مع كل أزمة مناخية، تتكرر التحذيرات من احتمالية تعرض نسبة كبيرة من العقارات في بريطانيا للغرق خلال الـ 25 عاما القادمة، وتحديدا بحلول عام 2025.
ففي عام 2021 مثلا، أطلقت منظمة «كلايميت سنترال» المتخصصة بالأرصاد الجوية وتحولات الطقس، تحذيراً مقلقا بأن العاصمة البريطانية لندن قد تجد نفسها غارقة تحت الماء بحلول عام 2050 وذلك نتيجة التحولات المناخية التي تشهدها الكرة الأرضية.
وجاء هذا التحذير بعد ان اغرقت مياه الفيضانات أجزاء كبيرة من مقاطعة إنجلترا في يوليو 2021 وتسببت في تعطيل حركة خطوط مترو الأنفاق وأضرارا مادية كبيرة. وبعدها بأيام ضرب فيضان آخر شوارع لندن تغمر مياهه المنازل والمطاعم والمتاجر والمحطات. وتوقعت وكالة البيئة أن 10% من الطرق الرئيسية وأكثر من خُمس السكك الحديدية في مختلف أنحاء بريطانيا معرضة لخطر الفيضانات إذا استمرت مستويات المياه في الارتفاع. حيث تشير البيانات إلى ارتفاع منسوب المياه في نهر التايمز بمقدار 15 سم بين عامي 1911 و2008، وهذا الارتفاع في تسارع. ومنذ عام 1990، ارتفع متوسط مستوى سطح البحر حول ساحل المملكة المتحدة بالفعل بنحو 20 سم. وتشير الدراسات الحديثة إلى أنه من المتوقع أن تزداد أضرار الفيضانات بنسبة تزيد على 25 في المائة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات لمواجهة تغير المناخ وارتفاع مستويات سطح البحر.
فيما تشهد بريطانيا سنويا فيضانات متكررة بسبب هطول الأمطار. وفي سبتمبر 2024 على سبيل المثال أدت الفيضانات الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة إلى غمر حوالي 650 مبنى في أنحاء إنجلترا.
في يناير 2024، عاودت وكالة البيئة (EA) بالمملكة المتحدة التحذير من إنَّ أكثر من 1800 عقار غمرتها المياه بالفعل بعد طقس ممطر لفترة طويلة وهطول أمطار غزيرة.
وفي ديسمبر 2024 حذر تقرير لوكالة البيئة من أن 6 ملايين عقار في إنجلترا مهددة بالغرق تحت الماء جراء الفيضانات بحلول العام 2050، وهو ما يعني أن واحدا من كل 4 عقارات في إنجلترا في مناطق معرضة لخطر الفيضانات ليصل إجمالي عدد المنازل والممتلكات الأخرى المعرضة لخطر الفيضانات إلى 8 ملايين بسبب تغير المناخ. وأكدت الوكالة ان خطر الفيضانات في إنجلترا أعلى بكثير من التقديرات السابقة، وأن لندن هي المنطقة الأكثر تضرراً، حيث يوجد أكثر من 300 ألف عقار معرض بالفعل لخطر الفيضانات السطحية.
ولفت التقرير إلى أن الفيضانات تهدد 37% من السكك الحديدية و38% من الطرق، و20% من المدارس والمؤسسات التعليمية، و25% من المستشفيات والمنشآت الطبية، و59% من الأراضي الزراعية.
وتشير التقارير إلى أن الأضرار الناجمة عن الفيضانات في إنجلترا وويلز في الفترة بين عامي 2016 إلى 2019، تراوحت من 504 إلى 924 مليون جنيه إسترليني. وبالتالي فإن المخاوف لا تقتصر على غرق المالديف فحسب، فلندن قد تواجه نفس المصير إذا ما استمرت الكوارث المناخية بذات الوتيرة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك