العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

هل تستطيع «أوبك بلس» تلبية الطلب المتزايد على النفط عام 2025؟

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الجمعة ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

مع‭ ‬اقتراب‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬أصدرت‭ ‬المؤسسات‭ ‬الغربية‭ ‬الرائدة‭ ‬والمعلقون‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية‭ ‬توقعاتهم‭ ‬لعام‭ ‬2025‭ ‬وما‭ ‬بعده‭. ‬وفي‭ ‬وقت‭ ‬يشهد‭ ‬فيه‭ ‬سعر‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬هبوطا‭ ‬نتيجة‭ ‬ضعف‭ ‬الطلب‭ ‬في‭ ‬آسيا،‭ ‬ومع‭ ‬تأثير‭ ‬التوترات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬الأسعار‭ ‬بشكل‭ ‬طفيف؛‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬قرار‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬اجتماعها‭ ‬النصف‭ ‬السنوي‭ ‬لوزراء‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬ديسمبر2024‭ ‬بالإبقاء‭ ‬على‭ ‬تأجيل‭ ‬التخفيف‭ ‬التدريجي‭ ‬لتخفيضات‭ ‬الإنتاج‭ ‬السابقة‭ ‬حتى‭ ‬أبريل‭ ‬2025‭ ‬مفاجئًا‭ ‬للمراقبين‭ ‬الغربيين‭.‬

وفي‭ ‬تقييم‭ ‬تيم‭ ‬كالين‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬فإن‭ ‬توقعات‭ ‬سوق‭ ‬النفط‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬2025،‭ ‬ستشكل‭ ‬تحديًا‭ ‬لأعضاء‭ ‬أوبك‭ ‬بلس،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬رأى‭ ‬أن‭ ‬احتمالية‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة،‭ ‬على‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬الإيرانية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب،‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬ستتولى‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬المقبل،‭ ‬قد‭ ‬تخلق‭ ‬مساحة‭ ‬لزيادة‭ ‬الإنتاج،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬داخل‭ ‬المجموعة‭.‬

وقبيل‭ ‬اجتماع‭ ‬وزراء‭ ‬طاقة‭ ‬أوبك‭ ‬بلس،‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬2024،‭ ‬أوضح‭ ‬كالين،‭ ‬أن‭ ‬القرارات‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬سيتعين‭ ‬على‭ ‬المجموعة‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬الآن‭ ‬وفي‭ ‬المستقبل‭ ‬تأتي‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬ضعف‭ ‬نمو‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬النفط،‭ ‬مقارنةً‭ ‬بما‭ ‬كان‭ ‬متوقعًا‭ ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬العرض‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬خارج‭ ‬التحالف‭. ‬

وأظهرت‭ ‬أحدث‭ ‬توقعات‭ ‬وكالة‭ ‬الطاقة‭ ‬الدولية،‭ ‬تحقق‭ ‬فائض‭ ‬عالمي‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬يبلغ‭ ‬حوالي‭ ‬950‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬2025،‭ ‬مع‭ ‬نمو‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬بمقدار‭ ‬1.1‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬104‭ ‬ملايين‭ ‬برميل،‭ ‬مع‭ ‬تحسن‭ ‬زيادة‭ ‬متوقعة‭ ‬في‭ ‬العرض‭ ‬تقدر‭ ‬بحوالي‭ ‬1‭.‬9‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬إجمالي‭ ‬104‭.‬9‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬كما‭ ‬تتوقع‭ ‬أن‭ ‬ينمو‭ ‬العرض‭ ‬بمقدار‭ ‬1‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬غير‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬أوبك‭ ‬بلس،‭ ‬مثل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وكندا،‭ ‬والبرازيل،‭ ‬والأرجنتين،‭ ‬وجيانا‭. ‬فيما‭ ‬أجرت‭ ‬إدارة‭ ‬معلومات‭ ‬الطاقة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬تقييمات‭ ‬مماثلة‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬90%‭ ‬من‭ ‬الزيادة‭ ‬المتوقعة‭ ‬في‭ ‬إمدادات‭ ‬النفط،‭ ‬التي‭ ‬تبلغ‭ ‬1‭.‬6‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬ستأتي‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬غير‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أوبك‭ ‬بلس،‭ ‬وأوبك،‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬قدرها‭ ‬1‭.‬2‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬من‭ ‬الموردين‭ ‬خارج‭ ‬أوبك‭ ‬بلس‭.‬

وبالتالي،‭ ‬يُعتبر‭ ‬من‭ ‬التوقعات‭ ‬الواقعية،‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬زيادة‭ ‬إمدادات‭ ‬النفط‭ ‬من‭ ‬المنتجين‭ ‬خارج‭ ‬أوبك‭ ‬بلس‭ ‬في‭ ‬تلبية،‭ ‬أو‭ ‬تجاوز‭ ‬النمو‭ ‬في‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬2025‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬يرى‭ ‬كالين،‭ ‬أن‭ ‬سوق‭ ‬النفط‭ ‬العالمية،‭ ‬قد‭ ‬تواجه‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬استيعاب‭ ‬الإمدادات‭ ‬الإضافية‭ ‬الكبيرة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬التحالف‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬تتوقع‭ ‬إدارة‭ ‬معلومات‭ ‬الطاقة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬أن‭ ‬يبلغ‭ ‬متوسط‭ ‬سعر‭ ‬خام‭ ‬برنت‭ ‬حوالي‭ ‬74‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل‭ ‬في‭ ‬2025؛‭ ‬فقد‭ ‬أعلنت‭ ‬مؤسسة‭ ‬مورجان‭ ‬ستانلي‭ ‬توقعاتها‭ ‬بمتوسط‭ ‬70‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬المقبل،‭ ‬كاستجابة‭ ‬مباشرة‭ ‬لزيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬المتأخرة‭ ‬من‭ ‬أوبك‭ ‬بلس‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أشار‭ ‬كالين‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬حتى‭ ‬التوقعات‭ ‬الأكثر‭ ‬تفاؤلاً‭ ‬من‭ ‬أوبك،‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مجال‭ ‬كبير‭ ‬للتحالف‭ ‬لزيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬في‭ ‬2025،‭ ‬دون‭ ‬المخاطرة‭ ‬بتراجع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬من‭ ‬نطاقها‭ ‬الحالي‭ ‬الذي‭ ‬يتراوح‭ ‬بين‭ ‬70‭ ‬و75‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬يتأثر‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬بكيفية‭ ‬تعامل‭ ‬إدارة‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬القادمة،‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلي‭ ‬الأمريكي‭ ‬للنفط،‭ ‬والسياسة‭ ‬الدولية‭ ‬الأمريكية‭ ‬تجاه‭ ‬الموردين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬الآخرين،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬دول‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وأشارت‭ ‬تسفيتانا‭ ‬باراسكوفا،‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬أويل‭ ‬برايس،‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬فريقه‭ ‬يستعد‭ ‬لإجراء‭ ‬تغييرات‭ ‬جذرية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬الأمريكي‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬اليوم‭ ‬الأول،‭ ‬من‭ ‬توليه‭ ‬منصبه،‭ ‬أبرزها‭ ‬تسريع‭ ‬عمليات‭ ‬الحفر‭ ‬والتنقيب‭ ‬عن‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يحظى‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال،‭ ‬بالأولوية‭ ‬في‭ ‬قرارات‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية؛‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬وارن‭ ‬باترسون،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬آي‭ ‬أن‭ ‬جي‭ ‬جروب،‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬ستوفر‭ ‬رئاسة‭ ‬ترامب،‭ ‬القادمة‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬اليقين‭ ‬لصناعة‭ ‬النفط‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وتقنع‭ ‬كبار‭ ‬المنتجين‭ ‬بالاستثمار‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لخطوط‭ ‬الأنابيب‭. ‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمستقبل‭ ‬القصير‭ ‬والمتوسط‭ ‬الأجل‭ ‬لصادرات‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬فقد‭ ‬صاحبت‭ ‬عودة‭ ‬ترامب،‭ ‬توقعات‭ ‬بأنه‭ ‬سيعيد‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬موقف‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬إيران‭. ‬ورغم‭ ‬انتقاد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعلقين‭ ‬الغربيين‭ ‬لهذه‭ ‬السياسة،‭ ‬مثل‭ ‬دانيال‭ ‬برومبرج،‭ ‬من‭ ‬المركز‭ ‬العربي،‭ ‬الذي‭ ‬وصفها‭ ‬بأنها‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬النتيجة‭ ‬المرجوة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬إجبار‭ ‬طهران‭ ‬على‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭ ‬المتقدم؛‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬كالين،‭ ‬كيف‭ ‬ستغير‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬حسابات‭ ‬أسواق‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2025‭ ‬وما‭ ‬بعده‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬وصول‭ ‬صادرات‭ ‬طهران‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬الدولية،‭ ‬وخاصة‭ ‬الدول‭ ‬الآسيوية‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أكبر‭ ‬مستوردي‭ ‬النفط‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭. ‬

وكما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬وكالة‭ ‬معلومات‭ ‬الطاقة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬عن‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬والمنتجات‭ ‬البترولية‭ ‬الإيرانية‭ ‬لشهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬2024،‭ ‬ارتفعت‭ ‬صادرات‭ ‬طهران‭ ‬اليومية‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬من‭ ‬حوالي‭ ‬400‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1‭.‬4‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬روبرت‭ ‬بيركنز،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬ستاندرد‭ ‬آند‭ ‬بورز‭ ‬غلوبال؛‭ ‬أشار‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬تباطؤ‭ ‬هذه‭ ‬الصادرات‭ ‬في‭ ‬خريف‭ ‬2024؛‭ ‬بسبب‭ ‬تصعيد‭ ‬طهران‭ ‬للهجمات‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل‭.‬

وعليه،‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬باترسون،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬فرض‭ ‬ترامب‭ ‬عقوبات‭ ‬صارمة‭ ‬على‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬الإيرانية،‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬خسارة‭ ‬محتملة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬من‭ ‬المعروض‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬النفط،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعتبره‭ ‬إجراء‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬محو‭ ‬الفائض‭ ‬الذي‭ ‬نتوقعه‭ ‬حاليًا‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬مما‭ ‬يستدعي‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬إعادة‭ ‬تقييم‭ ‬توقعاتها‭ ‬لخام‭ ‬برنت‭. ‬وعلق‭ ‬كالين،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬العقوبات‭ ‬الأمريكية‭ ‬الأكثر‭ ‬صرامة‭ ‬ضد‭ ‬طهران‭ ‬قد‭ ‬تفتح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬أوبك‭ ‬بلس،‭ ‬لزيادة‭ ‬إنتاجها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السعودية‭ ‬ستكون‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬جيد‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬للتدخل‭ ‬وتعزيز‭ ‬صادراتها،‭ ‬مع‭ ‬كون‭ ‬الصين‭ ‬السوق‭ ‬الرئيسية‭ ‬لصادرات‭ ‬النفط‭ ‬الإيراني‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬توقعت‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة،‭ ‬ووكالة‭ ‬معلومات‭ ‬الطاقة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وأوبك،‭ ‬أن‭ ‬يرتفع‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2025‭ ‬بنحو‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يقوده‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬الإنتاج‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدول‭ ‬غير‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬أوبك؛‭ ‬أكد‭ ‬كالين،‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬العقوبات‭ ‬الأمريكية‭ ‬المستعادة‭ ‬والإضافية‭ ‬ضد‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬الإيرانية‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬أعضاء‭ ‬أوبك‭ ‬بلس،‭ ‬وتغيير‭ ‬موقفهم‭ ‬حيال‭ ‬ترددهم‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬تخفيف‭ ‬تخفيضات‭ ‬الإنتاج،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬مؤثرة‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬التي‭ ‬ستستفيد‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬الأمد‭ ‬القريب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سد‭ ‬فجوة‭ ‬هائلة‭ ‬في‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬من‭ ‬آسيا‭.‬

وبعيدًا‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الديناميكية،‭ ‬شدد‭ ‬المراقبون‭ ‬الغربيون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬عودة‭ ‬الإدارة‭ ‬الجمهورية‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬تعتبر‭ ‬عاملاً‭ ‬مؤثرًا،‭ ‬للغاية‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬والجغرافيا‭ ‬السياسية‭. ‬ومع‭ ‬عودة‭ ‬ترامب،‭ ‬التي‭ ‬تَعِد‭ ‬بتغييرات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وسياستها‭ ‬الخارجية؛‭ ‬أشار‭ ‬باترسون‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التنافس‭ ‬التجاري‭ ‬المتزايد‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يوفر‭ ‬رياحًا‭ ‬معاكسة‭ ‬لأسعار‭ ‬الطاقة،‭ ‬وخاصة‭ ‬إذا‭ ‬تداخلت‭ ‬تجارة‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬التوترات‭ ‬المتزايدة‭ ‬بين‭ ‬واشنطن،‭ ‬وبكين‭. ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬فإن‭ ‬أي‭ ‬خفض‭ ‬لتصعيد‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يخفف‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬الكبيرة‭ ‬تجاه‭ ‬أسواق‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭.‬

على‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر،‭ ‬حذر‭ ‬كالين‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬ضوء‭ ‬أخضر‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬لإسرائيل‭ ‬لضرب‭ ‬إيران‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬قد‭ ‬يتبعه‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬من‭ ‬الأخيرة‭ ‬بمهاجمة‭ ‬منشآت‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬أو‭ ‬تعطيل‭ ‬حركة‭ ‬الشحن‭ ‬والملاحة‭ ‬وهي‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬أقر‭ ‬بأنها‭ ‬ستؤثر‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬الخليجية،‭ ‬وتؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬حاد‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭. ‬

وبالتالي،‭ ‬سيكون‭ ‬عام‭ ‬2025‭ ‬مليئًا‭ ‬بالأحداث‭ ‬بالنسبة‭ ‬لدول‭ ‬الخليج،‭ ‬وبقية‭ ‬أعضاء‭ ‬مجموعة‭ ‬أوبك‭ ‬بلس،‭ ‬وكذلك‭ ‬لجميع‭ ‬الدول‭ ‬المصدرة‭ ‬والمستوردة‭ ‬للنفط‭ ‬الخام‭ ‬والهيدروكربونات،‭ ‬وسيتضمن‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬الديناميكية،‭ ‬التي‭ ‬ستؤثر‭ ‬على‭ ‬تغيرات‭ ‬الأسعار،‭ ‬لكنه‭ ‬يفتقر‭ ‬إلى‭ ‬مسار‭ ‬واضح‭ ‬نحو‭ ‬استقرار‭ ‬السوق‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا