العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

نحو استراتيجية للأمل الوطني

تحدثت‭ ‬في‭ ‬المقال‭ ‬السابق‭ ‬عن‭ ‬مبادرة‭ ‬البحرين‭ ‬بإطلاق‭ ‬‮«‬شبكة‭ ‬الأمل‮»‬‭ ‬وعن‭ ‬دور‭ ‬وأهمية‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الدول‭ ‬وصناعة‭ ‬المستقبل،‭ ‬وقلت‭ ‬إننا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نطلق‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬استراتيجية‭ ‬الأمل‭ ‬الوطني‮»‬‭.‬

‭ ‬لهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬لهذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتمثل‭ ‬بداهة‭ ‬في‭ ‬تكريس‭ ‬ثقافة‭ ‬الأمل‭ ‬والتفاؤل،‭ ‬وتربية‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬والإيمان‭ ‬بقدرتهم‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬والتغيير‭ ‬الإيجابي،‭ ‬وقيادة‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع‭ ‬إلى‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭.‬

‭ ‬قد‭ ‬يعتبر‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬قضية‭ ‬ليست‭ ‬بتلك‭ ‬الأهمية‭ ‬أو‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لها‭ ‬أولوية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬صحيحا‭. ‬الحقيقة‭ ‬أنه‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭.. ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬ومختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬كان‭ ‬الأمل‭ ‬والثقة‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬وراء‭ ‬كل‭ ‬الإنجازات‭ ‬الكبرى‭ ‬ووراء‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭.‬

لكن،‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬نعنيه‭ ‬باستراتيجية‭ ‬الأمل‭ ‬الوطني؟‭.. ‬ما‭ ‬هي‭ ‬العناصر‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية؟‭.‬

في‭ ‬تقديرنا‭ ‬هناك‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬خمسة‭ ‬عناصر‭ ‬كبرى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬هي‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭:‬

أولا‭: ‬تكريس‭ ‬الوعي‭ ‬بخبرة‭ ‬التاريخ‭.. ‬خبرة‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬الطويل‭ ‬الممتد‭.‬

‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬حافل‭ ‬بالإنجازات‭ ‬الكبرى‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وحافل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬العاصفة‭ ‬التي‭ ‬تمكنت‭ ‬البحرين،‭ ‬شعبا‭ ‬وقيادة،‭ ‬من‭ ‬تجاوزها‭ ‬بنجاح،‭ ‬وحافل‭ ‬بالنماذج‭ ‬الوطنية‭ ‬المشرفة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭.. ‬وهكذا‭.‬

الوعي‭ ‬بالتاريخ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬وتكريس‭ ‬الفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بما‭ ‬حققته‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الظروف،‭ ‬والتعريف‭ ‬بالنماذج‭ ‬الوطنية‭ ‬المشرفة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين،‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬عوامل‭ ‬تعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬الأمل‭ ‬والثقة‭ ‬في‭ ‬النفس‭.‬

ثانيا‭: ‬تكريس‭ ‬الوعي‭ ‬العام‭ ‬بأن‭ ‬الأمل‭ ‬والثقة‭ ‬في‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬آمال‭ ‬المستقبل‭ ‬ليست‭ ‬بلا‭ ‬مبرر،‭ ‬وانما‭ ‬لها‭ ‬مقوماتها‭ ‬واسبابها‭ ‬القوية‭.‬

بعبارة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬الوعي‭ ‬بأن‭ ‬لدينا‭ ‬من‭ ‬القدرات‭ ‬والامكانيات‭ ‬ما‭ ‬يمكننا‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬آمالنا‭ ‬وطموحاتنا‭.‬

‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬القدرات‭ ‬والامكانيات‭ ‬غير‭ ‬مستغلة‭ ‬بالكامل‭ ‬لكنها‭ ‬موجودة‭ ‬وتمثل‭ ‬عناصر‭ ‬قوة‭.‬

والبحرين‭ ‬تمتلك‭ ‬فعلا‭ ‬هذه‭ ‬الإمكانيات‭ ‬ليس‭ ‬المادية‭ ‬وحسب‭ ‬وإنما‭ ‬قبل‭ ‬هذا‭ ‬إمكانياتها‭ ‬البشرية‭.‬

ثالثا‭: ‬تعزيز‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬لدى‭ ‬الشباب‭ ‬خصوصا‭.‬

ويعني‭ ‬هذا‭ ‬تعزيز‭ ‬الإيمان‭ ‬بالقدرة‭ ‬على‭ ‬الإنجاز‭ ‬وعلى‭ ‬إحداث‭ ‬التغيير‭ ‬وعلى‭ ‬صنع‭ ‬المستقبل‭ ‬الأفضل‭.‬

ويعني‭ ‬هذا‭ ‬أيضا‭ ‬تعزيز‭ ‬الإيمان‭ ‬لدى‭ ‬الشباب‭ ‬بأننا‭ ‬لسنا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬معجزات‭ ‬كي‭ ‬نحقق‭ ‬ما‭ ‬نريد،‭ ‬ولسنا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مساعدة‭ ‬خارجية،‭ ‬فنحن‭ ‬قادرون‭ ‬بقدراتنا‭ ‬وإمكانياتنا‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬ما‭ ‬نريده‭ ‬لأنفسنا‭ ‬ولوطننا‭.‬

رابعا‭: ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬السياسي‭ ‬والإعلامي‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬التوقف‭ ‬عند‭ ‬السلبيات‭ ‬واوجه‭ ‬القصور‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬العام،‭ ‬وأنه‭ ‬يجب‭ ‬إبراز‭ ‬الإيجابيات‭ ‬والاحتفاء‭ ‬بها‭.‬

‭ ‬الفكرة‭ ‬الجوهرية‭ ‬هنا‭ ‬أنه‭ ‬أيا‭ ‬كانت‭ ‬السلبيات‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬إنجازات‭ ‬يجب‭ ‬الإشادة‭ ‬بها‭ ‬وتمثل‭ ‬جوانب‭ ‬مضيئة‭ ‬تدعو‭ ‬للأمل‭ ‬ويجب‭ ‬البناء‭ ‬عليها‭. ‬والبحرين‭ ‬حققت‭ ‬بالفعل‭ ‬إنجازات‭ ‬مبهرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬تستحق‭ ‬الاعتزاز‭ ‬بها‭.‬

خامسا‭: ‬وبالطبع،‭ ‬قبل‭ ‬هذا‭ ‬كله‭ ‬وبعده،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نعزز‭ ‬ثقافة‭ ‬الأمل‭ ‬الوطني‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬راسخة‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬الوطنية‭ ‬والولاء‭ ‬للوطن‭.‬

من‭ ‬دون‭ ‬الاعتزاز‭ ‬بالوطن‭ ‬والفخر‭ ‬به‭ ‬وبهويته‭ ‬الوطنية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬أي‭ ‬انجاز‭ ‬في‭ ‬مجال،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬نتوقع‭ ‬تكريس‭ ‬ثقافة‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬ولدى‭ ‬الشباب‭ ‬خصوصا‭.‬

هذه‭ ‬في‭ ‬تقديرنا‭ ‬أهم‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬استراتيجية‭ ‬الأمل‭ ‬الوطني‭.‬

وحين‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬استراتيجية‭ ‬فنحن‭ ‬نتحدث‭ ‬بداهة‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬رؤية‭ ‬وخطط‭ ‬وبرامج‭ ‬عملية‭ ‬موجهة‭ ‬للشباب‭ ‬خصوصا‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا