أول بحرينية وخليجية تحصل على جائزة معهد الأحجار الكريمة والمجوهرات في تايلاند.. احتلت المركز الأول في مسابقة دبي للتصميم العالمي للمجوهرات فئة شنطة الأعراس وفي البرنامج الريادي للمؤسسة البحرينية لريادة الأعمال.. ضمن العشرة الفائزين في مسابقة تصميم الحلي مع ستوديو عزة فهمي.. حاصلة على شهادة احترافية لتصميم المجوهرات الرقمية من بريطانيا.. فازت بالمرتبة الأولى في مسابقة الأكاديمية العالمية للتصميم في دبي.. مصممة المجوهرات العالمية زهراء محمد حاجي لـ«أخبار الخليج»:
يقول الشاعر والسياسي البريطاني إدوارد جورج بلوير: «الموهوب يفعل ما يستطيع فعله.. والعبقري يفعل ما يجب فعله»!
بالفعل هي اختارت طريق العبقرية لاستثمار موهبتها، فحين أدركت بعد ثلاثين عاما أن شغفها في مجال تصميم المجوهرات، هنا أدركت ما يجب فعله، فقررت السير في هذا الطريق، فأبدعت فيه حتى الإبهار.
زهراء محمد حاجي، امرأة موهوبة إلى حد العبقرية، لذلك كانت أول بحرينية وخليجية تشارك في مسابقة معهد الأحجار الكريمة والمجوهرات في تايلاند وتحصل على المركز الرابع، كما فازت بالمركز الأول في مسابقة دبي للتصميم العالمي للمجوهرات فئة شنطة الأعراس وفي البرنامج الريادي الذي تقدمه المؤسسة البحرينية لريادة الأعمال بالتعاون مع السفارة الأمريكية، فضلا عن فوزها في مسابقة تصميم الحلي مع ستوديو عزة فهمي لتصميم المجوهرات.
مشوار الإنجازات والنجاحات لم يخل من التحديات، لكنه كان متفردا وممتعا للغاية، فما أجمل تتويج جهد السنين بثمار الفخر والاعتزاز، وفي الحوار التالي نتوقف عند أهم المحطات:
متى بدأت علاقتك بفن التصميم؟
- بدأت علاقتي بالفن بشكل عام منذ طفولتي، حيث كنت أهوى الرسم على جدران المنزل، والجميل أن والدتي كانت لا تغضب مني بل تشجعني على تنمية موهبتي وذلك لأنها ارتأت في مشروع فنانة، وبالفعل انطلقت في هذا العالم، وعند عمر ست سنوات فزت بأول جائزة وكانت عبارة عن مبلغ مالي قدره خمسون دينارا من محلات «تويز أر أس» حيث شاركت في مسابقة عن تصميم حصالة للأطفال، وقد حاز تصميمي المبتكر الذي قررت أن يكون خارج الصندوق على إعجاب الجميع، وكنت من ضمن الثلاثة الأوائل، ومن هنا بدأ مشواري مع التفرد والتميز.
كيف أثرت نشأتك في مسيرتك؟
- حين بلغ والدي عمر سبع سنوات كان يقوم بتوقيع الشيكات بعد أن توفي والده وترك 11 أخا وأختا، الأمر الذي صنع منه شخصية مسؤولة ومستقلة وكان مثالا للكفاح والمثابرة والشغف بالعلم والتعلم والمعرفة، وهذا ما حفزني كذلك على السير على نفس النهج واتخذت منه قدوة لي في الحياة، وقد كان دائما يرى في شيئا مختلفا، بل اكتشف معي موهبتي الفنية وتنبأ لي بمستقبل باهر في هذا المجال، ولذلك قررت دراسة التصميم الداخلي في بريطانيا، وخاصة في مجال إعادة تدوير البنايات من الداخل، وكان هدفي أن أتعمق في المجال وجلب ثقافته إلى وطني مع مراعاة الحفاظ على الهوية.
بعد التخرج؟
- بعد تخرجي بتفوق في مدرسة بيان البحرين، والتي أعتبرها بيتي الأول، عملت لدى شركة للمفروشات كمصممة ديكور، ثم ترقيت إلى منصب المدير التنفيذي، وقضيت معها ست سنوات، وكنت أدير فريق عمل يضم 33 موظفا، وأسافر واختار الأثاث بنفسي، وأقوم بتصميم القطع، وبتنظيم فعاليات مميزة أحاول من خلالها تشجيع المواهب الشابة المحلية وتخصيص ريع بعضها لصالح العمل الخيري، منها على سبيل المثال إقامة عرض أزياء في المحل حيث كانت فكرة جديدة ومبتكرة، وكان عمري حينئذ 22 عاما.
*أهم تلك الفعاليات؟
- أهم فعالية نظمتها كانت عام 2018 تحت رعاية الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة، وبحضور عدد من الفنانين التشكيليين البحرينيين، تحت عنوان معرض موبيليا أونو، وكانت أيضا خارج الصندوق، فقد أضافوا لمساتهم الفنية على عدد من قطع الأثاث التي أردت تسويقها، وتم إعادة تدويرها، حيث مزجوا فيها الوعي الإنساني بالشراكة المجتمعية، علما بأننا خصصنا ريع هذه الفعالية لصالح مرضى السرطان من الأطفال، هذا فضلا عن حبي لمجال الأزياء الذي دفعني إلى افتتاح مشروع خاص به لكنه للأسف توقف.
*وما سبب توقف مشروع الأزياء؟
- بعد الزواج والإنجاب كنت قد قررت التفرغ لرعاية أسرتي مدة ستة أشهر تقريبا، ثم جاءت جائحة كورونا لتدفعني إلى العمل عن بعد، ولإغلاق مشروعي الخاص للخياطة والتطريز، وهو مجال أقدمت على دراسته وإتقانه في لندن عبر التحاقي بعدة كورسات وذلك لعشقي له، ومن المؤكد أنني شعرت بإحباط وضيق شديد بسبب توقف مشروعي، وهنا لفت زوجي نظري إلى التوجه إلى مجال آخر وجدت فيه شغفي بعد ثلاثين عاما بحثا عنه.
وما ذلك المجال؟
- مجال تصميم المجوهرات ثلاثية الأبعاد، وقد تحمست بشدة للفكرة، والتي رأيتها تتماشى مع ميولي واهتماماتي، وبالفعل أقدمت على دراسته في إمارة دبي، وشاركت في كورس وحصلت فيه على أعلى علامة، وكانت أول مشاركة لي في معرض للمصممة الشهيرة عزة فهمي، وكنت ضمن العشرة الأوائل الفائزين في مسابقة لتصميم الحلي نظمها ستوديو هذه الفنانة العالمية.
*وماذا عن التصميم الفائز؟
- التصميم الفائز كان مستوحى من أهرامات الجيزة، تلك التحفة الأثرية التي تعد من عجائب الدنيا السبع، وبالطبع بحثت حول هذا الموضوع كثيرا ونبشت في كل ما يتعلق بهذا الأثر وبالثقافة المصرية بشكل عام، فجاء التصميم الفائز مبهرا أدهش الجميع، ومؤخرا حصلت على المركز الأول في معرض دبي للتصميم العالمي للمجوهرات فئة شنطة الأعراس وكم أنا سعيدة وفخورة بهذا الإنجاز.
حدثينا عن تجربتك في مسابقة تايلاند؟
- المشاركة التالية لي كانت في مسابقة تايلاند، ولقد كنت أول بحرينية وخليجية تشارك في هذا الحدث وحصلت على المركز الرابع من بين 770 متسابقا، وذلك من خلال تصميم مستوحى من الحمم البركانية، وكان عبارة عن طقم يضم قلادة وحلقا وخاتما من الذهب، استخدمت فيه اللؤلؤ البحريني والماس والذهب، وكانت فكرته كذلك خارج الصندوق، وقد قامت شركة مجوهرات عالمية شهيرة بتنفيذ تصميمي، وكان رد الفعل إيجابيا للغاية رغم كونه أول تصميم لي، وكم أنا فخورة بتقديم صورة مشرقة لوطني في الخارج وخاصة أنني تحدثت في هذه الفعالية عن تاريخ اللؤلؤ بالبحرين، ومن ثم كانت انطلاقة حقيقية لي وتحديا كبيرا في الوقت نفسه.
كيف جاءت فكرة معرض موبيليا أونو؟
- لقد ابتكرت فكرة معرض موبيليا أونو والتي افتتحها الشيخ راشد بن خليفة بن حمد آل خليفة، والتي تم من خلالها تحويل قطع الأثاث القديمة إلى قطع فنية جسدت فيها الوعي الإنساني بالقيمة الفنية والتي ذهب ريعها لصالح أطفال مرضى السرطان.
ماذا يعني فن التصميم بالنسبة إليك؟
- فن التصميم بالنسبة إلي هو بمثابة الروح، فهو الذي يمدني بالطاقة والحافز على الاستمرار والعطاء، صحيح أنني لم احترفه حتى الآن، لكنني أحرص على ممارسة هذه الهواية إلى جانب مسؤولياتي الأسرية، وهو مجال صعب يحتاج إلي تركيز عال، وكم أتمنى أن يأتي اليوم الذي يرتدي فيه المشاهير والمرموقون من تصاميمي الخاصة، فصحيح أنني وصلت إلى العالمية، ولكن ما حدث لا يكفي بالنسبة إلى طموحي الذي يعد أكبر من ذلك كثير، وكل ما أسعى إليه في الفترة القادمة هو التركيز بدرجة أكبر على تطوير موهبتي عبر المتابعة المستمرة لكل التطورات والمستجدات من حولي في هذا المجال المبهر.
من وراء نجاحك؟
- وراء نجاحي عدة أشخاص في مقدمتهم والداي وزوجي، فهم من غرس بداخلي قناعة مهمة مفادها أن التركيز على الهدف يوصل المرء إلى تحقيقه مهما واجه من عقبات أو تحديات، فضلا عن مبدأ آخر مهم وهو تقديم المساعدة للآخرين، لأن ما نقدمه اليوم يعود إلينا غدا.
*ما هو أهم مبدأ علمتيه لأبنائك؟
- كنت ومازلت أردد لأبنائي مقولة مهمة وهي «اعمل ما تحب كي تحب ما تعمل» وهو مبدأ أؤمن به بشدة وأطبقه في حياتي الشخصية على أرض الواقع، هذا فضلا عن ضرورة الإتقان عند فعل أي شيء، وهذا يعني الإبداع فيه، إلى جانب الاهتمام بصحة اختياراتهم، لأنني أرى أن الاختيار الخاطئ هو من أهم أسباب فشل أي إنسان وخاصة المرأة.
أمنية؟
- دائما ما أقول لنفسي بأنني تأخرت كثيرا في اتخاذ قراري بدخول مجال تصميم المجوهرات وأنه كان يجب فعل ذلك مبكرا، ومع ذلك يمكن القول إن دراسة الهندسة أفادتني في تنمية وتطوير هوايتي، وكل ما أطمح عليه حاليا هو المواصلة في طريقي ودراسته والتعمق فيه بدرجة أكبر، ومن ثم إذاعة صيتي عالميا بصورة أكثر انتشارا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك