العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الاسلامي

نور الدين محمود زنكي.. القائد التاريخي موحد بلاد الشام مع مصر.. ورافع لواء التصدي للممالك الصليبية في الشرق

الجمعة ٠٨ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

نور‭ ‬الدين‭ ‬محمود‭ ‬زنكي‭ ‬هو‭ ‬قائد‭ ‬تاريخي‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬شخصيات‭ ‬الدولة‭ ‬الزنكية؛‭ ‬إذ‭ ‬تحفل‭ ‬سيرته‭ ‬بجهاد‭ ‬طويل‭ ‬ضد‭ ‬الصليبيين،‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬نصرة‭ ‬الإسلام،‭ ‬ورفع‭ ‬رايته‭.‬

ظهر‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬محمود‭ ‬زنكي‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬السادس‭ ‬الهجري،‭ ‬والناس‭ ‬في‭ ‬أشد‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مثله‭ ‬ليأخذ‭ ‬بيدهم‭ ‬من‭ ‬حلكة‭ ‬الظلام‭ ‬الدامس‭ ‬الذي‭ ‬اكتنف‭ ‬بلادهم،‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬وطئتها‭ ‬أقدام‭ ‬الصليبيون،‭ ‬ودنست‭ ‬أرجلهم‭ ‬مدينة‭ ‬القدس،‭ ‬ولم‭ ‬تلمع‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬بوادر‭ ‬الأمل‭ ‬وإشراقات‭ ‬الصباح؛‭ ‬فالفوضى‭ ‬تعم‭ ‬بلاد‭ ‬الشام،‭ ‬والأمراء‭ ‬والحكام‭ ‬مشغولون‭ ‬بأنفسهم‭ ‬وأطماعهم،‭ ‬والمحتل‭ ‬الوافد‭ ‬ترتفع‭ ‬قامته‭ ‬على‭ ‬خلافات‭ ‬المسلمين‭ ‬وتطاحنهم‭ ‬وتزداد‭ ‬قوته‭ ‬بتناحرهم‭ ‬وتنازعهم،‭ ‬ولولا‭ ‬بقية‭ ‬من‭ ‬أمل‭ ‬ظلت‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬بعض‭ ‬المخلصين‭ ‬لحدث‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬تحمد‭ ‬عقباه‭. ‬

وُلِدَ‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬محمود‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬17‭ ‬شوال‭ ‬سنة‭ ‬511هـ‭/ ‬1118م‭ ‬بحلب،‭ ‬وقد‭ ‬نشأ‭ ‬في‭ ‬كفالة‭ ‬والده‭ ‬صاحب‭ ‬حلب‭ ‬والموصل‭ ‬وغيرهما،‭ ‬تعلم‭ ‬القرآن‭ ‬والفروسية‭ ‬والرمي،‭ ‬وكان‭ ‬شهمًا‭ ‬شجاعًا‭ ‬ذا‭ ‬همة‭ ‬عالية‭.‬

وكان‭ ‬على‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬أن‭ ‬يواصل‭ ‬سياسة‭ ‬أبيه‭ ‬في‭ ‬جهاد‭ ‬الصليبيين،‭ ‬يدفعه‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬طبيعته‭ ‬المفطورة‭ ‬على‭ ‬حب‭ ‬الجهاد،‭ ‬وملازمته‭ ‬لأبيه‭ ‬في‭ ‬حروبه‭ ‬معهم‭. ‬

وقرب‭ ‬إمارته‭ ‬في‭ ‬حلب‭ ‬من‭ ‬الصليبيين‭ ‬جعله‭ ‬أكثر‭ ‬الناس‭ ‬إحساسا‭ ‬بالخطر‭ ‬الصليبي‭. ‬كان‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬مجاهدا‭ ‬مخلصا‭ ‬جياش‭ ‬العاطفة‭ ‬صادق‭ ‬الإيمان،‭ ‬ميالا‭ ‬إلى‭ ‬جمع‭ ‬كلمة‭ ‬المسلمين‭ ‬وإخراج‭ ‬الأعداء‭ ‬من‭ ‬ديار‭ ‬المسلمين،‭ ‬مفطورا‭ ‬على‭ ‬الرقة‭ ‬ورهافة‭ ‬الشعور؛‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جذب‭ ‬الناس‭ ‬إليه،‭ ‬وحبب‭ ‬القلوب‭ ‬فيه‭.‬

استهل‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬محمود‭ ‬زنكي‭ ‬حكمه‭ ‬بالقيام‭ ‬ببعض‭ ‬الهجمات‭ ‬على‭ ‬إمارة‭ ‬إنطاكية‭ ‬الصليبية،‭ ‬واستولى‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬قلاع‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬الشام،‭ ‬ثم‭ ‬قضى‭ ‬على‭ ‬محاولة‭ ‬‮«‬جوسلين‭ ‬الثاني‮»‬‭ ‬لاستعادة‭ ‬الرها‭ ‬التي‭ ‬فتحها‭ ‬عماد‭ ‬الدين‭ ‬زنكي‭ ‬وكانت‭ ‬هزيمة‭ ‬الصليبيين‭ ‬في‭ ‬الرها‭ ‬أشد‭ ‬من‭ ‬هزيمتهم‭ ‬الأولى،

اعتنى‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬بمصالح‭ ‬الرعية،‭ ‬فأسقط‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يؤخذ‭ ‬من‭ ‬المكوس،‭ ‬وقام‭ ‬بتحصين‭ ‬بلاد‭ ‬الشام‭ ‬وبنى‭ ‬الأسوار‭ ‬على‭ ‬مدنها،‭ ‬وبنى‭ ‬مدارس‭ ‬كثيرة‭ ‬منها‭ ‬العادلية‭ ‬والنورية‭ ‬ودار‭ ‬الحديث،‭ ‬ويعتبر‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬بنى‭ ‬مدرسة‭ ‬للحديث،‭ ‬وقام‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬ببناء‭ ‬الجامع‭ ‬النوري‭ ‬بالموصل،‭ ‬وبنى‭ ‬الخانات‭ ‬في‭ ‬الطرق،‭ ‬وكان‭ ‬متواضعًا‭ ‬مهيبًا‭ ‬وقورًا،‭ ‬يكرم‭ ‬العلماء،‭ ‬وكان‭ ‬فقيهًا‭ ‬على‭ ‬المذهب‭ ‬الحنفي،‭ ‬فكان‭ ‬يجلس‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أسبوع‭ ‬أربعة‭ ‬أيام‭ ‬يحضر‭ ‬الفقهاء‭ ‬عنده،‭ ‬ويأمر‭ ‬بفتح‭ ‬الأبواب‭ ‬حتى‭ ‬يصل‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬يشاء،‭ ‬ويسأل‭ ‬الفقهاء‭ ‬عمّا‭ ‬يُشكل‭ ‬عليه‭.‬

يقول‭ ‬ابن‭ ‬كثير‭: ‬‮«‬كان‭ ‬متبعًا‭ ‬للآثار‭ ‬النبوية،‭ ‬محافظًا‭ ‬على‭ ‬الصلوات‭ ‬في‭ ‬الجماعات،‭ ‬كثير‭ ‬التلاوة‭ ‬محبًّا‭ ‬لفعل‭ ‬الخيرات،‭ ‬مقتصدًا‭ ‬في‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬وعياله‭ ‬في‭ ‬المطعم‭ ‬والملبس‭ ‬‮«‬اتصف‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬محمود‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الصفات‭ ‬مكنته‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬النجاح‭ ‬الباهر‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وإدارة‭ ‬دولة‭ ‬واسعة‭ ‬منها‭: ‬شعوره‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الملقاة‭ ‬على‭ ‬عاتقه،‭ ‬واعتماده‭ ‬الحلول‭ ‬العقلية،‭ ‬وقوة‭ ‬شخصيته،‭ ‬كما‭ ‬تمتع‭ ‬بخصائص‭ ‬عسكرية‭ ‬فذة‭ ‬جعلته‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬قادة‭ ‬زمانه،‭ ‬ومكنته‭ ‬من‭ ‬تحويل‭ ‬جيشه‭ ‬الصغير‭ ‬إلى‭ ‬أعظم‭ ‬قوة‭ ‬عسكرية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأدنى،‭ ‬وكان‭ ‬تقيًّا‭ ‬ورعًا‭ ‬شغوفًا‭ ‬بالعلم،‭ ‬معظمًا‭ ‬للعلماء،‭ ‬وكان‭ ‬يختار‭ ‬رجال‭ ‬دولته‭ ‬بعناية‭ ‬فائقة،‭ ‬منح‭ ‬المؤسسة‭ ‬القضائية‭ ‬استقلالاً‭ ‬تامًّا،‭ ‬وأنشأ‭ ‬دار‭ ‬العدل‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬بمنزلة‭ ‬محكمة‭ ‬عليا‭ ‬لمحاسبة‭ ‬كبار‭ ‬الموظفين‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬حريصًا‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬الخدمات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لرعيته‭.‬

كان‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬محمود‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬واضح‭ ‬الرؤية‭ ‬والهدف‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تسلم‭ ‬الحكم‭ ‬حتى‭ ‬يوم‭ ‬وفاته،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬واجب‭ ‬الجهاد‭ ‬لتحرير‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬الصليبيين‭ ‬المعتدين‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬بيت‭ ‬المقدس،‭ ‬وتوفير‭ ‬الأمان‭ ‬للناس،‭ ‬وأدرك‭ ‬أن‭ ‬الانتصار‭ ‬على‭ ‬الصليبيين‭ ‬لا‭ ‬يتحقق‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬جهاد‭ ‬طويل‭ ‬ومرير‭ ‬حافل‭ ‬بالتضحيات‭ ‬في‭ ‬خطوات‭ ‬متتابعة‭ ‬تقرب‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬يوم‭ ‬الحسم‭ .‬

فالخطوة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬بدأها‭ ‬والده‭ ‬عماد‭ ‬الدين‭ ‬زنكي‭ ‬حين‭ ‬حرَّر‭ ‬إمارة‭ ‬الرها‭ ‬التي‭ ‬تشكِّل‭ ‬تداخلاً‭ ‬مع‭ ‬الأراضي‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وكانت‭ ‬أول‭ ‬إمارة‭ ‬أقامها‭ ‬الصليبيون‭ ‬في‭ ‬الشرق‭  ‬فتمكن‭ ‬بذلك‭ ‬من‭ ‬تطهير‭ ‬الأراضي‭ ‬الداخلية‭ ‬وحصر‭ ‬الوجود‭ ‬الصليبي‭ ‬في‭ ‬الشريط‭ ‬الساحلي،‭ ‬وعليه‭ ‬أن‭ ‬يخطو‭ ‬الخطوة‭ ‬الثانية،‭ ‬لذلك‭ ‬وضع‭ ‬أسس‭ ‬سياسة‭ ‬متكاملة‭ ‬تتضمن‭ ‬توحيد‭ ‬بلاد‭ ‬الشام‭ ‬أولاً،‭ ‬ثم‭ ‬توحيد‭ ‬بلاد‭ ‬الشام‭ ‬ومصر‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬الاضطرابات‭ ‬وفوضى‭ ‬الحكم‭ ‬ثانيًا،‭ ‬وطرد‭ ‬الصليبيين‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭ ‬ثالثًا،‭ ‬وكان‭ ‬التوحيد‭ ‬في‭ ‬نظره‭ ‬يتضمن‭ ‬توحيد‭ ‬الصف‭ ‬والهدف‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد،‭ ‬فأما‭ ‬توحيد‭ ‬الصف‭ ‬فهو‭ ‬جمع‭ ‬بلاد‭ ‬الشام‭ ‬ومصر‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬سلطة‭ ‬سياسية‭ ‬واحدة،‭ ‬وأما‭ ‬توحيد‭ ‬الهدف‭ ‬فهو‭ ‬جمع‭ ‬المسلمين‭ ‬تحت‭ ‬راية‭ ‬الجهاد،‭ ‬وكلما‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬الزمان‭ ‬يزداد‭ ‬اقتناعًا‭ ‬بصواب‭ ‬هذه‭ ‬السياسة،‭ ‬وكان‭ ‬سبيله‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬مزيجًا‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬والمعارك‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬توحيد‭ ‬الصف‭ ‬والهدف‭.‬

وكان‭ ‬لدخول‭ ‬مصر‭ ‬تحت‭ ‬حكم‭ ‬دولة‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬محمود‭ ‬دوي‭ ‬هائل،‭ ‬لا‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬بيت‭ ‬المقدس‭ ‬وحدها‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬الأوروبي‭ ‬كله،‭ ‬وارتفعت‭ ‬الأصوات‭ ‬لبعث‭ ‬حملة‭ ‬جديدة‭ ‬تعيد‭ ‬للصليبيين‭ ‬في‭ ‬الشام‭ ‬هيبتهم‭ ‬وسلطانهم‭. ‬وبنجاح‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬في‭ ‬ضم‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬جبهة‭ ‬الكفاح‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬حقق‭ ‬الحلقة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬حلقات‭ ‬الجبهة‭ ‬الإسلامية‭ ‬تمهيدا‭ ‬للضربة‭ ‬القاضية‭.‬

كان‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬مؤمنا‭ ‬بالإسلام‭ ‬وعظمته؛‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعله‭ ‬يحقق‭ ‬ما‭ ‬عجز‭ ‬عنه‭ ‬غيره‭ ‬ممن‭ ‬كانوا‭ ‬أوسع‭ ‬منه‭ ‬بلادا‭ ‬وأعظم‭ ‬مالا‭ ‬ونفقة،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬يحارب‭ ‬الصليبيين‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬نصارى‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬أجانب‭ ‬عن‭ ‬بلاد‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬جاءوا‭ ‬لاحتلال‭ ‬الأرض‭ ‬وتدنيس‭ ‬المقدسات‭. ‬

ولم‭ ‬تشغله‭ ‬معاركه‭ ‬عن‭ ‬توحيد‭ ‬الصف‭ ‬عن‭ ‬إقامة‭ ‬المدارس‭ ‬والمساجد‭ ‬حتى‭ ‬بلغت‭ ‬مدارسه‭ ‬ومساجده‭ ‬المئات،‭ ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬إنشاء‭ ‬المدارس‭ ‬توسع‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬البيمارستانات‭ (‬المراكز‭ ‬الطبية‭) ‬في‭ ‬كل‭ ‬بلدة‭ ‬تحت‭ ‬حكمه،‭ ‬وجعلها‭ ‬للفقراء‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬تمكنهم‭ ‬دخولهم‭ ‬من‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالأطباء‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬الدواء‭.‬

ومن‭ ‬الملامح‭ ‬البارزة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬محمود‭ ‬علاقته‭ ‬بصلاح‭ ‬الدين‭ ‬الأيوبي؛‭ ‬إذ‭ ‬تولى‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬تربية‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬منذ‭ ‬صغره؛‭ ‬فكان‭ ‬له‭ ‬بمنزلة‭ ‬الوالد‭ ‬والمعلِّم،‭ ‬وكان‭ ‬يدربه‭ ‬على‭ ‬فنون‭ ‬القتال،‭ ‬ويغرس‭ ‬فيه‭ ‬حب‭ ‬الجهاد‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الله،‭ ‬ثم‭ ‬عينه‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬قائدًا‭ ‬للشرطة،‭ ‬ثم‭ ‬أرسله‭ ‬بصحبة‭ ‬عمه‭ ‬أسد‭ ‬الدين‭ ‬شيركوه‭ ‬إلى‭ ‬مصر؛‭ ‬استجابة‭ ‬للوزير‭ ‬شاور‭ ‬ضد‭ ‬ضرغام‭ ‬الذي‭ ‬استعان‭ ‬بالصليبيين،‭ ‬وبعد‭ ‬انتصار‭ ‬أسد‭ ‬الدين‭ ‬ووفاته،‭ ‬تولى‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬وعمل‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬أحلام‭ ‬نور‭ ‬الدين،‭ ‬وأحلامه‭ ‬الشخصية،‭ ‬وأحلام‭ ‬المسلمين‭ ‬جميعًا‭  ‬في‭ ‬تحرير‭ ‬بيت‭ ‬المقدس‭ ‬من‭ ‬الصليبيين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا