العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الاسلامي

فـوزي الـقـاوقـجـي.. الـقـائـد الـعـسـكري للثورة الفلسطينية عام 1936.. وقائد جيش الإنقاذ العربي في حرب 1948

الجمعة ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

قالت‭ ‬العرب‭ ‬يوماً‭ ‬لكل‭ ‬امرئ‭ ‬من‭ ‬اسمه‭ ‬نصيب،‭ ‬وكان‭ ‬اسمه‭ ‬فوز‭ ‬الدين‭ ‬وعرف‭ ‬باسم‭ ‬فوزي‭. ‬هو‭ ‬فوزي‭ ‬القاوقجي‭ ‬المقاتل‭ ‬العربي‭ ‬الذي‭ ‬طاف‭ ‬الأقطار‭ ‬مشاركاً‭ ‬في‭ ‬حركات‭ ‬مقاومة‭ ‬الاستعمار،‭ ‬عرفته‭ ‬ثورة‭ ‬صالح‭ ‬العلي‭ ‬السورية،‭ ‬وثورة‭ ‬1936‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وثورة‭ ‬رشيد‭ ‬عالي‭ ‬الكيلاني‭ ‬العراقية،‭ ‬وكان‭ ‬عاملاً‭ ‬مشتركاً‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬حركات‭ ‬التحرر‭ ‬العربية‭ ‬خلال‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭. ‬ولد‭ ‬القاوقجي‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬طرابلس‭ ‬عام‭ ‬1890‭ ‬من‭ ‬أُسرة‭ ‬عريقة‭ ‬في‭ ‬الوجاهة،‭ ‬وتلقى‭ ‬علومه‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬استانبول‭ ‬الحربية،‭ ‬وتخرج‭ ‬فيها‭ ‬عام‭ ‬1912‭ ‬برتبة‭ ‬يوزباشي‭ (‬نقيب‭) ‬في‭ ‬سلاح‭ ‬الفرسان،‭ ‬وعند‭ ‬تخرجه‭ ‬ضابطاً‭ ‬خيّالاً‭ ‬سنة‭ ‬1912‭ ‬التحق‭ ‬بالجيش‭ ‬العثماني‭. ‬عُيّن‭ ‬في‭ ‬الموصل‭ ‬في‭ ‬يناير1915‭ ‬ونُقل‭ ‬بعدها‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬بئر‭ ‬السبع‭ ‬الفلسطينية‭.‬

بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الأولى‭ ‬خدم‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الجيش‭ ‬السوري،‭ ‬إذ‭ ‬أعجب‭ ‬الأمير‭ ‬فيصل‭ ‬بشجاعته‭ ‬الاستثنائية‭ ‬ودعاه‭ ‬إلى‭ ‬دمشق‭ ‬ليكون‭ ‬أحد‭ ‬مؤسسي‭ ‬الجيش‭ ‬السوري‭. ‬عُيّن‭ ‬قائداً‭ ‬لسرية‭ ‬خيالة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬حماة،‭ ‬وأبلى‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬ميسلون‭ ‬عام‭ ‬1920‭ ‬بلاء‭ ‬حسناً،‭ ‬وتمكن‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المعركة‭ ‬من‭ ‬أسر‭ ‬عدة‭ ‬ضباط‭ ‬فرنسيين‭.‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬1925‭ ‬أعلن‭ ‬ثورة‭ ‬حماة‭ ‬التاريخية،‭ ‬وكاد‭ ‬يستولي‭ ‬عليها‭ ‬لولا‭ ‬قصف‭ ‬الطائرات‭ ‬الفرنسية،‭ ‬ما‭ ‬اضطره‭ ‬إلى‭ ‬الانسحاب‭ ‬إلى‭ ‬البادية،‭ ‬ولكن‭ ‬قيادة‭ ‬الثورة‭ ‬السورية‭ ‬الكبرى‭ ‬بقيادة‭ ‬سلطان‭ ‬باشا‭ ‬الأطرش‭ ‬أسندت‭ ‬إليه‭ ‬قيادة‭ ‬منطقة‭ ‬الغوطة،‭ ‬حيث‭ ‬حقق‭ ‬انتصارات‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬الجيش‭ ‬الفرنسي،‭ ‬ولكن‭ ‬نقص‭ ‬الذخيرة‭ ‬والسلاح‭ ‬واستشهاد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬رجاله‭ ‬اضطره‭ ‬إلى‭ ‬الانسحاب‭ ‬إلى‭ ‬جبل‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬السويداء‭.‬

لكن‭ ‬كان‭ ‬لهذه‭ ‬الثورة‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬تمكن‭ ‬الفرنسيين‭ ‬من‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬ثورة‭ ‬جبل‭ ‬الدروز‭. ‬قاد‭ ‬القاوقجي‭ ‬الثورة‭ ‬السورية‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬بنجاح،‭ ‬وبقي‭ ‬في‭ ‬سورية‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬1927،‭ ‬وحكمت‭ ‬عليه‭ ‬محكمة‭ ‬عسكرية‭ ‬فرنسية‭ ‬غيابياً‭ ‬بالإعدام،‭ ‬فغادرها‭ ‬إلى‭ ‬الحجاز‭ ‬حيث‭ ‬عمل‭ ‬مستشاراً‭ ‬عسكرياً‭ ‬للملك‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬1928‭ ‬و1932‭.‬

انتقل‭ ‬القاوقجي‭ ‬إلى‭ ‬بغداد‭ ‬سنة‭ ‬1932‭ ‬ليصبح‭ ‬معلماً‭ ‬للفروسية‭ ‬وأستاذاً‭ ‬لتدريس‭ ‬الطبوغرافيا‭ ‬في‭ ‬الكلية‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬بغداد،‭ ‬وكان‭ ‬يحمل‭ ‬رتبة‭ ‬رئيس‭ ‬خيالة‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬العراقي،‭ ‬وبحسب‭ ‬المصادر‭ ‬البريطانية‭ ‬فإن‭ ‬القاوقجي‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1934‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬الخطط‭ ‬لتنظيم‭ ‬ثورة‭ ‬عسكرية‭ ‬في‭ ‬سورية‭ ‬أو‭ ‬فلسطين،‭ ‬وقابل‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض‭ ‬زعماء‭ ‬عربا‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬البلدين،‭ ‬وتعهد‭ ‬بتجنيد‭ ‬متطوعين‭ ‬وتهريب‭ ‬أسلحة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬نشوب‭ ‬ثورة‭ ‬في‭ ‬إحداهما‭.‬

وهو‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬بالفعل‭ ‬عندما‭ ‬اندلعت‭ ‬ثورة‭ ‬1936‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭. ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬سنة‭ ‬1936‭ ‬وصل‭ ‬القاوقجي‭ ‬فلسطين‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬الثورة،‭ ‬ورافق‭ ‬القاوقجي‭ ‬مائة‭ ‬متطوع‭ ‬عراقي‭ ‬وستون‭ ‬سورياً‭ ‬وثلاثون‭ ‬درزياً‭ ‬كانوا‭ ‬طليعة‭ ‬المتطوعين‭ ‬العرب،‭ ‬وبعدها‭ ‬بستة‭ ‬أيام‭ ‬أصدر‭ ‬القاوقجي‭ ‬بلاغه‭ ‬الأول‭ ‬بوصفه‭ ‬قائد‭ ‬الثورة‭ ‬العسكري‭. ‬وفي‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬التقى‭ ‬القاوقجي‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬العربية‭ ‬العليا‭ ‬والقادة‭ ‬العسكريين‭ ‬للثورة‭ ‬وهم‭: ‬فخري‭ ‬عبدالهادي،‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬الحاج‭ ‬محمد،‭ ‬عارف‭ ‬عبدالرازق،‭ ‬الشيخ‭ ‬فرحان‭ ‬السعدي،‭ ‬الشيخ‭ ‬عطية‭ ‬أحمد‭ ‬عوض‭ ‬ومحمد‭ ‬الصالح‭ ‬الذين‭ ‬سلموه‭ ‬إقراراً‭ ‬خطياً‭ ‬بأنه‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للثورة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭.‬

بدأ‭ ‬القاوقجي‭ ‬تدريب‭ ‬المتطوعين‭ ‬وفقاً‭ ‬للأساليب‭ ‬العسكرية،‭ ‬وفرض‭ ‬الانضباط‭ ‬على‭ ‬قادة‭ ‬الفصائل‭ ‬المسلحة،‭ ‬وشكل‭ ‬محكمة‭ ‬عسكرية‭ ‬للثورة‭ ‬لمحاكمة‭ ‬الخونة‭ ‬والجواسيس‭ ‬والوشاة،‭ ‬ونجح‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بعدة‭ ‬عمليات‭ ‬مسلحة‭ ‬ناجحة‭ ‬ضد‭ ‬القوات‭ ‬البريطانية‭ ‬التي‭ ‬اعترفت‭ ‬بوجود‭ ‬تغيير‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬تكتيكات‭ ‬وأسلوب‭ ‬الثوار‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬الإغارة‭ ‬ونصب‭ ‬الكمائن‭ ‬والاستدراج‭ ‬والانسحاب‭.‬

‭ ‬كانت‭ ‬لانتصارات‭ ‬القاوقجي‭ ‬أثرها‭ ‬البالغ‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬الحالة‭ ‬المعنوية‭ ‬للثوار‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬اندلاع‭ ‬الثورة‭ ‬أصدرت‭ ‬اللجنة‭ ‬العربية‭ ‬العليا‭ ‬بياناً‭ ‬طالبت‭ ‬فيه‭ ‬بوقف‭ ‬الثورة‭ ‬وقطع‭ ‬الإضراب‭ ‬استجابة‭ ‬لمطالب‭ ‬الملوك‭ ‬والأمراء‭ ‬العرب‭ ‬وبالفعل‭ ‬توقفت‭ ‬الثورة،‭ ‬لكن‭ ‬القاوقجي‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬قواته‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بسلاحها‭.‬

لكن‭ ‬اللجنة‭ ‬العربية‭ ‬العليا‭ ‬عادت‭ ‬وطلبت‭ ‬منه‭ ‬الخروج‭ ‬بقواته‭ ‬من‭ ‬فلسطين،‭ ‬فغادرها‭ ‬إلى‭ ‬العراق‭ ‬حيث‭ ‬ألقت‭ ‬القوات‭ ‬البريطانية‭ ‬هناك‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭ ‬ونفته‭ ‬إلى‭ ‬كركوك‭ ‬لكنه‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬الاعتقال‭. ‬غادر‭ ‬القاوقجي‭ ‬العراق‭ ‬إلى‭ ‬سورية‭ ‬ثم‭ ‬عاد‭ ‬إليها‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬ثورة‭ ‬رشيد‭ ‬عالي‭ ‬الكيلاني‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1941‭.‬

وبعد‭ ‬انكسار‭ ‬الثورة‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬سورية‭ ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬للهجوم‭ ‬البريطاني‭ ‬على‭ ‬تدمر‭ ‬ونقل‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬دير‭ ‬الزور‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬حلب‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬برلين‭. ‬وهناك‭ ‬أجريت‭ ‬له‭ ‬عدة‭ ‬عمليات‭ ‬واستخرج‭ ‬من‭ ‬جسده‭ ‬تسع‭ ‬عشرة‭ ‬رصاصة‭ ‬وشظية‭ ‬وظلت‭ ‬رصاصة‭ ‬تسكن‭ ‬رأسه‭ ‬حتى‭ ‬وفاته،‭ ‬وبعد‭ ‬هزيمة‭ ‬الألمان‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬ألقى‭ ‬السوفييت‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬القاوقجي‭ ‬وزوجته‭ ‬ومرافقه‭ ‬في‭ ‬برلين‭ ‬ولكنهم‭ ‬أطلقوا‭ ‬سراحه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تأكدوا‭ ‬أن‭ ‬تعاونه‭ ‬مع‭ ‬الألمان‭ ‬كان‭ ‬فقط‭ ‬بسبب‭ ‬كراهيته‭ ‬للإنجليز‭.‬

غادر‭ ‬القاوقجي‭ ‬برلين‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1947‭ ‬اجتمع‭ ‬بالحاج‭ ‬أمين‭ ‬الحسيني‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬واتفقا‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬اقتراح‭ ‬إلى‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لتشكيل‭ ‬قوة‭ ‬من‭ ‬المتطوعين‭ ‬العرب‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تتولى‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬تدريبهم‭ ‬وتسليحهم‭ ‬للقتال‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تقف‭ ‬الجيوش‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬مستعدة‭ ‬لتلبية‭ ‬نداء‭ ‬الاستغاثة‭ ‬عند‭ ‬الحاجة،‭ ‬ووافقت‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬وأسندت‭ ‬إلى‭ ‬القاوقجي‭ ‬مسؤولية‭ ‬قيادة‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬التي‭ ‬عرفت‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬باسم‭ ‬جيش‭ ‬الإنقاذ‭ ‬العربي،‭ ‬كما‭ ‬تشكلت‭ ‬قوات‭ ‬الجهاد‭ ‬المقدس‭ ‬بقيادة‭ ‬عبدالقادر‭ ‬الحسيني‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬فلسطين،‭ ‬ونجحت‭ ‬هذه‭ ‬القوات‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬انتصارات‭ ‬كبيرة‭ ‬ضد‭ ‬العصابات‭ ‬الصهيونية‭ ‬رغم‭ ‬ضعف‭ ‬إمكانياتها‭. ‬

بعد‭ ‬دخول‭ ‬الجيوش‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬فلسطين‭ ‬طالبت‭ ‬القاوقجي‭ ‬بسحب‭ ‬قواته‭ ‬وتسليم‭ ‬مواقعه‭ ‬للجيش‭ ‬الأردني‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يقوده‭ ‬الجنرال‭ ‬البريطاني‭ ‬جلوب‭ ‬باشا‭ ‬فانسحب‭ ‬في‭ ‬السادس‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬سنة‭ ‬1948‭ ‬لكنه‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬القدس‭ ‬لمساعدة‭ ‬الأحياء‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المهددة‭ ‬بالسقوط‭ ‬ثم‭ ‬انتقل‭ ‬بقواته‭ ‬إلى‭ ‬الجبهة‭ ‬اللبنانية‭ ‬بطلب‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬السورية،‭ ‬وشاركت‭ ‬قواته‭ ‬مع‭ ‬الجيشين‭ ‬السوري‭ ‬واللبناني‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬المالكية‭ ‬في‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬1948‭ ‬والتي‭ ‬انتصر‭ ‬فيها‭ ‬الجانب‭ ‬العربي،‭ ‬وهي‭ ‬المعركة‭ ‬التي‭ ‬ضمنت‭ ‬بقاء‭ ‬جبل‭ ‬عامل‭ ‬كله‭ ‬تحت‭ ‬السيادة‭ ‬اللبنانية‭.‬

عند‭ ‬إعلان‭ ‬الهدنتين‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬قدم‭ ‬القاوقجي‭ ‬استقالته‭ ‬اعتراضاً‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬استجابة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لمطالبه‭ ‬بدعم‭ ‬قواته‭ ‬بالسلاح‭ ‬والذخيرة،‭ ‬لكنه‭ ‬عاد‭ ‬وسحبها‭ ‬بعد‭ ‬تقديم‭ ‬بعض‭ ‬المعونات‭ ‬لجيشه‭ ‬مما‭ ‬جعله‭ ‬يحقق‭ ‬بعض‭ ‬النجاح،‭ ‬ولكن‭ ‬تعقد‭ ‬الموقف‭ ‬اذ‭ ‬توقفت‭ ‬الجيوش‭ ‬العربية‭ ‬النظامية‭ ‬عن‭ ‬القتال‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬المنظمات‭ ‬الصهيونية‭ ‬تستفرد‭ ‬بجيش‭ ‬الإنقاذ‭ ‬وتهاجمه‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الجهات،‭ ‬وظلت‭ ‬المعارك‭ ‬مستمرة‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬نوفمبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1948‭ ‬بعدها‭ ‬اضطر‭ ‬القاوقجي‭ ‬إلى‭ ‬سحب‭ ‬قواته‭ ‬إلى‭ ‬جنوب‭ ‬لبنان‭ ‬ثم‭ ‬تسريح‭ ‬نصفها‭ ‬استجابة‭ ‬لطلب‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬بذريعة‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬المال‭ ‬الكافي‭. ‬بعد‭ ‬نكبة‭ ‬فلسطين‭ ‬انسحب‭ ‬القاوقجي‭ ‬من‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬والعسكري‭ ‬العربي،‭ ‬وعاش‭ ‬متنقلاً‭ ‬بين‭ ‬بيروت‭ ‬ودمشق‭ ‬حتى‭ ‬وفاته‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1977‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا