العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

عودة ترامب إلى البيت الأبيض.. بين التحديات والمخاوف!

بقلم: عبد الله السناوي {

السبت ١٦ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

يكاد‭ ‬العالم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬اختلف‭ ‬تمامًا‭ ‬عما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬حين‭ ‬جرت‭ ‬إزاحة‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ (‬2020‭). ‬

بمجرد‭ ‬انتخابه‭ ‬مجددًا‭ ‬طرحت‭ ‬تساؤلات‭ ‬حرجة‭ ‬على‭ ‬الإقليم‭ ‬والعالم‭ ‬عن‭ ‬حدود‭ ‬التغيير‭ ‬في‭ ‬سياسات‭ ‬القوة‭ ‬العظمى‭ ‬شبه‭ ‬الوحيدة‭ ‬على‭ ‬المسارح‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭ ‬المشتعلة‭ ‬بالنيران‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وفلسطين‭ ‬ولبنان‭.‬

يصعب‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬تعهداته‭ ‬الانتخابية‭ ‬بإنهاء‭ ‬تلك‭ ‬الحروب‭ ‬والتخلص‭ ‬بأسرع‭ ‬وقت‭ ‬من‭ ‬إرث‭ ‬سلفه‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭. ‬يقال‭ ‬عادة‭: ‬‮«‬ترامب‭ ‬هو‭ ‬ترامب‮»‬‭. ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬إعلان‭ ‬انتصاره‭ ‬استعار‭ ‬من‭ ‬منافسته‭ ‬‮«‬كامالا‭ ‬هاريس‮»‬‭ ‬دعوتها‭ ‬إلى‭ ‬طي‭ ‬صفحة‭ ‬الصراعات‭ ‬الداخلية،‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬فيها‭ ‬سياساته‭ ‬وهددت‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬صميم‭ ‬معناها‭ ‬وأدوارها‭.‬

في‭ ‬نشوة‭ ‬النصر‭ ‬استشعر‭ ‬بأن‭ ‬حقًا‭ ‬استلب‭ ‬منه‭ ‬بالتزوير‭ ‬الفادح‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬السابقة‭ ‬عاد‭ ‬إليه‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لديه‭ ‬دليل‭ ‬واحد‭ ‬أو‭ ‬شبه‭ ‬دليل‭.‬

هل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تختلف‭ ‬سياساته‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬الشقاق‭ ‬إلى‭ ‬الوحدة‭ ‬أم‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬انفجارات‭ ‬أخرى‭ ‬ومشاحنات‭ ‬جديدة‭ ‬تضع‭ ‬المشهد‭ ‬الداخلي‭ ‬الأمريكي‭ ‬على‭ ‬حافة‭ ‬الخطر‭ ‬الداهم؟

هذا‭ ‬تحد‭ ‬أول‭ ‬يستدعي‭ ‬القلق‭ ‬المكتوم‭ ‬أو‭ ‬بعض‭ ‬الوقت‭ ‬حتى‭ ‬تستبين‭ ‬سياساته‭ ‬ومواقفه‭ ‬عندما‭ ‬يدخل‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ (‬20‭) ‬يناير‭ (‬2025‭)‬،‭ ‬حسبما‭ ‬تقضي‭ ‬الترتيبات‭ ‬المستقرة‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬السلطة‭. ‬الملح‭ ‬والضاغط‭ ‬الآن‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬يتصرف‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬الملفات‭ ‬الدولية‭ ‬المشتعلة‭.‬

لم‭ ‬تكن‭ ‬لدى‭ ‬الأوروبيين‭ ‬رفاهية‭ ‬الوقت‭ ‬لانتظار‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يطرأ‭ ‬من‭ ‬تحولات‭ ‬وانقلابات‭ ‬جوهرية‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬أو‭ ‬تبعات‭ ‬التحلل‭ ‬من‭ ‬الالتزامات‭ ‬الأمريكية‭ ‬تجاه‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬ومستقبل‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬وطبيعة‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

دعا‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬إلى‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬أمنها‭. ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تلك‭ ‬دعوة‭ ‬مستحدثة‭ ‬على‭ ‬توجهاته‭ ‬السياسية‭ ‬بعد‭ ‬صعود‭ ‬ترامب‭ ‬مجددًا،‭ ‬فقد‭ ‬تبناها‭ ‬وألح‭ ‬عليها‭ ‬أثناء‭ ‬فترته‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأولى،‭ ‬التي‭ ‬تخللتها‭ ‬مشاحنات‭ ‬أمام‭ ‬الكاميرات‭ ‬بين‭ ‬الرئيسين‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬إهانة‭ ‬ماكرون‭. ‬دعوته‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬إجراء‭ ‬احترازي‭ ‬مبكر‭ ‬خشية‭ ‬عواقب‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬بتفاهم‭ ‬منفرد‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬دون‭ ‬أخذ‭ ‬المخاوف‭ ‬الأوروبية‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭.‬

في‭ ‬تعليق‭ ‬لافت‭ ‬آخر‭ ‬دعا‭ ‬الرئيس‭ ‬الأوكراني‭ ‬فولوديمير‭ ‬زيلينسكي‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬السلام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القوة‮»‬‭. ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬تعبيرًا‭ ‬ملتبسًا‭ ‬يعكس‭ ‬مدى‭ ‬قلقه‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬تحولات‭ ‬دراماتيكية‭ ‬مفاجئة‭ ‬عسكريًا‭ ‬وسياسيًا‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬الأوكراني‭. ‬بوقت‭ ‬واحد‭ ‬تبنى‭ ‬خيار‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬قوة‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬بمواجهة‭ ‬روسيا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعارض‭ ‬خيار‭ ‬ترامب،‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬بعدما‭ ‬أثبت‭ ‬الخيار‭ ‬العسكري‭ ‬عجزه‭ ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافه‭.‬

لم‭ ‬يتردد‭ ‬القادة‭ ‬الأوروبيون‭ ‬الآخرون‭ ‬عن‭ ‬التعبير‭ ‬بصيغ‭ ‬أخرى‭ ‬عن‭ ‬فوائض‭ ‬القلق،‭ ‬التي‭ ‬تعتريهم‭ ‬إثر‭ ‬صعود‭ ‬ترامب‭ ‬مجددًا‭. ‬المشكلة‭ ‬الرئيسية‭ ‬هنا‭ ‬أنه‭ ‬تعهد‭ ‬بإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬بمجرد‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬بوتين‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لديه‭ ‬خطة‭ ‬واضحة‭.‬

بدا‭ ‬الكرملين‭ ‬أكثر‭ ‬تريثًا،‭ ‬رغم‭ ‬تأييده‭ ‬الضمني‭ ‬لصعود‭ ‬ترامب‭. ‬بتعبير‭ ‬وزير‭ ‬خارجيته‭ ‬أندريه‭ ‬لافروف‭: ‬‮«‬سوف‭ ‬ننظر‭ ‬في‭ ‬أفعاله‭ ‬لا‭ ‬أقواله‮»‬

الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬تحد‭ ‬جوهري‭ ‬يتعلق‭ ‬به‭ ‬مستقبل‭ ‬النظام‭ ‬الدولي،‭ ‬الذي‭ ‬أخذ‭ ‬يترنح‭ ‬بتأثير‭ ‬حربين‭ ‬متزامنتين،‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬والأخرى‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

كانت‭ ‬النزعة‭ ‬العسكرية‭ ‬المفرطة‭ ‬لدى‭ ‬بايدن‭ ‬أحد‭ ‬الأسباب‭ ‬الجوهرية‭ ‬لخسارة‭ ‬نائبته‭ ‬هاريس‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭. ‬لم‭ ‬تبدِ‭ ‬شخصية‭ ‬مستقلة‭ ‬عن‭ ‬إرثه،‭ ‬لا‭ ‬دعت‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬للحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬ولا‭ ‬نددت‭ ‬بجرائم‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬باليقين‭ ‬فإن‭ ‬وطأتها‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ترامب‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬لكنها‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬مسافة‭ ‬عن‭ ‬بايدن‭ ‬الذي‭ ‬فقد‭ ‬شعبيته‭ ‬وصورته‭ ‬وأدخل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ ‬التساؤلات‭ ‬الحرجة‭ ‬عن‭ ‬مستقبله‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬نسب‭ ‬التضخم‭ ‬وارتفاعات‭ ‬الأسعار‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭.‬

استثمر‭ ‬ترامب‭ ‬فشل‭ ‬بايدن،‭ ‬ونجح‭ ‬في‭ ‬الفوز‭ ‬بأريحية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬متوقعة‭. ‬كسب‭ ‬إلى‭ ‬صفه‭ ‬قطاعات‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ ‬السود‭ ‬رغم‭ ‬سجله‭ ‬السلبي،‭ ‬الذي‭ ‬استدعى‭ ‬احتجاجات‭ ‬واسعة‭ ‬نشأت‭ ‬في‭ ‬زخمها‭ ‬حركة‭ ‬حياة‭ ‬السود‭ ‬مهمة‭. ‬كما‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬اجتذاب‭ ‬كتل‭ ‬محافظة‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬حزبه‭ ‬الجمهوري‭ ‬أقلقها‭ ‬تركيز‭ ‬منافسته‭ ‬على‭ ‬الحريات‭ ‬الجسدية‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬عرب‭ ‬ومسلمون‭.‬

كانت‭ ‬المفارقة‭ ‬الأفدح‭ ‬توزع‭ ‬الصوت‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬بين‭ ‬المرشحين‭ ‬بذريعتين‭ ‬مختلفتين،‭ ‬أحدهما‭ ‬بالتصويت‭ ‬العقابي‭ ‬ضد‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬وهاريس‭ ‬لدورها‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬والتواطؤ‭ ‬الكامل‭ ‬بحرب‭ ‬الإبادة‭.‬

وثانيهما،‭ ‬بالرهان‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يلتزم‭ ‬ترامب‭ ‬وعده‭ ‬الانتخابي،‭ ‬الذي‭ ‬أطلقه‭ ‬بولاية‭ ‬ميتشجان‭ ‬المتأرجحة،‭ ‬بإنهاء‭ ‬حربي‭ ‬غزة‭ ‬ولبنان‭.‬

كان‭ ‬ذلك‭ ‬تحليقا‭ ‬في‭ ‬فراغ‭ ‬الأهواء‭. ‬بدت‭ ‬حكومة‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬الأكثر‭ ‬يمينية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الدولة‭ ‬العبرية‭ ‬الأكثر‭ ‬ابتهاجًا‭ ‬بفوزه‭. ‬حسب‭ ‬تعبيره‭ ‬فإن‭ ‬فوز‭ ‬ترامب‭ ‬يعني‭ ‬إعادة‭ ‬القوة‭ ‬للتحالف‭ ‬الأمريكي‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬كأنه‭ ‬كان‭ ‬مهتزًا‭ ‬على‭ ‬عهد‭ ‬بايدن،‭ ‬الذي‭ ‬وفر‭ ‬لآلة‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تحتاجه‭ ‬من‭ ‬تسليح‭ ‬ودعم‭ ‬استخباراتي‭ ‬وغطاء‭ ‬سياسي‭ ‬منع‭ ‬ملاحقة‭ ‬قادتها‭ ‬أمام‭ ‬المحاكم‭ ‬الدولية‭ ‬بتهمة‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬أخطرها‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭. ‬وحسب‭ ‬وزير‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬المتطرف‭ ‬اتيمار‭ ‬بن‭ ‬غفير‭ ‬فإنها‭ ‬فرصة‭ ‬لتحقيق‭ ‬النصر‭ ‬المطلق‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لديه‭ ‬أي‭ ‬تصور‭ ‬يتعدى‭ ‬التقتيل‭ ‬والإبادة‭ ‬والتجويع‭ ‬والتهجير‭ ‬القسري‭ ‬للفلسطينيين‭.‬

الحرب‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬أخطر‭ ‬على‭ ‬واشنطن‭ ‬ومصالحها‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭.‬

هذا‭ ‬استنتاج‭ ‬مرجح‭ ‬فيما‭ ‬تنشره‭ ‬الصحافة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬يقال‭ ‬عن‭ ‬تفاهمات‭ ‬بين‭ ‬ترامب‭ ‬ونتنياهو‭ ‬تقضي‭ ‬باستخدام‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬لحسم‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬حتى‭ ‬يمكن‭ ‬إنهاؤها‭ ‬فور‭ ‬دخوله‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬ويكون‭ ‬ذلك‭ ‬إنجازًا‭ ‬يحسب‭ ‬للرئيس‭ ‬العائد‭.‬

في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاوز‭ ‬الحقائق‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وفلسطين‭. ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تستعصي‭ ‬على‭ ‬الإلغاء،‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬نفي‭ ‬مشروع‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وعدم‭ ‬الاستعداد‭ ‬للاعتراف‭ ‬بأية‭ ‬حقوق‭ ‬سياسية‭ ‬لشعبها‭.‬

إننا‭ ‬بقرب‭ ‬محاولة‭ ‬جديدة‭ ‬لإلغاء‭ ‬الأثر‭ ‬السياسي‭ ‬والمعنوي‭ ‬لعملية‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ (‬2023‭) ‬وما‭ ‬جرى‭ ‬بأثر‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬أوسع‭ ‬موجة‭ ‬تضامن‭ ‬شعبية‭ ‬دولية‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬باعتبارها‭ ‬قضية‭ ‬تحرر‭ ‬وطني‭ ‬بالمقام‭ ‬الأول‭ ‬والأخير‭.‬

يصعب‭ ‬تخيل‭ ‬حدوث‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬جرى‭. ‬ولا‭ ‬هو‭ ‬سهل‭ ‬ومتاح‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬صفقة‭ ‬القرن‭ ‬بصورة‭ ‬أو‭ ‬أخرى‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬الضغط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬محاولات‭ ‬تطبيع‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

إننا‭ ‬بقرب‭ ‬انحياز‭ ‬صارخ‭ ‬لإسرائيل‭ ‬تعترضه‭ ‬الحقائق‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬التي‭ ‬ثبت‭ ‬دائمًا‭ ‬أنها‭ ‬يستحيل‭ ‬تجاوزها‭.‬

 

{ كاتب‭ ‬صحفي‭ ‬مصري

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا