تم اختيارها ضمن أفضل مائة مصمم للأعراس فـي العالم للعام الثاني على التوالي.. أول بحرينية تطلق مشروعا شاملا من نوعه لتنظيم الأعراس.. استشاري منظمة الأعراس الدولية.. صاحبة مشروع للطعام الصحي.. أسيل عبد السلام الأنصاري لـ«أخبار الخليج»:
يقول عالم الفيزياء الشهير ألبرت اينشتاين: «الإبداع عندما يصبح الذكاء نوعا من المتعة»!
نعم، حين يجمع المرء بين الذكاء وحب ما يفعله والاستمتاع به هنا يتحقق الإبداع، كما يمكن قياس النجاح والتميز بالنسبة إلى المرء بمقدار وكفاءة الخدمات التي يقدمها للآخرين، وبمدى الإتيان بالجديد والغريب والمدهش، وهذا ما ينطبق على تجربة تلك المرأة التي بزغ نجمها في سماء الإبداع، والتي لا ترى الأمور كما يراها الآخرون، لإيمانها بأن الإنسان لن يستطيع التطور إذا لم يجرب شيئا غير معتاد من وحي الخيال الذي يمثل سمة للمنتج، ومن خلال حب الحياة والشغف.
أسيل الأنصاري، المستشارة بمنظمة الأعراس الدولية، تم اختيارها ضمن أفضل مائة مصممة للأعراس في العالم للعام الثاني على التوالي، لما تركته من بصمة خاصة بها في هذا المجال الذي يعتمد في الأساس على التخيل والإبداع، وذلك من خلال مشروعها الشامل الأول من نوعه بالمملكة، هذا فضلا عن مشروعها الفريد لصناعة الشموع ومستلزمات تزيين الطاولات الذي بدأت به مشوارها في هذا العالم.
ما أجمل أن تصعد السلم من أوله، وأن ترتقي إلى قمته بالعمل والجهد والتميز والإبداع، هذه هي ملامح تلك التجربة التي نستعرض تفاصيلها في السطور التالية:
كيف كانت طفولتك؟
- لقد نشأت في عائلة تحترم النظام والالتزام بشدة، وهذا ما غرسه فينا الوالد نظرا إلى كونه كان ضابطا ودائما بقدر كلمته، أما والدتي فكانت مصدر اللمسات الجميلة في حياتي، حيث كانت تحترف فني الضيافة والطبخ وتتقنهما بدرجة كبيرة، حتى إنها تهتم بكل التفاصيل، إلى جانب إلمامها بأصول علم الإتيكيت، وهذا ما ترك أثرا كبيرا في شخصيتي، وفي تمتعي بنظرة جمالية خاصة لكل شيء من حولي، لذلك حين التحقت بالجامعة أقدمت على دراسة تخصص إدارة الأعمال وفي ذات الوقت التحقت بكورسات متعددة في الديكور الداخلي والرسم والفن، وقد شجعني على ذلك والدي حين اكتشف هذه المواهب لدي وآمن بها.
حدثينا عن بداية العمل الحر؟
- بداية مشواري العملي كانت في مجال تجارة الشموع، وهو يرتبط بالديكور فقد كنت صاحبة أول مشروع من نوعه للشموع بالمملكة، وكنت أستورد المواد الخام من إسبانيا، وأقوم بتصنيع الشموع في البحرين يدويا، وأبدعت في هذا المجال بشدة خاصة فيما يتعلق بالكتابات المختلفة على الشموع التي كانت بأحجام وأشكال متنوعة ومبتكرة، ثم شمل المشروع كل ما يتعلق بزينة الطاولات من مفارش وأدوات حتى تغليف الهدايا، ثم تزيين حفلات الأعراس بالورد الطبيعي والشموع وتوفير كل مستلزمات الطاولات، ومن هنا جاءت فكرة مشروعي المتكامل لتصميم الأعراس من الألف إلى الياء وذلك بعد ست سنوات من دخولي السوق، حيث شعرت بضرورة أن أمتلك مشروعا خاصا بتصميم العرس بالكامل، كي أضمن تناسق كل شيء مع بعضه، وكم أتمنى أن تصبح البحرين مركزا لتصميم الأعراس نظرا لامتلاكها كل المقومات المطلوبة لذلك.
وكيف تم التوسع؟
- في البداية كنت أعمل بمفردي من الساعة العاشرة صباحا إلى العاشرة مساء دون مساعدة من أحد ولكن وبعد حوالي ستة أشهر بدأت أتلقى المزيد من الطلبات بعد أن ذاع صيتي بالسوق، هنا أقدمت على الاستعانة بفريق عمل وتوسعت شيئا فشيئا.
وما تلك المقومات؟
- جميعنا نعلم أن البحرين حاليا تمثل وجهة للجالية الهندية لإقامة حفلات الأعراس، وأنا أرى أنه من الممكن أن تصبح البحرين وجهة لكل الأعراس من دول العالم المختلفة، فهي بلد ذو تاريخ عريق وحضارة أصيلة، ومنفتح على العالم، وتعيش به كل الطوائف والمذاهب، إلى جانب توفر الكوادر المؤهلة لتحقيق ذلك، وكم أنا فخورة بأنني قمت بتصميم أضخم عرس هندي بوطني، بعد أن وقع اختيار أصحابه على المملكة من بين اختيارات أخرى وقد أبهرتهم.
وماذا كان وجه الإبهار؟
- لقد كان أصحاب العرس بين خيارين إما أن يقام في البحرين أو تايلاند، حيث كانوا يرغبون في إقامة معبد تايلاندي بمقر العرس، وقد قمت بتصميمه وبنائه خلال عشرة أيام بمساعدة مصمم إيطالي خاص، وكان التنفيذ بحرينيا بنسبة 100% وبشكل أبهر جميع الضيوف الذين وصل عددهم إلى حوالي 500 ضيف من كبار الشخصيات، كما أشرف على الطهي 19 طباخا من أكبر المطاعم الهندية، وصممت الحفل من الألف إلى الياء، وتم الاتفاق على إحضار الضيوف بثلاث طائرات، وإنزالهم بفندقين خمس نجوم، فضلا عن جلب مشاهير الغناء من بوليود وهولندا، واستمر الحفل على مدى ثلاثة أيام وفرنا خلالها العديد من البرامج المتنوعة.
برامج مثل ماذا؟
- لقد رتبنا برامج لزيارة معالم البحرين المختلفة، وأقمنا في الفندق سوقا للذهب وللأقمشة، ومعرضا للحرف اليدوية الوطنية وللزي الخليجي وللتحف وغيرها من الأمور التي أغرت ستا من كبار الشخصيات ودفعتهم إلى اتخاذ القرار بإقامة أعراس خاصة بهم بالمملكة وترتيب الحجوزات الخاصة بذلك، هذا فضلا عن رغبة البعض في الاستثمار هنا، ومن ثم يمكن للبحرين أن تحقق عائدا كبيرا في هذا المجال الاقتصادي المهم، وأود هنا أن أتوجه برسالة شكر.
شكر لمن؟
- كل الشكر والامتنان إلى وزارتي السياحة والداخلية على تعاونهما معي في توفير أجواء ترفيهية أدهشت الحضور من ألعاب نارية وخلافه وتسهيل الإجراءات الخاصة بذلك، ولاشك أن كل القطاعات تستفيد من وراء ذلك منها شركات الطيران والفنادق ومحلات النجارة وورش الديكور والإضاءة والصوت والمطاعم والأسواق وغيرها.
كيف جاء اختيارك من بين أفضل مائة مصمم عالمي؟
- لقد تم اختياري من بين أفضل مائة مصممة أعراس في العالم للعام الثاني على التوالي، وذلك بناء على جودة العمل وسمعته وشهرته، ولا شك أن عملي كاستشارية في منظمة الأعراس الدولية منذ تسع سنوات أفادني كثيرا ومنحني الخبرة التي أهلتني لهذا الإنجاز، هذا فضلا عن حضوري للعديد من الفعاليات التي تنظمها بهدف تطوير هذا البيزنس والوقوف على النواقص والسلبيات التي يجب تجنبها وكذلك التعرف على عادات وتقاليد الشعوب ومتطلبات كل دولة وغيرها من الأمور.
أهم التحديات؟
- في البداية واجهت تحديا كبيرا تمثل في عدم تقبل الكثيرين فكرة قيام شخص واحد بتصميم وتنظيم العرس كاملا، ومن ثم التخوف من منحي الثقة، وخاصة أنها الفكرة الأولى من نوعها في ذلك الوقت وأنني فتاة وصغيرة في السن، ولكن مع الوقت والممارسة أثبت نجاحا باهرا، وصنعت سمعة وشهرة لافتتين.
سلاحك ضد المنافسة؟
- لا شك أن كثيرين دخلوا السوق من بعدي، وأصبحت المنافسة مصدر قوة وإبداع لي أكثر من كونها تحديا أو عائقا، وحاولت أن يكون لي بصمتي الخاصة وهي الرقي في كل شيء، وكنت دائما أستمد الحافز من مقولة والدي «الحياة عمل»، بل أشجع غيري وأقدم له النصح والمشورة، لأنه في النهاية كلنا نعمل من أجل إظهار وجه مشرق لوطننا، ومن هنا يصبح التنافس شيئا إيجابيا وليس سلبيا.
أصعب التجارب؟
- يمكن القول إن انطلاقتي الحقيقية جاءت من محبة الناس وإيماني دائما بأنه بعد العسر يسر، ولا شك أنني مررت بفترات صعبة، وخاصة وقت جائحة كورونا، حيث توقف مشروعي بالكامل ومن ثم تعرضت لخسائر كبيرة، ولكن الله سبحانه وتعالى عوضني خيرا بسبب حبي لعملي وشغفي به.
إنجاز تفخرين به؟
- أنا فخورة بكل خطوة في مشواري وبكل محطاتي، ومن المناسبات التي أعتز بها تصميمي لحفل عرس شخصية مرموقة وشهيرة وحققت من خلاله نجاحا لافتا، حيث استخدمت فيه أكبر خيمة في العالم تم جلبها من كندا، واستعنت بأفضل مصممي الأثاث من إيطاليا، وزينته بأكبر محصول ورد، واليوم تمتد خبرتي بالسوق إلى أكثر من 17 عاما، حققت خلالها الكثير من الإنجازات والطموحات كما أمتلك أيضا مطعما للطعام الصحي نظرا إلى حبي له لأنه مصدر طاقة الإنسان وقوته وتفكيره السليم، وهو أيضا يرتبط بمشروعي بصورة أو بأخرى.
هل ترين مبالغة اليوم عند تصميم الأعراس؟
- أعتقد أن كل شخص يحتفل بالمناسبة الخاصة به بما يتماشى مع ميزانيته وإمكانياته، وقد اعتدت أن أمنح أي زبون عددا من الخيارات بناء على ذلك، وفي النهاية يظهر الحفل بالشكل المناسب والمرضي لأصحابه، كما أن الكلفة دائما تكون متناغمة مع أسعار السوق.
حلمك القادم؟
- أتمنى أن أمتلك منزلا في إيطاليا بلد الفن والطبيعة الساحرة والموسيقى والجمال في كل شيء.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك