يقول السياسي والدبلوماسي البريطاني ارشيبالد مرويزي: «يجب أن تكون الخيارات والقرارات مدعومة بشغفك وعزمك وأخلاقيات العمل المنتجة.. إذا كانت هذه فرصة للقاء.. فقد جاء نجاحك أخيرا»!
نعم لا يأتي النجاح في العمل من دون الشغف والعمل الجاد ومعرفة أنك تفعل الشيء الصحيح الذي يخدم الآخرين، هنا يصل المرء إلى مرحلة الإبداع، وهذا ما حدث مع صاحبة هذه التجربة المتفردة التي ضحت بكل شيء من أجل تحقيق طموحها في مجال أحبته لدرجة العشق، فاحترفته وتركت من خلاله بصمة خاصة ومميزة في عالم النساء.
رائدة الأعمال جيهان أمين محمد كازروني، امرأة محبة للجمال والتجميل، قررت أن تترك علامة في هذا العالم الساحر، من خلال صناعة منتجات للعناية بالبشرة تسهم بدور علاجي تجاه بعض المشاكل، فجاءت نتيجة هذه التجربة الأولى من نوعها مبهرة وبلا منافس، والتي توقفنا عند تفاصيلها في السطور التالية.
متى بدأت علاقتك بعالم الجمال والتجميل؟
-لقد عشقت الجمال والتجميل منذ طفولتي وكان موضوع العناية بالبشرة يستهويني بصفة خاصة وبشدة، وساهم في ذلك تمتع والدي ووالدتي بهذا الشغف بصورة لافتة، الأمر الذي ولد بداخلي الرغبة في إعداد خلطات ووصفات منذ أن بلغت عمر 11 عاما، وبالطبع لم يكن هناك في ذلك الوقت سوى المجلات التي كنت أتابع بها كل ما تنشره فيما يخص البشرة، وأحتفظ كذلك بقصاصات لما تحتويه من وصفات، وأحاول إعدادها بنفسي، ومع ذلك لم يكن في ذهني أن أحترف هذا المجال عند الكبر، حيث أقبلت على دراسة تخصص الأعمال المصرفية والبنكية.
وبعد التخرج؟
بعد التخرج في الجامعة عملت لدى إحدى شركات التأمين مدة عامين تقريبا، وقد شغلت منصبا مرموقا بها، ولكني لم أجد نفسي في هذا المجال، فأقدمت على إطلاق مشروع خاص لتصميم العبايات، ولم أواصل فيه لظروف خاصة، ثم بدأت في متابعة حسابات مستحضرات التجميل والاطلاع على كل ما يتعلق بهذا العالم الساحر وكان ذلك بتشجيع من زوجي، فتولدت بداخلي رغبة في إتقان هذا المجال فقررت دراسة أصول هذه الصناعة بصورة علمية.
كيف كانت بداية المشروع؟
- بدأت بدراسة كورسات في منطقة الخليج والوطن العربي أون لاين، وكان ذلك قبل جائحة كورونا، فحصلت على شهادة من مدرسة بريطانية، وكانت فكرة المشروع الخاص مازالت غير واردة، ثم التحقت بدورة دراسية متخصصة في السيروم العلاجي من نفس المدرسة، وهنا كان الهدف احتراف المهنة، وبالفعل قمت باستيراد المواد اللازمة لتحضير المستحضرات من أمريكا وبريطانيا، وصنعت أول منتج وكان عبارة عن لوشن للجسم من مواد طبيعية ونباتية لاستخدامه لأبنائي الصغار، ثم تطور بعد ذلك لاستهلاك الكبار، وكان مبهرا ينافس الماركات العالمية في نتائجه، وكنت في البداية ولمدة عامين أصنعه كهاوية لصديقاتي وللمقربين.
ومتى جاءت خطوة الاحتراف؟
-حين أبدى الجميع إعجابهم الشديد بالمنتج ووجدت كل الثناء من كل من استخدمه هنا اقترح زوجي علي أن نطلق مشروعا خاصا في هذا المجال بشرط أن يكون مميزا ومتفردا، فكانت الانطلاقة من خلال صناعة تركيبة لمستحضر يسهم في علاج التصبغات، وقامت والدتي بتجربتها في البداية قبل طرحها في السوق وكانت النتيجة مبهرة، هنا أقدمت على طرح منتجي التجاري الأول من نوعه الذي يسهم في علاج بعض مشاكل البشرة في المناطق الحساسة، وكانت بداية قوية بالطبع نظرا لتفردها في ذلك، وكم أنا فخورة بتكريم السفير الأمريكي لي بعد تخرجي من ورشة عمل نظمتها منظمة رائدات الأعمال البحرينيات بالتعاون مع السفارة الأمريكية.
أصعب التحديات؟
- لعل التحدي الأهم الذي واجهني عند البداية هو الإجراءات المطلوبة لإطلاق المشروع وخاصة فيما يتعلق بالحصول على سجل تجاري، فقد اكتشفت أنه من أصعب السجلات التي تتطلب وقتا طويلا للظفر به، هذا إلى جانب صعوبة انتقاء المواد اللازمة التي تستخدم لصناعة منتجات مختلفة ومميزة طبيعية وصديقة للبيئة، والتي أستوردها من عدة مصانع حول العالم، كما كان الأمر المرهق بشدة هو أسعار الشحن التي ارتفعت بصورة خيالية ورفعت من الكلفة بصورة كبيرة، وخاصة أثناء فترة كورونا، والتي تزامنت مع وفاة والدي رحمه الله، الأمر الذي دفعني إلى التوقف عن العمل فترة.
وكيف كانت العودة؟
- لقد عدت بقوة من خلال منتج مختلف صنعته بنفسي من الألف للياء، بعد مداولات ومفاوضات طويلة وعديدة مع المصانع وشركات الشحن وجهاز الجمارك وغيرها من الجهات، ويمكن القول إن التحضير للمشروع بشكل عام استغرق حوالي ثلاث سنوات لإطلاقه على أسس صحيحة، ولله الحمد حصلت على شهادة الآيزو من الانترتاك.
أهم مواصفات المنتج؟
-لقد طرحت منتجي تحت اسم (سحر 14 يوما)، وذلك لكونه يساعد على التفتيح خلال هذه المدة، وهو منتج نباتي طبيعي غير خاضع للتجارب على الحيوانات صديق للبيئة، ونظرا لتفرده فيما يتعلق بدوره في المساهمة في العلاج لم أواجه أي منافسة، والآن بصدد تحضير منتجات خاصة بمنطقة العين وتصبغات الوجه بشكل عام، هذا فضلا عن المواصلة في دوري التوعوي.
كيف تمارسين هذا الدور؟
- ممارسة دوري التوعوي يتم من خلال حسابي الخاص على الانستجرام، والذي أقوم من خلاله بتقديم النصائح والإرشادات الخاصة بمشاكل البشرة للمرأة، وبالتوعية بكيفية الاختيار الصحيح للمنتجات المختلفة الموجودة أون لاين وما يمكن أن تتعرض له من مشاكل من وراء الشراء الإلكتروني، وهنا أنصح أي امرأة بالابتعاد عن التقليد الأعمى في استخدام بعض المنتجات والذي من الممكن أن يسبب لها مصائب أو كوارث، ويعرضها للهدر المالي أو الصحي.
من وراء نجاحك؟
- بعد الله سبحانه وتعالى يمكن القول إن زوجي هو الداعم الأول لي سواء ماديا أو معنويا، فهو شريك ظهري وسندي ورفيق الدرب في كل خطوة، علما بأننا ننفذ مشروعنا من الألف للياء دون أي مساعدة من أحد، فهو من شجعني على اتخاذ قرار إطلاق المشروع، وهو من أصعب القرارات التي اتخذتها عبر مشواري، والذي استثمرت فيه رأسماله، فلم يتردد للحظة واحدة في أن يمنحني الثقة التامة في قدراتي، نظرا لإيمانه بموهبتي، لذلك أقدم على هذه الخطوة بكل حماس وتفاؤل بالنجاح، واليوم نمتلك مصنعا باسم البراند يتم من خلاله التصنيع والتعبئة والتغليف، ولا يمكن هنا التحدث عن نجاحي دون الإشارة إلى دور والدتي في ذلك ومساندتها لي عبر مسيرتي وكذلك والدي رحمه الله الذي كنت أتمنى أن يشهد نجاح ابنته الوحيدة، فضلا عن دعم وتشجيع الأهل الأمر الذي أوصلني لتقديم منتج يضاهي شكلا وموضوعا أي منتج عالمي.
في رأيك متى تفشل المرأة؟
- أنا لا أؤمن بإمكانية فشل المرأة، لأنني أراها قوية بالفطرة، لذلك يبقي نجاحها أو فشلها مرهونا بقرار منها، فالنساء يتمتعن بكل المؤهلات التي تقودهن لتحقيق طموحهن وذلك تحت أي ظروف، حتي حين تسقط أي امرأة أو تتعثر بسبب أي تحديات أو أزمات، نجدها تعود وتنهض وتقف على قدميها من جديد، وتصبح أكثر صلابة من ذي قبل.
ما أهم المبادئ التي غرستيها في أبنائك؟
- أهم قيمة في نظري يحتاجها أبناؤنا اليوم بشكل عام هي زرع قيمة الإنسانية في نفوسهم، خاصة في هذا العصر الافتراضي الذي خلق إنسانية زائفة، فما أحوجنا اليوم إلى التحلي بالأخلاق في عصر غابت فيه الكثير من المبادئ الجميلة التي تربينا ونشأنا عليها جميعا، وذلك بسبب السوشيال ميديا التي أراها تمثل سلاحا ذا حدين، الأمر الذي يتطلب الكثير من الرقابة والضوابط من قبل الأهل وتنظيم ومتابعة وتقنين استخدام الأطفال لها.
حلمك القادم؟
- على المدى القصير أتمنى إطلاق مشروع مركز للعناية بالبشرة في البحرين أو دولة الإمارات أو المملكة العربية السعودية، وعلى المدى البعيد أن يأتي اليوم الذي أجد فيه البراند الخاص بي يباع في هارودز إلى جانب البراندات العالمية، ولا شك أنني بعد طرح منتجي في السوق المحلي أخطط للتواجد والانتشار على نطاق أوسع داخل البحرين وفي منطقة الخليج العربي، ولا أجد ذلك مستحيلا، وكل المطلوب هو التدرج في اتخاذ الخطوات للوصول إلى أقصى طموح، وبذل الجهد المطلوب لبلوغ ذلك والإيمان بأن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا، فهذا هو المبدأ الذي أضعه نصب عيني وأسير عليه منذ بداية مسيرتي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك