العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

إسرائيل ومؤيدوها أمام محكمة التاريخ

بقلم: د. رمزي بارود

الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

تتواصل‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬إسرائيل‭ ‬بلا‭ ‬هوادة‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭. ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقوله‭ ‬أو‭ ‬تفعله‭ ‬إسرائيل‭ ‬ومؤيدوها‭ ‬يجنبهم‭ ‬المساءلة‭ ‬التاريخية‭ ‬عن‭ ‬إبادة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

ومن‭ ‬الأهمية‭ ‬بمكان‭ ‬التأكيد‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬سيحكم‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬ومؤيديها‭ ‬الذين‭ ‬لن‭ ‬يفلتوا‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬التاريخ،‭ ‬سواء‭ ‬تعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بإنهاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لفلسطين‭ ‬أو‭ ‬بحصول‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬حريته‭ ‬وانعتاقه‭ ‬من‭ ‬الاحتلال‭.‬

وفي‭ ‬كل‭ ‬الحروب‭ ‬الماضية‭ ‬وجرائم‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬رافقتها،‭ ‬تمكنت‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬زر‭ ‬إعادة‭ ‬ضبط‭ ‬علاقتها‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬يرزحون‭ ‬تحت‭ ‬نير‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الاستيطاني‭ ‬الغاشم‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمن‭.‬

في‭ ‬أعقاب‭ ‬كل‭ ‬حرب،‭ ‬بدأت‭ ‬آلة‭ ‬الدعاية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬باستخدام‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربية‭ ‬السائدة‭ ‬والراغبة‭ ‬والمتعاونة‭ ‬دائمًا،‭ ‬في‭ ‬تصوير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬سلبية‭ ‬وتقديم‭ ‬إسرائيل،‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تلك‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬دائمة‭ ‬من‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس،‭ ‬وعلى‭ ‬أنها‭ ‬الضحية،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬المدافع‭ ‬الوحيد‭ ‬عن‭ ‬الحضارة‭ ‬الغربية‭.‬

تتوازى‭ ‬هذه‭ ‬الحملة‭ ‬دائمًا‭ ‬مع‭ ‬تبييض‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الترفيه‭ ‬الشعبية،‭ ‬من‭ ‬أفلام‭ ‬هوليوود‭ ‬إلى‭ ‬البرامج‭ ‬التلفزيونية،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬أغلفة‭ ‬المجلات‭ ‬بعناوين‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬صور‭ ‬رائعة‭ ‬تلتقط‭ ‬الحياة‭ ‬غير‭ ‬المرئية‭ ‬للمجندات‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‮»‬‭.‬

وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬فإن‭ ‬الساسة‭ ‬الغربيين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬التيارات‭ ‬والانتماءات‭ ‬والأيديولوجيات،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المثقفين‭ ‬والمتحدثين‭ ‬في‭ ‬الأخبار‭ ‬وقادة‭ ‬الكنائس‭ ‬المختلفة،‭ ‬كلهم‭ ‬يسهبون‭ ‬بالإشادة‭ ‬بما‭ ‬يسمونه‭ ‬المعجزة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬إسرائيل‭.‬

في‭ ‬بداية‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬تشنها‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬قال‭ ‬الكاتب‭ ‬المسرحي‭ ‬البريطاني‭ ‬توم‭ ‬ستوبارد‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬قبل‭ ‬أن‭ ‬نتخذ‭ ‬موقفا‭ ‬بشأن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬الآن،‭ ‬ينبغي‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نفكر‭ ‬فيما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬صراعا‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬أم‭ ‬صراعا‭ ‬بين‭ ‬الحضارة‭ ‬والهمجية‮»‬‭. ‬وبطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬يميل‭ ‬إلى‭ ‬الرأي‭ ‬الثاني‭.‬

يتضمن‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬التكتيكي‭ ‬الذي‭ ‬تعتمده‭ ‬إسرائيل‭ ‬دائمًا‭ ‬شيطنة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أيضًا،‭ ‬حيث‭ ‬يصبح‭ ‬الضحية‭ ‬هو‭ ‬‮«‬الإرهابي‮»‬‭ ‬ويصبح‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬تحت‭ ‬الحصار‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬يفرضون‭ ‬الحصار‭.‬

وهذا‭ ‬الادعاء‭ ‬الأخير،‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬تم‭ ‬التعبير‭ ‬عنه‭ ‬بكلمات‭ ‬وزيرة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬السابقة‭ ‬مادلين‭ ‬أولبرايت‭ ‬التي‭ ‬قالت،‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬شبكة‭ ‬إن‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2000‭: ‬‮«‬إن‭ ‬‮«‬الإسرائيليين‭ ‬يشعرون‭ ‬بأنهم‭ ‬محاصرون‭ ‬من‭ ‬رماة‭ ‬الحجارة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والعصابات‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬تترصدهم‮»‬‭.‬

لماذا‭ ‬ستفشل‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬التكتيكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬نفسها‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬أيضا؟‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬سوف‭ ‬تفشل‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأساليب‭ ‬المختلفة،‭ ‬ليس‭ ‬لأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬لم‭ ‬تحاول‭ ‬وتكرر‭ ‬المحاولة‭. ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬تستعد‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالفعل‭ ‬لخوض‭ ‬معركة‭ ‬العمر‭.‬

من‭ ‬التكتيكات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تستخدمها‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬‮«‬الصديقة‮»‬،‭ ‬مثل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬هو‭ ‬إقرار‭ ‬قوانين‭ ‬لمنع‭ ‬مجرد‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬وصول‭ ‬حصري‭ ‬إلى‭ ‬الجمهور‭ ‬الأمريكي‭ ‬وتستأثر‭ ‬بمخاطبته‭.‬

في يوم 14 نوفمبر الماضي، أقر مجلس النواب الأمريكي مشروعي قانونين: H.R.6408 وHR.9495. ويهدف هذا التشريع الأخير، على وجه الخصوص، إلى منح وزير الخزانة الإذن بإلغاء وضع الإعفاء الضريبي لمنظمة ما وتحديد متى سينتهي التصنيف.

بمجرد‭ ‬إقرار‭ ‬مشاريع‭ ‬القوانين‭ ‬هذه‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬وموافقة‭ ‬الرئيس‭ ‬عليها،‭ ‬فإن‭ ‬التعبيرات‭ ‬الأكثر‭ ‬ديمقراطية‭ ‬وسلمية‭ ‬لرفض‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لفلسطين‭ ‬والمطالبة‭ ‬بسياسة‭ ‬خارجية‭ ‬أمريكية‭ ‬معقولة‭ ‬ستعادل‭ ‬انتهاكًا‭ ‬مباشرًا‭ ‬للقانون،‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الحالات،‭ ‬سترتقي‭ ‬إلى‭ ‬مرتبة‭ ‬الإرهاب‭. - ‬كما‭ ‬حددتها‭ ‬وزارة‭ ‬الخزانة،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬اللوبي‭ ‬المؤيد‭ ‬لإسرائيل‭.‬

لكن‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬المحاولات‭ ‬اليائسة‭ ‬لن‭ ‬تهدئ‭ ‬الغضب‭ ‬أو‭ ‬تشتت‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وذلك‭ ‬للأسباب‭ ‬التالية‭:‬

أولاً،‭ ‬لم‭ ‬تكتف‭ ‬إسرائيل‭ ‬بارتكاب‭ ‬جريمة‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬يجري‭ ‬التحقيق‭ ‬فيها‭ ‬وتعترف‭ ‬بها‭ ‬أكبر‭ ‬المؤسسات‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وهي‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬والمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭.‬

ثانياً،‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬التحقيقات‭ ‬السابقة،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬تقرير‭ ‬غولدستون‭ ‬الذي‭ ‬يحقق‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬2008‭-‬2009‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬اتخذ‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬بالفعل‭ ‬بعض‭ ‬الخطوات‭ ‬العملية‭ ‬لمحاسبة‭ ‬مجرمي‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مذكرة‭ ‬اعتقال‭ ‬صدرت‭ ‬في‭ ‬21‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي‭ ‬ضد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭. ‬نتنياهو‭ ‬ووزير‭ ‬الدفاع‭ ‬السابق‭ ‬يوآف‭ ‬جالانت‭.‬

ثالثاً،‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يهبون‭ ‬بشكل‭ ‬روتيني‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬إسرائيل،‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬والحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬الأخرى،‭ ‬يصطدمون‭ ‬الآن‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬مع‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬ساعدوا‭ ‬في‭ ‬صياغته‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬مما‭ ‬يحرمهم‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مصداقية‭ ‬كأطراف‭ ‬‮«‬محايدة‮»‬‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭.‬

على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬إن‭ ‬أوامر‭ ‬الاعتقال‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬مثيرة‭ ‬للسخط‮»‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬زعمت‭ ‬وزارة‭ ‬أوروبا‭ ‬والشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬الفرنسية‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬ووزراء‭ ‬آخرين‭ ‬يتمتعون‭ ‬بالحصانة‭ ‬لأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬ليست‭ ‬طرفًا‭ ‬في‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭.‬

رابعاً،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التحيز‭ ‬المتأصل‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربية،‭ ‬تمكن‭ ‬الصحفيون‭ ‬الفلسطينيون،‭ ‬المعزولون‭ ‬والقتلى‭ ‬بأعداد‭ ‬كبيرة،‭ ‬من‭ ‬نقل‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬إلى‭ ‬بقية‭ ‬العالم،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬إخفاء‭ ‬جرائمها‭.‬

خامساً،‭ ‬إن‭ ‬تأثير‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬قد‭ ‬تغلغل‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬طبقات‭ ‬الرأي‭ ‬العام،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭.‬

عادةً‭ ‬ما‭ ‬يقتصر‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬فلسطين‭ ‬على‭ ‬طبقات‭ ‬محددة‭ ‬من‭ ‬المجتمع،‭ ‬ويصل‭ ‬إلى‭ ‬الأكاديميين‭ ‬ونشطاء‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ومجموعات‭ ‬أخرى‭ ‬مهتمة‭ ‬بالسياسة‭ ‬والقضايا‭ ‬العالمية‭.‬

واليوم‭ ‬أصبح‭ ‬الناس‭ ‬العاديون‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬بهذا‭ ‬الواقع،‭ ‬لدرجة‭ ‬أنه‭ ‬يعتقد‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬أن‭ ‬الغضب‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬غزة‭ ‬قد‭ ‬ساهم‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬نتيجة‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأمريكية‭ ‬الأخيرة‭.‬

وفي‭ ‬إفريقيا،‭ ‬أدى‭ ‬الاهتمام‭ ‬السياسي‭ ‬والشعبي‭ ‬المتزايد‭ ‬بالنضال‭ ‬الفلسطيني‭ ‬إلى‭ ‬إحياء‭ ‬روح‭ ‬النضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التحرير‭ ‬المناهض‭ ‬للاستعمار‭ ‬في‭ ‬القارة،‭ ‬مما‭ ‬أعاد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان،‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬إلى‭ ‬الجزائر،‭ ‬إلى‭ ‬الخطوط‭ ‬الأمامية‭ ‬للتضامن‭ ‬العالمي‭.‬

لن‭ ‬ينجح‭ ‬أي‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الدعاية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬أو‭ ‬القوانين‭ ‬غير‭ ‬العادلة،‭ ‬أو‭ ‬التصنيفات‭ ‬غير‭ ‬العادلة‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬أو‭ ‬تكتيكات‭ ‬جيش‭ ‬الدفاع‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬في‭ ‬عكس‭ ‬هذه‭ ‬الحقائق‭ ‬أو‭ ‬طمسها‭. ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الزخم‭ ‬العالمي‭ ‬لتحرير‭ ‬فلسطين‭ ‬سوف‭ ‬يتسارع‭ ‬ويتنامى‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬والسنوات‭ ‬المقبلة‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬الثمن‭ ‬الذي‭ ‬دفعه‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بدمائه‭ ‬مقابل‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬المزلزلة‭ ‬باهظاً‭ ‬ومؤلماً‭ ‬جدا،‭ ‬لكن‭ ‬تاريخ‭ ‬كل‭ ‬نضالات‭ ‬التحرر‭ ‬الوطني،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬فلسطين،‭ ‬يبين‭ ‬أن‭ ‬ثمن‭ ‬الحرية‭ ‬يكون‭ ‬باهظا‭ ‬دائما‭.‬

 

{ أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا