العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

تطبيع البشرية مع المثلية

في‭ ‬جلسة‭ ‬جمعتني‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الأصدقاء‭ ‬تطرق‭ ‬حديثنا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬أعلنته‭ ‬على‭ ‬الملأ‭ ‬وبكل‭ ‬فخر‭ ‬فنانة‭ ‬عربية‭ ‬شهيرة‭ ‬عن‭ ‬رفضها‭ ‬الزواج‭ ‬من‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الفتيات‭ ‬اللاتي‭ ‬تقدمن‭ ‬لها‭ ‬بعد‭ ‬عرض‭ ‬مسلسلها‭ ‬الأخير‭ ‬الذى‭ ‬لاقى‭ ‬إقبالا‭ ‬شديدا‭ ‬على‭ ‬متابعته‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أعداد‭ ‬غفيرة‭ ‬من‭ ‬المشاهدين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭.‬

أعتقد‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الفنانة‭ ‬توقعت‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬الغاضبة‭ ‬والمستهجنة‭ ‬تجاه‭ ‬ما‭ ‬ذكرته‭ ‬عن‭ ‬تأييدها‭ ‬العلني‭ ‬للمثلية‭ ‬الجنسية‭ ‬واعتبارها‭ ‬شيئا‭ ‬عاديا،‭ ‬لما‭ ‬أقدمت‭ ‬على‭ ‬فضح‭ ‬أفكارها‭ ‬الشاذة‭ ‬والتعبير‭ ‬عنها‭ ‬بكل‭ ‬مباهاة،‭ ‬فهذا‭ ‬التصريح‭ ‬أفقدها‭ ‬شعبيتها‭ ‬واحترامها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كثيرين‭ ‬الذين‭ ‬ندموا‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬أعمالها‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬مطالعة‭ ‬وجهها‭ ‬على‭ ‬الشاشة‭.‬

الطامة‭ ‬الكبرى‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬مفاخرة‭ ‬الذين‭ ‬يؤيدون‭ ‬المثلية‭ ‬الجنسية‭ ‬بأفكارهم‭ ‬الشاذة‭ ‬والجهر‭ ‬بها‭ ‬بكل‭ ‬تبجح،‭ ‬بل‭ ‬والترويج‭ ‬لها،‭ ‬غير‭ ‬عابئين‭ ‬بتعاليم‭ ‬ديننا‭ ‬الحنيف،‭ ‬والتي‭ ‬أكدها‭ ‬حديث‭ ‬الرسول‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬فيه‭: ‬‮«‬من‭ ‬وجدتموه‭ ‬يعمل‭ ‬عمل‭ ‬قوم‭ ‬لوط‭.. ‬فاقتلوا‭ ‬الفاعل‭ ‬والمفعول‭ ‬به‮»‬‭!‬

مؤخرا،‭ ‬وافقت‭ ‬لجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬الوطني‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬على‭ ‬اقتراح‭ ‬بقانون‭ ‬لمعاقبة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ارتكب‭ ‬فعلا‭ ‬من‭ ‬أفعال‭ ‬الشذوذ‭ ‬الجنسي‭ ‬مع‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬جنسه،‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬تجريم‭ ‬تلك‭ ‬الأفعال‭ ‬والترويج‭ ‬والتمجيد‭ ‬لها،‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬حماية‭ ‬المجتمع‭ ‬والأسرة‭.‬

وقد‭ ‬نص‭ ‬الاقتراح‭ ‬بقانون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يعاقب‭ ‬بالحبس‭ ‬مدة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬وبالغرامة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬خمسمائة‭ ‬دينار‭ ‬وتجاوز‭ ‬ألفي‭ ‬دينار‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ارتكب‭ ‬فعلا‭ ‬من‭ ‬أفعال‭ ‬الشذوذ‭ ‬الجنسي‭ ‬مع‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬جنسه،‭ ‬كما‭ ‬تضمن‭ ‬المعاقبة‭ ‬بالحبس‭ ‬والغرامة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬ولا‭ ‬تجاوز‭ ‬ألفي‭ ‬دينار‭ ‬أو‭ ‬بإحدى‭ ‬هاتين‭ ‬العقوبتين‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬قام‭ ‬بإحدى‭ ‬طرق‭ ‬العلانية‭ ‬أو‭ ‬بأي‭ ‬وسيلة‭ ‬كانت‭ ‬بالترويج‭ ‬أو‭ ‬التمجيد‭ ‬أو‭ ‬التبرير‭ ‬أو‭ ‬التشجيع‭ ‬لأعمال‭ ‬تشكل‭ ‬فعلا‭ ‬من‭ ‬أفعال‭ ‬الشذوذ‭ ‬الجنسي‭ ‬مع‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬جنسه‭.‬

نعم،‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬ملحة‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬تشريعات‭ ‬تردع‭ ‬تلك‭ ‬الأفعال‭ ‬الشاذة‭ ‬المحرمة‭ ‬شرعا،‭ ‬وتجرم‭ ‬من‭ ‬يتفاخر‭ ‬بها‭ ‬ويروج‭ ‬لها‭ ‬وذلك‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬ديننا‭ ‬ومجتمعنا‭ ‬وأبنائنا،‭ ‬فلو‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القوانين‭ ‬موجودة‭ ‬بالفعل‭ ‬لما‭ ‬تجرأت‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الفنانة‭ ‬على‭ ‬الفخر‭ ‬بتأييدها‭ ‬للمثلية‭ ‬الجنسية‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬تفخر‭ ‬بأمجادها‭ ‬الفنية‭.‬

فمثلما‭ ‬هناك‭ ‬يوم‭ ‬عالمي‭ ‬لمناهضة‭ ‬رهاب‭ ‬المثلية‭ ‬وهو‭ ‬تاريخ‭ ‬17‭ ‬مايو،‭ ‬وشهر‭ ‬فخر‭ ‬بالمثلية‭ ‬وهو‭ ‬يونيو‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬جهود‭ ‬مناهضة‭ ‬لهذا‭ ‬الشذوذ‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أمتنا‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬وكما‭ ‬غدت‭ ‬المثلية‭ ‬تملأ‭ ‬الأبصار‭ ‬والأسماع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الفعاليات‭ ‬والمظاهرات‭ ‬والإعلانات‭ ‬التجارية‭ ‬التضامنية‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لتطبيع‭ ‬البشرية‭ ‬معها،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬إطلاق‭ ‬حملات‭ ‬مضادة‭ ‬لإخفاقها‭ ‬ومحوها‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬ساحاتنا‭.‬

يقول‭ ‬ابن‭ ‬القيم‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬الجواب‭ ‬الكافي‭:‬

‮«‬ولما‭ ‬كانت‭ ‬مفسدة‭ ‬اللواط‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬المفاسد‭.. ‬كانت‭ ‬عقوبته‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬والآخرة‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬العقوبات‮»‬‭!‬

فشكرا‭ ‬للسادة‭ ‬النواب‭ ‬على‭ ‬اقتراحهم‭ ‬القانوني‭ ‬الذي‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬يطبق‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬لمعاقبة‭ ‬كل‭ ‬ممارس‭ ‬لشذوذه‭ ‬أو‭ ‬مفاخر‭ ‬به‭ ‬بأشد‭ ‬عقوبة‭! ‬

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا