭ ‬30‭ ‬اتفاقية‭)‬،‭ ‬والسعي‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬التعاون‭ ‬البناء،‭ ‬والاهتمام‭ ‬المشترك‭ ‬بالتطورات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬لجهة‭ ‬ترسيخ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلم‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والأخوة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وإعلاء‭ ‬دور‭ ‬الحلول‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬كل‭ ‬التحديات‭.‬

ومن‭ ‬الجدير‭ ‬بالذكر،‭ ‬أن‭ ‬علاقات‭ ‬الصداقة‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬باعتبارها‭ ‬مجرد‭ ‬علاقات‭ ‬رسمية‭ ‬ودبلوماسية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬تاريخ‭ ‬هذه‭ ‬الصداقة،‭ ‬يعكس‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬عمقًا‭ ‬من‭ ‬المنظور‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬علاقات‭ ‬العائلتين‭ ‬الملكيتين‭. ‬وكانت‭ ‬أول‭ ‬زيارة‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬الملكة‭ ‬الراحلة‭ ‬‮«‬اليزابيث‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬1979،‭ ‬ومعها‭ ‬الأمير‭ ‬‮«‬تشارلز‮»‬،‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬‮«‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‮»‬،‭ ‬أما‭ ‬زيارة‭ ‬‮«‬تشارلز‮»‬،‭ ‬الثانية‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬فكانت‭ ‬في‭ ‬1986،‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬وليًا‭ ‬للعهد‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬جولة‭ ‬خليجية،‭ ‬وكانت‭ ‬زيارته‭ ‬الثالثة‭ ‬في‭ ‬2007،‭ ‬بعد‭ ‬تولي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬المسؤولية‭ ‬بثماني‭ ‬سنوات،‭ ‬والتقى‭ ‬خلالها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬وسمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الأمير‭ ‬‮«‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‮»‬‭.‬

‮ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬احتفلت‭ ‬‮«‬البحرين‮»‬،‭ ‬بذكرى‭ ‬مرور‭ ‬200‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬تدشين‭ ‬العلاقات‭ ‬البريطانية‭ ‬البحرينية،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬عقب‭ ‬زيارة‭ ‬الأمير‭ ‬‮«‬تشارلز‮»‬،‭ ‬للمملكة‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2016،‭ ‬وعقب‭ ‬حضور‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬مهرجان‭ ‬‮«‬وندسور‮»‬‭ ‬للفروسية‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬العام،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تدشين‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬تاريخ‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬البريطانية‭ ‬خلال‭ ‬200‭ ‬عام‮»‬،‭ ‬وامتزجت‭ ‬لقاءات‭ ‬العائلتين‭ ‬الملكيتين‭ ‬بين‭ ‬الرسمية‭ ‬والودية؛‭ ‬ما‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬توطيد‭ ‬العلاقات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭. ‬

ومنذ‭ ‬توليه‭ ‬المسؤولية‭ ‬في‭ ‬1999،‭ ‬حرص‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬على‭ ‬تكرار‭ ‬زياراته‭ ‬لبريطانيا؛‭ ‬انعكاسًا‭ ‬لعمق‭ ‬العلاقات‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬البلدين،‭ ‬وخلال‭ ‬هذه‭ ‬الزيارات‭ ‬أبرمت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مذكرات‭ ‬التفاهم‭ ‬وبروتوكولات‭ ‬التعاون،‭ ‬والاتفاقات،‭ ‬التي‭ ‬غطت‭ ‬العلاقات‭ ‬التعاونية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬معاهدة‭ ‬الصداقة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬1971‭.‬

وفيما‭ ‬تعتبر‭ ‬‮«‬المملكة‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬اتفاقية‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬أولوية؛‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬مسؤولون‭ ‬من‭ ‬الجانبين‭ ‬قرب‭ ‬توقيع‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭. ‬وتسعى‭ ‬‮«‬بريطانيا‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬خروجها‭ ‬من‭ ‬‮«‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬2016،‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬علاقاتها‭ ‬الخليجية،‭ ‬فيما‭ ‬تسهم‭ ‬زيارة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬قرب‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬توقيع‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭. ‬ويبلغ‭ ‬حجم‭ ‬التجارة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬التعاون‮»‬،‭ ‬وبريطانيا‭ ‬73‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬سنويًا‭. ‬وتعزز‭ ‬الاتفاقية‭ ‬هذه‭ ‬التجارة،‭ ‬حيث‭ ‬تضيف‭ ‬إليها‭ ‬نحو‭ ‬16%،‭ ‬وتسهم‭ ‬بنحو‭ ‬2‭.‬1‭ ‬مليار‭ ‬دولار؛‭ ‬تعزيزًا‭ ‬للاقتصاد‭ ‬البريطاني‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬فيما‭ ‬يعد‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬سابع‭ ‬أكبر‭ ‬شريك‭ ‬تجاري‭ ‬لبريطانيا،‭ ‬وتشمل‭ ‬الاتفاقية‭ ‬مجالات‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات‭ ‬والاستثمار‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬بلغ‭ ‬حجم‭ ‬التجارة‭ ‬البريطانية‭ ‬‭ ‬البحرينية‭ ‬السنوي،‭ ‬نحو‭ ‬3‭.‬5‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬فقد‭ ‬أنشأت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬البريطانية‭ ‬الرائدة‭ ‬مقارًا‭ ‬لأعمالها‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬مثل‭ (‬يونيليفر،‭ ‬وديوليت،‭ ‬وارنست‭ ‬آند‭ ‬يونج،‭ ‬واستاندرد‭ ‬تشارترد،‭ ‬واتش‭ ‬اس‭ ‬بي‭ ‬سي،‭ ‬وبي‭ ‬دبليو‭ ‬سي‭)‬،‭ ‬التي‭ ‬أطلقت‭ ‬‮«‬مركزًا‭ ‬إقليميًا‮»‬،‭ ‬للخدمات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬وفي‭ ‬يوليو‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬وقع‭ ‬البلدان،‭ ‬مذكرة‭ ‬تفاهم،‭ ‬بشأن‭ ‬استثمارات‭ ‬استراتيجية‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬البحريني‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬بقيمة‭ ‬1‭.‬3‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬وهذه‭ ‬الاستثمارات‭ ‬ستكون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صندوق‭ ‬الثروة‭ ‬السيادي‭ ‬‮«‬ممتلكات‮»‬،‭ ‬وانفستكورب،‭ ‬ومجموعة‭ ‬‮«‬جي‭ ‬اف‭ ‬اتش‮»‬‭ ‬المالية،‭ ‬وشركة‭ ‬إدارة‭ ‬الأصول‭.‬

‮ ‬وأثناء‭ ‬زيارته‭ ‬للمملكة‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬شهد‭ ‬نائب‭ ‬الملك،‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد،‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الأمير‭ ‬‮«‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‮»‬،‭ ‬توقيع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬مذكرات‭ ‬التفاهم،‭ ‬شملت‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الرقمي،‭ ‬والتنوع‭ ‬البيولوجي،‭ ‬والتلوث‭ ‬البحري،‭ ‬والتدريب،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬المصرفي،‭ ‬وإطلاق‭ ‬خدمات‭ ‬فحص‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬والأحجار‭ ‬الكريمة،‭ ‬وخدمات‭ ‬إدارة‭ ‬الأصول‭ ‬المالية‭. ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الزيارة‭ ‬منح‭ ‬‮«‬المملكة‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬صفة‭ ‬الشريك‭ ‬المعتمد‭ ‬للمركز‭ ‬العالمي‭ ‬لخدمات‭ ‬الشحن‭ ‬البحرية‭ ‬والجوية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وإنشاء‭ ‬مركز‭ ‬للخدمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬لشركة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬دبليو‭ ‬سي‮»‬‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وإنشاء‭ ‬ستوديو‭ ‬لمشاريع‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وإنشاء‭ ‬منصة‭ ‬استثمارية‭ ‬لإدارة‭ ‬أصول‭ ‬سكن‭ ‬الطلاب‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬التي‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬البحرين،‭ ‬باعتبارها‭ ‬نقطة‭ ‬الدخول‭ ‬المثلى‭ ‬لاقتصاد‭ ‬خليجي،‭ ‬يزيد‭ ‬حجمه‭ ‬عن‭ ‬2‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭.‬

وفي‭ ‬المجال‭ ‬الأمني،‭ ‬وعلى‭ ‬هامش‭ ‬‮«‬حوار‭ ‬المنامة‮»‬،‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬وقع‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين،‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الأركان‭ ‬بالقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬البريطانية،‭ ‬إعلان‭ ‬نوايا‭ ‬مشترك؛‭ ‬بهدف‭ ‬تطوير‭ ‬التعاون‭ ‬العسكري‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭. ‬وفيما‭ ‬تعتبر‭ ‬المنامة،‭ ‬‮«‬المملكة‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬حليفًا‭ ‬استراتيجيًا،‭ ‬يتوافق‭ ‬كلاهما‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة،‭ ‬واحترام‭ ‬السيادة،‭ ‬وتبادل‭ ‬المصالح،‭ ‬فقد‭ ‬حضر‭ ‬نائب‭ ‬الملك‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الأمير‭ ‬‮«‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‮»‬،‭ ‬مراسم‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقية‭ ‬التعاون‭ ‬الدفاعي‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬أكتوبر2012،‭ ‬وقعها‭ ‬عن‭ ‬الجانب‭ ‬البحريني‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية،‭ ‬وعن‭ ‬الجانب‭ ‬البريطاني‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭.‬

ويعد‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬مجالات‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭. ‬ووفقًا‭ ‬للسفير‭ ‬البريطاني‭ ‬في‭ ‬المنامة،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬500‭ ‬طالب‭ ‬جامعي،‭ ‬طالب‭ ‬يدرس‭ ‬في‭ ‬بريطانيا،‭ ‬حيث‭ ‬تعد‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬جامعاتها‭ ‬أحد‭ ‬الخيارات‭ ‬المفضلة‭ ‬لدى‭ ‬البحرينيين،‭ ‬فيما‭ ‬تدعم‭ ‬الحكومتان،‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭ ‬خاصة‭ ‬التعليم،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬الخبرة‭ ‬البريطانية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬أحد‭ ‬المناهل‭ ‬الرئيسية،‭ ‬التي‭ ‬استقى‭ ‬منها‭ ‬التعليم‭ ‬البحريني،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تبتعث‭ ‬خريجي‭ ‬التلمذة‭ ‬المهنية‭ ‬في‭ ‬شركات؛‭ ‬بابكو،‭ ‬وألبا،‭ ‬وبتلكو‭ ‬وغيرها‭ ‬إليها،‭ ‬لمواصلة‭ ‬تعليمهم‭ ‬وتدريبهم‭. ‬وتفخر‭ ‬الجامعة‭ ‬البريطانية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬بانخراط‭ ‬خريجيها‭ ‬فور‭ ‬تخرجهم‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬وتقلدهم‭ ‬وظائف‭ ‬مرموقة،‭ ‬وحلت‭ ‬المدرسة‭ ‬البريطانية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬أفضل‭ ‬150‭ ‬مدرسة‭ ‬بها‭.‬

تتعدد‭ ‬إذن‭ ‬مجالات‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬‭ ‬البريطانية،‭ ‬من‭ ‬المجال‭ ‬الاقتصادي‭ ‬إلى‭ ‬المجال‭ ‬الدفاعي‭ ‬والأمني‭ ‬والثقافي،‭ ‬في‭ ‬حرص‭ ‬من‭ ‬الجانبين‭ ‬على‭ ‬صعودها،‭ ‬استنادًا‭ ‬إلى‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل‭ ‬لهذه‭ ‬العلاقات،‭ ‬وقيم‭ ‬مشتركة،‭ ‬يعزز‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬الزيارات‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬المستويات‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬القرار،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬القمة،‭ ‬كما‭ ‬يعززها‭ ‬دور‭ ‬سفارتي‭ ‬البلدين‭. ‬ونشير‭ ‬هنا،‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬عميد‭ ‬السلك‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬لندن،‭ ‬سفير‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الشيخ‭ ‬‮«‬فواز‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‮»‬،‭ ‬قبل‭ ‬زيارة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬الأخيرة،‭ ‬من‭ ‬حفل‭ ‬استقبال‭ ‬لموظفي‭ ‬مكاتب‭ ‬أعضاء‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬العموم‭ ‬البريطاني‮»‬،‭ ‬بحضور‭ ‬وزيرة‭ ‬السياحة‭ ‬البحرينية،‭ ‬وكلمته‭ ‬في‭ ‬الحفل‭ ‬التي‭ ‬تناولت‭ ‬عمق‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬ما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات،‭ ‬وتفهم‭ ‬أوسع‭ ‬للقضايا‭ ‬التي‭ ‬تناولها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬أثناء‭ ‬الزيارة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا