العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

عـشـت تـجـربـة قـاسـيـة فـي طـفـولـتـي كـانـت وراء صـنـاعـة نـفـسـي بـنـفـسـي

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ٢٣ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

حاصلة على جائزة ميثاق من ذهب، وجائزة محمد بن زايد لأفضل معلم، وجائزة المشرف المتميز في مشروع تحدي القراءة العربي، وعلى المركز الأول في المطارحة الشعرية عند عمر ثلاث سنوات.. تم ترشحها لرحلة تدريبية إلى فنلندا.. بصدد إصدار أول دليل إرشادي من نوعه عن هدف التنمية المستدامة.. عضو لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للمرأة.. الكاتبة والشاعرة والتربوية زينب سعيد سلمان لـ«أخبار الخليج»:


يقول‭ ‬وليام‭ ‬جيمس‭ ‬‮«‬الإنسان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يغير‭ ‬حياته‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يغير‭ ‬اتجاهاته‭ ‬العقلية‮»‬‭!‬

نعم،‭ ‬أعمالنا‭ ‬تحددنا،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬نحدد‭ ‬نحن‭ ‬توجهاتنا،‭ ‬ورقي‭ ‬أي‭ ‬نفس‭ ‬ينبع‭ ‬من‭ ‬قيامها‭ ‬بنشر‭ ‬تجاربها،‭ ‬وعلمها،‭ ‬وإفادة‭ ‬الآخرين،‭ ‬وفتح‭ ‬آفاق‭ ‬الإبداع‭ ‬أمامهم،‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬يتطلب‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المرأة‭ ‬المبدعة‭ ‬مواهب‭ ‬خارقة،‭ ‬بل‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬الأشياء‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬مختلف،‭ ‬واكتشاف‭ ‬مواهبها‭ ‬المتعددة،‭ ‬واستثمارها‭ ‬في‭ ‬الابتكار،‭ ‬وفي‭ ‬خدمة‭ ‬الآخرين‭.‬

زينب‭ ‬سعيد‭ ‬سلمان،‭ ‬امرأة‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬مختلف،‭ ‬صاحبة‭ ‬تجربة‭ ‬مميزة،‭ ‬أثبتت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬بداخله‭ ‬بذور‭ ‬جيدة‭ ‬من‭ ‬المواهب‭ ‬المختلفة،‭ ‬ولكن‭ ‬يكمن‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬شخصية‭ ‬وأخرى‭ ‬في‭ ‬اكتشاف‭ ‬ما‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬طاقات،‭ ‬والاستفادة‭ ‬منها،‭ ‬وكيفية‭ ‬تطويعها‭ ‬لتغيير‭ ‬حياة‭ ‬مجتمعه‭ ‬والنهوض‭ ‬به‭.‬

كان‭ ‬تميزها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬وراء‭ ‬حصولها‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬ميثاق‭ ‬من‭ ‬ذهب‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬وعلى‭ ‬جائزة‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬لأفضل‭ ‬معلم،‭ ‬وعلى‭ ‬ترشيحها‭ ‬ضمن‭ ‬الفوج‭ ‬الذي‭ ‬أرسل‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬تدريبية‭ ‬إلى‭ ‬فنلندا،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬التكريمات‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬نتاج‭ ‬إنجازاتها‭ ‬وعطاءاتها،‭ ‬في‭ ‬الحقل‭ ‬الأكاديمي،‭ ‬ومجال‭ ‬التنمية‭ ‬المهنية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬التي‭ ‬أثبتت‭ ‬أنها‭ ‬نموذج‭ ‬يقتدى‭ ‬به‭ ‬للمواطنة‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬تتسم‭ ‬بها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬صنع‭ ‬لها‭ ‬بصمة‭ ‬خاصة‭ ‬ومميزة‭ ‬عبر‭ ‬مسيرتها‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬منذ‭ ‬طفولتها‭. ‬

 

كيف‭ ‬جاء‭ ‬ترشحك‭ ‬للرحلة‭ ‬إلى‭ ‬فنلندا؟

‭- ‬جاء‭ ‬اختياري‭ ‬ضمن‭ ‬أول‭ ‬مجموعة‭ ‬بحرينية‭ ‬تنتسب‭ ‬إلى‭ ‬الرحلة‭ ‬التدريبية‭ ‬في‭ ‬فنلندا‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب‭ ‬منها‭ ‬حصولي‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬لأفضل‭ ‬معلم،‭ ‬ولتميزي‭ ‬في‭ ‬الإنجاز‭ ‬والإنتاج‭ ‬الأكاديمي‭ ‬كمعيار‭ ‬للتعليم‭ ‬المستدام،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬إيماني‭ ‬بدور‭ ‬المعلم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬نفسه،‭ ‬وقدرته‭ ‬على‭ ‬الابتكار،‭ ‬بهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المهنية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬مصطلح‭ ‬المواطنة‭ ‬الإيجابية،‭ ‬وقد‭ ‬اعتدت‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬قياس‭ ‬الأثر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعداد‭ ‬ورش‭ ‬ودورات‭ ‬متنوعة‭ ‬يقوم‭ ‬الطلاب‭ ‬بإدارتها‭ ‬بأنفسهم،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬اتخذت‭ ‬لنفسي‭ ‬رسالة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬مفادها‭ ‬صناعة‭ ‬السفراء‭ ‬الشباب،‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬تم‭ ‬ترشحي‭ ‬لهذه‭ ‬الرحلة‭ ‬التي‭ ‬مثلت‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬تجربة‭ ‬مهمة‭ ‬وممتعة‭.‬

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬تجربتك‭ ‬في‭ ‬فنلندا؟

‭- ‬هذه‭ ‬الرحلة‭ ‬امتدت‭ ‬إلى‭ ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬يوما،‭ ‬تعرفنا‭ ‬خلالها‭ ‬على‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬والأساليب‭ ‬التي‭ ‬تطبق‭ ‬في‭ ‬فنلندا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬وقد‭ ‬قمنا‭ ‬بزيارة‭ ‬بيوت‭ ‬الخبرة‭ ‬وبعض‭ ‬المدارس‭ ‬هناك‭ ‬للاطلاع‭ ‬كذلك‭ ‬على‭ ‬آلية‭ ‬تطبيق‭ ‬المناهج،‭ ‬ووسائل‭ ‬التعليم‭ ‬الحديثة،‭ ‬ولعل‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬لفت‭ ‬نظري‭ ‬بشدة‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الإطار‭ ‬العام‭ ‬للتعليم‭ ‬يختلف‭ ‬بحسب‭ ‬البيئة،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬يعد‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الدولة‭ ‬أسلوب‭ ‬حياة،‭ ‬وجزءا‭ ‬من‭ ‬الثقافة‭ ‬الفنلندية،‭ ‬كما‭ ‬أنهم‭ ‬يهتمون‭ ‬كثيرا‭ ‬بإعداد‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬بما‭ ‬يتميز‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬معين،‭ ‬وإتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬له‭ ‬للإبداع‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الجانب،‭ ‬وذلك‭ ‬لوجود‭ ‬قناعة‭ ‬لديهم‭ ‬بأن‭ ‬جميع‭ ‬المواطنين‭ ‬حتى‭ ‬غير‭ ‬الأكاديميين‭ ‬منهم‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬العطاء‭ ‬والتفرد،‭ ‬وهذه‭ ‬الثقة‭ ‬الممنوحة‭ ‬لهم‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تدفعهم‭ ‬إلى‭ ‬الإنجاز،‭ ‬كما‭ ‬هناك‭ ‬قضية‭ ‬أخرى‭ ‬مهمة‭ ‬لفتت‭ ‬نظري‭ ‬بشدة‭. ‬

وما‭ ‬تلك‭ ‬القضية؟

‭- ‬ما‭ ‬أدهشني‭ ‬وأعجبني‭ ‬بشدة‭ ‬هو‭ ‬الاهتمام‭ ‬بتهيئة‭ ‬الطلاب‭ ‬لمواجهة‭ ‬أي‭ ‬أزمات‭ ‬أيا‭ ‬كان‭ ‬نوعها،‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬إعداد‭ ‬مسبق‭ ‬لكيفية‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬والتعامل‭ ‬والتعايش‭ ‬معها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬بالتعليم‭ ‬الإيجابي،‭ ‬والذي‭ ‬ينتج‭ ‬عنه‭ ‬رسم‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬الجانب‭ ‬النفسي‭ ‬للطالب،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬عجينة‭ ‬سهلة‭ ‬التشكيل،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬خلق‭ ‬القدرة‭ ‬لديه‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬والتأقلم‭ ‬على‭ ‬ظروف‭ ‬غير‭ ‬متوقعة،‭ ‬وعلى‭ ‬إدارة‭ ‬أي‭ ‬أزمة‭ ‬قد‭ ‬تطرأ‭.‬

أهم‭ ‬إنجاز؟

‭- ‬لعل‭ ‬أهم‭ ‬إنجاز‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬هو‭ ‬حصولي‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬ميثاق‭ ‬من‭ ‬ذهب‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬عن‭ ‬فئة‭ ‬الإنجازات‭ ‬الشبابية،‭ ‬والتي‭ ‬أعتبرها‭ ‬حافزا‭ ‬قويا‭ ‬لرد‭ ‬الجميل‭ ‬لوطني،‭ ‬وتشعرني‭ ‬دائما‭ ‬بالخجل‭ ‬لأنني‭ ‬أراها‭ ‬ليس‭ ‬تشريفا‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬تكليف،‭ ‬لذلك‭ ‬أبذل‭ ‬قصارى‭ ‬جهدي‭ ‬لأن‭ ‬أكون‭ ‬بقدر‭ ‬هذه‭ ‬الثقة‭ ‬الملكية،‭ ‬كذلك‭ ‬أعتز‭ ‬كثيرا‭ ‬بحصولي‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬المشرف‭ ‬المتميز‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬تحدي‭ ‬القراءة‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البحرين،‭ ‬والذي‭ ‬يرعاه‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬المكتوم،‭ ‬والتي‭ ‬قلبت‭ ‬موازين‭ ‬حياتي‭ ‬بحق،‭ ‬ومنحتني‭ ‬دفعة‭ ‬قوية‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬لتمثيل‭ ‬وطني‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬أفضل‭ ‬تمثيل‭.‬

متى‭ ‬حدثت‭ ‬الانطلاقة‭ ‬الحقيقية؟

‭- ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬الانطلاقة‭ ‬الحقيقية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬حدثت‭ ‬حين‭ ‬كنت‭ ‬طالبة،‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية،‭ ‬وأود‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬أؤكد‭ ‬أن‭ ‬مدارسنا‭ ‬بالبحرين‭ ‬تتميز‭ ‬بأمر‭ ‬مهم‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬اكتشاف‭ ‬قدرات‭ ‬الطالب‭ ‬مبكرا،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬لديها‭ ‬أدوات‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬المواهب‭ ‬لدى‭ ‬الأطفال‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تبنيها‭ ‬وتوظيفها‭ ‬بالشكل‭ ‬الصحيح،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬معي‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬مبكرة،‭ ‬فقد‭ ‬كنت‭ ‬أهوى‭ ‬الكتابة‭ ‬والخطابة‭ ‬والشعر،‭ ‬وتم‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬مركز‭ ‬الموهوبين‭ ‬لاستثمار‭ ‬تلك‭ ‬المواهب‭ ‬لدي‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬مشاركتي‭ ‬في‭ ‬مسابقات‭ ‬متعددة‭ ‬ومتنوعة،‭ ‬وأذكر‭ ‬أن‭ ‬أول‭ ‬جائزة‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ ‬كانت‭ ‬احتلالي‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المطارحة‭ ‬الشعرية،‭ ‬وكان‭ ‬عمري‭ ‬حينئذ‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬كما‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬أفضل‭ ‬تحقيق‭ ‬صحفي‭ ‬وقصة‭ ‬قصيرة‭.‬

لماذا‭ ‬اللغة‭ ‬العربية؟

‭- ‬الأمر‭ ‬الغريب‭ ‬أنني‭ ‬قررت‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالمسار‭ ‬العلمي‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يفتح‭ ‬آفاقا‭ ‬لجميع‭ ‬التخصصات،‭ ‬وحين‭ ‬جاءت‭ ‬لي‭ ‬بعثة‭ ‬لدراسة‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬بكيت‭ ‬ضيقا‭ ‬وحزنا،‭ ‬واليوم‭ ‬أجزم‭ ‬بأنني‭ ‬لو‭ ‬عاد‭ ‬بي‭ ‬الزمان‭ ‬لاخترتها،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬أرى‭ ‬نفسي‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التخصص،‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬إنني‭ ‬أنا‭ ‬من‭ ‬صنعت‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬أرغب‭ ‬بها‭ ‬ولم‭ ‬أسمح‭ ‬للحياة‭ ‬أن‭ ‬تصنعني‭.‬

من‭ ‬وراء‭ ‬صناعة‭ ‬شخصيتك؟

‭- ‬والدي‭ ‬كان‭ ‬وراء‭ ‬صناعة‭ ‬شخصيتي،‭ ‬ونجاحي،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬حتى‭ ‬اليوم،‭ ‬فقد‭ ‬اعتاد‭ ‬أن‭ ‬يرافقني‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬خطوة،‭ ‬ودائما‭ ‬أجده‭ ‬بجانبي‭ ‬يساندني‭ ‬ويدعمني‭ ‬ويشجعني‭ ‬ويحميني،‭ ‬حتى‭ ‬بعدما‭ ‬كبرت‭ ‬وأصبحت‭ ‬في‭ ‬عمري‭ ‬هذا،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يفوتني‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬أثني‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬زوجي‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬ودعمه‭ ‬الشديد‭ ‬لي،‭ ‬وأذكر‭ ‬أنني‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬رفضت‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬فنلندا،‭ ‬بسبب‭ ‬قلقي‭ ‬من‭ ‬ترك‭ ‬أطفالي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬السن‭ ‬الصغيرة،‭ ‬فوجدت‭ ‬منه‭ ‬كل‭ ‬الحماس‭ ‬والتشجيع‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬والدي‭ ‬وأمي‭ ‬وأخي،‭ ‬حيث‭ ‬أكدوا‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الرحلة‭ ‬بمثابة‭ ‬نداء‭ ‬من‭ ‬الوطن‭ ‬وتمثيل‭ ‬له‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬وبأنها‭ ‬فرصة‭ ‬للنهوض‭ ‬به‭ ‬وتطوير‭ ‬ذاتي،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مرحلة‭ ‬صعبة‭ ‬وقاسية‭ ‬مررت‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬طفولتي‭ ‬كانت‭ ‬وراء‭ ‬تشكيل‭ ‬شخصيتي‭.‬

وما‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬القاسية؟

‭- ‬حين‭ ‬كنت‭ ‬بالصف‭ ‬الأول‭ ‬الابتدائي‭ ‬اضطرتني‭ ‬الظروف‭ ‬إلى‭ ‬العيش‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬والدي‭ ‬ووالدتي‭ ‬وأخواتي،‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬مرض‭ ‬الوالدة،‭ ‬وحتمية‭ ‬وجودها‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭ ‬للعلاج،‭ ‬وكان‭ ‬لذلك‭ ‬تأثير‭ ‬إيجابي‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬شخصيتي‭ ‬حتى‭ ‬أنني‭ ‬صنعتها‭ ‬بنفسي،‭ ‬وأصبحت‭ ‬أتمتع‭ ‬بالاستقلالية،‭ ‬وقد‭ ‬عوضت‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬عشتها‭ ‬بالعزم‭ ‬على‭ ‬النجاح‭ ‬وتحقيق‭ ‬طموحي‭.‬

ما‭ ‬هو‭ ‬سلاحك‭ ‬للانتصار‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬محنة؟

‭- ‬سلاحي‭ ‬دائما‭ ‬هو‭ ‬الصبر‭ ‬والمثابرة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬فعليا‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬مع‭ ‬أصعب‭ ‬محنة‭ ‬واجهتها‭ ‬وهي‭ ‬أزمة‭ ‬مرض‭ ‬ابنتي،‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تركيب‭ ‬مفصل‭ ‬صناعي‭ ‬في‭ ‬يدها‭ ‬اليمين‭ ‬بسبب‭ ‬حادث‭ ‬عرضي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬معاناتها‭ ‬من‭ ‬انحراف‭ ‬في‭ ‬بؤبؤ‭ ‬العين،‭ ‬وقد‭ ‬تحولت‭ ‬هذه‭ ‬المحنة‭ ‬بفضل‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬إلى‭ ‬طاقة‭ ‬إيجابية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬جميعا،‭ ‬علما‭ ‬بأنها‭ ‬تمارس‭ ‬حياتها‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تتعرض‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬آلام‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء،‭ ‬وتقوم‭ ‬بأنشطة‭ ‬اجتماعية‭ ‬متعددة‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عضويتها‭ ‬في‭ ‬جمعية‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬البحريني‭. ‬

مشروعك‭ ‬القادم؟

‭- ‬قريبا‭ ‬سوف‭ ‬أصدر‭ ‬أول‭ ‬دليل‭ ‬إرشادي‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬عن‭ ‬هدف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بأسلوب‭ ‬قصصي،‭ ‬وهو‭ ‬يضم‭ ‬17‭ ‬قصة،‭ ‬موجهة‭ ‬إلى‭ ‬فئة‭ ‬اليافعين‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬يوما‭ ‬ما‭ ‬إلى‭ ‬منهج‭ ‬يتم‭ ‬تدريسه‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬البحرين،‭ ‬ورسالتي‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الدليل‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬مسؤولية‭ ‬الحكومات،‭ ‬وإنما‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الأفراد‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬أننا‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نتبنى‭ ‬جميعا‭ ‬قضايا‭ ‬المجتمع،‭ ‬ونلعب‭ ‬دورا‭ ‬في‭ ‬حلها‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬فئة‭ ‬اليافعين‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الفئات‭ ‬تأثيرا‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬

كلمة‭ ‬أخيرة؟

‭- ‬أود‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬أوجه‭ ‬رسالة‭ ‬شكر‭ ‬وتقدير‭ ‬لجميع‭ ‬أفراد‭ ‬أسرتي‭ ‬وأهلي‭ ‬لأنه‭ ‬لولا‭ ‬وقوفهم‭ ‬إلى‭ ‬جانبي‭ ‬لما‭ ‬حققت‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬اليوم،‭ ‬وكلي‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬خير‭ ‬سفير‭ ‬لوطني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عضويتي‭ ‬في‭ ‬لجنة‭ ‬الشباب‭ ‬بالمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬وأن‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬احتواء‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭ ‬وخاصة‭ ‬أنني‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬أعمارهم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا