العدد : ١٧١٠٥ - الثلاثاء ٢١ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٠٥ - الثلاثاء ٢١ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ رجب ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

حشود تستقبل الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم من سجون الاحتلال

الثلاثاء ٢١ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

بيتونيا‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬هتفت‭ ‬حشود‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬تجمّعت‭ ‬في‭ ‬بلدة‭ ‬بيتونيا‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭ ‬لحافلتين‭ ‬تقلان‭ ‬عشرات‭ ‬المعتقلين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬سجن‭ ‬عوفر‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الى‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة،‭ ‬وأطلقت‭ ‬المفرقعات‭ ‬وحيّتهم‭ ‬برفع‭ ‬إشارات‭ ‬النصر‭ ‬والتلويح‭ ‬بالأعلام‭. ‬

وكانت‭ ‬إسرائيل‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬أنها‭ ‬أفرجت‭ ‬عن‭ ‬90‭ ‬أسيرا‭ ‬فلسطينيا‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬أول‭ ‬عملية‭ ‬تبادل‭ ‬بموجب‭ ‬اتفاق‭ ‬الهدنة‭ ‬مع‭ ‬حماس،‭ ‬عقب‭ ‬إفراج‭ ‬الحركة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬عن‭ ‬ثلاث‭ ‬إسرائيليات‭ ‬كن‭ ‬محتجزات‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬شهرا‭.  ‬

وكانت‭ ‬الساعة‭ ‬قد‭ ‬تجاوزت‭ ‬الواحدة‭ ‬والنصف‭ ‬من‭ ‬فجر‭ (‬23:30‭ ‬ت‭ ‬ج‭ ‬الأحد‭)‬،‭ ‬وكانت‭ ‬الحافلتان‭ ‬تشقان‭ ‬طريقهما‭ ‬في‭ ‬الظلام،‭ ‬وقد‭ ‬أقلّتا‭ ‬غالبية‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال،‭ ‬وفق‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬نشرتها‭ ‬مصلحة‭ ‬السجون‭ ‬الإسرائيلية‭. ‬

في‭ ‬البلدة‭ ‬الصغيرة،‭ ‬استقبل‭ ‬المئات‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬يؤدي‭ ‬الى‭ ‬مدينة‭ ‬رام‭ ‬الله‭ ‬إحدى‭ ‬الحافلتين‭ ‬وهم‭ ‬يرفعون‭ ‬أعلاما‭ ‬فلسطينية‭ ‬وأعلام‭ ‬حركة‭ ‬حماس،‭ ‬وصعد‭ ‬عدد‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬سطحها،‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬تسمع‭ ‬أصوات‭ ‬المفرقعات‭ ‬والألعاب‭ ‬النارية‭ ‬التي‭ ‬أطلقت‭ ‬ابتهاجا،‭ ‬والزغاريد‭. ‬وكانت‭ ‬الحافلتان‭ ‬تشقان‭ ‬طريقهما‭ ‬بصعوبة‭ ‬بسبب‭ ‬الحشود‭. ‬

وهتف‭ ‬المحتشدون‭ ‬‮«‬الشعب‭ ‬يريد‭ ‬كتائب‭ ‬القسام‮»‬،‭ ‬الذراع‭ ‬العسكرية‭ ‬لحركة‭ ‬حماس‭. ‬

داخل‭ ‬الحافلتين،‭ ‬أمكن‭ ‬رؤية‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬الصليب‭ ‬الأحمر‭ ‬الدولي،‭ ‬وفلسطينيين‭ ‬كانوا‭ ‬يحيون‭ ‬الحشود‭ ‬بابتسامات‭ ‬عريضة‭. ‬

بين‭ ‬المعتقلين‭ ‬المُفرج‭ ‬عنهم،‭ ‬خالدة‭ ‬جرار،‭ ‬الشخصية‭ ‬المعروفة‭ ‬من‭ ‬الجبهة‭ ‬الشعبية‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين،‭ ‬وبدت‭ ‬بشعر‭ ‬أبيض‭ ‬وآثار‭ ‬التعب‭ ‬على‭ ‬وجهها‭. ‬

وكانت‭ ‬الحشود‭ ‬انتظرت‭ ‬المفرج‭ ‬عنهم‭ ‬لساعات‭ ‬في‭ ‬بيتونيا‭. ‬وأوقد‭ ‬عدد‭ ‬منهم‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الدفء،‭ ‬فيما‭ ‬انشغل‭ ‬آخرون‭ ‬بالهتاف‭ ‬والأناشيد‭ ‬التي‭ ‬تمجّد‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬وكتائب‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ ‬القسام،‭ ‬ولوّحوا‭ ‬بأعلام‭ ‬فلسطينية‭ ‬ورايات‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬الخضراء‭. ‬

ومن‭ ‬الهتافات‭ ‬التي‭ ‬أطلقت‭ ‬‮«‬حط‭ ‬النار‭ ‬جنب‭ ‬النار‭ ‬واحنا‭ ‬رجالك‭ ‬يا‭ ‬سنوار‮»‬،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬الى‭ ‬قائد‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬الذي‭ ‬استشهد‭ ‬خلال‭ ‬العدوان‭ ‬يحيى‭ ‬السنوار‭. ‬

وتنتهي‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬اتفاق‭ ‬الهدنة‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬42‭ ‬يوما،‭ ‬ويفترض‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬خلالها‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬33‭ ‬رهينة‭ ‬مقابل‭ ‬1900‭ ‬فلسطيني‭. ‬وتترافق‭ ‬مع‭ ‬وقف‭ ‬الأعمال‭ ‬القتالية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭. ‬

ومن‭ ‬ضمن‭ ‬المعتقلين‭ ‬المفرج‭ ‬عنهم‭ ‬دلال‭ ‬وفاطمة‭ ‬العاروري،‭ ‬شقيقتا‭ ‬القيادي‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬صالح‭ ‬العاروي‭ ‬الذي‭ ‬استشهد‭ ‬في‭ ‬ضربة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2024‭. ‬

وقال‭ ‬محمد‭ (‬20‭ ‬عاما‭) ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يعط‭ ‬اسمه‭ ‬بالكامل،‭ ‬إنه‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬رام‭ ‬الله‭ ‬مع‭ ‬أصدقائه‭ ‬بمجرد‭ ‬سماعه‭ ‬الأخبار‭. ‬وتحدّث‭ ‬محمد‭ ‬الذي‭ ‬أفرج‭ ‬عنه‭ ‬مؤخراً‭ ‬من‭ ‬سجن‭ ‬عوفر،‭ ‬عن‭ ‬‮«‬فرحة‭ ‬كبيرة‮»‬‭ ‬لفكرة‭ ‬لمّ‭ ‬شمل‭ ‬الأسر‭. ‬وقال‭ ‬‮«‬أعرف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬السجن،‭ ‬هناك‭ ‬أشخاص‭ ‬أبرياء‭ ‬وأطفال‭ ‬ونساء‮»‬‭. ‬

وجاء‭ ‬محمد‭ ‬عوض‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬أفراد‭ ‬عائلته‭ ‬من‭ ‬بلدة‭ ‬بيت‭ ‬أمر‭ ‬لاستقبال‭ ‬ابنته‭ ‬أشواق‭ ‬المعتقلة‭ ‬منذ‭ ‬خمسة‭ ‬أشهر‭ ‬بتهمة‭ ‬التحريض‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬

وقال‭ ‬عوض‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس،‭ ‬وهو‭ ‬يغطي‭ ‬رأسه‭ ‬بالكوفية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬‮«‬نحن‭ ‬فرحون‭ ‬كثيرا‭ ‬بأنه‭ ‬سيُطلق‭ ‬سراح‭ ‬ابنتي،‭ ‬لكن‭ ‬الفرحة‭ ‬تبقى‭ ‬منقوصة‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬سيبقى‭ ‬داخل‭ ‬السجن‮»‬‭. ‬ويضيف‭ ‬عوض‭ ‬‮«‬صحيح‭ ‬أنها‭ ‬فرحة،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يفارقنا‭ ‬الحزن‭ ‬على‭ ‬الثمن‭ ‬الباهظ‭ ‬الذي‭ ‬تمّ‭ ‬دفعه‭ ‬لقاء‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬أبنائنا‮»‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬آلاف‭ ‬القتلى‭ ‬الذين‭ ‬سقطوا‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الحرب‭ ‬والذين‭ ‬تجاوز‭ ‬عددهم‭ ‬الـ46‭ ‬ألفا‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا