أجمل الصدف؟
- شاءت الظروف أن دراستي الجامعية تتأجل حوالي خمس سنوات حيث تزوجت مبكرا، وقررت التفرغ لأسرتي طوال هذه المدة، ثم عدت إلى مواصلة مشواري العلمي، وكان لزاما علي إعادة دراسة الثانوية العامة من جديد لاستئناف المسيرة ولكن بالإصرار والإرادة القوية نجحت في امتحانات اللغتين العربية والإنجليزية ومادة الرياضيات، وتم قبولي في الجامعة، واخترت مجال الأدب الإنجليزي تخصص دراسات أمريكية، وكان ذلك صدفة، وكنت أول دفعة في هذا التخصص الذي عشقت من خلاله مادة علم الاجتماع والبحث في تاريخ الشعوب وحضاراتها، واكتشفت هنا أنني أتمتع بملكة تحليل سلوكيات الآخرين حيث كنت أتابع تصرفاتهم من كثب وأقوم بتدوين ملاحظاتي الخاصة عليها.
بعد التخرج؟
- بعد التخرج في الجامعة افتتحت مشروعا لتصميم الأزياء نظرا لعشقي للرسم والفن بشكل عام، وكان العمل الخاص في ذلك الوقت في قمة أوجه، كما أنشأت شركة إعلامية لتنظيم الفعاليات، ومن خلالها أقدمت على تنظيم ماراثون لذوي الاحتياجات الخاصة وكان من أهم الإنجازات بالنسبة إلي حيث تم تخصيص جزء من ريعه لهذه الفئة، ومع الوقت وحين لاحظت التغييرات التي طرأت على السوق أدركت أن الجميع باتوا مرتبطين بالنت بصورة لافتة وفي كل شيء، ومن هنا جاءت فكرة إطلاق مشروع يتعلق بالسوق الإلكتروني، ولله الحمد استطعت من خلال عملي الحر تحقيق الاستقلالية التي تضمن لأبنائي حياة في مستوى لائق وكذلك تعليما راقيا ثم جاءت لي الفرصة للتوسع في مشاريعي.
وما تلك الفرصة؟
- حين شعرت بأهمية مواكبة المستجدات على الساحة وأطلقت شركة التسويق الإلكتروني كان ذلك قبل اندلاع جائحة كورونا بخمس سنوات تقريبا ومن ثم كنت سباقة في هذا المجال الذي ثبت مع الوقت أنه الأنسب للتطورات من حولنا ولذلك ارتفعت قيمة التطبيق بشكل كبير، وكانت فرصة لبيعه بسعر كبير مكنتني من التوسع في عملي والاستثمار في ثلاثة تطبيقات جديدة.
تطبيقات عن ماذا؟
- التطبيق الأول كان يتعلق بخدمات السيارات، وهو الأول من نوعه خليجيا، وكان يواكب التوجه إلى التجارة الإلكترونية التي برزت في تلك الفترة بشدة، وكان الكراج بمثابة المطبخ الذي أستطيع من خلاله إجراء الاختبارات اللازمة الخاصة بالخدمات المطلوبة ووجدت أن سوق البحرين كان الأفضل والأنسب لمثل هذا التطبيق، وبالنسبة إلى التطبيق الثاني فكان عبارة عن نظام للموارد البشرية، وأما الثالث فهو يرتبط بالذكاء الاصطناعي المسيطر اليوم على حياتنا، واتخذت شركاء ومستثمرين من البحرين والسعودية والهند.
نوعية الخدمات التي يقدمها كراج السيارات؟
- أنا دائما أبحث عن شكاوى الناس والنواقص التي يعانون منها وأتوقف عندها وأحولها إلى خدمات تلبي حاجاتهم، وهذا ما حدث بالفعل عندما قررت إطلاق مشروع كراج السيارات والذي استوحيت فكرته من صعوبة تعامل النساء مع سياراتهن في مواقف معينة فحاولت أن أوفر لهم خدمات لمواجهة أي تحديات قد يتعرضن لها أثناء السياقة كتغيير الإطار علي سبيل المثال، وبالطبع هو مشروع يستفيد منه الجميع وليس العنصر النسائي فقط، ومن ثم كان المشروع هو الأول من نوعه في البحرين والخليج هذا فضلا عن توفير كراج آخر لأعمال الصباغة.
ماذا عن المنافسة؟
- شخصيا لا أجد نفسي أنافس السوق وإنما أتعامل معه، وأحرص دوما على أن أشارك الكثير من القطاعات في الخدمات التي أقدمها، ومن المؤكد أنني في البداية واجهت تخوفا من البعض بسبب حداثة التجربة، ولكن مع الوقت استطعت اكتساب الثقة بدرجة كبيرة، الأمر الذي سهل علينا تأدية دورنا المنوط بنا، ولا شك أنني طيلة عشرين عاما في السوق واجهت الكثير من المطبات والإخفاقات ولكني في نفس الوقت حققت العديد من النجاحات وفخورة بذلك، ومؤخرا طرحت مشروعا مهما له منزلة خاصة في نفسي.
وما هو ذلك المشروع؟
- أحدث مشروع لي هو عبارة عن بود كاست أحاول من خلاله تقديم الاستشارة لأصحاب العمل الجدد وخاصة من الشباب، وهو يرتبط بصناعة عقلية رائد العمل وبماذا يجب أن يتمتع به من صفات ومؤهلات، فلا شك أن كل إنسان بطل في مجاله، وبالنسبة إلى رائد العمل فيجب أن يتصف بمهارة انتهاز الفرص التي تصادفه وأن يقدم الحل لأي مشكلة عبر خدمة أو بيزنس، بمعني توفير أي نقص في بيئته من خلال مشروع ما ، بل وأحيانا يخلق الاحتياج إلى العمل الذي يؤديه أو الذي يرغب فيه ومن ثم أخذت على عاتقي رسالة مفادها تشكيل عقلية رائد العمل التي تضمن نجاحه وتفوقه .
هل واجهتك صعوبات لكونك امرأة؟
- في الواقع لم أواجه عقبات معينة لكوني امرأة، بل مثلي مثل أي صاحب عمل، فأوضاع المرأة البحرينية تطورت بشكل كبير واستطاعت أن تحصل على حقوقها كاملة، والمطلوب فقط هو أن تمارس هذه الحقوق بالصورة والكيفية المطلوبة، ولن يتحقق ذلك بالطبع إلا باستقلاليتها واعتمادها على نفسها، وبالنسبة إلى رائدة العمل فيجب أن تتوافر فيها صفات محددة أهمها خلق الفرص واستغلال المتاح منها أفضل استغلال، وإثبات أن الوظيفة لم تعد هي معيار النجاح كما كان متعارفا عليه سابقا.
التحدي الأصعب؟
- أصعب تحدٍ عبر مشواري كان في البداية حين تلقيت الكثير من الآراء المحبطة والتي أثرت في بالسلب في مرحلة معينة بسبب قرار خوض تجربة العمل الحر والابتعاد عن الوظيفة الثابتة، الأمر الذي تطلب مني بذل جهود مضاعفة لتحقيق ذاتي ولأثبت لمن حولي بأن اختياري كان صحيحا وصائبا أما التحدي الآخر المهم فكان النجاح في تحقيق نوع من التوازن بين مسؤولياتي الأسرية والعملية.
كيف تحقق هذا التوازن؟
- أنا أم لأربعة أبناء، وفخورة بهم جميعا، ولله الحمد تمكنت من إيصالهم إلى بر الأمان، وتعليمهم أفضل تعليم، يمكن القول إنني حاربت من أجلهم وتحملت الكثير في سبيل أن أصنع منهم شخصيات قوية ومستقلة ومنجزة، ومن واقع تجربتي الشخصية يمكن القول إنه ليس هناك شيء اسمه مستحيل، حتى الفشل بالإمكان تحويله إلى بداية للنجاح، وأنا أرى أن المرأة يمكنها بلوغ أهدافها مهما واجهت من عثرات وأنها بطلة في أي موقع وباختيارها يكون فشلها أو نجاحها.
أجمل الحصاد؟
- كم أنا فخورة بأنني صنعت نفسي بنفسي من الصفر بفضل الله سبحانه وتعالى وصبر ومثابرتي، ولعل أجمل حصاد هذه المسيرة الصعبة هم أبنائي، هذا فضلا عن جهودي في مجال العمل الاجتماعي الذي يشعرني بسعادة بالغة وخاصة حين تمكنت من احتضان بعض النساء المعنفات ومن إيصالهن إلى أن يصبحن صاحبات أعمال، وكل ما أتمناه أن أواصل مشواري بنفس القوة والشغف على مختلف الأصعدة العملية والأسرية والتطوعية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك