العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الاسلامي

العمل الصالح في الإسلام

الجمعة ٢٨ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

أحمد‭ ‬أبو‭ ‬الوفا‭ ‬صديق

جاء‭ ‬الإسلام‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬الصالح،‭ ‬ومفهوم‭ ‬العمل‭ ‬الصالح‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬عام‭ ‬واسع،‭ ‬يشمل‭ ‬ما‭ ‬فرضه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬على‭ ‬عباده‭ ‬من‭ ‬الطاعات‭ ‬والعبادات،‭ ‬كما‭ ‬يشمل‭ ‬طيِّب‭ ‬الأخلاق‭ ‬وجميل‭ ‬القِيَم‭ ‬التي‭ ‬تُسهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مجتمع‭ ‬مترابط،‭ ‬يسوده‭ ‬التسامح‭ ‬والتآخي‭ ‬والتكافل‭ ‬والتراحم‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬مفهوم‭ ‬العمل‭ ‬الصالح‭ ‬يعمُّ‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬عمارة‭ ‬الأرض،‭ ‬وتنمية‭ ‬الأوطان،‭ ‬ونفع‭ ‬الإنسان،‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭: ‬‮«‬هُوَ‭ ‬أَنْشَأَكُمْ‭ ‬مِنَ‭ ‬الْأَرْضِ‭ ‬وَاسْتَعْمَرَكُمْ‭ ‬فِيهَا‮»‬،‭ ‬ويقول‭ ‬نبينا‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭): ‬‮«‬مَا‭ ‬مِنْ‭ ‬مُسْلِمٍ‭ ‬يَغْرِسُ‭ ‬غَرْسًا‭ ‬أَوْ‭ ‬يَزْرَعُ‭ ‬زَرْعًا،‭ ‬فَيَأْكُلُ‭ ‬مِنْهُ‭ ‬طَيْرٌ‭ ‬أَوْ‭ ‬إِنْسَانٌ‭ ‬أَوْ‭ ‬بَهِيمَةٌ،‭ ‬إِلَّا‭ ‬كَانَ‭ ‬لَهُ‭ ‬بِهِ‭ ‬صَدَقَةٌ‮»‬‭. ‬

ومن‭ ‬العمل‭ ‬الصالح‭ ‬الذي‭ ‬أمر‭ ‬به‭ ‬ديننا‭ ‬الحنيف‭: ‬

‭- ‬الإكثار‭ ‬من‭ ‬ذكر‭ ‬الله‭ ‬تعالى؛‭ ‬لأن‭ ‬الذكر‭ ‬حياة‭ ‬القلوب‭ ‬وسكينتها‭ ‬وطمأنينتها،‭ ‬يقول‭ ‬سبحانه‭: ‬‮«‬الَّذِينَ‭ ‬آمَنُوا‭ ‬وَتَطْمَئِنُّ‭ ‬قُلُوبُهُم‭ ‬بِذِكْرِ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬أَلَا‭ ‬بِذِكْرِ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬تَطْمَئِنُّ‭ ‬الْقُلُوبُ‮»‬،‭ ‬ويقول‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬وَالذَّاكِرِينَ‭ ‬اللهَ‭ ‬كَثِيرًا‭ ‬وَالذَّاكِرَاتِ‭ ‬أَعَدَّ‭ ‬اللهُ‭ ‬لَهُمْ‭ ‬مَغْفِرَةً‭ ‬وَأَجْرًا‭ ‬عَظِيمًا‮»‬‭.‬

‭- ‬الإكثار‭ ‬من‭ ‬الصيام،‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬نبينا‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭): ‬‮«‬مَنْ‭ ‬صَامَ‭ ‬يَوْمًا‭ ‬فِي‭ ‬سَبِيلِ‭ ‬الله‭ ‬بَاَعَدَ‭ ‬اللهُ‭ ‬وَجْهَهُ‭ ‬عَنْ‭ ‬النَّارِ‭ ‬سَبْعِينَ‭ ‬خَرِيفًا‮»‬،‭ ‬ويقول‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭): ‬‮«‬مَنْ‭ ‬صَامَ‭ ‬يَوْمًا‭ ‬فِي‭ ‬سَبِيلِ‭ ‬اللهِ؛‭ ‬جَعَلَ‭ ‬اللهُ‭ ‬بَيْنَهُ‭ ‬وَبَيْنَ‭ ‬النَّارِ‭ ‬خَنْدَقًا‭ ‬كَمَا‭ ‬بَيْنَ‭ ‬السَّمَاءِ‭ ‬وَالأَرْضِ‮»‬،‭ ‬وكان‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬يَصومُ‭ ‬تِسعَ‭ ‬ذي‭ ‬الحجّةِ،‭ ‬ويَومَ‭ ‬عاشوراء،‭ ‬وثلاثةَ‭ ‬أيّام‭ ‬مِن‭ ‬كلّ‭ ‬شهرٍ‭.‬

‭- ‬احترام‭ ‬الكبير‭ ‬خلقٌ‭ ‬عظيم‭ ‬وأدب‭ ‬رفيع‭ ‬من‭ ‬آداب‭ ‬الإسلام‭ ‬التي‭ ‬أمر‭ ‬بها‭ ‬وحض‭ ‬عليها،‭ ‬وجعلها‭ ‬دليلًا‭ ‬على‭ ‬حسن‭ ‬الإسلام‭ ‬والخلق؛‭ ‬فقال‭ ‬سيدنا‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬‮«‬لَيْسَ‭ ‬مِنَّا‭ ‬مَنْ‭ ‬لَمْ‭ ‬يَرْحَمْ‭ ‬صَغِيرَنَا‭ ‬وَيُوَقِّرْ‭ ‬كَبِيرَنَا‮»‬‭. ‬‭[‬أخرجه‭ ‬الترمذي‭]‬‭.‬

ومن‭ ‬مظاهر‭ ‬احترام‭ ‬الكبير،‭ ‬الترفق‭ ‬به،‭ ‬وقضاء‭ ‬حوائجه،‭ ‬ومعاونته،‭ ‬ومُخاطبته‭ ‬بلطف‭ ‬وأدب،‭ ‬وترك‭ ‬القبيح‭ ‬في‭ ‬حضرته،‭ ‬وتقديمه‭ ‬في‭ ‬الجلوس‭ ‬والحديث،‭ ‬ونحو‭ ‬ذلك؛‭ ‬فعن‭ ‬سمرة‭ ‬بن‭ ‬جندب‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬قال‭: ‬‮«‬لقَدْ‭ ‬كُنْتُ‭ ‬علَى‭ ‬عَهْدِ‭ ‬رَسولِ‭ ‬اللهِ‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬غُلَامًا،‭ ‬فَكُنْتُ‭ ‬أَحْفَظُ‭ ‬عنْه،‭ ‬فَما‭ ‬يَمْنَعُنِي‭ ‬مِنَ‭ ‬القَوْلِ‭ ‬إلَّا‭ ‬أنَّ‭ ‬هَا‭ ‬هُنَا‭ ‬رِجَالًا‭ ‬هُمْ‭ ‬أَسَنُّ‭ ‬مِنِّي‮»‬‭. ‬‭[‬متفق‭ ‬عليه‭]‬‭.‬

‭- ‬تفقُّد‭ ‬أحوال‭ ‬الفقراء‭ ‬والمساكين‭ ‬واليتامى‭ ‬والمُحتاجين‭ ‬وسد‭ ‬حاجتهم‭ ‬من‭ ‬أحب‭ ‬الأعمال‭ ‬وأفضلها،‭ ‬حيث‭ ‬تُدخل‭ ‬الصدقاتُ‭ ‬البشرَ‭ ‬والسرورَ‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬الناس،‭ ‬يقول‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭: ‬‮«‬مَنْ‭ ‬ذَا‭ ‬الَّذِي‭ ‬يُقْرِضُ‭ ‬اللَّهَ‭ ‬قَرْضاً‭ ‬حَسَناً‭ ‬فَيُضَاعِفَهُ‭ ‬لَهُ‭ ‬وَلَهُ‭ ‬أَجْرٌ‭ ‬كَرِيمٌ‮»‬،‭ ‬ويقول‭ ‬سبحانه‭: ‬‮«‬وَمَا‭ ‬أَنفَقْتُم‭ ‬مِّن‭ ‬شَيْءٍ‭ ‬فَهُوَ‭ ‬يُخْلِفُهُ‭ ‬وَهُوَ‭ ‬خَيْرُ‭ ‬الرَّازِقِينَ‮»‬،‭ ‬ويقول‭ ‬نبينا‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭): ‬‮«‬أَحَبُّ‭ ‬الناسِ‭ ‬إلى‭ ‬اللهِ‭ ‬أنفعُهم‭ ‬للناسِ،‭ ‬وأَحَبُّ‭ ‬الأعمالِ‭ ‬إلى‭ ‬اللهِ‭ ‬عزَّ‭ ‬وجلَّ‭ ‬سرورٌ‭ ‬تُدخِلُه‭ ‬على‭ ‬مسلمٍ؛‭ ‬تَكشِفُ‭ ‬عنه‭ ‬كُربةً،‭ ‬أو‭ ‬تقضِي‭ ‬عنه‭ ‬دَيْنًا،‭ ‬أو‭ ‬تَطرُدُ‭ ‬عنه‭ ‬جوعًا،‭ ‬ولأَنْ‭ ‬أمشيَ‭ ‬مع‭ ‬أخٍ‭ ‬في‭ ‬حاجةٍ؛‭ ‬أَحَبُّ‭ ‬إليَّ‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬اعتكِفَ‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المسجدِ‭ -‬يعني‭: ‬مسجدَ‭ ‬المدينةِ‭- ‬شهرًا‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا