العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تحولات النظام الدولي وأهمية عودة حركة عدم الانحياز

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الخميس ١٦ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

كانت‭ ‬سياسة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز،‭ ‬التي‭ ‬اتبعتها‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬أثناء‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬بين‭ ‬المعسكرين‭ ‬الغربي‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والشرقي‭ ‬بقيادة‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي؛‭ ‬وليدة‭ ‬إدراك‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬لضرورة‭ ‬أن‭ ‬تنأى‭ ‬بنفسها‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الصراع،‭ ‬فيما‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬مصالحها‭ ‬لدى‭ ‬كلتا‭ ‬القوتين‭. ‬وكانت‭ ‬قوة‭ ‬الدفع‭ ‬القوية‭ ‬لهذه‭ ‬السياسة،‭ ‬من‭ ‬المؤتمر‭ ‬الذي‭ ‬عقدته‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬باندونج‭ ‬الإندونيسية‭ ‬عام‭ ‬1955،‭ ‬والذي‭ ‬نشأت‭ ‬عنه‭ ‬حركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز،‭ ‬بزعامة‭ ‬جواهر‭ ‬لال‭ ‬نهرو،‭ ‬من‭ ‬الهند،‭ ‬وجمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬من‭ ‬مصر،‭ ‬وجوزيف‭ ‬تيتو‭ ‬من‭ ‬يوغوسلافيا‭. ‬

بمرور‭ ‬الوقت،‭ ‬أخذت‭ ‬حركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز،‭ ‬في‭ ‬التوسع‭ ‬والانتشار،‭ ‬وانضم‭ ‬إليها‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬حديثة‭ ‬العهد‭ ‬بالاستقلال‭. ‬فبينما‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬باندونج‭ ‬التأسيسي‭ ‬29‭ ‬دولة،‭ ‬شاركت‭ ‬وفود‭ ‬من‭ ‬120‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬باكو‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2019،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬القمة‭ ‬الثامنة‭ ‬عشرة،‭ ‬وأصبحت‭ ‬هذه‭ ‬الحركة‭ ‬تمثل‭ ‬التكتل‭ ‬الموازن‭ ‬بين‭ ‬كفتي‭ ‬العالم،‭ ‬والحل‭ ‬لتجنب‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬صراعات‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭.‬

ويعود‭ ‬مصطلح‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز،‭ ‬إلى‭ ‬كريشنامنون‭ ‬السياسي‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬الهندي‭ ‬ووزير‭ ‬الدفاع،‭ ‬إبان‭ ‬رئاسة‭ ‬جواهر‭ ‬لال‭ ‬نهرو‭ ‬وزارته،‭ ‬حيث‭ ‬أطلقه‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬أمام‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عام‭ ‬1953،‭ ‬ثم‭ ‬أعاد‭ ‬نهرو،‭ ‬نفسه‭ ‬استخدامه‭ ‬في‭ ‬كولومبو‭ ‬بسيريلانكا‭ ‬عام‭ ‬1954‭. ‬وسبق‭ ‬مؤتمر‭ ‬باندونج،‭ ‬مؤتمر‭ ‬آسيوي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬عامي‭ ‬1947‭ ‬و1949،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬توسعت‭ ‬القاعدة‭ ‬بدول‭ ‬إفريقية‭ ‬في‭ ‬باندونج؛‭ ‬بهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والثقافي،‭ ‬ومعارضة‭ ‬الاستعمار‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله،‭ ‬وبحث‭ ‬القضايا‭ ‬العالمية،‭ ‬وانتهاج‭ ‬سياسات‭ ‬مشتركة‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬شارك‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭: ‬السعودية،‭ ‬والعراق،‭ ‬ومصر،‭ ‬والسودان،‭ ‬ولبنان،‭ ‬والأردن،‭ ‬وليبيا‭.‬

وتحقيقا‭ ‬لهذه‭ ‬الغاية،‭ ‬دعا‭ ‬مؤتمر‭ ‬باندونج‭ ‬إلى‭ ‬امتناع‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬عن‭ ‬التحالف‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬القوتين‭ ‬العظميين،‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والاتحاد‭ ‬السوفيتي،‭ ‬والتعاون‭ ‬معًا‭ ‬لدعم‭ ‬حق‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيرها،‭ ‬وتم‭ ‬تبني‭ ‬إعلان‭ ‬المبادئ‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تحكم‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬والتي‭ ‬عرفت‭ ‬باسم‭ ‬مبادئ‭ ‬باندونج‭ ‬العشرة،‭ ‬والتي‭ ‬أصبحت‭ ‬لاحقًا‭ ‬أهدافًا‭ ‬رئيسية‭ ‬لسياسة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز،‭ ‬وهذه‭ ‬المبادئ‭ ‬هي‭: ‬

احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الأساسية‭ ‬وأهداف‭ ‬ومبادئ‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

احترام‭ ‬سيادة‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬وسلامة‭ ‬أراضيها‭.‬

احترام‭ ‬مبدأ‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الأجناس،‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬كبيرها‭ ‬وصغيرها‭.‬

عدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬الأخرى‭.‬

احترام‭ ‬حق‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬فرديا‭ ‬أو‭ ‬جماعيا‭ ‬وفق‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

عدم‭ ‬استخدام‭ ‬أحلاف‭ ‬الدفاع‭ ‬الجماعية‭ ‬لتحقيق‭ ‬مصالح‭ ‬خاصة‭ ‬لأي‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى،‭ ‬وعدم‭ ‬قيام‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬بممارسة‭ ‬ضغوط‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭.‬

الامتناع‭ ‬عن‭ ‬القيام‭ ‬أو‭ ‬التهديد‭ ‬بالقيام‭ ‬بأي‭ ‬عدوان،‭ ‬والامتناع‭ ‬عن‭ ‬استخدام‭ ‬القوة‭ ‬ضد‭ ‬السلامة‭ ‬الإقليمية‭ ‬أو‭ ‬الاستقلال‭ ‬السياسي‭ ‬لأي‭ ‬دولة‭.‬

الحل‭ ‬السلمي‭ ‬لجميع‭ ‬الصراعات‭ ‬الدولية‭ ‬وفقًا‭ ‬لميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

تعزيز‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬والتعاون‭ ‬المتبادل‭.‬

احترام‭ ‬العدالة‭ ‬والالتزامات‭ ‬الدولية‭.‬

وكانت‭ ‬قمة‭ ‬باندونج‭ ‬هي‭ ‬قمة‭ ‬التأسيس،‭ ‬أما‭ ‬القمة‭ ‬الأولى‭ ‬فقد‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬بلجراد‭ ‬عام‭ ‬1961‭ ‬وحضرتها‭ ‬25‭ ‬دولة،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭: ‬السعودية،‭ ‬مصر،‭ ‬الجزائر،‭ ‬اليمن،‭ ‬العراق،‭ ‬لبنان،‭ ‬المغرب،‭ ‬الصومال،‭ ‬السودان،‭ ‬سوريا،‭ ‬تونس،‭ ‬وفضل‭ ‬المؤسسون‭ ‬إطلاق‭ ‬اسم‭ ‬الحركة،‭ ‬وليس‭ ‬منظمة‭ ‬تفاديًا‭ ‬للبيروقراطية‭. ‬وعليه،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الحركة‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬دستور‭ ‬رسمي،‭ ‬أو‭ ‬سكرتارية‭ ‬دائمة،‭ ‬ويتم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬مواقفها‭ ‬بالإجماع‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمرات‭ ‬القمة‭ ‬التي‭ ‬تُعقد‭ ‬كل‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬وتتولى‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تعقد‭ ‬القمة‭ ‬فيها‭ ‬رئاسة‭ ‬الحركة‭ ‬حتى‭ ‬موعد‭ ‬القمة‭ ‬التالية،‭ ‬ويسبق‭ ‬كل‭ ‬اجتماع‭ ‬قمة‭ ‬اجتماع‭ ‬وزاري‭ ‬واجتماع‭ ‬لكبار‭ ‬المسؤولين‭. ‬وقبل‭ ‬اجتماع‭ ‬الدورة‭ ‬العادية‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬يجتمع‭ ‬وزراء‭ ‬خارجية‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬لمناقشة‭ ‬التحديات‭ ‬المشتركة‭. ‬وكشرط‭ ‬للعضوية‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬لدول‭ ‬الحركة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬تحالف‭ ‬عسكري‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف‭ (‬كالناتو‭)‬،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬فكرة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الدولة‭ ‬سلبية‭.‬

ووفق‭ ‬هذا‭ ‬المعنى،‭ ‬كان‭ ‬للحركة‭ ‬دور‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬مناهضة‭ ‬سياسات‭ ‬التمييز‭ ‬العنصري،‭ ‬ومناصرة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ودعم‭ ‬مساعي‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لكسب‭ ‬عضوية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬انهيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي،‭ ‬وانتهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬عام‭ ‬1991،‭ ‬وتفكك‭ ‬يوغوسلافيا‭ ‬أحد‭ ‬الأعضاء‭ ‬المؤسسين،‭ ‬وتغير‭ ‬الخريطة‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬الدولية،‭ ‬وبروز‭ ‬تكتلات‭ ‬اقتصادية‭ ‬إقليمية؛‭ ‬أخذت‭ ‬الحركة‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬أدوار‭ ‬جديدة،‭ ‬مثل‭ ‬مناهضة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي،‭ ‬والتعددية،‭ ‬والوقوف‭ ‬ضد‭ ‬عدم‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬قضايا‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬يبرز‭ ‬موقف‭ ‬خاص‭ ‬بالدول‭ ‬التي‭ ‬تقتضي‭ ‬مصالحها‭ ‬عدم‭ ‬المجازفة‭ ‬بانضمام‭ ‬صريح‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬طرفيها‭ ‬من‭ ‬بينها؛‭ ‬مصر،‭ ‬والسعودية،‭ ‬والإمارات،‭ ‬حيث‭ ‬أدانت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬العملية‭ ‬العسكرية‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬ولكنها‭ ‬رفضت‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المقاطعة‭ ‬والالتزام‭ ‬بالعقوبات‭ ‬التي‭ ‬فُرضت‭ ‬على‭ ‬موسكو‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬وجدت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬نفسها‭ ‬أمام‭ ‬ضغوط‭ ‬أوروبية‭ ‬وأمريكية‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬حلف‭ ‬المقاطعة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬المعادين‭ ‬للغرب؛‭ ‬فإن‭ ‬اتخاذها‭ ‬موقفًا‭ ‬منحازًا‭ ‬للغرب‭ ‬قد‭ ‬يقودها‭ ‬إلى‭ ‬التضحية‭ ‬بعلاقاتها‭ ‬مع‭ ‬روسيا،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬المضمون‭ ‬حينئذ‭- ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬الأوروبي‭ ‬والأمريكي‭ ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعيد‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬أثناء‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬وكان‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬نشوء‭ ‬سياسة‭ ‬وحركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬ترتبط‭ ‬بعلاقات‭ ‬استراتيجية‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬1945،‭ ‬حين‭ ‬التقى‭ ‬الملك‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود،‭ ‬المؤسس‭ ‬للمملكة‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬روزفلت،‭ ‬فإن‭ ‬موقفها‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬كان‭ ‬أكثر‭ ‬استقلالية،‭ ‬وتبني‭ ‬سياسة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز،‭ ‬وأبقى‭ ‬على‭ ‬قنوات‭ ‬الاتصال‭ ‬مفتوحة‭ ‬مع‭ ‬روسيا،‭ ‬العضو‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬أوبك‭ ‬بلس‭ -‬وهي‭ ‬المنظمة‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬اللاعب‭ ‬المحوري‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمي‭- ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬عالم‭ ‬القطب‭ ‬الواحد،‭ ‬ويشهد‭ ‬بروز‭ ‬أقطاب‭ ‬متعددة،‭ ‬ما‭ ‬يسمح‭ ‬بتشبيك‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬وتنوعها‭.‬

‮ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬دلالات‭ ‬كثيرة‭ ‬على‭ ‬تغير‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تجاه‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬تتوجس‭ ‬من‭ ‬مصداقيتها،‭ ‬كالانسحاب‭ ‬من‭ ‬العراق،‭ ‬وتركها‭ ‬مستباحة‭ ‬للنفوذ‭ ‬الإيراني،‭ ‬والانسحاب‭ ‬من‭ ‬أفغانستان،‭ ‬وتركها‭ ‬ساحة‭ ‬لعدم‭ ‬الاستقرار،‭ ‬وإيقاف‭ ‬مبيعات‭ ‬الأسلحة‭ ‬للسعودية،‭ ‬والاختلاف‭ ‬بشأن‭ ‬إدارة‭ ‬الملف‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني،‭ ‬والتوجه‭ ‬للتركيز‭ ‬على‭ ‬الشرق‭ ‬الأقصى‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬والموقف‭ ‬غير‭ ‬الحاسم‭ ‬من‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثيين‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬وعدم‭ ‬اعتبارها‭ ‬جماعة‭ ‬إرهابية‭. ‬

وبشكل‭ ‬واضح،‭ ‬بدت‭ ‬استقلالية‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬استجابتها‭ ‬للضغوط‭ ‬الأمريكية‭ ‬والبريطانية‭ ‬لزيادة‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط،‭ ‬فيما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬سلوك‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬سلبيًا،‭ ‬وقد‭ ‬بدا‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬المكالمة‭ ‬الهاتفية‭ ‬بين‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬السعودي‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬والرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬بوتين،‭ ‬بعد‭ ‬بدء‭ ‬العملية‭ ‬العسكرية‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وقيام‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الإماراتي‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬زايد،‭ ‬بزيارة‭ ‬موسكو‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2022‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬بدا‭ ‬انتهاج‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لموقف‭ ‬مستقل‭ ‬عن‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬في‭ ‬موقفها‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬تايوان،‭ ‬والعلاقات‭ ‬الصينية‭ ‬الأمريكية‭. ‬وأعلنت‭ ‬الإمارات،‭ ‬يوم‭ ‬4‭ ‬أغسطس‭ ‬2022‭ ‬دعمها‭ ‬لسياسة‭ ‬الصين‭ ‬ووحدتها،‭ ‬وأهمية‭ ‬احترام‭ ‬مبدأ‭ ‬صين‭ ‬واحدة،‭ ‬ودعت‭ ‬إلى‭ ‬الالتزام‭ ‬بقرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬بعد‭ ‬زيارة‭ ‬رئيسة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬الأمريكي‭ ‬نانسي‭ ‬بيلوسي‭ ‬إلى‭ ‬تايوان‭.‬

وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬تأتي‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬انسجامًا‭ ‬مع‭ ‬محددات‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الخليجية،‭ ‬خصوصًا‭ ‬تجاه‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬والتفاعلات‭ ‬داخل‭ ‬النظام‭ ‬العالمي،‭ ‬فالقاعدة‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬هي‭ ‬إقامة‭ ‬وتطوير‭ ‬علاقات‭ ‬تشاركية‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الدول،‭ ‬وترتيب‭ ‬أولويات‭ ‬تلك‭ ‬العلاقات‭ ‬وفقًا‭ ‬للمصالح‭ ‬الخليجية،‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬الأسس‭ ‬والمبادئ‭ ‬الخاصة‭ ‬بالأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬عدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية،‭ ‬واحترام‭ ‬سيادة‭ ‬الدول،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬أزمات‭ ‬أو‭ ‬مشكلات‭ ‬ليست‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬طرفًا‭ ‬فيها،‭ ‬مع‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬تبني‭ ‬الحياد‭ ‬الإيجابي‭ ‬تجاهها؛‭ ‬أي‭ ‬تجنب‭ ‬الانحياز‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مبرر‭ ‬موضوعي،‭ ‬أو‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬قواعد‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭.‬

وفي‭ ‬12‭ ‬فبراير‭ ‬2023،‭ ‬نشرت‭ ‬صحيفة‭ ‬الرؤيا،‭ ‬العمانية‭ ‬في‭ ‬افتتاحيتها‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬نحو‭ ‬تكتل‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬التكتل‭ ‬يتولى‭ ‬مهمة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬السلام‭ ‬العالمي،‭ ‬وترسيخه‭ ‬كنموذج‭ ‬للتعايش‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬وأن‭ ‬سلطنة‭ ‬عُمان،‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬مؤهلة‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة‭ ‬كي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬استضافة‭ ‬هذا‭ ‬التكتل‭ ‬بمساعدة‭ ‬دول؛‭ ‬مثل‭ ‬الهند،‭ ‬والبرازيل،‭ ‬وماليزيا،‭ ‬كي‭ ‬تقود‭ ‬الجهود‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إرساء‭ ‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬جديد‭ ‬يكون‭ ‬بمثابة‭ ‬الطريق‭ ‬الثالث‭.‬

ويعد‭ ‬الموقف‭ ‬الخليجي‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬وعدم‭ ‬الانحياز‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬أطرافها،‭ ‬هو‭ ‬موقف‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬الأكثر‭ ‬ميلا‭ ‬إلى‭ ‬الحياد،‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬أو‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬تسوية‭ ‬النزاع‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬عدم‭ ‬التضحية‭ ‬بمصير‭ ‬العالم،‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬نفسه‭ ‬منعزلاً‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬الدولي،‭ ‬فهناك‭ ‬أصوات‭ ‬كثيرة‭ ‬ترفض‭ ‬الأحادية‭ ‬القطبية،‭ ‬وتتهم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بمحاولة‭ ‬فرض‭ ‬نفوذها،‭ ‬وأنها‭ ‬أساءت‭ ‬استخدام‭ ‬إدارتها‭ ‬للشؤون‭ ‬العالمية،‭ ‬وسعت‭ ‬إلى‭ ‬تعميم‭ ‬سياساتها‭ ‬وقيمها‭ ‬على‭ ‬العالم،‭ ‬كما‭ ‬تنتقد‭ ‬هذه‭ ‬الأصوات‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬تعاملت‭ ‬بها‭ ‬بعد‭ ‬انهيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي،‭ ‬والتي‭ ‬أوجدت‭ ‬مسببات‭ ‬هذه‭ ‬الحرب،‭ ‬فلم‭ ‬تأخذ‭ ‬حساسيات‭ ‬موسكو‭ ‬في‭ ‬الاعتبار،‭ ‬لهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬بايدن،‭ ‬على‭ ‬اقتناع‭ ‬عالمي‭ ‬وراءه،‭ ‬ونجد‭ ‬هذا‭ ‬لدى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الآسيوية‭ ‬والإفريقية‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬التي‭ ‬تضررت‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬الغذاء‭ ‬والضائقة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬خلفتها‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭.‬

ومع‭ ‬سعي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬إلى‭ ‬استقطاب‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬وراء‭ ‬موقفها‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬ورفض‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬هذا‭ ‬الاستقطاب‭ ‬برغم‭ ‬علاقاتها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬واشنطن،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬دول‭ ‬الخليج؛‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬موعد‭ ‬جديد‭ ‬لإحياء‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬لحركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬في‭ ‬عضويتها‭ ‬حاليًا‭ ‬129‭ ‬دولة،‭ ‬وقد‭ ‬أخذت‭ ‬العواصم‭ ‬الثلاث‭ ‬المؤسسة‭ ‬لهذه‭ ‬الحركة‭: ‬نيودلهي،‭ ‬والقاهرة،‭ ‬وبلجراد،‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬موقفًا‭ ‬مماثلاً‭ ‬لمواقفهم‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬عام‭ ‬1955،‭ ‬حين‭ ‬تأسست‭ ‬الحركة،‭ ‬أضف‭ ‬إليهم‭ ‬دولا‭ ‬أخرى‭ ‬أمريكية‭ ‬وآسيوية،‭ ‬مثل‭ ‬المكسيك،‭ ‬البرازيل،‭ ‬الأرجنتين،‭ ‬السعودية،‭ ‬الإمارات،‭ ‬باكستان،‭ ‬إندونيسيا،‭ ‬فكلها‭ ‬أدانت‭ ‬العملية‭ ‬العسكرية‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬ولكنها‭ ‬رفضت‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المقاطعة،‭ ‬والالتزام‭ ‬بالعقوبات‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬الغرب‭ ‬على‭ ‬موسكو،‭ ‬فيما‭ ‬يشكل‭ ‬هذا‭ ‬منطلقًا‭ ‬لتشكيل‭ ‬اصطفاف،‭ ‬أو‭ ‬تكتل‭ ‬يعيد‭ ‬لحركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬تنظر‭ ‬الدول‭ ‬المتطلعة‭ ‬إلى‭ ‬إحياء‭ ‬هذا‭ ‬التكتل‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬حرب‭ ‬أوروبية،‭ ‬ولا‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬استخدامها‭ ‬كوكلاء‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬العظمى،‭ ‬وعليه،‭ ‬جعلت‭ ‬مصالحها‭ ‬الذاتية‭ ‬هي‭ ‬الأساس،‭ ‬وخطت‭ ‬لنفسها‭ ‬مسارًا‭ ‬محايدًا‭. ‬يأتي‭ ‬هذا‭ ‬فيما‭ ‬أكدت‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬أهمية‭ ‬التمسك‭ ‬بالمبادئ‭ ‬الأساسية‭ ‬لحركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز،‭ ‬وعملت‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬جميع‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المنشودة‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬عالم‭ ‬آمن‭ ‬مستقر؛‭ ‬ولهذا،‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬باكو‭ ‬الأخيرة،‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬مشاركة‭ ‬عربية‭ ‬واسعة‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬لتلك‭ ‬الأزمات،‭ ‬وخلق‭ ‬مناخ‭ ‬يحقق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الدوليين‭.‬

وفيما‭ ‬تستوعب‭ ‬الحركة‭ ‬أكبر‭ ‬عضوية‭ ‬بعد‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬فإنه‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬قدرة‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بدورها؛‭ ‬بسبب‭ ‬نظام‭ ‬الفيتو،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الحركة‭ ‬مرشحة‭ ‬لعودة‭ ‬قوية‭ ‬ودور‭ ‬تتعلق‭ ‬به‭ ‬آمال‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬إطفاء‭ ‬نيران‭ ‬الحرب‭ ‬المشتعلة،‭ ‬وإنقاذ‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬تداعياتها‭ ‬المدمرة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا