العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الاسلامي

التصوف الصحيح الذي نريده

الجمعة ١١ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

بقلم‭: ‬د‭. ‬أحمـد‭ ‬علي‭ ‬سليمان‭ ‬{

 

نميل‭ ‬بفطرتنا‭ ‬السليمة‭ ‬النقية‭ ‬إلى‭ ‬التصوف‭ ‬النقي‭ ‬الصحيح،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬غاية‭ ‬التصوف‭ ‬الصحيح‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ (‬ربط‭ ‬الخلق‭ ‬بالحق‭ ‬جل‭ ‬وعلا‭)‬،‭ ‬وإن‭ ‬السير‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬ينير‭ ‬لنا‭ ‬الطريق،‭ ‬وينمي‭ ‬فينا‭ ‬الزهد،‭ ‬والورع،‭ ‬والرحمة،‭ ‬واللين،‭ ‬والتواضع،‭ ‬والإحسان،‭ ‬وجبر‭ ‬الخاطر،‭ ‬وحب‭ ‬الصالحين،‭ ‬وذكر‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬والصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬على‭ ‬نبيه‭ ‬العظيم‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم‭)... ‬

ونقرأ‭ ‬للأولياء‭ ‬عند‭ ‬زيارتهم‭ ‬سورة‭ ‬الفاتحة‭ ‬وندعو‭ ‬الله‭ ‬لهم‭ ‬ولنا،‭ ‬ولم‭ ‬نطلب‭ ‬مَددًا‭ ‬أو‭ ‬عونًا‭ ‬يومًا‭ ‬من‭ ‬وليٍّ‭ ‬مات‭ ‬ورحل‭ ‬إلى‭ ‬ربه،‭ ‬ومن‭ ‬ثمَّ‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬ينفع‭ ‬نفسه‭ ‬أو‭ ‬غيره،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يقدر‭ ‬على‭ ‬جلب‭ ‬النفع‭ ‬ودفع‭ ‬الضر‭ ‬إلا‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬فقط؛‭ ‬بل‭ ‬إننا‭ ‬نطلب‭ ‬العون،‭ ‬والسند،‭ ‬والمدد،‭ ‬والتأييد،‭ ‬والتوفيق‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل،‭ ‬ولم‭ ‬نتمسح‭ ‬بمقصورة،‭ ‬أو‭ ‬نطوف‭ ‬حول‭ ‬قبر‭ ‬أو‭ ‬نقبل‭ ‬أعتاب‭ ‬ولن‭ ‬يحدث‭... ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الطواف‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬إلا‭ ‬حول‭ ‬الكعبة‭ ‬المشرفة‭ ‬فقط‭.‬

بيد‭ ‬أننا‭ ‬نقرأ‭ ‬سير‭ ‬الأولياء‭ ‬والصالحين‭ ‬ونطالع‭ ‬علمهم‭ ‬النافع‭ ‬لنستفيد‭ ‬منه‭.‬

ونبغض‭ ‬خرافات‭ ‬المخرفين‭ ‬الذين‭ ‬ينتسبون‭ ‬زورا‭ ‬إلى‭ ‬التصوف،‭ ‬ويشوهون‭ ‬صورته‭ ‬أمام‭ ‬الناس‭ ‬بممارسات‭ ‬وأفكار‭ ‬وسلوكيات‭ ‬بعيدة‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬التصوف‭ ‬الصحيح،‭ ‬وربما‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬الدين‭ ‬نفسه‭.‬

ونحب‭ ‬الصالحين‭ ‬والمعتدلين،‭ ‬أصحاب‭ ‬الفكر‭ ‬السليم،‭ ‬الذين‭ ‬ينشرون‭ ‬الرحمة،‭ ‬والمحبة،‭ ‬والسلام‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬عباد‭ ‬الله‭.‬

أما‭ ‬حبنا‭ ‬لآل‭ ‬بيت‭ ‬النبي‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬فمركوز‭ ‬وراسخ‭ ‬في‭ ‬قلوبنا‭ ‬وكل‭ ‬يوم‭ ‬يزيد‭ ‬بفضل‭ ‬الله،‭ ‬وهو‭ ‬فرض‭ ‬وحتم‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬محب‭ ‬للنبي‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم‭)... ‬الذي‭ ‬حثَّنا‭ ‬على‭ ‬تدبر‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭ ‬ورغَّب‭ ‬فيه،‭ ‬وحثَّنا‭ ‬على‭ ‬حب‭ ‬أهل‭ ‬بيته‭ ‬الكرام،‭ ‬وكررها‭ ‬ثلاث‭ ‬في‭ ‬قوله‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭): (‬‮…‬أُذَكِّرُكُمُ‭ ‬اللَّهَ‭ ‬في‭ ‬أَهْلِ‭ ‬بَيْتِي،‭ ‬أُذَكِّرُكُمُ‭ ‬اللَّهَ‭ ‬في‭ ‬أَهْلِ‭ ‬بَيْتِي،‭ ‬أُذَكِّرُكُمُ‭ ‬اللَّهَ‭ ‬في‭ ‬أَهْلِ‭ ‬بَيْتي‮…‬‭) (‬أخرجه‭ ‬مسلم‭)‬

هذه‭ ‬عقيدتنا‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نؤمن‭ ‬به،‭ ‬ولا‭ ‬مواربة‭ ‬لأحد‭ ‬أبدًا‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الدين،‭ ‬والعقيدة‭.‬

طالعوا‭ ‬أيها‭ ‬السادة‭ ‬كتاب‭: (‬الرسالة‭ ‬القشيرية‭) ‬للإمام‭ ‬القشيري،‭ ‬وعندها‭ ‬تجدون‭ ‬ما‭ ‬يريح‭ ‬قلوبكم،‭ ‬ويسعد‭ ‬نفوسكم،‭ ‬ويطمئن‭ ‬سريرتكم،‭ ‬ويوجهكم‭ ‬إلى‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬الذي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نقتفي‭ ‬أثره‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭.‬

وبالله‭ ‬تعالى‭ ‬التوفيق

 

{‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى

‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والحاصل‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬جائزة‭ ‬خدمة‭ ‬الدعوة‭ ‬والفقه‭ ‬الإسلامي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا