إن رسالة هذا الدين الخاتم دين الإسلام قامت على الاحتكام إلى البرهان والحجة واحترام العقل والفكر والإشادة بفضل العلم وأهله والإنكار على التقليد والجمود والخرافات.
والأدلة على ذلك أكثر من أن تحصى أو تستقصى:
فها هو ذا القرآن الكريم وهو دستور الإسلام يحدثنا في قصة نوح (عليه السلام) عن صناعة السفن وفى قصة داود (عليه السلام) يخبرنا عن صناعة الدُّروع من الحديد وفى قصة سليمان (عليه السلام) يخبرنا عن صناعة الجن له ما يشاء من مَحاريب وتَماثيل وجِفان كالجواب وقُدور راسيات، كما يحدثنا القرآن الكريم عن التخطيط الاقتصادي مدة أربع عشرة سنة في قصة يوسف (عليه السلام) ويحدثنا في قصة ذي القرنين عن صناعة السُّدود الضخمة، وتحدثنا سورة الحديد عن منافع الحديد العسكرية والمدنية.
وأول آيات نزلت من القرآن كانت تحث على القراءة والعلم والتعلم (اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم) سورة العلق.
وها هو ذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يستخدم الإحصاء لمعرفة القوة البشرية للمسلمين معه معرفة دقيقة فعن حذيفة (رضى الله عنه) قال: كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: «أحصوا لي كم يلفظ الإسلام فقلنا له: يا رسول الله أتخاف علينا ونحن ما بين الستمائة إلى السبعمائة؟» رواه مسلم - ومعنى يلفظ الإسلام- أي يتلفظ بكلمة الإسلام.
بل ويحارب الأمية فيحث على العلم والتعلم ويقول: «طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة» رواه ابن ماجة.
وفى أعقاب غزوة بدر ينتهز النبي (صلى الله عليه وسلم) وقوع كثير من متعلمي المشركين في الأسر فيفرض على الأسير المشرك أن يقوم بتعليم عشرة من أبناء المسلمين القراءة والكتابة حتى يُفك أسره ويحارب الخرافات والكهانة ويأمر بالتداوي والأخذ بالأسباب فيقول: «تداووا يا عباد الله فإن الله ما أنزل داء إلا أنزل له شفاء إلا الهرم» رواه ابن ماجة وأحمد
كما نبه على الأخذ بالحذر ونبذ السلبية - فقد سأله الرجل هل يترك ناقته في الصحراء دون أن يربطها ويتوكل أو يعقلها ويتوكل؟ فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): «اعقلها وتوكل» رواه الترمذي وابن حبان.
وليس صحيحا ما يقوله أعداء الإسلام من أن الدين الإسلامي يدعو إلى التخلف والرجعية ويقوم على الجمود والخرافات.
الشيخ / عثمان إبراهيم عامر
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك