العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الاسلامي

مفاهيم ومصطلحات قرآنية مهمة (6)

بقلم: د. نظمي خليل أبوالعطا

الجمعة ٠٥ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

‭(‬50‭) ‬هشيم‭: ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬فَأَصبَحَ‭ ‬هَشِيما‭ ‬تَذرُوهُ‭ ‬الرِّيَاحُ‮»‬‭ ‬الكهف‭ (‬45‭). ‬والهشيم‭: ‬كَسْرُ‭ ‬الشيء‭ ‬الرخو‭ ‬كالنبات‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭ ‬‮«‬فَكَانُواْ‭ ‬كَهَشِيمِ‭ ‬المُحتَظِرِ‮»‬‭ ‬القمر‭ (‬31‭)‬،‭ ‬يقال‭ ‬هشم‭ ‬عظمه،‭ ‬ومنه‭ ‬هشمت‭ ‬الخبز‭ (‬مفردات‭ ‬ألفاظ‭ ‬القرآن‭ ‬–‭ ‬الراغب‭ ‬الأصفهاني،‭ ‬مرجع‭ ‬سابق،‭ ‬ص‭ ‬842‭).‬

قال‭ ‬ابن‭ ‬عباس‭: (‬ما‭ ‬سقط‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬وداسته‭ ‬الغنم‭ ‬فهو‭ ‬الهشيم‭) (‬معجم‭ ‬النبات،‭ ‬مرجع‭ ‬سابق،‭ ‬ص‭ ‬110‭).‬

‭(‬51‭) ‬يهيج‭: ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬ثُمَّ‭ ‬يَهِيجُ‭ ‬فَتَرَاهُ‭ ‬مُصفَرّا‭ ‬ثُمَّ‭ ‬يَجعَلُهُ‭ ‬حُطَامًا‮»‬‭ ‬الزمر‭ (‬21‭). ‬

من‭ ‬الوجهة‭ ‬النباتية،‭ ‬فإن‭ ‬النبات‭ ‬إذا‭ ‬هاج‭ ‬أصبح‭ ‬لونه‭ ‬أصفر،‭ ‬أي‭ ‬فقد‭ ‬اللون‭ ‬الأخضر‭ ‬وهو‭ ‬الكلوروفيل،‭ ‬ويبس‭: ‬أي‭ ‬جف،‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬موت‭ ‬النبات‭ ‬وبمرور‭ ‬الوقت‭ ‬يتكسر‭ ‬لجفافه‭ ‬ويبسه‭ ‬فيكون‭ ‬حطاما‭ (‬معجم‭ ‬النبات،‭ ‬مرجع‭ ‬سابق،‭ ‬ص‭ ‬112‭).‬

‭(‬52‭) ‬يقطين‭: ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ ‬‮«‬وَأَنبَتنَا‭ ‬عَلَيهِ‭ ‬شَجَرَة‭ ‬مِّن‭ ‬يَقطِين‮»‬‭ ‬الصافات‭ (‬146‭).‬

اليقطين‭ ‬كل‭ ‬نبات‭ ‬لا‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬ساق‭ ‬مثل‭ ‬الدباء،‭ ‬والقرع،‭ ‬والبطيخ،‭ ‬والحنظل‭ ‬والقثاء‭ ‬والخيار‭ ‬واللوف،‭ ‬وقد‭ ‬قيل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ذهب‭ ‬يسطا‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬يقطين‭. ‬وهو‭ ‬من‭ ‬العائلة‭ ‬القرعية،‭ ‬وتتميز‭ ‬بأنها‭ ‬نباتات‭ ‬زاحفة‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬وبعضها‭ ‬يتسلق‭ ‬على‭ ‬الدعامات‭ ‬‮«‬معجم‭ ‬النبات‭ (‬مرجع‭ ‬سابق‭) (‬ص‭ ‬113‭)‬‮»‬‭.‬

‭(‬53‭) ‬الآزفة‭: ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ ‬‮«‬وَأَنذِرهُم‭ ‬يَومَ‭ ‬الآزِفَةِ‮»‬‭ ‬غافر‭ (‬18‭).‬

يقول‭ ‬الإمام‭ ‬الفخر‭ ‬الرازي‭ ‬ذكروا‭ ‬في‭ ‬تفسير‭ ‬الأزفة‭ ‬وجوها‭:‬

الأول‭: ‬أنها‭ ‬يوم‭ ‬القيامة‭... ‬سميت‭ ‬بذلك‭ ‬لقربها‭ ‬وإن‭ ‬استبعد‭ ‬الناس‭ ‬مداها‭.‬

وقيل‭ ‬سُميت‭ ‬بذلك‭ ‬لدنوها‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬وقربها‭ ‬منهم‭ ‬ليستعدوا‭ ‬لها‭.‬

الثاني‭: ‬أنها‭ ‬المسارعة‭ ‬إلى‭ ‬دخول‭ ‬النار،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬عند‭ ‬ذلك‭ ‬ترتفع‭ ‬القلوب‭ ‬عن‭ ‬مدارها‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬الخوف‭ ‬‮«‬إذ‭ ‬القلوب‭ ‬لدى‭ ‬الحناجر‭ ‬كاظمين‮»‬‭ ‬وعليه‭ ‬فـ‭(‬يوم‭ ‬الآزفة‭) ‬في‭ ‬آية‭ ‬سورة‭ ‬غافر‭ ‬يوم‭ ‬المسارعة‭ ‬إلى‭ ‬دخول‭ ‬النار،‭ ‬و‭(‬أزفت‭ ‬الآزفة‭) ‬في‭ ‬آية‭ ‬سورة‭ ‬النجم‭: ‬اقتربت‭ ‬المسارعة‭ ‬إلى‭ ‬دخول‭ ‬النار‭.‬

الثالث‭: ‬أنها‭ ‬المنية‭ ‬وحضور‭ ‬الأجل‭ ‬بدليل‭ ‬أنه‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬أنذرهم‭ ‬يوم‭ ‬القيامة‭ ‬ووصفه‭ ‬بأنه‭ (‬يَومَ‭ ‬التَّلَاقِ‭) ‬غافر‭ (‬15‭) ‬و‭ (‬يَومَ‭ ‬هُم‭ ‬بَارِزُونَ‭) ‬غافر‭ (‬16‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬أنذرهم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بـ‭(‬يَومَ‭ ‬الآزِفَةِ‭) ‬غافر‭ (‬18‭).‬

وأيضا‭ ‬فوصف‭ ‬يوم‭ ‬الموت‭ ‬بالقرب‭ ‬أولى‭ ‬من‭ ‬وصف‭ ‬يوم‭ ‬القيامة‭ ‬بالقرب،‭ ‬وكذلك‭ ‬الصفات‭ ‬المذكورة‭ ‬بعد‭ ‬قوله‭ (‬الآزفة‭) ‬لائقة‭ ‬بحضور‭ ‬الموت،‭ ‬لأن‭ ‬المرء‭ ‬عند‭ ‬معاينة‭ ‬ملائكة‭ ‬العذاب‭ ‬يعظم‭ ‬خوفه‭ ‬فكأن‭ ‬قلوبهم‭ ‬تبلغ‭ ‬حناجرهم‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬الخوف‭ ‬ويبقوا‭ ‬كاظمين‭ ‬ساكنين‭ ‬من‭ ‬ذكر‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬قلوبهم‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬الخوف‭.‬

وعليه‭ ‬فـ‭ (‬يَومَ‭ ‬الآزِفَةِ‭) ‬في‭ ‬آية‭ ‬سورة‭ ‬غافر‭ ‬يوم‭ ‬الموت‭ (‬أَزِفَتِ‭ ‬الْآزِفَةُ‭) ‬في‭ ‬آية‭ ‬سورة‭ ‬النجم‭ ‬اقتربت‭ ‬المنية‭ (‬الموسوعة‭ ‬القرآنية‭ ‬التخصصية،‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وزارة‭ ‬الأوقاف،‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ (‬ص‭ ‬725‭) (‬2002م‭).‬

‭(‬54‭) ‬الإنابة‭: ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ (‬وَيَهدِي‭ ‬إِلَيهِ‭ ‬مَن‭ ‬أَنَابَ‭) ‬الرعد‭ (‬27‭).‬

ناب‭ ‬فلان‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬وأناب‭ ‬إليه‭ ‬إنابة،‭ ‬فهو‭ ‬منيب‭: ‬أي‭ ‬أقبل‭ ‬وتاب‭ ‬ورجع‭ ‬إلى‭ ‬الطاعة‭ ‬وقيل‭: ‬ناب‭: ‬لزم‭ ‬الطاعة،‭ ‬وأناب‭: ‬تاب‭ ‬ورجع‭. ‬والإنابة‭ ‬الرجوع‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬بالتوبة‭ ‬وإخلاص‭ ‬العمل‭ (‬المرجع‭ ‬السابق‭ (‬ص‭ ‬730‭)).‬

‭(‬55‭) ‬الأنصاب‭: ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬يَا‭ ‬أَيُّهَا‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬آمَنُوا‭ ‬إِنَّمَا‭ ‬الْخَمْرُ‭ ‬وَالْمَيْسِرُ‭ ‬وَالْأَنصَابُ‭ ‬وَالْأَزْلَامُ‭ ‬رِجْسٌ‭ ‬مِّنْ‭ ‬عَمَلِ‭ ‬الشَّيْطَانِ‭ ‬فَاجْتَنِبُوهُ‭ ‬لَعَلَّكُمْ‭ ‬تُفْلِحُونَ‭) ‬المائدة‭ (‬90‭).‬

الأنصاب‭: ‬جمع‭ ‬نُصب‭ ‬وهي‭: ‬كل‭ ‬ما‭ ‬عُبد‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬قال‭ ‬ابن‭ ‬سيدَه‭: ‬الأنصاب‭ ‬حجارة‭ ‬كانت‭ ‬تنصب‭ ‬حول‭ ‬الكعبة‭ ‬فَيُهَلَّ‭ ‬عليها‭ ‬ويذبح‭ ‬لغير‭ ‬الله‭ (‬المرجع‭ ‬السابق‭).‬

‭(‬56‭) ‬الأزلام‭: ‬كما‭ ‬في‭ ‬الآية‭ ‬السابقة،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬لقريش‭ ‬في‭ ‬الجاهلية‭ ‬مكتوب‭ ‬عليها‭ ‬أمر‭ ‬أو‭ ‬نهي،‭ ‬وافعل‭ ‬ولا‭ ‬تفعل‭. ‬وقد‭ ‬سُوِّيت‭ ‬ووضعت‭ ‬في‭ ‬الكعبة،‭ ‬يقدم‭ ‬بها‭ ‬سنة‭ ‬البيت‭ ‬فإذا‭ ‬أراد‭ ‬رجل‭ ‬سفرا‭ ‬أو‭ ‬نكاحا‭ ‬أتى‭ ‬السادة،‭ ‬فقال‭: ‬أخرج‭ ‬لي‭ ‬زلماً،‭ ‬فيخرجه‭ ‬وينظر‭ ‬إليه،‭ ‬فإذا‭ ‬خرج‭ ‬قِدْحُ‭ ‬الأمر،‭ ‬مضى‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬عزم‭ ‬عليه،‭ ‬وإن‭ ‬خرج‭ ‬قدحُ‭ ‬النهي،‭ ‬قعد‭ ‬عما‭ ‬أراد،‭ ‬وربما‭ ‬كان‭ ‬مع‭ ‬الرجل‭ ‬زلمان،‭ ‬وضعهما‭ ‬في‭ ‬قرابة،‭ ‬فإذا‭ ‬أراد‭ ‬الاستقسام‭ ‬أخرج‭ ‬أحدهما‭ (‬المرجع‭ ‬السابق،‭ ‬ص‭ ‬731‭).‬

‭(‬57‭) ‬باخع‭: ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ (‬فَلَعَلَّكَ‭ ‬باخِع‭ ‬نَّفسَكَ‭) ‬الكهف‭ (‬6‭).‬

والبَخْعُ‭: ‬هو‭ ‬قتل‭ ‬النفس‭ ‬غمّا،‭ ‬وفي‭ ‬الآية‭ ‬حث‭ ‬علي‭ ‬ترك‭ ‬التأسف‭ (‬فَلَا‭ ‬تَذهَب‭ ‬نَفسُكَ‭ ‬عَلَيهِم‭ ‬حَسَراتٍ‭) ‬فاطر‭ (‬8‭). ‬قال‭ ‬الشاعر‭:‬

ألا‭ ‬أيهذا‭ ‬الباخع‭ ‬الوجد‭ ‬نفسه بشيء‭ ‬نَحتْهُ‭ ‬عن‭ ‬يدك‭ ‬المقادر

وبخع‭ ‬فلان‭ ‬بالطاعة‭ ‬وبما‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬الحق‭: ‬إذا‭ ‬أقر‭ ‬به‭ ‬وأذعن‭ ‬مع‭ ‬كراهة‭ ‬شديدة‭ ‬تجري‭ ‬مجرى‭ ‬بخع‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬شدته‭ (‬مفردات‭ ‬ألفاظ‭ ‬القرآن‭ (‬مرجع‭ ‬سابق‭) (‬ص‭ ‬110‭)).‬

‭(‬58‭) ‬بديع‭: ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬بَدِيعُ‭ ‬السَّمَاوَاتِ‭ ‬والأرض‭) ‬البقرة‭ (‬117‭).‬

والابداع‭: ‬إنشاء‭ ‬صنعة‭ ‬بلا‭ ‬احتذاء‭ ‬واقتداء،‭ ‬وإذا‭ ‬استعمل‭ ‬في‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬فهو‭ ‬إيجاد‭ ‬الشيء‭ ‬بغير‭ ‬آلة‭ ‬ولا‭ ‬مادة‭ ‬ولا‭ ‬زمان‭ ‬ولا‭ ‬مكان‭ ‬وليس‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬لله‭ (‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭). ‬والبديع‭: ‬يقال‭ ‬للمبدع‭ ‬نحو‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ ‬‮«‬بَدِيعُ‭ ‬السَّمَاواتِ‭ ‬وَالأرض‮»‬‭ ‬البقرة‭ (‬117‭). ‬وقوله‭ ‬تعالى‭ ‬‮«‬قُل‭ ‬مَا‭ ‬كُنتُ‭ ‬بِدعا‭ ‬مِّنَ‭ ‬الرُّسُلِ‮»‬‭ ‬الأحقاف‭ (‬9‭) ‬قيل‭: ‬معناه‭: ‬مبدعا‭ ‬لم‭ ‬يتقدمني‭ ‬رسول،‭ ‬وقيل‭: ‬مبدعا‭ ‬فيما‭ ‬أقول،‭ ‬والبدْعة‭ ‬في‭ (‬الدين‭): ‬إيراد‭ ‬قولٍ‭ ‬لم‭ ‬يتسنَّ‭ ‬قائلها‭ ‬فيه‭ ‬بصاحب‭ ‬الشريعة‭ ‬وأماثلها‭ ‬المتقدمة،‭ ‬وأصولها‭ ‬المتقنة،‭ ‬وروي‭: ‬وكل‭ ‬محدثة‭ ‬بدعة،‭ ‬وكل‭ ‬بدعة‭ ‬ضلالة،‭ ‬وكل‭ ‬ضلالة‭ ‬في‭ ‬النار‭ (‬رواه‭ ‬مسلم‭) (‬المرجع‭ ‬السابق‭) (‬ص110‭).‬

‭(‬59‭) ‬برزخ‭: ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬بَينَهُمَا‭ ‬بَرزَخ‭ ‬لَّا‭ ‬يَبغِيَانِ‭) ‬الرحمن‭ (‬20‭).‬

والبرزخ‭ ‬في‭ ‬القيامة‭: ‬الحائل‭ ‬بين‭ ‬الإنسان‭ ‬وبين‭ ‬المنازل‭ ‬الرفيعة‭ ‬في‭ ‬الآخرة،‭ ‬وذلك‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬العقبة‭ ‬المذكورة‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬‮«‬فَلَا‭ ‬اقتَحَمَ‭ ‬العَقَبَةَ‮»‬‭ ‬البلد‭ (‬11‭)‬،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬وَمِن‭ ‬وَرَائِهِم‭ ‬بَرزَخٌ‭ ‬إِلَى‭ ‬يَومِ‭ ‬يُبعَثُونَ‮»‬‭ ‬المؤمنون‭ (‬100‭)‬،‭ ‬وتلك‭ ‬العقبة‭ ‬موانع‭ ‬من‭ ‬أحوال‭ ‬لا‭ ‬يصل‭ ‬إليها‭ ‬إلا‭ ‬الصالحون‭. ‬وقيل‭: ‬البرزخ‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الموت‭ ‬إلى‭ ‬يوم‭ ‬القيامة‭. (‬المرجع‭ ‬السابق،‭ ‬ص‭ ‬118‭).‬

‭(‬60‭): ‬بُسَّت‭: ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬وَبُسَّتِ‭ ‬الجِبَالُ‭ ‬بَسّا‮»‬‭ ‬الواقعة‭ (‬5‭)‬،‭ ‬أي‭: ‬فُتِّتَتْ،‭ ‬من‭ ‬قولهم‭: ‬بُست‭ ‬الحنطة‭ ‬والسويق‭ ‬بالماء،‭ ‬فَتَّته‭ ‬به،‭ ‬وهي‭: ‬بسيسة‭ ‬وقيل‭ ‬معناه‭: ‬سقْتُ‭ ‬سوقا‭ ‬سريعا،‭ ‬من‭ ‬قولهم‭: ‬انبست‭ ‬الحيَّاتُ‭: ‬انسابت‭ ‬انسيابا‭ ‬سريعا‭: ‬فيكون‭ ‬كقوله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬‮«‬وَيَومَ‭ ‬نُسَيِّرُ‭ ‬الجِبَالَ‮»‬‭ ‬الكهف‭ (‬47‭)‬،‭ ‬‮«‬وَتَرَى‭ ‬الجِبَالَ‭ ‬تَحسَبُهَا‭ ‬جَامِدَة‭ ‬وَهِيَ‭ ‬تَمُرُّ‭ ‬مَرَّ‭ ‬السَّحَابِ‮»‬‭ ‬النمل‭ (‬88‭).‬

وبستُ‭ ‬الإبل‭: ‬زجرتها‭ ‬عند‭ ‬السَّوق‭. (‬المرجع‭ ‬السابق،‭ ‬ص‭ ‬122‭).‬

‭(‬61‭) ‬ثمر‭: ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬وَكَانَ‭ ‬لَهُ‭ ‬ثَمَر‮»‬‭ ‬الكهف‭ (‬34‭)‬،‭ ‬والثمر‭ (‬اسم‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يتطعم‭ ‬من‭ ‬أحمال‭ ‬الشجر،‭ ‬الواحدة‭ ‬ثمرة‭ ‬الجمع‭: ‬ثمار‭ ‬وثمرات،‭ ‬كقوله‭ ‬تعالى‭: (‬وَأَنزَلَ‭ ‬مِنَ‭ ‬السَّمَاءِ‭ ‬مَاء‭ ‬فَأَخرَجَ‭ ‬بِهِ‭ ‬مِنَ‭ ‬الثَّمَراتِ‭ ‬رِزقا‭ ‬لَّكُم‭) ‬البقرة‭ (‬22‭). ‬وقوله‭ ‬تعالى‭: (‬وَمِن‭ ‬ثَمَرَاتِ‭ ‬النَّخِيلِ‭ ‬وَالأَعنابِ‭) ‬النحل‭ (‬67‭)‬،‭ ‬وقوله‭ ‬تعالى‭ (‬انظُرُوا‭ ‬إِلَى‭ ‬ثَمَرِهِ‭ ‬إِذَا‭ ‬أَثمَرَ‭ ‬وَيَنعِهِ‭) ‬الأنعام‭ (‬99‭)‬،‭ ‬وقوله‭ ‬تعالى‭ (‬وَمِن‭ ‬كُلِّ‭ ‬الثَّمَراتِ‭) ‬الرعد‭ (‬3‭).‬

والثمر‭ ‬قيل‭: ‬هو‭ ‬الثمار،‭ ‬وقيل‭ ‬هو‭ ‬جمعه،‭ ‬ويكنى‭ ‬به‭ ‬عن‭ ‬المال‭ ‬المستفاد،‭ ‬وعلى‭ ‬ذلك‭ ‬حمل‭ ‬ابن‭ ‬عباس‭ ‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنهما‭ (‬وَكَانَ‭ ‬لَهُ‭ ‬ثَمَر‭) ‬الكهف‭ (‬34‭)‬،‭ ‬ويقال‭ ‬ثمر‭ ‬الله‭ ‬ماله،‭ ‬ويقال‭ ‬لكل‭ ‬نفع‭ ‬يصدر‭ ‬عن‭ ‬شيء‭: ‬ثمره‭ ‬كقولك‭: ‬ثمرة‭ ‬العلم‭ ‬العمل‭ ‬الصالح،‭ ‬وثمرة‭ ‬العمل‭ ‬الصالح‭ ‬الجنة،‭ ‬وثمرة‭ ‬السوط‭ ‬عقد‭ ‬أطرافها‭ ‬تشبيها‭ ‬بالثمر‭ ‬في‭ ‬الهيئة‭ ‬والتدلي‭ ‬عنه‭ ‬كتدلي‭ ‬الثمر‭ ‬عن‭ ‬الشجر،‭ ‬والثميرة‭ ‬من‭ ‬اللبن‭: ‬ما‭ ‬تحبب‭ ‬من‭ ‬الزبد‭ ‬تشبيها‭ ‬بالثمر‭ ‬في‭ ‬الهيئة‭ ‬وفي‭ ‬التحصيل‭ ‬من‭ ‬اللبن‭. (‬مفردات‭ ‬ألفاظ‭ ‬القرآن،‭ ‬المرجع‭ ‬السابق،‭ ‬ص‭ ‬175‭).‬

والحمد‭ ‬لله‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا