العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تاريخ إسرائيل في استلاب حقوق الشعب الفلسطيني

بقلم: د. جيمس زغبي {

الجمعة ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

قبل‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬فيها‭ ‬القوى‭ ‬الأوروبية‭ ‬الغربية‭ ‬تخطط‭ ‬لتقسيم‭ ‬الشرق‭ ‬العربي،‭ ‬حاولت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬إقناع‭ ‬تلك‭ ‬القوى‭ ‬الاستعمارية‭ ‬الغربية‭ ‬باتخاذ‭ ‬مسار‭ ‬آخر‭ ‬مختلف‭.‬

ودعماً‭ ‬لذلك‭ ‬الاعتقاد‭ ‬القائل‭ ‬بأن‭ ‬الشعوب‭ ‬التي‭ ‬تحررت‭ ‬مؤخراً‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬الاستعماري‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬المصير،‭ ‬أرسلت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لجنة‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ ‬البارزين‭ ‬لاستطلاع‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬العربي‭ ‬لاكتشاف‭ ‬ما‭ ‬فعلوه‭ ‬وما‭ ‬لا‭ ‬يريدونه‭ ‬لمستقبلهم‭.‬

وقد‭ ‬خلصت‭ ‬تلك‭ ‬اللجنة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأغلبية‭ ‬الساحقة‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬ترفض‭ ‬تقسيم‭ ‬منطقتهم‭ ‬أو‭ ‬تقاسمها،‭ ‬كما‭ ‬ترفض‭ ‬الانتداب‭ ‬الأوروبي‭ ‬عليهم،‭ ‬وإقامة‭ ‬دولة‭ ‬صهيونية‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬حيث‭ ‬إنهم‭ ‬كانوا‭ ‬يأملون‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬موحدة‭.‬

كما‭ ‬حذر‭ ‬تقرير‭ ‬تلك‭ ‬اللجنة‭ ‬من‭ ‬تفاقم‭ ‬الصراع‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬المضي‭ ‬قدمًا‭ ‬في‭ ‬التقسيم‭ ‬المخطط‭ ‬له‭. ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اللورد‭ ‬البريطاني‭ ‬بلفور‭ ‬قد‭ ‬رفض‭ ‬تلك‭ ‬النتائج‭ ‬قائلاً‭ ‬إن‭ ‬مواقف‭ ‬السكان‭ ‬العرب‭ ‬الأصليين‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬الكثير‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليه،‭ ‬خاصة‭ ‬عند‭ ‬مقارنتها‭ ‬بأهمية‭ ‬الحركة‭ ‬الصهيونية‭.‬

وفي‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬نجح‭ ‬اللورد‭ ‬بلفور‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬مراده،‭ ‬وتحققت‭ ‬تلك‭ ‬التوقعات‭ ‬والنتائج‭ ‬الوخيمة‭ ‬التي‭ ‬حذرت‭ ‬منها‭ ‬تلك‭ ‬اللجنة‭ ‬الأمريكية‭. ‬تم‭ ‬تقسيم‭ ‬الشرق‭ ‬العربي‭ ‬وتمزيق‭ ‬أوصاله،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬فرض‭ ‬الانتداب‭ ‬البريطاني‭ ‬على‭ ‬فلسطين،‭ ‬وقد‭ ‬استغل‭ ‬البريطانيون‭ ‬وضع‭ ‬الانتداب‭ ‬لتعزيز‭ ‬حركة‭ ‬الهجرة‭ ‬اليهودية‭ ‬إلى‭ ‬فلسطين‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬قيام‭ ‬إسرائيل‭.‬

ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬تم‭ ‬تجريد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬ممتلكاتهم‭ ‬وانتزاع‭ ‬أراضيهم‭ ‬وتدمير‭ ‬مساكنهم‭ ‬وقراهم‭ ‬وتشريدهم‭ ‬وتعريضهم‭ ‬للعنف‭ ‬والتنكيل‭ ‬المتواصل‭. ‬ولأن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬قد‭ ‬ظلوا‭ ‬يقاومون،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬بمثابة‭ ‬صراع‭ ‬مستمر‭ ‬بلغ‭ ‬ذروته‭ ‬في‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬تدور‭ ‬رحاها‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬قمع‭ ‬وتنكيل‭.‬

ومما‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬قد‭ ‬تفاقمت‭ ‬معاناته‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭ ‬لأن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬قد‭ ‬فقدوا‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العقود‭ ‬الثلاثة‭ ‬الماضية‭ ‬كل‭ ‬سيطرة‭ ‬على‭ ‬ظروف‭ ‬حياتهم‭.‬

وما‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬تدهور‭ ‬أوضاع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وتفاقم‭ ‬معاناته‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬قد‭ ‬ظلت‭ ‬منذ‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أوسلو‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1993،‭ ‬تتخذ‭ ‬خطوات‭ ‬وتطبيق‭ ‬خطط‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬موحدة‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬التي‭ ‬احتلتها‭ ‬عام‭ ‬1967‭.‬

لقد‭ ‬فصل‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬ما‭ ‬يسمونه‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬مما‭ ‬ألحق‭ ‬ضررا‭ ‬كبيرا‭ ‬باقتصادها‭ ‬وأجبر‭ ‬سكانها‭ ‬على‭ ‬الاعتماد‭ ‬كليا‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬التوظيف‭ ‬والخدمات‭.‬

وفي‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬ظل‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬يضعون‭ ‬الخطط‭ ‬ويصادرون‭ ‬الأراضي‭ ‬لتوسيع‭ ‬المستوطنات‭ ‬واستخدام‭ ‬الطرق‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬ونقاط‭ ‬التفتيش‭ ‬والمناطق‭ ‬الأمنية‭ ‬‮«‬لليهود‭ ‬فقط‮»‬‭ ‬لتقسيم‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬صغيرة‭ ‬خاضعة‭ ‬للسيطرة‭. ‬لقد‭ ‬عانى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬التنمية‭ ‬وظل‭ ‬يخضع‭ ‬لتضييق‭ ‬الخناق‭ ‬على‭ ‬اقتصاده‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمن‭. ‬لقد‭ ‬ظل‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬أيضا‭ ‬معزولا‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬فلسطين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تبديد‭ ‬وتحطيم‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الآمال‭ ‬والأحلام‭ ‬التي‭ ‬ولدها‭ ‬اتفاق‭ ‬أوسلو‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬العالم‭ ‬الغربي‭ ‬لا‭ ‬يولي‭ ‬سوى‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬لاحتياجات‭ ‬وتطلعات‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭. ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬يتم‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬طرح‭ ‬خطط‭ ‬لحكم‭ ‬مستقبل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬دون‭ ‬موافقة‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬الذي‭ ‬يخضع‭ ‬تحت‭ ‬نير‭ ‬الاحتلال‭.‬

يقضي‭ ‬الاقتراح‭ ‬المطروح‭ ‬الآن‭ ‬بأن‭ ‬تتولى‭ ‬سلطة‭ ‬فلسطينية‭ ‬‮«‬بعد‭ ‬إصلاحها‮»‬،‭ ‬شؤون‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬مع‭ ‬توفير‭ ‬الأمن‭ ‬بواسطة‭ ‬قوة‭ ‬عربية‭ ‬إسلامية،‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬التزام‭ ‬بالتفاوض‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

إن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الاقتراح‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬لسببين‭.‬

من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاقتراح‭ ‬قد‭ ‬وضع‭ ‬خصيصا‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فقد‭ ‬رفض‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬أنفسهم‭ ‬شروط‭ ‬مفهوم‭ ‬‮«‬اليوم‭ ‬التالي‮»‬‭. ‬إنهم‭ ‬يرفضون‭ ‬مغادرة‭ ‬غزة‭ ‬أو‭ ‬السماح‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬غزة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬‮«‬تطهيرهم‮»‬‭ ‬منها‭.‬

كما‭ ‬يرفض‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬أيضًا‭ ‬دور‭ ‬القوى‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬الأمن،‭ ‬مثلما‭ ‬أنهم‭ ‬يرفضون‭ ‬قبول‭ ‬أي‭ ‬نقاش‭ ‬حول‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬يتضمن‭ ‬ربط‭ ‬المناطق‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المقسمة،‭ ‬وخاصة‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬يتضمن‭ ‬التنازل‭ ‬عن‭ ‬الأراضي،‭ ‬أو‭ ‬إجلاء‭ ‬المستوطنين،‭ ‬أو‭ ‬التنازل‭ ‬عن‭ ‬السيطرة‭ ‬الأمنية،‭ ‬أو‭ ‬توسيع‭ ‬دور‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭.‬

والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬خطط‭ ‬‮«‬اليوم‭ ‬التالي‮»‬‭ ‬لم‭ ‬تأخذ‭ ‬في‭ ‬اعتبارها‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

وبدلاً‭ ‬من‭ ‬إعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬لما‭ ‬تريده‭ ‬أو‭ ‬تطلبه‭ ‬إسرائيل‭ (‬أو‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭) ‬وفرض‭ ‬خطط‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬إسرائيل‭ ‬الأمنية،‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬التحول‭ ‬نحو‭ ‬نهج‭ ‬يتحدى‭ ‬تلك‭ ‬السياسات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وغضبهم؛‭ ‬وتشويه‭ ‬التنمية‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬الفلسطينية؛‭ ‬وجعل‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬بناء‭ ‬مؤسسات‭ ‬فلسطينية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬كسب‭ ‬الاحترام‭.‬

لابد‭ ‬من‭ ‬البدء‭ ‬بالمطالبة‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وإنهاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬الجاثم‭ ‬على‭ ‬رقاب‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وتحميل‭ ‬إسرائيل‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬سياساتها‭ ‬التي‭ ‬خلقت‭ ‬هذه‭ ‬الفوضى،‭ ‬وليس‭ ‬الضحايا‭.‬

وهناك‭ ‬بعض‭ ‬العلامات‭ ‬المشجعة‭ ‬التي‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬يتحول‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬أكثر‭ ‬تأييداً‭ ‬للفلسطينيين‭. ‬فالأمريكيون‭ ‬أصبحوا‭ ‬أكثر‭ ‬دعماً‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬وأكثر‭ ‬معارضة‭ ‬للسياسات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬تنتهك‭ ‬الحقوق‭ ‬الفلسطينية‭.‬

لقد‭ ‬أصبح‭ ‬الأمريكيون‭ ‬أيضا‭ ‬أكثر‭ ‬تقبلا‭ ‬لتغيير‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تساعد‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬النقطة‭ ‬التي‭ ‬يتعثر‭ ‬عتدها‭ ‬الحوار،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬رؤية‭ ‬فلسطينية‭ ‬واضحة‭ ‬للمستقبل‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬قيادة‭ ‬يمكنها‭ ‬التعبير‭ ‬عنها‭.‬

وبناء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬فقد‭ ‬قامت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بتكليف‭ ‬مؤسسة‭ ‬زغبي‭ ‬للأبحاث‭ ‬بقياس‭ ‬تأثير‭ ‬السياسات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬والتهديدات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬تلك‭ ‬التجمعات‭ ‬السكانية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وسؤال‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬عما‭ ‬يعتبرونه‭ ‬أفضل‭ ‬طريق‭ ‬للمضي‭ ‬قدمًا‭ ‬لنيل‭ ‬حقوقهم‭ ‬وكرامتهم‭ ‬وتحقيق‭ ‬السلام‭. ‬

لقد‭ ‬أظهرت‭ ‬نتائج‭ ‬الاستطلاع‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الظروف‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬فرضها‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬الثلاث‭ ‬الخاضعة‭ ‬لسيطرتهم،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬هناك‭ ‬خيوط‭ ‬مشتركة‭ ‬للهوية‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬الحرية‭ ‬والوحدة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تربطهم‭ ‬ببعضهم‭ ‬البعض‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬يريده‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تنهي‭ ‬إسرائيل‭ ‬احتلالها‭ ‬الجاثم‭ ‬على‭ ‬حياتهم‭ ‬حتى‭ ‬يتمكنوا‭ ‬أخيرًا‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الحرية‭ ‬والاستقلال‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬خاصة‭ ‬بهم‭.‬

وبما‭ ‬أنهم‭ ‬فقدوا‭ ‬الثقة،‭ ‬بدرجات‭ ‬متفاوتة،‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وحماس،‭ ‬فإنهم‭ ‬يفضلون‭ ‬إجراء‭ ‬استفتاء‭ ‬شعبي‭ ‬لانتخاب‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬الزعامات‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬رؤية‭ ‬جديدة‭ ‬لفلسطين؛‭ ‬وتوحيد‭ ‬الصف‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لتشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬فاعلة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬كسب‭ ‬الاحترام‭ ‬والاعتراف؛‭ ‬مع‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬محاسبة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬جرائمها‭ ‬في‭ ‬الهيئات‭ ‬الدولية‭.‬

وبطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬يجب‭ ‬تطوير‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر،‭ ‬لأنه‭ ‬يظل‭ ‬يمثل‭ ‬المسار‭ ‬الأفضل‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬اتباعه‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد،‭ ‬وبدلا‭ ‬من‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬فرض‭ ‬‮«‬الحلول‮»‬‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬سؤالهم‭ ‬عما‭ ‬يريدون،‭ ‬والاستماع‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يرغبون‭ ‬به‭ ‬ويتطلعون‭ ‬إليه‭.‬

 

{ رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا