اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
شكرا سعادة الوزير
مؤخرا أعلن سعادة الدكتور محمد بن مبارك جمعة وزير التربية والتعليم انطلاق برنامج «إمكان» لدروس التقوية المسائية المجانية عن بعد، والتي يستفيد منها أكثر من خمسين ألف طالب وطالبة من صفوف الثالث الإعدادي وحتى الثالث الثانوي، وذلك استعدادا للامتحانات النهائية للفصل الدراسي الأول من عام 2024-2025.
هذا البرنامج وبحسب تصريح سعادة الوزير يقدم 94 حصة مركزية افتراضية عبر منصة الوزارة الإلكترونية على برنامج «تيمز» بقيادة نخبة متميزة من المعلمين والمعلمات الذين يسهمون في تقديمها لمختلف المقررات حيث يكون الدخول إلى هذه الدروس اختياريا عبر روابط ترسل للطلبة بانتظام تبعا لجداول محددة تتضمن كل التفاصيل وهي تركز على أهم الكفايات والمهارات والموضوعات التي ينبغي على الطلبة الإلمام بها مع إتاحة خاصية التفاعل عبر الدردشة لتوجيه الأسئلة والاستفسارات إلى المعلمين.
نعم، بإمكان «إمكان» أن يسهم في تخفيف وطأة الدروس الخصوصية التي باتت تمثل ظاهرة خطيرة وخاصة بعد اندلاع جائحة كورونا التي أنعشت سوقها بشدة من جديد وبمساهمة أولياء الأمور أنفسهم، والتي وإن دلت على شيء فإنما تدل على ارتفاع الهدر بالنظام التعليمي بشكل عام.
الكارثة اليوم هي ممارسة مهنة الدروس الخصوصية من قبل كل من هب ودب حتى من خارج المنظومة التعليمية، فهناك العديد من ربات البيوت والمتقاعدين والمقيمين يتخذون منها «سبوبة» كما يقال باللغة الدارجة أي وسيلة للربح والتكسب، وبالطبع يبقى الضحايا الأوائل لها هم أولياء الأمور الذين يسعون بشتى الطرق إلى نجاح أبنائهم وحصولهم على أعلى مستوى تعليمي حتى وإن أنهك ذلك جيوبهم.
في جمهورية مصر العربية (على سبيل المثال لا الحصر) هناك تشريعات تجرم مهنة الدروس الخصوصية دون الحصول على تصريح، وذلك في محاولة للتصدي لها بعد أن تحولت إلى تجارة رائجة عظيمة العائد في ظل الأسعار التي تفتقد إلى أي معايير ويتم تحديدها بالساعة أو بالشهر أو بالدرس ومع ذلك مازالت تمارس بكثافة وبصورة غير مشروعة من وراء الكواليس.
لذلك نحن نثني هنا على مبادرة د. محمد بن مبارك جمعة والتي تأتي انطلاقا من الاستفادة من الوسائل التكنولوجية واستكمالا للتعاون الناجح مع شركة مايكروسوفت العالمية في تطبيق برامج التعلم عن بعد وإتاحة الفرص التعليمية الإضافية للطلبة وسد أي فجوات أو ثغرات في تحصيلهم العلمي.
وكلنا أمل في أن يرى وعد سعادة الوزير النور قريبا فيما يتعلق بتطوير الآلية الخاصة بهذا البرنامج الذي تم إطلاقه منذ العام الدراسي الماضي بما يضمن استدامته وتوسيع نطاقه ليشمل مختلف المراحل التعليمية، وذلك للإبقاء على التعليم كرسالة لا تجارة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك