العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

التعليم البيئي في البحرين: إرساء لأساسيات المستقبل الأخضر

بقلم: د. فاطمة ناصر العالي

الأربعاء ١١ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

تعد‭ ‬القضايا‭ ‬البيئية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬وتداعياتها‭ ‬المستمرة‭ ‬من‭ ‬أصعب‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬خلال‭ ‬القرن‭ ‬الواحد‭ ‬والعشرين،‭ ‬ما‭ ‬استدعى‭ ‬اهتمامًا‭ ‬عالميًا‭ ‬متزايدًا‭ ‬بالتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وأبعادها‭ ‬ومكوناتها؛‭ ‬لذا‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬تُعد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الحقوق‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬أن‭ ‬يسعى‭ ‬لتحقيقها،‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬البيئة‭ ‬بكافة‭ ‬مقدراتها‭ ‬من‭ ‬الهواء‭ ‬النقي‭ ‬والمياه‭ ‬الصافية‭ ‬والتربة‭ ‬النظيفة‭ ‬الخصبة‭ ‬تمثل‭ ‬ركنًا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬جودة‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬وصحته‭. ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬أوجه‭ ‬المواطنة‭ ‬الصالحة‭ ‬وتعزيز‭ ‬الهوية‭ ‬والانتماء‭ ‬للوطن‭ ‬هي‭ ‬العناية‭ ‬بموارد‭ ‬الوطن‭ ‬الطبيعية‭ ‬وحمايتها‭ ‬من‭ ‬التلوث‭ ‬والاستنزاف،‭ ‬حيث‭ ‬الاستدامة‭ ‬البيئية‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحة‭ ‬لضمان‭ ‬وتأمين‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬للأجيال‭ ‬الحاضرة،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬المساس‭ ‬بقدرتها‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬احتياجات‭ ‬أجيالها‭ ‬القادمة‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك‭ ‬تكاثفت‭ ‬الجهود‭ ‬عالميًا‭ ‬لوضع‭ ‬رؤى‭ ‬تنموية‭ ‬تم‭ ‬استحداثها‭ ‬وفق‭ ‬مستجدات‭ ‬العصر‭ ‬الراهن؛‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬بيئات‭ ‬مجتمعية‭ ‬صالحة‭ ‬للاستدامة‭. ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬برزت‭ ‬أهمية‭ ‬التعليم‭ ‬البيئي‭ ‬التي‭ ‬يمثل‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وأهدافها‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وهو‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬نحو‭ ‬بناء‭ ‬المستقبل‭ ‬الأخضر‭ ‬الذي‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬الشامل‭ ‬بين‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والبعد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وحماية‭ ‬البيئة‭. ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬ازدياد‭ ‬التحديات‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬مثل‭ ‬ندرة‭ ‬المياه‭ ‬وتلوث‭ ‬البحر‭ ‬والهواء،‭ ‬وفقدان‭ ‬التنوع‭ ‬البيولوجي،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬التي‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬الحياة؛‭ ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬اتجهت‭ ‬أغلبية‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬اعتماد‭ ‬التعليم‭ ‬البيئي‭ ‬وسيلة‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬البيئية‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تدهور‭ ‬واضح‭ ‬لميراث‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية،‭ ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تزويد‭ ‬الأفراد‭ ‬بالمعرفة‭ ‬والمهارات‭ ‬اللازمة‭ ‬لفهم‭ ‬تلك‭ ‬القضايا‭ ‬وكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬معها،‭ ‬وتبني‭ ‬سلوكيات‭ ‬مستدامة،‭ ‬مما‭ ‬يخلق‭ ‬تأثيرًا‭ ‬مجتمعيًا‭ ‬يمكن‭ ‬له‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬حلول‭ ‬فاعلة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الواقع،‭ ‬وكذلك‭ ‬فأن‭ ‬التعليم‭ ‬البيئي‭ ‬أصبح‭ ‬استثمارا‭ ‬استراتيجيا‭ ‬في‭ ‬مستقبل‭ ‬الأرض‭ ‬ومواردها‭.‬

مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وباعتبارها‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬تحديات‭ ‬بيئية‭ ‬متنوعة‭ ‬مثل‭ ‬محدودية‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية،‭ ‬وندرة‭ ‬المياه‭ ‬العذبة،‭ ‬وتأثيرات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬استجابة‭ ‬سريعة‭ ‬وفاعلة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬المختصة‭ ‬والأفراد،؛‭ ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬أدركت‭ ‬المملكة‭ ‬أهمية‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬وإعداد‭ ‬جيل‭ ‬واعٍ‭ ‬بيئيا‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬إرساء‭ ‬أساسيات‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬سلوكيات‭ ‬الأفراد‭ ‬تجاه‭ ‬البيئة‭ ‬وتشجيعهم‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬مستدامة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬بيئي‭ ‬مشرق،‭ ‬وهنا‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬بناء‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬الصغر‭ ‬كخطوة‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬غرس‭ ‬قيم‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬وسلامتها‭ ‬لدى‭ ‬أجيالنا‭ ‬تعزيزًا‭ ‬للهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬والانتماء‭ ‬إلى‭ ‬الأرض‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بتاريخها‭ ‬الطبيعي‭ ‬والبيئي‭.‬

ووفقًا‭ ‬للخطة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التعليمية‭ ‬لوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬باعتبارها‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬الرئيسية‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬البيئي،‭ ‬فقد‭ ‬رصدت‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬عملية‭ ‬التعليم،‭ ‬واعدت‭ ‬خططا‭ ‬مدروسة،‭ ‬وبرامج‭ ‬ومبادرات‭ ‬تعليمية‭ ‬هادفة،‭ ‬شمّلت‭ ‬مختلف‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭ ‬والمراحل‭ ‬التعليمية‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات،‭ ‬التي‭ ‬لعبت‭ ‬دورًا‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬المعرفة‭ ‬والثقافة‭ ‬البيئية،‭ ‬وقد‭ ‬ظهر‭ ‬أثر‭ ‬ذلك‭ ‬نتيجة‭ ‬لإقامة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدورات‭ ‬التدريبية‭ ‬والمبادرات‭ ‬والبرامج‭ ‬التعليمية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬توجيهها‭ ‬خصيصًا‭ ‬لتزويد‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬كافة‭ ‬بالأدوات‭ ‬اللازمة‭ ‬لفهم‭ ‬مدى‭ ‬تأثير‭ ‬الأنشطة‭ ‬البشرية‭ ‬على‭ ‬بيئتهم،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬فإن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬تبني‭ ‬سياسات‭ ‬ومبادرات،‭ ‬أبرزها‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬التعليمي‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مناهج‭ ‬تعليمية‭ ‬لدمج‭ ‬الموضوعات‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المراحل‭ ‬الدراسية،‭ ‬بهدف‭ ‬دمج‭ ‬التعليم‭ ‬البيئي‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬التعليمية‭ ‬والمجتمعية‭. ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تحفيز‭ ‬الإبداع‭ ‬والابتكار‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬وإعادة‭ ‬التدوير،‭ ‬وتقنيات‭ ‬الزراعة‭ ‬المستدام،‭ ‬وأي‭ ‬مجتمع‭ ‬لديه‭ ‬جيل‭ ‬يمتلك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التعلم‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬البيئية‭ ‬سوف‭ ‬يصبح‭ ‬رائدًا‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬تقنيات‭ ‬جديدة‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬الاستدامة،‭ ‬وهناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأدلة‭ ‬التي‭ ‬تثبت‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬مثلًا‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬أو‭ ‬تقنيات‭ ‬تحلية‭ ‬المياه‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬حلول‭ ‬محلية‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬الاحتياجات‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة‭.‬

إن‭ ‬المعرفة‭ ‬البيئية‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات،‭ ‬بل‭ ‬تشمل‭ ‬المجتمع‭ ‬كافة،‭ ‬هذا‭ ‬وقد‭ ‬أسهمت‭ ‬حملات‭ ‬التوعية،‭ ‬وورش‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬إشراك‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬مثل‭ ‬إعادة‭ ‬التدوير،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬التنوع‭ ‬البيولوجي،‭ ‬وحماية‭ ‬الشواطئ،‭ ‬وعندما‭ ‬يدرك‭ ‬المجتمع‭ ‬أهمية‭ ‬مشاركتهم‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬تتشكل‭ ‬الثقافة‭ ‬المجتمعية‭ ‬الداعمة‭ ‬للبيئة؛‭ ‬لذا‭ ‬جميعنا‭ ‬نسعى‭ ‬بفضل‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬2030م،‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المجال‭ ‬البيئي‭. ‬فالتعليم‭ ‬البيئي‭ ‬يلعب‭ ‬دورًا‭ ‬محوريًا‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬الوطنية،‭ ‬حيث‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مجتمع‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬البيئية‭ ‬بطرق‭ ‬مبتكرة‭ ‬وفعالة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحفيز‭ ‬الابتكار‭ ‬في‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الخضراء‭ ‬وتشجيع‭ ‬الأفراد،‭ ‬ولاسيما‭ ‬فئة‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬ابتكار‭ ‬حلول‭ ‬تكنولوجية‭ ‬جديدة‭ ‬لمشاكل‭ ‬البيئة،‭ ‬ويكونون‭ ‬من‭ ‬المساهمين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأخضر‭.‬

لذا‭ ‬فإن‭ ‬السياسات‭ ‬الحكومية‭ ‬ووفقًا‭ ‬لأهميتها‭ ‬فإنها‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬أهم‭ ‬العوامل‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التعليم‭ ‬البيئي‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬اسهمت‭ ‬بدور‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي،‭ ‬وتشريع‭ ‬القوانين‭ ‬البيئية‭ ‬لحماية‭ ‬البيئة،‭ ‬وأنظمة‭ ‬إدارة‭ ‬النفايات،‭ ‬وتقليل‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الكربونية،‭ ‬وإنشاء‭ ‬برامج‭ ‬توعية‭ ‬مثل‭ ‬الحملات‭ ‬الإعلامية‭ ‬والمشاريع‭ ‬وتصميم‭ ‬وتنفيذ‭ ‬المبادرات‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬السلوكيات‭ ‬البيئية‭ ‬السليمة،‭ ‬وتشجيع‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬البيئية‭ ‬وتمويلها‭ ‬الدراسات‭ ‬والأبحاث‭ ‬التي‭ ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مشكلات‭ ‬بيئية‭ ‬محلية‭ ‬وتقديم‭ ‬حلول‭ ‬علمية‭ ‬وفعالة‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬اقتصاد‭ ‬أخضر‭ ‬مستدام‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬ومع‭ ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬التعليم،‭ ‬يُمكن‭ ‬للمجتمع‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬صانعي‭ ‬القرار‭ ‬لدعم‭ ‬السياسات‭ ‬البيئية‭ ‬القوية،‭ ‬فعندما‭ ‬يكون‭ ‬أفراد‭ ‬مجتمعنا‭ ‬على‭ ‬معرفة‭ ‬بمدى‭ ‬تأثير‭ ‬الأنشطة‭ ‬البشرية‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬يكون‭ ‬لديهم‭ ‬دافع‭ ‬أكبر‭ ‬للمطالبة‭ ‬بتشريعات‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬حماية‭ ‬البيئة،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬التعليم‭ ‬البيئي‭ ‬يشجع‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬الحقيقية‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬السياسات‭ ‬البيئية‭ ‬واتخاذ‭ ‬تدابير‭ ‬أكثر‭ ‬حزمًا‭ ‬لحماية‭ ‬البيئة‭.‬

ورغم‭ ‬أهمية‭ ‬تعزيز‭ ‬الثقافة‭ ‬البيئية‭ ‬على‭ ‬الأصعدة‭ ‬كافة،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬عدة‭ ‬تحديات‭ ‬تعيق‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬الهدف،‭ ‬من‭ ‬أبرزها‭: ‬قلة‭ ‬الوعي‭ ‬العام؛‭ ‬لذا‭ ‬يظل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬غير‭ ‬مدركين‭ ‬لمدى‭ ‬تأثير‭ ‬سلوكياتهم‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬نقص‭ ‬الموارد‭ ‬المالية،‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬بعض‭ ‬الأنشطة‭ ‬البيئية‭ ‬أو‭ ‬مشروعات‭ ‬التوعية‭ ‬البيئية‭ ‬غير‭ ‬مدعومة‭ ‬بالموارد‭ ‬المالية‭ ‬الكافية،‭ ‬وكذلك‭ ‬المشاكل‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المجتمعات،‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬القضايا‭ ‬البيئية‭ ‬طرفًا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأزمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أو‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬يعانيها‭ ‬الأفراد‭ ‬عمومًا‭. ‬إن‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬البيئي‭ ‬هو‭ ‬استثمار‭ ‬في‭ ‬مستقبل‭ ‬البحرين‭ ‬الأخضر،‭ ‬حيثُ‭ ‬إن‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تزويد‭ ‬المجتمع‭ ‬بكافة‭ ‬فئاته‭ ‬بالمعرفة‭ ‬والمهارات‭ ‬البيئية‭ ‬الفاعلة،‭ ‬تمكنه‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬البيئية‭ ‬المستقبلية‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬فاعلية‭.‬

وختامًا‭. ‬إذا‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬نقدم‭ ‬هدية‭ ‬حقيقية‭ ‬ومستدامة‭ ‬لوطننا‭ ‬الحبيب،‭ ‬فعلينا‭ ‬العمل‭ ‬بإخلاص‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حماية‭ ‬بيئته،‭ ‬وتكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬المشتركة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي،‭ ‬وتحفيز‭ ‬الابتكار،‭ ‬والمشاركة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬لبناء‭ ‬مجتمع‭ ‬مستدام‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬البيئية،‭ ‬واستثمار‭ ‬مستقبلي‭ ‬وبناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬أخضر‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬التي‭ ‬تحفظ‭ ‬مواردها‭ ‬الطبيعية،‭ ‬وتضمن‭ ‬استدامة‭ ‬بيئتها‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬حيثُ‭ ‬إن‭ ‬تعزيز‭ ‬المواطنة‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬يُعد‭ ‬خطوة‭ ‬ضرورية‭ ‬نحو‭ ‬حماية‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض،‭ ‬وضمان‭ ‬استدامته‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬البيئي،‭ ‬وفاعلية‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬والمشاركة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬ويمكن‭ ‬للمجتمعات‭ ‬المحلية‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬أكثر‭ ‬وعيا‭ ‬بمشاكل‭ ‬البيئة‭ ‬وأفضل‭ ‬تجهيزًا‭ ‬للتعامل‭ ‬معها،‭ ‬ثم‭ ‬إن‭ ‬تكامل‭ ‬الجهود‭ ‬الحكومية‭ ‬والشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يخلق‭ ‬بيئة‭ ‬ملائمة‭ ‬لتطبيق‭ ‬الممارسات‭ ‬البيئية‭ ‬السليمة‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬أوسع‭ ‬وأشمل‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا