العدد : ١٧٠٨٠ - الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٠ - الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قراءة في اتجاهات الأوضاع الجديدة في سوريا

بقلم: د. جاسم بو نوفل

الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

لا‭ ‬تزال‭ ‬الأنظار‭ ‬تتجه‭ ‬نحو‭ ‬عاصمة‭ ‬الأمويين‭ ‬بعد‭ ‬سقوط‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬وهروبه‭ ‬إلى‭ ‬موسكو،‭ ‬ومازال‭ ‬المراقبون‭ ‬يرصدون‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬بكل‭ ‬أطيافه‭ ‬وقواه‭ ‬السياسية،‭ ‬رجالاته‭ ‬ونسائه‭ ‬وشبابه‭ ‬وهو‭ ‬يتنفس‭ ‬طعم‭ ‬الحرية‭ ‬فرحاً‭ ‬بزوال‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬جثم‭ ‬على‭ ‬صدره‭ ‬فترة‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬نصف‭ ‬القرن‭. ‬مستبشراً‭ ‬خيراً‭ ‬بولادة‭ ‬سوريا‭ ‬جديدة‭ ‬ولا‭ ‬يساوره‭ ‬شك‭ ‬بأنها‭ ‬ستكون‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬الكئيبة‭ ‬التي‭ ‬عاشها‭ ‬طوال‭ ‬تلك‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭.‬

إن‭ ‬المراقب‭ ‬للمشهد‭ ‬السوري‭ ‬يستطيع‭ ‬بسهولة‭ ‬أن‭ ‬يرصد‭ ‬الفرحة‭ ‬والبشاشة‭ ‬في‭ ‬وجوه‭ ‬السوريين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المدن‭ ‬السورية؛‭ ‬فهي‭ ‬مرسومة‭ ‬على‭ ‬وجوههم‭ ‬وتنضح‭ ‬بأن‭ ‬القادم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬سيكون‭ ‬أفضل‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬التحديات‭ ‬والصعاب‭ ‬وهي‭ ‬بالتأكيد‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬مثل‭ ‬الأيام‭ ‬التي‭ ‬أذاقهم‭ ‬فيها‭ ‬النظام‭ ‬الأسدي‭ ‬المر‭ ‬والذل‭ ‬والهوان‭ ‬والحرمان،‭ ‬وباتوا‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬بأن‭ ‬تاريخاً‭ ‬جديداً‭ ‬لسوريا‭ ‬قد‭ ‬بدأ،‭ ‬وأن‭ ‬السوريين‭ ‬سيكتبونه‭ ‬بأقلام‭ ‬من‭ ‬نور‭ ‬تتجسم‭ ‬فيه‭ ‬الحرية‭ ‬والكرامة‭ ‬والأمل‭ ‬بولادة‭ ‬سورية‭ ‬جديدة‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬السجون‭ ‬والمعتقلات‭ ‬يسودها‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والسلام‭ ‬والحرية‭ ‬لكل‭ ‬السوريين‭ ‬دون‭ ‬إقصاء‭ ‬أحد‭.‬

بعد‭ ‬الإطاحة‭ ‬بنظام‭ ‬الأسد‭ ‬الوحشي‭ ‬كثر‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬مستقبل‭ ‬سوريا‭ ‬ونظر‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬المحللين‭ ‬في‭ ‬مقارباتهم‭ ‬للمشهد‭ ‬السوري‭ ‬بعيون‭ ‬أقرب‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬إلى‭ ‬التشاؤم‭ ‬والتشكيك‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬السوريين‭ ‬على‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬تراب‭ ‬الجغرافيا‭ ‬السورية،‭ ‬كما‭ ‬أبدوا‭ ‬مخاوفهم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬سوريا‭ ‬إلى‭ ‬ليبيا‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاقتتال‭ ‬بين‭ ‬رفاق‭ ‬السلاح،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬صراعاً‭ ‬بين‭ ‬الأخوة‭ ‬على‭ ‬السلطة،‭ ‬وقد‭ ‬يفضي‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬تقاسم‭ ‬التركة‭ ‬بين‭ ‬الفرقاء‭ ‬الذين‭ ‬سينتهي‭ ‬بهم‭ ‬الحال‭ ‬إلى‭ ‬تقسيم‭ ‬سوريا‭. ‬وذهب‭ ‬هذا‭ ‬الفريق‭ ‬في‭ ‬مخاوفه‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬الحدود‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬نظام‭ ‬الحكم‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬ثيوقراطي‭ ‬متطرف‭.‬

في‭ ‬رأيي،‭ ‬ان‭ ‬المتأمل‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬السوري‭ ‬الآن‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أسبوعين‭ ‬على‭ ‬سقوط‭ ‬الأسد‭ ‬والطريقة‭ ‬السلسة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬بها‭ ‬نقل‭ ‬السلطات‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬السابقة‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬الجديدة‭ ‬سيدرك‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬أثير‭ ‬من‭ ‬قلق‭ ‬وشك‭ ‬وخوف‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬سوريا‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬محله،‭ ‬وسيكتشف‭ ‬أن‭ ‬القيادة‭ ‬الجديدة‭ ‬قد‭ ‬خططت‭ ‬مسبقاً‭ ‬لهذا‭ ‬اليوم‭ ‬وأنها‭ ‬قد‭ ‬وضعت‭ ‬خطة‭ ‬مسبقة‭ ‬محكمة‭ ‬ليوم‭ ‬النصر،‭ ‬وأنها‭ ‬بمجرد‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬دمشق‭ ‬ستشرع‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬تلك‭ ‬الخطة‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬لمسه‭ ‬المراقبون‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يلاحظوا‭ ‬أي‭ ‬انفلات‭ ‬أمني‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬وهذا‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬ينم‭ ‬عن‭ ‬وعي‭ ‬سياسي‭ ‬لمسألة‭ ‬مهمة‭ ‬وهي‭ ‬ملء‭ ‬الفراغ‭ ‬السياسي‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬سقوط‭ ‬النظام‭ ‬والبدء‭ ‬في‭ ‬تسيير‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬القطاعات،‭ ‬وأرى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬طمأنت‭ ‬السوريين‭ ‬وأزالت‭ ‬القلق‭ ‬من‭ ‬نفوسهم‭ ‬وأشعرتهم‭ ‬بالأمان‭ ‬وأزاحت‭ ‬عنهم‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬بلادهم‭ ‬المحررة‭ ‬من‭ ‬بطش‭ ‬الأسد‭ ‬في‭ ‬نفق‭ ‬الفوضى‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أسهم‭ ‬بالتأكيد‭ ‬في‭ ‬استتباب‭ ‬الأمن‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬السورية‭ ‬كافة‭. ‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬البعض‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬صدره‭ ‬هواجس‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تنزلق‭ ‬سوريا‭ ‬نحو‭ ‬التطرف؛‭ ‬فإننا‭ ‬نقول‭ ‬لكم‭ ‬لتطمئن‭ ‬قلوبكم‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬كل‭ ‬المؤشرات‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الانتقالية‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬الاعتدال‭ ‬ويظهر‭ ‬ذلك‭ ‬بوضوح‭ ‬في‭ ‬خطابها‭ ‬السياسي‭ ‬والإعلامي‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نلمسه‭ ‬في‭ ‬التصريحات‭ ‬المتزنة‭ ‬التي‭ ‬أدلى‭ ‬بها‭ ‬أحمد‭ ‬الشرع‭ ‬قائد‭ ‬إدارة‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬لوسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬حول‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المسائل‭ ‬والقضايا‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بحاضر‭ ‬سوريا‭ ‬ومستقبلها‭ ‬مثل‭: ‬دعوته‭ ‬إلى‭ ‬التحول‭ ‬عن‭ ‬منطق‭ ‬الثورة‭ ‬إلى‭ ‬منطق‭ ‬الدولة‭ ‬وضبط‭ ‬السلاح‭ ‬ونزعه‭ ‬من‭ ‬الفصائل‭ ‬ودعوته‭ ‬للمسلحين‭ ‬بإلقاء‭ ‬اسلحتهم‭ ‬وتسليمها‭ ‬للقيادة‭ ‬العسكرية‭ ‬وانخراطهم‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬السوري‭ ‬تحت‭ ‬قيادته‭ ‬الجديدة‭ ‬ورفع‭ ‬شعار‭ ‬اقتصار‭ ‬السلاح‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬بيد‭ ‬الدولة‭. ‬

إن‭ ‬فقه‭ ‬الأولويات‭ ‬يحتم‭ ‬عليه‭ ‬ويلزمه‭ ‬البدء‭ ‬باسترجاع‭ ‬عافية‭ ‬الدولة‭ ‬السورية‭ ‬وإعمارها‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الانطباعات‭ ‬الايجابية‭ ‬التي‭ ‬عبرت‭ ‬عنها‭ ‬الوفود‭ (‬الأمريكية‭ ‬والبريطانية‭ ‬والفرنسية‭) ‬بعد‭ ‬زيارتها‭ ‬لدمشق‭ ‬ومقابلتها‭ ‬للشرع‭ ‬ورفاقه‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬الانتقالية‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬القيادة‭ ‬الجديدة‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬السليم‭ ‬وأن‭ ‬التطرف‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬الجديدة؛‭ ‬فالإجراءات‭ ‬التي‭ ‬اتخذها‭ ‬الشرع‭  ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬السياسة‭ ‬المتوازنة‭ ‬التي‭ ‬ينتهجها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬وهي‭ ‬بمثابة‭ ‬رسائل‭ ‬اطمئنان‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬الاقليم‭ ‬والعالم‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية؛‭ ‬لأنها‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬حرص‭ ‬القيادة‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬الاهتمام‭ ‬ببناء‭ ‬سوريا‭ ‬الموحدة‭ ‬أرضاً‭ ‬وشعباً‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭. ‬فكما‭ ‬هو‭ ‬واضح‭ ‬وجلي‭ ‬أن‭ ‬تفكير‭ ‬هذه‭ ‬القيادة‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬مجرى‭ ‬ترتيب‭ ‬البيت‭ ‬الداخلي‭ ‬ولذلك‭ ‬كانت‭ ‬حريصة‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬وتسخيرها‭ ‬لفائدة‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭. ‬

إن‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬جديدة‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬الهين‭ ‬أو‭ ‬السهل‭ ‬لأن‭ ‬عملية‭ ‬البناء‭ ‬جداً‭ ‬صعبة‭ ‬لكن‭ ‬القيادة‭ ‬الجديدة‭ ‬عازمة‭ ‬كل‭ ‬العزم‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬كافة‭ ‬مستعينة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬بالله‭ ‬وقوته‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬بإرادة‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬الواعي‭ ‬الذي‭ ‬أثبت‭ ‬للجميع‭ ‬أنه‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬هزيمة‭ ‬الاستبداد‭ ‬والدكتاتورية‭ ‬وبمساعدة‭ ‬الأصدقاء‭ ‬الذين‭ ‬يتمنون‭ ‬الخير‭ ‬لسوريا‭ ‬ووحدة‭ ‬ترابها‭ ‬وشعبها‭. ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬الذي‭ ‬يتفق‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يمتلك‭ ‬من‭ ‬الكفايات‭ ‬والمهارات‭ ‬والحيوية‭ ‬والنشاط‭ ‬التي‭ ‬تؤهله‭ ‬لبناء‭ ‬سوريا‭ ‬الديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬تمد‭ ‬يدها‭ ‬للتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤونها‭ ‬الداخلية‭. ‬

إن‭ ‬القيادة‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬استطاعت‭ ‬بصمودها‭ ‬ومساندة‭ ‬شعبها‭ ‬إلحاق‭ ‬الهزيمة‭ ‬بأعتى‭ ‬دكتاتورية‭ ‬حكمت‭ ‬البلاد‭ ‬بالحديد‭ ‬والنار‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬ستكون‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬وفقاً‭ ‬لما‭ ‬يتطلع‭ ‬إليه‭ ‬الشعب‭ ‬السوري،‭ ‬دولة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الحرية‭ ‬والكرامة‭ ‬الانسانية‭ ‬ومتى‭ ‬تحققت‭ ‬هاتان‭ ‬الغايتان‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬بلد‭ ‬فليبشر‭ ‬أهله‭ ‬بالخير‭ ‬والنعيم‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نتمناه‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬قلوبنا‭ ‬لسوريا‭ ‬الجديدة‭.‬

 

jbonofal@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا