العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

كيف أثرت حرب إسرائيل في غزة على الرأي العام الأمريكي؟

بقلم: د. رمزي بارود {

الأربعاء ١١ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

لم‭ ‬يكن‭ ‬الناخبون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمون‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬تسببوا‭ ‬بهزيمة‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأمريكية‭ ‬وإزاحتهم‭ ‬من‭ ‬مواقع‭ ‬السلطة‭ ‬ومن‭ ‬مناصبهم‭ ‬القيادية،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬الناخبون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمون‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬كلفوا‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس‭ ‬خسارة‭ ‬المكتب‭ ‬البيضاوي‭. ‬لقد‭ ‬أرسل‭ ‬الناخبون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمون‭ ‬فقط‭ ‬رسالة‭ ‬قوية‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬فلسطين‭ ‬مهمة،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬للعرب‭ ‬والمسلمين،‭ ‬بل‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ ‬أيضًا‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬الديمقراطيون‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬تسبب‭ ‬لأنفسهم‭ ‬بتلك‭ ‬الهزيمة‭ ‬الانتخابية‭ ‬المدوية‭. ‬لقد‭ ‬كانت‭ ‬هزيمتهم‭ ‬المهينة‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬ترجع‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬إلى‭ ‬دورهم‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكاره‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

وقد‭ ‬عبر‭ ‬بيتر‭ ‬بينارت‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬أفضل‭ ‬وجه‭ ‬في‭ ‬مقالته‭ ‬الافتتاحية‭ ‬التي‭ ‬نشرها‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬الجاري،‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬تجاهل‭ ‬الديمقراطيون‭ ‬غزة‭ ‬وأسقطوا‭ ‬حزبهم‮»‬‭.‬

ووفقاً‭ ‬لبينارت،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬مذبحة‭ ‬إسرائيل‭ ‬وتجويعها‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬‭ ‬بتمويل‭ ‬من‭ ‬دافعي‭ ‬الضرائب‭ ‬الأمريكيين‭ ‬وبثها‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‮»‬،‭ ‬‮«‬أثارت‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الزيادات‭ ‬في‭ ‬النشاط‭ ‬التقدمي‭ ‬منذ‭ ‬جيل‭ ‬واحد‮»‬‭. ‬يشير‭ ‬الكاتب‭ ‬في‭ ‬مقالته‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جوهر‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬كان‭ ‬‮«‬الأمريكيين‭ ‬السود‭ ‬والشباب‮»‬‭.‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكار‭ ‬أنه‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬أصبحت‭ ‬فلسطين‭ ‬قضية‭ ‬سياسية‭ ‬أمريكية‭ ‬داخلية‭ ‬‭ ‬وهو‭ ‬كابوس‭ ‬حقيقي‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأولئك‭ ‬الذين‭ ‬جاهدوا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬باعتبارها‭ ‬مجالاً‭ ‬إسرائيليا‭ ‬حصريا‭.‬

وبصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الناخبين‭ ‬العرب‭ ‬والناخبين‭ ‬السود‭ ‬والناخبين‭ ‬من‭ ‬الأقليات‭ ‬الأخرى‭ ‬الذين‭ ‬أعطوا‭ ‬الأولوية‭ ‬لفلسطين،‭ ‬فقد‭ ‬شعر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ ‬البيض‭ ‬بنفس‭ ‬الشعور‭. ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬لأنه‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الناخبين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬أصبحوا‭ ‬يتحدون‭ ‬نموذج‭ ‬سياسات‭ ‬الهوية،‭ ‬ويفكرون‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬الصراعات‭ ‬والقيم‭ ‬والأخلاق‭ ‬المشتركة‭.‬

وأشار‭ ‬تقرير‭ ‬نشرته‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬إندبندنت‮»‬‭ ‬البريطانية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الديمقراطيين‭ ‬لم‭ ‬يعودوا‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الناخبين‭ ‬الشباب‭ ‬لتعزيز‭ ‬الأرقام،‭ ‬حيث‭ ‬حصلت‭ ‬هاريس‭ ‬على‭ ‬أدنى‭ ‬دعم‭ ‬بين‭ ‬الناخبين‭ ‬الذين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬18‭ ‬و29‭ ‬عاما‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القرن‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬إدراكهم‭ ‬للدعم‭ ‬القوي‭ ‬نسبياً‭ ‬الذي‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬فلسطين‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬الأمريكي،‭ ‬فإن‭ ‬لدى‭ ‬الساسة‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الكثير‭ ‬مما‭ ‬يدعوهم‭ ‬إلى‭ ‬القلق‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬المقبلة‭.‬

نحن‭ ‬نعلم‭ ‬بالفعل‭ ‬أن‭ ‬الدعم‭ ‬لفلسطين‭ ‬قوي‭ ‬للغاية‭ ‬بين‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬الشباب‭. ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬استطلاع‭ ‬أجرته‭ ‬مؤسسة‭ ‬غالوب‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬2023‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تعاطف‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أصبح‭ ‬الآن‭ ‬يمثل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬49%‭ ‬مقابل‭ ‬38%‮»‬،‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭.‬

والأمر‭ ‬الأكثر‭ ‬إثارة‭ ‬للدهشة‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬جمهور‭ ‬الناخبين‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أكثر‭ ‬تأييدًا‭ ‬لفلسطين‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‭. ‬ووفقاً‭ ‬لاستطلاع‭ ‬للرأي‭ ‬أجراه‭ ‬مركز‭ ‬بيو‭ ‬للأبحاث‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬إبريل‭ ‬الماضي،‭ ‬فإن‭ ‬إجمالي‭ ‬الشباب‭ ‬الأمريكيين‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬ميلاً‭ ‬للتعاطف‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬الإسرائيلي‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬ثلث‭ ‬البالغين‭ ‬تحت‭ ‬سن‭ ‬الثلاثين‭ ‬يتعاطفون‭ ‬‮«‬كلياً‭ ‬أو‭ ‬معظمهم‮»‬‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬فإن‭ ‬14%‭ ‬فقط‭ ‬يتعاطفون‭ ‬مع‭ ‬الإسرائيليين‭.‬

في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬مهمة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للديمقراطيين‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الذين‭ ‬استمروا‭ ‬في‭ ‬اعتبار‭ ‬أصوات‭ ‬الشباب‭ ‬والأقليات‭ ‬الأخرى‭ ‬أمرًا‭ ‬مفروغًا‭ ‬منه‭. ‬لقد‭ ‬ارتكبوا‭ ‬خطأ‭ ‬فادحا‭.‬

لقد‭ ‬لعبت‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬دورًا‭ ‬محوريا‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬واستدامة‭ ‬آلة‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تسهيل‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬وقد‭ ‬انتبه‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬وتصرفوا‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬شعورهم‭ ‬بالغضب‭ ‬الجماعي‭ ‬لمعاقبة‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬فعلوه‭ ‬بالشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

وفقًا‭ ‬لتقرير‭ ‬تم‭ ‬إعداده‭ ‬لمشروع‭ ‬تكاليف‭ ‬الحرب‭ ‬بجامعة‭ ‬براون،‭ ‬منحت‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬لإسرائيل‭ ‬رقمًا‭ ‬قياسيًا‭ ‬قدره‭ ‬17,9‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الحرب‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬وفقًا‭ ‬لتقرير‭ ‬نشرته‭ ‬صحيفة‭ ‬ProPublica‭ ‬الاستقصائية‭ ‬غير‭ ‬الربحية‭ ‬في‭ ‬يوم4‭ ‬أكتوبر،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬قد‭ ‬شحنت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬منذ‭ ‬يوم‭ ‬7‭ ‬أكتوبر2023‭.‬

وبعد‭ ‬ساعات‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬إعلان‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وقعت‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬صفقة‭ ‬‮«‬للحصول‭ ‬على‭ ‬25‭ ‬طائرة‭ ‬مقاتلة‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬F-15IA‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬بوينج‭ ‬الأمريكية‭ ‬مقابل‭ ‬5‭.‬2‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬مع‭ ‬خيار‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬25‭ ‬أخرى‮»‬،‭ ‬وفقًا‭ ‬لموقع‭ ‬Defense‭ ‬News‭. ‬وبعبارة‭ ‬أخرى،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬بايدن‭ ‬غير‭ ‬نادم‭ ‬على‭ ‬سياساته‭.‬

لقد‭ ‬ظل‭ ‬بايدن‭ ‬وهاريس‭ ‬وآخرون‭ ‬يحرفون‭ ‬المنطق‭ ‬ويلوون‭ ‬عنقه‭ ‬لتبرير‭ ‬دعمهم‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بأي‭ ‬طريقة‭ ‬يريدونها‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكار‭ ‬أن‭ ‬إدارتهم‭ ‬لعبت‭ ‬دورًا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬ولهذا‭ ‬السبب،‭ ‬فقد‭ ‬عوقبوا‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الواجب‭ ‬والمستحق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الناخبين‭ ‬الأمريكيين‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬النشوة‭ ‬التي‭ ‬يشعر‭ ‬بها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أنصار‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فلا‭ ‬ينبغي‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نحمل‭ ‬أي‭ ‬أوهام‭. ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتخب‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬ولا‭ ‬حاشيته‭ ‬من‭ ‬السياسيين‭ ‬اليمينيين‭ ‬منقذين‭ ‬لفلسطين‭.‬

وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نتذكر‭ ‬أن‭ ‬ولاية‭ ‬ترامب‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬منصبه‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬مهدت‭ ‬الطريق‭ ‬للتهميش‭ ‬الكامل‭ ‬للفلسطينيين‭. ‬لقد‭ ‬فعل‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منح‭ ‬إسرائيل‭ ‬السيادة‭ ‬على‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬المحتلة،‭ ‬والاعتراف‭ ‬بشرعية‭ ‬المستوطنات‭ ‬غير‭ ‬القانونية،‭ ‬وشن‭ ‬حرب‭ ‬مالية‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬ومحاولة‭ ‬تدمير‭ ‬وكالة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للاجئين،‭ ‬الأونروا،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬عدة‭ ‬إجراءات‭ ‬أخرى‭ ‬اتخذتها‭ ‬إدارته‭.‬

وإذا‭ ‬عاد‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتخب‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬سياساته‭ ‬التدميرية‭ ‬القديمة‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬فمن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬حرباً‭ ‬أخرى‭ ‬ستبدأ‭. ‬هذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬المعسكر‭ ‬المؤيد‭ ‬لفلسطين،‭ ‬الذي‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬تحويل‭ ‬التضامن‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬سياسي‭ ‬حاسم،‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬ينتظر‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الجديدة‭ ‬لتتبنى‭ ‬خطاً‭ ‬سياسياً‭ ‬أكثر‭ ‬عقلانية‭ ‬بشأن‭ ‬فلسطين‭. ‬وإذا‭ ‬حكمنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تاريخ‭ ‬الدعم‭ ‬الجمهوري‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬فلا‭ ‬ينبغي‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نتوقع‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭ ‬أو‭ ‬التغيير‭.‬

وبالتالي،‭ ‬فقد‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬للبناء‭ ‬على‭ ‬التضامن‭ ‬القائم‭ ‬بين‭ ‬كافة‭ ‬المجموعات‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬صوتت‭ ‬ضد‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأخيرة‭. ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الفرصة‭ ‬المثالية‭ ‬لترجمة‭ ‬الأصوات‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬مستمر‭ ‬وضغط‭ ‬حتى‭ ‬يتسنى‭ ‬لجميع‭ ‬جوانب‭ ‬حكومة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أن‭ ‬تسمع‭ ‬وتستجيب‭ ‬لهتافات‭ ‬‮«‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬الآن‮»‬‭ ‬و«فلسطين‭ ‬حرة‭ ‬حرة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تصم‭ ‬الآذان‭.‬

ولكن‭ ‬هذه‭ ‬المرة،‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الهتافات‭ ‬مدعومة‭ ‬بأدلة‭ ‬قوية‭ ‬تؤكد‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬أن‭ ‬الناخبين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬زعزعة‭ ‬استقرار‭ ‬النموذج‭ ‬السياسي‭ ‬برمته،‭ ‬كما‭ ‬فعلوا‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024‭.‬

{‭ ‬أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا