العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

على مسؤوليتي

علي الباشا

أندية بطولات

}‭ ‬تُذكّرني‭ ‬أنديتنا‭ ‬التي‭ ‬تستحوذ‭ ‬على‭ ‬النصيب‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬لاعبي‭ ‬المنتخب‭ ‬والمميزين‭ ‬من‭ ‬المحترفين،‭ ‬بنادي‭ ‬الرشيد‭ ‬العراقي‭ ‬أواخر‭ ‬القرن‭ ‬الفائت؛‭ ‬الذي‭ ‬ضم‭ ‬إليه‭ ‬أفضل‭ ‬اللاعبين‭ ‬في‭ ‬بلاده؛‭ ‬بهدف‭ ‬الاستحواذ‭ ‬على‭ ‬البطولات‭ ‬المحلية‭ ‬والعربية‭ ‬ونجح‭ ‬نوعا‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬فأنت‭ ‬حين‭ ‬تضم‭ ‬إليك‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الكم‭ ‬من‭ ‬اللاعبين‭ ‬يُفترض‭ ‬ألّا‭ ‬تبتعد‭ ‬عن‭ ‬الألقاب‭ ‬المحليّة‭ ‬والإقليمية‭ ‬وتنافس‭ ‬على‭ ‬القارية؛‭ ‬لأن‭ ‬طبيعة‭ ‬التكوين‭ ‬تقول‭ ‬ذلك‭!‬

 

}‭ ‬لكن‭ ‬حين‭ ‬تتعثّر‭ ‬محليا‭ ‬وتعجز‭ ‬عن‭ ‬الفوز‭ ‬على‭ ‬أندية‭ ‬هي‭ ‬أقل‭ ‬منك‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬المادية؛‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬فشلا‭ ‬ذريعا‭ ‬لاستراتيجيتك‭ ‬التي‭ ‬رسمتها‭ ‬مبدئيّا،‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬الاستحواذ‭ ‬على‭ ‬البطولات‭ ‬المحلية،‭ ‬وبالذات‭ ‬حين‭ ‬تكون‭ ‬عاجزا‭ ‬عن‭ ‬تخطيها‭ ‬بفارق‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأهداف؛‭ ‬أو‭ ‬الفوز‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬ولست‭ ‬هنا‭ ‬بوارد‭ ‬تسمية‭ ‬أندية‭ ‬بعينها؛‭ ‬ولكن‭ (‬كل‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬رأسه‭ ‬ريشة‭ ‬يتحسسها‭)‬،‭ ‬ويتوجب‭ ‬إعادة‭ ‬قراءة‭ ‬استراتيجيته‭!‬

 

}‭ ‬فحين‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬استثنائي‭ ‬وريع‭ ‬إعلان‭ ‬جيد‭ ‬فبالتأكيد‭ ‬سيكون‭ ‬في‭ ‬مقدارك‭ ‬أن‭ ‬تغري‭ ‬أبرز‭ ‬اللاعبين‭ ‬في‭ ‬النوادي‭ ‬الأخرى‭ ‬وخاصة‭ ‬المميزين‭ ‬في‭ ‬المنتخب؛‭ ‬لأن‭ ‬هؤلاء‭ ‬يعرفون‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬سيحصلون‭ ‬عليه‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬أنديتهم‭ ‬التي‭ ‬أنتجتهم‭ ‬بقادرة‭ ‬على‭ ‬دفعه‭ ‬لهم؛‭ ‬وإن‭ ‬وصلوا‭ ‬إلى‭ ‬عمر‭ ‬الاعتزال؛‭ ‬ويُفترض‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬هؤلاء‭ ‬أن‭ ‬تجلب‭ ‬لاعبين‭ ‬محترفين‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬يمثل‭ ‬فارقا‭ ‬عمّا‭ ‬لديك‭ ‬من‭ ‬المحليين‭ ‬لتتفوق‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬الآخرين‭.‬

 

}‭ ‬وإلا‭ ‬فإنك‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أمرين‭: ‬إما‭ ‬سياستك‭ ‬عشوائية‭ ‬ولم‭ ‬تصنع‭ ‬لك‭ ‬استراتيجية‭ ‬مُقنعة؛‭ ‬وإما‭ ‬ليس‭ ‬لديك‭ ‬إداريون‭ ‬ممن‭ ‬يحسنون‭ ‬البناء‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬فترات‭ ‬زمنية‭ (‬خمسية‭ ‬مثلا‭)‬،‭ ‬وهذا‭ ‬واضح‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬تصدروا‭ ‬المسؤولية‭ ‬مستفيدين‭ ‬من‭ ‬وجود‭ (‬سيولة‭) ‬مادية‭ ‬لحظة‭ ‬عملهم‭ ‬في‭ ‬أندية‭ ‬كانت‭ ‬لديها‭ (‬طفرة‭) ‬ولم‭ ‬يحسنوا‭ ‬استثمارها‭ ‬إلا‭ ‬فترة‭ ‬قصيرة،‭ ‬وتلاشت‭ ‬مع‭ ‬تراجع‭ ‬حماستهم‭ ‬لتردّي‭ ‬الوضع‭ ‬المادي‭!‬

 

}‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬يصنع‭ ‬استراتيجيته‭ ‬وفق‭ ‬المثل‭ ‬الشعبي‭ (‬مد‭ ‬الحافك‭ ‬على‭ ‬قد‭ ‬رجليك‭) ‬هو‭ ‬الأكثر‭ ‬نجاحا؛‭ ‬وإن‭ ‬تأثر‭ ‬بالإغراءات‭ ‬المادية‭ ‬التي‭ ‬تسحب‭ ‬منه‭ ‬أفضل‭ ‬لاعبيه،‭ ‬فهو‭ ‬أساسا‭ ‬يبني‭ ‬وفق‭ ‬خطّة‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى؛‭ ‬يعتمد‭ ‬خلالها‭ ‬على‭ ‬البناء‭ ‬التصاعدي‭ ‬من‭ ‬القاعدة‭ ‬دون‭ ‬استعجال‭ ‬النتائج،‭ ‬لأنه‭ ‬يعرف‭ ‬جيدا‭ ‬أنه‭ ‬سيتعرّض‭ ‬لعثرات‭ ‬تتمثّل‭ ‬في‭ ‬خسارة‭ ‬لاعبين‭ ‬بسبب‭ ‬أسماع‭ ‬أولئك‭ ‬المقتدرين؛‭ ‬ممن‭ ‬يأكلون‭ ‬الأخضر‭ ‬واليابس‭!‬

 

}‭ ‬إذًا‭ ‬فنحن‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬نوع‭ ‬من‭ (‬العدالة‭) ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬الدعم‭ ‬والاستثمار‭ ‬وسوق‭ ‬الإعلان،‭ ‬لكي‭ ‬نساعد‭ ‬الكل‭ ‬وبالذات‭ (‬المنتجين‭) ‬على‭ ‬دخول‭ ‬المنافسة‭ ‬الشريفة؛‭ ‬ولا‭ ‬نكون‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬يلتهم‭ ‬فيه‭ (‬السمك‭ ‬الكبير‭ ‬السمك‭ ‬الصغير‭)‬؛‭ ‬وإلا‭ ‬تأخرنا‭ ‬عن‭ ‬ركب‭ (‬الاحتراف‭) ‬الذي‭ ‬نسمع‭ ‬به‭ ‬ولا‭ ‬نرى‭ ‬إلا‭ (‬سرابه‭)‬،‭ ‬وأعود‭ ‬وأذكر‭ ‬بملاحظة‭ ‬ذكرتها‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحفي‭ ‬لقمة‭ ‬الرياضة؛‭ ‬بضرورة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سوق‭ ‬الإعلان‭ ‬في‭ (‬سلة‭) ‬واحدة‭ ‬للجميع‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي الباشا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا