العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الاسلامي

تعاليم الإسلام والوقاية من التنمر (1)

الجمعة ١٤ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

عبدالسلام‭ ‬عمري


يحتفل‭ ‬اليونسكو‭ ‬والعالم‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للتنمر‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬خميس‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭.. ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬العالم‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬براثن‭ ‬التعصب‭ ‬والتنمر‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬عند‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬اليوم‭ ‬القوي‭ ‬يحتقر‭ ‬الضعيف‭ ‬ويتميز‭ ‬الأبيض‭ ‬على‭ ‬الأسود،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬التعصب‭ ‬الأعمى‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬بأصحابه‭ ‬إلى‭ ‬وقوع‭ ‬التنمر‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات‭.. ‬بصور‭ ‬متعددة‭ ‬بالقول‭ ‬أو‭ ‬الفعل‭ ‬أو‭ ‬كلاهما‭ ‬معا‭ ‬وذلك‭ ‬مثل‭ ‬السخرية‭ ‬والاستهزاء‭ ‬والغمز‭ ‬واللمز‭ ‬والعدوان‭..‬‭ ‬الخ،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬معنى‭ ‬التنمر‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬المعجم‭ ‬الوسيط‭ ‬تَنَمَّرَ،‮ ‬يَتَنَمَّرُ،‭ ‬مصدر‮ ‬تَنَمُّرٌ‭:‬‭ ‬أرَادَ‭ ‬أنْ‭ ‬يُخِيفَ‭ ‬رِفَاقَهُ‮ ‬فَتَنَمَّرَ‮ ‬‭-‬‭ ‬تَشَبَّهَ‮ ‬بِالنَّمِرِ‮ ‬وَحَاوَلَ‭ ‬أنْ‭ ‬يُقَلِّدَ‭ ‬شَرَاسَتَهُ‭.‬‭ ‬وفي‭ ‬المعجم‭ ‬الغني‭: ‬تنمر‭: ‬تشبه‮ ‬بالنمر‮ ‬في‭ ‬أخلاقه‭ ‬أو‭ ‬لونه‭. ‬تنمر‭: ‬ساءت‭ ‬أخلاقه‭ ‬وغضب‭. ‬تنمر‮ ‬له‭: ‬تنكر‭ ‬له‭ ‬وتغير‭. ‬تنمر‮ ‬له‭: ‬هدده‭.‬‮ ‬تنمر‭: ‬مدد‭ ‬في‭ ‬صوته‭ ‬عند‭ ‬التهديد‭.‬
أما‭ ‬عن‭ ‬المراد‭ ‬بالتنمر‭ ‬في‭ ‬الاصطلاح‭ ‬‮«‬التنمر‭ ‬هو‭ ‬سلوك‭ ‬عدواني‭ ‬غير‭ ‬مرغوب‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬مجموعة‭ ‬تجاه‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ ‬أو‭ ‬جماعة‭ ‬أقل‭ ‬قوة‭ ‬بهدف‭ ‬الضرر،‭ ‬أو‭ ‬التخويف،‭ ‬أو‭ ‬التضييق،‭ ‬ويمكن‭ ‬لهذا‭ ‬السلوك‭ ‬أن‭ ‬يتكرر‭ ‬مع‭ ‬الوقت،‭ ‬كما‭ ‬يؤدي‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬إلى‭ ‬آثار‭ ‬خطيرة‭ ‬ودائمة‭ ‬على‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬التنمر‭ ‬عليه،‭ ‬ويكون‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬مثل‭ ‬توجيه‭ ‬التهديدات،‭ ‬أو‭ ‬نشر‭ ‬الشائعات،‭ ‬أو‭ ‬مهاجمة‭ ‬الشخص‭ ‬وهو‭ ‬سلوك‭ ‬معادٍ‭ ‬للمجتمع،‭ ‬له‭ ‬تأثيرات‭ ‬سلبية‭ ‬كبيرة‮»‬،‭ ‬وجاء‭ ‬الموسوعة‭ ‬الحرة‭ ‬ويكيبيديا‭: ‬‮«‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬يوصف‭ ‬التنمر‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬المضايقات‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬المسيء‭ ‬الذي‭ ‬يمتلك‭ ‬قوة‭ ‬بدنية‭ ‬أو‭ ‬اجتماعية‭ ‬وهيمنة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الضحية‭. ‬أحياناً‭ ‬يشار‭ ‬إلى‭ ‬ضحية‭ ‬التنمر‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬هدف‭. ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬التحرش‭ ‬لفظيا‭ ‬وجسديا‭ ‬أو‭ ‬نفسيا‭. ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬يختار‭ ‬المتنمرون‭ ‬أشخاصا‭ ‬أكبر‭ ‬أو‭ ‬أصغر‭ ‬من‭ ‬حجمهم‭. ‬ويؤذي‭ ‬المتنمرون‭ ‬الأشخاص‭ ‬لفظيا‭ ‬وجسديا‭. ‬وهناك‭ ‬أسباب‭ ‬كثيرة‭ ‬لذلك‭. ‬وأحدها‭ ‬أن‭ ‬المتنمرين‭ ‬أنفسهم‭ ‬كانوا‭ ‬ضحية‭ ‬التنمر‭..‬‮»‬‭ ‬وصور‭ ‬التنمر‭ ‬متعددة‭ ‬منها‭ ‬التنمر‭ ‬اللفظي‭ ‬والجسدي‭ ‬والتحرش‭ ‬الجنسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والإلكتروني‭ ‬والتمييز‭ ‬العنصري‭.‬
أما‭ ‬إذا‭ ‬نظرنا‭ ‬بموضوعية‭ ‬إلى‭ ‬تعاليم‭ ‬الإسلام‭ ‬الحنيف‭ ‬فإنها‭ ‬وضعت‭ ‬الإجراءات‭ ‬الوقائية‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يقع‭ ‬التنمر‭ ‬أصلا‭.. ‬وسنذكر‭ ‬أدلة‭ ‬من‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬والسنة‭ ‬النبوية‭ ‬المطهرة‭ ‬وذلك‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭.. ‬ولكن‭ ‬أين‭ ‬نحن‭ ‬من‭ ‬تعاليم‭ ‬الإسلام؟‭ ‬
هل‭ ‬تأمل‭ ‬وتدبر‭ ‬المسلمون‭ ‬وغيرهم‭ ‬في‭ ‬قول‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬يَا‭ ‬أَيُّهَا‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬آمَنُوا‭ ‬لَا‭ ‬يَسْخَرْ‭ ‬قَوْمٌ‭ ‬مِنْ‭ ‬قَوْمٍ‭ ‬عَسَى‭ ‬أَنْ‭ ‬يَكُونُوا‭ ‬خَيْرًا‭ ‬مِنْهُمْ‭ ‬وَلَا‭ ‬نِسَاءٌ‭ ‬مِنْ‭ ‬نِسَاءٍ‭ ‬عَسَى‭ ‬أَنْ‭ ‬يَكُنَّ‭ ‬خَيْرًا‭ ‬مِنْهُنَّ‭ ‬وَلَا‭ ‬تَلْمِزُوا‭ ‬أَنْفُسَكُمْ‭ ‬وَلَا‭ ‬تَنَابَزُوا‭ ‬بِالْأَلْقَابِ‭ ‬بِئْسَ‭ ‬الِاسْمُ‭ ‬الْفُسُوقُ‭ ‬بَعْدَ‭ ‬الْإِيمَانِ‭ ‬وَمَنْ‭ ‬لَمْ‭ ‬يَتُبْ‭ ‬فَأُولَٰئِكَ‭ ‬هُمُ‭ ‬الظَّالِمُونَ‮»‬‭ (‬الحجرات‭ :‬11‭) ‬جاء‭ ‬في‭ ‬تفسير‭ ‬الوسيط‭ ‬للأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬سيد‭ ‬طنطاوي‭ -‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬السابق
‮«‬يا‭ ‬أيها‭ ‬الذين‭ ‬صدَّقوا‭ ‬الله‭ ‬ورسوله‭ ‬وعملوا‭ ‬بشريعته‭ ‬لا‭ ‬يهزأ‭ ‬قوم‭ ‬مؤمنون‭ ‬من‭ ‬قوم‭ ‬مؤمنين؛‭ ‬عسى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المهزوء‭ ‬به‭ ‬منهم‭ ‬خيرًا‭ ‬من‭ ‬الهازئين،‭ ‬ولا‭ ‬يهزأ‭ ‬نساء‭ ‬مؤمنات‭ ‬من‭ ‬نساء‭ ‬مؤمنات؛‭ ‬عسى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المهزوء‭ ‬به‭ ‬منهنَّ‭ ‬خيرًا‭ ‬من‭ ‬الهازئات،‭ ‬ولا‭ ‬يَعِبْ‭ ‬بعضكم‭ ‬بعضًا،‭ ‬ولا‭ ‬يَدْعُ‭ ‬بعضكم‭ ‬بعضًا‭ ‬بما‭ ‬يكره‭ ‬من‭ ‬الألقاب،‭ ‬بئس‭ ‬الصفة‭ ‬والاسم‭ ‬الفسوق،‭ ‬وهو‭ ‬السخرية‭ ‬واللمز‭ ‬والتنابز‭ ‬بالألقاب،‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬دخلتم‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬وعقلتموه،‭ ‬ومن‭ ‬لم‭ ‬يتب‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬السخرية‭ ‬واللمز‭ ‬والتنابز‭ ‬والفسوق‭ ‬فأولئك‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬ظلموا‭ ‬أنفسهم‭ ‬بارتكاب‭ ‬هذه‭ ‬المناهي‮»‬‭ ‬فليحذر‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يحيدون‭ ‬عن‭ ‬تعاليم‭ ‬الإسلام‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا