أول طبيبة بحرينية جراحة للأورام النسائية.. أنشأت وحدة للفحص المهبلي بالمنظار بمجمع السلمانية الطبي.. حاصلة على البورد العربي لزمالة النساء والولادة.. عضو مجلس أمانة العاصمة ولجنة الصحة بغرفة تجارة وصناعة البحرين والهلال الأحمر البحريني.. د. وفاء عمران أجور لـ«أخبار الخليج»:
يقول طبيب القلب الشهير الدكتور خالد النمر: «اعلم أيها الطبيب أن الله رفعك منزلة، وأعلى من قدرك، وجعلك مفتاحا لعلاج خلقه بعد إذنه سبحانه وتعالى، وأن مهنة الطب من أشرف المهن لتعاملها المباشر مع حياة البشر، لذا فإن كمال أخلاقيات الطبيب ركن من أركان هذه المهنة»!
وكأن النمر قد لخص بكلماته هذه تجربة تلك الطبيبة التي وهبت حياتها لتأدية رسالتها السامية بكل كفاءة وضمير، إيمانا منها بأهمية هذا العمل الإنساني الذي بذلت من أجله الغالي والنفيس حتى تفوقت فيه على نفسها، فأصبحت أول جراحة بحرينية لأورام النساء، وتجلب تطعيم فيروس الورم الحليمي إلى المملكة، وتجري عملية لاستئصال أكبر ورم في المبيض في تاريخ البحرين.
د. وفاء عمران أجور، استشارية امراض النساء والولادة، حاصلة على البورد العربي لزمالة النساء والولادة، صاحبة مركز طبي شامل تفرغت له بعد خبرة طويلة امتدت لأكثر من 22 عاما في مجمع السلمانية الطبي، كان اختيارها لتخصص جراحة اورام النساء تحديا كبيرا إلا أنها كانت بقدره، ووسط خضم مسؤولياتها لم تنس دورها الاجتماعي التطوعي الذي أسهمت من خلاله في تقديم الكثير من المساعدات الإنسانية لمن يستحقها.
حول هذه التجربة العملية والإنسانية كان الحوار التالي:
حدثينا عن نشأتك؟
لقد كنت طفلة ملتزمة ومنضبطة بشكل عام، حتى أنني حظيت بجائزة البنت المثالية في الصف الخامس الابتدائي بسبب التفوق الدراسي وتمتعي بالأخلاق والنظافة وكل شيء، وكنت أمارس هوايات عدة كالموسيقى والرياضة والمشاركة في الإذاعة المدرسية وفي فرقة الزهرات وغيرها، ولم يشغلني ذلك قط عن تحصيلي العلمي وتحقيق أعلى الدرجات.
حلم الطفولة؟
كان حلمي منذ الصغر أن أصبح طبيبة في المستقبل، وبعد حصولي على الثانوية العامة من إحدى المدارس الحكومية حصلت على بعثة لدراسة الطب البشري في بغداد، ولكن نظرا الى ظروف الحرب قررت عدم السفر إلى هناك، وتلقيت قبولا في كلية العلوم بجامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية، وظل حلم الطب يراودني، والذي شاركتني فيه والدتي بشدة.
وبعد العودة إلى البحرين؟
هناك أكملت عاما دراسيا بجامعة الملك سعود، ثم عدت إلى البحرين والتحقت بجامعة الخليج العربي، واكملت الدراسة على نفقتي الخاصة، ولله الحمد تم احتساب العام الذي قضيته في المملكة العربية السعودية نظرا الى تفوقي الدراسي، واكملت دراسة الطب البشري، وقد قدمت عددا من الأبحاث الطبية المهمة.
أهم الأبحاث من إعدادك؟
من أهم الأبحاث الطبية التي أعددتها بحث في العام الخامس من الدراسة عن مدى تأثير التدخين وغيره من العوامل على صحة القلب، وكان ذلك ضمن فريق من الزملاء، وتم نشره بجريدة «اخبار الخليج»، ومن قبلها كنت قد قدمت بحثا آخر عن تأثير المواد الغذائية على النمو، وتم نشره في مجلة طبية شهيرة ببريطانيا، وكان ذلك في السنة الثانية من الجامعة، ولقد أدرج ضمن البحوث المميزة.
بدايتك مع تخصص النساء والولادة؟
لقد اكتشفت شغفي بتخصص النساء والولادة خلال العام الدراسي الخامس بالمرحلة الجامعية، وتم تعييني في هذا القسم بمجمع السلمانية الطبي، وكان في ذلك الوقت أغلب الطبيبات به أجنبيات، لذلك كنت من أوائل البحرينيات اللاتي دخلن القسم وأحللن محلهن، ومع الوقت أثبت جدارتي في عملي وحظيت برضاء واعجاب المسؤولين، ثم شرعت في تطوير مؤهلاتي العلمية من أجل مزيد من التقدم المهني.
ومتى تم منحك لقب استشارية؟
بعد حوالي عام من عملي في قسم النساء والولادة بمجمع السلمانية الطبي، قررت إكمال دراستي العليا، فحصلت على البورد العربي لزمالة النساء والولادة، ثم تمت ترقيتي، وباجتيازي الدور الثاني للزمالة تأهلت للحصول على لقب اختصاصية أمراض نساء وولادة، وبدأت هنا في البحث عن تخصص فرعي يمنحني لقب استشارية، فاخترت جراحة الأورام النسائية لعشقي للتحديات والتميز، وبذلك كنت أول بحرينية تتخصص في هذا المجال الدقيق الذي كانت المملكة بحاجة إلى كوادر وطنية مؤهلة للعمل به، وبالفعل منحت ذلك اللقب بعد جهد دراسي شاق امتد على مدار عامين تقريبا، وواصلت عملي بمجمع السلمانية الطبي مدة 22 عاما.
أهم إنجاز؟
من أهم الإنجازات التي أعتز بها حصولي على عضوية مجلس أمانة العاصمة بمرسوم ملكي في عام 2021، هذا فضلا عن إنجاز أحدث نقلة في مشواري المهني وهو ترؤسي فريقا طبيا قام باستئصال أكبر ورم في المبيض في تاريخ المملكة، وكانت العملية الأولى من نوعها في ذلك الوقت، وأذكر أن وزنه كان حوالي عشرة كيلوجرامات، وحجمه 40 في 40 سم، وتم ذلك وقت اندلاع الأزمة السياسية في البحرين عام 2011، وسط رغبة من الوزير آنذاك في إعادة الثقة في مجمع السلمانية الطبي، وقد تم تكريم الفريق الطبي الذي قام بهذه المعجزة، وبعدها تولدت لدي الرغبة في خوض مجال العمل الإنساني التطوعي الذي قدمت من خلاله جهودا كبيرة.
ما أهم الجهود في العمل التطوعي؟
خبرتي في مجال العمل التطوعي تصل إلى حوالي 15 عاما، وهو تقريبا نصف عمري في مشواري الطبي، ولعل أهم انجازاتي فيه كان القيام برحلتين إنسانيتين، الأولى كانت إلى دولة موريتانيا وتمت بالتعاون مع الاتحاد الخليجي للسرطان، بهدف علاج وتشخيص الأورام، أما الرحلة الثانية فكانت إلى قرقستان بتنظيم من جمعية كاف الإنسانية، هذا إلى جانب عملي مع حملة صهيب الرومي للحج من عام 2013 وحتى الآن والتي حققت فيها تميزا كبيرا.
تميز في ماذا؟
لله الحمد، احتلت حملة صهيب الرومي للحج المرتبة الأولى بين جميع الحملات الطبية ولمدة عشر سنوات متتالية، وذلك بفضل الخدمات المميزة وذات الجودة العالية التي نقدمها من خلالها، هذا فضلا عن عضويتي بجمعية البحرين للأطباء وجمعية البحرين للسرطان كرئيسة لجنة دعم المرضى والصحة الإنجابية، وكذلك جمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
متى تم إطلاق مشروعك الطبي الخاص؟
لقد قررت التفرغ لمشروعي الطبي الخاص الذي أطلقته في عام 2009 حيث اتخذت خطوة التقاعد، وكان في البداية عبارة عن عيادة طبية في تخصصي، ثم تطور المشروع إلى مركز طبي شامل يقدم العديد من الخدمات الطبية المختلفة، وكم أنا فخورة بأنني أول من أدخل تطعيم فيروس الورم الحليمي إلى البحرين، ومن نادت بتناوله في سن الطفولة للوقاية من الإصابة بأمراض سرطان عنق الرحم، وذلك عند عمر تسع سنوات، حيث قمت بالتوعية بذلك، كما كان لي شرف أن أكون أول طبيبة تنشئ وحدة الفحص بالمنظار المهبلي في قسم النساء والولادة بمجمع السلمانية الطبي، وكان لي أيضا العديد من التجارب المهمة.
مثل ماذا؟
من الأمور التي أعتز بها عضويتي بجمعية الهلال الأحمر البحريني، وبغرفة تجارة وصناعة البحرين بلجنة الصحة مدة أربع سنوات، كذلك هناك تجربة مهمة أضافت إليّ الكثير من الخبرات، وهي ترشحي في انتخابات مجلس النواب عام 2014 والتي انتقلت فيها إلى الدور الثاني، حيث كان فارق الأصوات بسيطا بيني وبين الفائز، وبالطبع كان ذلك تحديا صعبا بالنسبة لي، وقد تأهلت لخوض هذه التجربة في المجلس الأعلى للمرأة ومجلس التنمية السياسية، وأود هنا أن أتوجه بالامتنان والشكر إلى الدكتورة مي العتيبي التي كان لها الفضل الكبير في إلمامي بالخبرات التي أهلتني لخوض هذه التجربة بكل اقتدار.
الدرس المستفاد من تلك التجربة؟
أهم درس تعلمته من هذه التجربة هو ألا أحزن على أي شيء، فلو كان فيه خير لما حجبه الله عني، ومن ثم تغيرت نظرتي الى كثير من أمور الحياة فيما يتعلق بالنجاح أو الفشل.
أصعب محنة؟
أصعب محنة مرت بي كانت إصابة الوالد بمرض السرطان، وقد رافقته في رحلة علاجه لحظة بلحظة، ولن أنسى فضله علي، إذ كان السند والظهر لي في كل شيء في حياتي عمليا وأسريا، وهو من غرس بداخلي قيمة التعلم وكان دائما يقول لي إن العلم ليس له عمر، وما أحزنني بشدة تدهور حالته ووفاته أثناء وجودي خارج البلاد وبالطبع كانت صدمة كبيرة ومؤلمة للغاية بالنسبة لي.
مبدأ تسيرين عليه؟
مبدئي الذي أسير عليه في الحياة هو ليس هناك مستحيل، فبالصبر والفكر الإيجابي يمكن تحقيق أي هدف مهما كان صعبا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك