العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

فوز ترامب والنظام العالمي الجديد للتغير المناخي

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

عندما‭ ‬نشرتُ‭ ‬مقالي‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬أخبار‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬28‭ ‬أكتوبر‭ ‬2024‭ ‬حول‭ ‬الاجتماع‭ ‬رقم‭ (‬29‭) ‬الذي‭ ‬انعقد‭ ‬في‭ ‬أذربيجان‭ ‬للدول‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإطارية،‭ ‬كنتُ‭ ‬متشائماً‭ ‬حول‭ ‬مخرجات‭ ‬هذا‭ ‬الاجتماع‭ ‬والقرارات‭ ‬التي‭ ‬ستتمخض‭ ‬عنه،‭ ‬ولكن‭ ‬الآن‭ ‬بعد‭ ‬فوز‭ ‬ترامب‭ ‬بولاية‭ ‬ثانية‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬الرئاسة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬التشاؤم‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬ملموس،‭ ‬وإلى‭ ‬إحباط‭ ‬شديد‭ ‬مشهود،‭ ‬وأصبح‭ ‬يقيناً‭ ‬لدي‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬ينتج‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الاجتماع،‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬ايجابياً‭ ‬ويصب‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬قضية‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وفي‭ ‬صالح‭ ‬استدامة‭ ‬كوكبنا،‭ ‬فإنه‭ ‬لن‭ ‬يرى‭ ‬النور‭ ‬على‭ ‬المديين‭ ‬القريب‭ ‬والبعيد،‭ ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬قابلاً‭ ‬للتنفيذ،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬المسؤول‭ ‬الأول‭ ‬تاريخياً‭ ‬عن‭ ‬وقوع‭ ‬ظاهرة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وارتفاع‭ ‬حرارة‭ ‬كوكبنا،‭ ‬والتي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتحمل‭ ‬العبء‭ ‬الأكبر‭ ‬دولياً‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬انبعاثاتها‭ ‬من‭ ‬الغازات‭ ‬المتهمة‭ ‬بسخونة‭ ‬الأرض،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬غاز‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬الذي‭ ‬ينجم‭ ‬عن‭ ‬حرق‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء،‭ ‬وفي‭ ‬السيارات‭ ‬والطائرات،‭ ‬والمصانع،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المصادر‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬ولا‭ ‬تحصى‭.‬

فدخول‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2025‭ ‬سيكون‭ ‬العائق‭ ‬الأكبر‭ ‬أمام‭ ‬أي‭ ‬قرارات‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬خفض‭ ‬انبعاث‭ ‬الغازات‭ ‬الدفيئة‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وسيفرض‭ ‬ترامب‭ ‬سياسته‭ ‬الأحادية،‭ ‬وسيقر‭ ‬‮«‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الجديد‭ ‬للتغير‭ ‬المناخي‮»‬‭. ‬فلنا‭ ‬مع‭ ‬ترامب‭ ‬شخصياً‭ ‬تجربة‭ ‬مرَّة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تطبيق‭ ‬معاهدات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتغير‭ ‬المناخي،‭ ‬ولنا‭ ‬مع‭ ‬ترامب‭ ‬وحكومته‭ ‬وحزبه‭ ‬الجمهوري‭ ‬بشكلٍ‭ ‬عام‭ ‬خبرات‭ ‬سابقة‭ ‬قاسية‭ ‬وطويلة،‭ ‬قامت‭ ‬بإحباط‭ ‬قرارات‭ ‬وبرامج‭ ‬وسياسات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لإلزام‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬طواعية‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬الحدود،‭ ‬كما‭ ‬انسحبت‭ ‬من‭ ‬معاهدتين‭ ‬دوليتين‭ ‬حول‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭.‬

أما‭ ‬التجربة‭ ‬الأولى‭ ‬فكانت‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬الجمهوري‭ ‬جورج‭ ‬بوش‭ ‬الابن‭. ‬فالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وقعتْ‭ ‬على‭ ‬بروتوكول‭ ‬كيوتو‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬1997‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬بيل‭ ‬كلينتون‭ ‬الديمقراطي‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬وآل‭ ‬جور‭ ‬نائباً‭ ‬للرئيس،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬بروتوكول‭ ‬كيوتو‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الفاعلة‭ ‬والمؤثرة‭ ‬لأنها‭ ‬أولاً‭ ‬تبنت‭ ‬مبدأ‭ ‬مهماً‭ ‬جداً‭ ‬هو‭ ‬المسؤولية‭ ‬المشتركة‭ ‬لجميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬انبعاثاتها‭ ‬من‭ ‬الملوثات‭ ‬المعنية‭ ‬بالتغير‭ ‬المناخي،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬المسؤولية‭ ‬المختلفة‭ ‬لدول‭ ‬العالم‭. ‬فهذا‭ ‬المبدأ‭ ‬كان‭ ‬عادلاً‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬ملف‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬فلم‭ ‬يساوِ‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬المتقدمة‭ ‬التي‭ ‬لوثت‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عملياتها‭ ‬التنموية‭ ‬وتسببت‭ ‬في‭ ‬سخونة‭ ‬كوكبنا‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قرنين‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬التي‭ ‬استيقظت‭ ‬من‭ ‬نومها‭ ‬العميق‭ ‬وبدأت‭ ‬رويداً‭ ‬رويداً‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬وعمليات‭ ‬التنمية،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬انبعاثاتها‭ ‬منخفضة‭ ‬ولم‭ ‬تستمر‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬أما‭ ‬السبب‭ ‬الثاني‭ ‬لفاعلية‭ ‬بروتوكول‭ ‬كيوتو‭ ‬فهو‭ ‬موافقة‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬العريقة‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬على‭ ‬خفض‭ ‬انبعاثاتها‭ ‬الكلية‭ ‬للملوثات‭ ‬بنحو‭ ‬5‭.‬2%‭ ‬مقارنة‭ ‬بعام‭ ‬1990،‭ ‬كما‭ ‬وافقت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬خفض‭ ‬انبعاثاتها‭ ‬بنسبة‭ ‬7%‭. ‬

ولكن‭ ‬هذه‭ ‬الموافقة‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬بروتوكول‭ ‬كيوتو‭ ‬لم‭ ‬تدم‭ ‬طويلاً‭ ‬ولم‭ ‬تنفذ‭ ‬ميدانياً،‭ ‬فعند‭ ‬تربع‭ ‬جورج‭ ‬بوش‭ ‬الابن‭ ‬على‭ ‬عرش‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2001،‭ ‬أعلن‭ ‬مباشرة‭ ‬رفضه‭ ‬لهذا‭ ‬البروتوكول،‭ ‬وتبعه‭ ‬في‭ ‬الرفض‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يصادق‭ ‬عليه،‭ ‬فانسحب‭ ‬بوش‭ ‬استناداً‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬الكونجرس‭ ‬بشأن‭ ‬هذا‭ ‬البروتوكول‭. ‬وعزا‭ ‬بوش‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬البروتوكول‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬غير‭ ‬عادل‭ ‬فلم‭ ‬يلزم‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬والمتسارعة‭ ‬في‭ ‬النمو‭ ‬مثل‭ ‬الصين‭ ‬والهند‭ ‬على‭ ‬خفض‭ ‬انبعاثاتها،‭ ‬كما‭ ‬صرح‭ ‬بوش‭ ‬بأن‭ ‬لتنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬البروتوكول‭ ‬سلبيات‭ ‬تنعكس‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأمريكي‭ ‬وتؤدي‭ ‬إلى‭ ‬خفض‭ ‬الوظائف،‭ ‬فتنفيذه‭ ‬مكلف‭ ‬مالياً‭ ‬جداً‭ ‬لأمريكا،‭ ‬بحسب‭ ‬رأي‭ ‬بوش‭.‬

أما‭ ‬التجربة‭ ‬الثانية‭ ‬فهي‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الأسبق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬والرئيس‭ ‬المنتخب‭ ‬القادم‭ ‬بعد‭ ‬شهرين‭ ‬للبيت‭ ‬الأبيض‭. ‬فالرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تؤمن‭ ‬بواقعية‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يعتقد‭ ‬بأن‭ ‬لأنشطة‭ ‬الإنسان‭ ‬دوراً‭ ‬فاعلاً‭ ‬وإسهاماً‭ ‬رئيسياً‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬ظاهرة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وانعكاساتها‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬حرارة‭ ‬الأرض،‭ ‬وارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر،‭ ‬وتفاقم‭ ‬الكوارث‭ ‬المناخية‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬مدن‭ ‬العالم‭ ‬الساحلية‭. ‬كذلك‭ ‬فإن‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬حملته‭ ‬الانتخابية‭ ‬الرئاسية‭ ‬طوال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬لم‭ ‬يلتفت‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬قضية‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬ولم‭ ‬يعط‭ ‬أي‭ ‬اهتمام‭ ‬يذكر‭ ‬لهذه‭ ‬القضية،‭ ‬بل‭ ‬تجاهلها‭ ‬كلياً،‭ ‬وكأنها‭ ‬غير‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬حياتنا،‭ ‬وليس‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكي‭. ‬

ولذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وقَّع‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأسبق‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭ ‬على‭ ‬تفاهمات‭ ‬اجتماع‭ ‬باريس‭ ‬للتغير‭ ‬المناخي‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2015،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬الدول‭ ‬طواعية‭ ‬بوضع‭ ‬حدود‭ ‬لانخفاض‭ ‬الملوثات‭ ‬بنسبة‭ ‬معينة،‭ ‬فسرعان‭ ‬ما‭ ‬انسحب‭ ‬منها‭ ‬ترامب‭ ‬عندما‭ ‬نزل‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬أول‭ ‬مرة،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬اعتمد‭ ‬رسمياً‭ ‬قرار‭ ‬الانسحاب‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬2017‭. ‬

وهذه‭ ‬القناعة‭ ‬المتجذرة‭ ‬في‭ ‬ثقافة‭ ‬ترامب،‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬مجرد‭ ‬‮«‬خدعة‮»‬‭ ‬حتماً‭ ‬ستنعكس‭ ‬على‭ ‬قراراته‭ ‬المستقبلية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بأي‭ ‬تفاهمات‭ ‬أو‭ ‬معاهدات‭ ‬دولية‭ ‬حول‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬تمخض‭ ‬عن‭ ‬الاجتماع‭ ‬رقم‭ (‬29‭) ‬في‭ ‬أذربيجان‭. ‬أي‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬الاجتماع‭ ‬ولا‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬المصلحة‭ ‬الشخصية‭ ‬لترامب‭ ‬أولاً،‭ ‬ثم‭ ‬المصلحة‭ ‬الحزبية‭ ‬الجمهورية‭ ‬سيكون‭ ‬مُعرضاً‭ ‬بسرعة‭ ‬لخطر‭ ‬الإجهاض‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬وَقَعتْ‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬بايدن‭ ‬المنتهية‭ ‬ولايته‭. ‬

فمن‭ ‬الواضح‭ ‬إذن‭ ‬أن‭ ‬سياسات‭ ‬ترامب‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالبيت‭ ‬الأبيض‭ ‬تعتمد‭ ‬أساساً‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الاقتصادي‭ ‬البحت‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬إرهاق‭ ‬شركات‭ ‬أمريكا‭ ‬العملاقة‭ ‬بأي‭ ‬إجراءات،‭ ‬أو‭ ‬أنظمة‭ ‬بيئية‭ ‬تضر‭ ‬بها،‭ ‬وتخفض‭ ‬من‭ ‬أرباحها‭ ‬السنوية،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تُكلفها‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬تطيق‭ ‬من‭ ‬خفض‭ ‬انبعاثاتها‭ ‬وتحمل‭ ‬الكلفة‭ ‬المالية‭ ‬لذلك‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬استراتيجيته‭ ‬المناخية،‭ ‬إن‭ ‬وجدت،‭ ‬فيجب‭ ‬ألا‭ ‬تمس‭ ‬الوظائف‭ ‬في‭ ‬أمريكا،‭ ‬وأي‭ ‬تأثير‭ ‬سلبي‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬فيكون‭ ‬مصيره‭ ‬الرفض‭ ‬والانسحاب‭.‬

وفي‭ ‬تقديري‭ ‬ومن‭ ‬خبرتي‭ ‬مع‭ ‬ترامب‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬رئيساً‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الخبرة‭ ‬الطويلة‭ ‬والتجارب‭ ‬القاسية‭ ‬مع‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬غير‭ ‬الصديق‭ ‬للبيئة‭ ‬عامة،‭ ‬والتغير‭ ‬المناخي‭ ‬خاصة،‭ ‬فإنني‭ ‬أتوقع‭ ‬أن‭ ‬يفرض‭ ‬ترامب‭ ‬‮«‬نظاماً‭ ‬عالمياً‭ ‬جديداً‭ ‬خاصاً‭ ‬بالتغير‭ ‬المناخي‮»‬،‭ ‬وسيضع‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الجديد‭ ‬مصالحه‭ ‬الشخصية‭ ‬ومصالح‭ ‬حزبه‭ ‬وأمريكا‭ ‬عامة‭ ‬كأساس‭ ‬وأولوية‭ ‬عند‭ ‬وضع‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬المناخية‭ ‬والنظام‭ ‬الجديد،‭ ‬وسيكون‭ ‬الجانب‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وليس‭ ‬الجانب‭ ‬البيئي‭ ‬هو‭ ‬الحَكَم‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬أي‭ ‬سياسة،‭ ‬وله‭ ‬الأولوية‭ ‬عند‭ ‬اتخاذ‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬مستقبلي‭. ‬وأما‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬سيُنفذها‭ ‬ستكون‭ ‬أولاً‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬واستخدام‭ ‬جميع‭ ‬أنواع‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬تشجيع‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬والمتجددة،‭ ‬ضارباً‭ ‬بذلك‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭ ‬بجميع‭ ‬قرارات‭ ‬اجتماعات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬وثانياً‭ ‬سيعمل‭ ‬على‭ ‬فك‭ ‬القيود‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬العملاقة‭ ‬ومحطات‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الأنظمة‭ ‬البيئية‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬خفض‭ ‬الانبعاث‭ ‬والتحكم‭ ‬في‭ ‬الملوثات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عدم‭ ‬التأثير‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬تسريح‭ ‬الموظفين‭. ‬

فكل‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬يؤكد‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬سيتخذه‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬ممثلاً‭ ‬في‭ ‬اجتماعات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬الأممي‭ ‬لن‭ ‬يمر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يصب‭ ‬أولاً‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬أمريكا،‭ ‬ولن‭ ‬تتم‭ ‬الموافقة‭ ‬عليه‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬توافق‭ ‬مع‭ ‬المصالح‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لأمريكا‭ ‬ومصالح‭ ‬ترامب‭ ‬والحزب‭ ‬الجمهوري‭.‬‮ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا