العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

وصفة من أجل التغيير

أشار‭ ‬تقرير‭ ‬لوزارة‭ ‬شؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والزراعة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬المخلفات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬شركات‭ ‬النظافة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بإزالتها‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬2,200‭ ‬طن‭ ‬يوميا،‭ ‬وهي‭ ‬تشمل‭ ‬المخلفات‭ ‬المنزلية‭ ‬والتجارية‭ ‬والزراعية‭ ‬وكذلك‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالبناء‭ ‬والهدم‭. ‬

وبيّن‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬المخلفات‭ ‬المنزلية‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬مجموع‭ ‬المخلفات،‭ ‬حيث‭ ‬ينتج‭ ‬الفرد‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ما‭ ‬مقداره‭ ‬1,1‭ ‬كيلوجرام‭ ‬من‭ ‬النفايات‭ ‬يوميا،‭ ‬وتصل‭ ‬نسبتها‭ ‬إلى‭ ‬72%‭ ‬من‭ ‬مجموع‭ ‬المخلفات‭ ‬المزالة‭ ‬بشكل‭ ‬يومي،‭ ‬وتأتي‭ ‬بعدها‭ ‬مخلفات‭ ‬الهدم‭ ‬والبناء‭ ‬إذ‭ ‬تشكل‭ ‬8%‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬مشكلة‭ ‬النفايات‭ ‬اليوم‭ ‬هي‭ ‬مشكلة‭ ‬عالمية،‭ ‬حيث‭ ‬تؤكد‭ ‬الأرقام‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬ينتج‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬2‭ ‬مليار‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬النفايات‭ ‬سنويا،‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬ضخم‭ ‬قد‭ ‬يصعد‭ ‬إلى‭ ‬3,4‭ ‬مليارات‭ ‬طن‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2050‭ ‬بحسب‭ ‬توقعات‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬وتطوير‭ ‬أنماط‭ ‬حياتهم‭ ‬وأساليب‭ ‬وعادات‭ ‬استهلاكهم‭.‬

فاليوم‭ ‬هناك‭ ‬كثيرون‭ ‬قرروا‭ ‬تفضيل‭ ‬المنتجات‭ ‬المحلية،‭ ‬والإقبال‭ ‬على‭ ‬الملابس‭ ‬المصنوعة‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬معاد‭ ‬تدويرها،‭ ‬وخفض‭ ‬استهلاك‭ ‬اللحوم،‭ ‬وعدم‭ ‬الشراء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬حاجاتهم،‭ ‬والإبداع‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬إعادة‭ ‬توظيف‭ ‬المنتجات‭ ‬والمواد،‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬طرق‭ ‬تساعدهم‭ ‬في‭ ‬تجديد‭ ‬مقتنياتهم‭ ‬وإصلاحها‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬التخلص‭ ‬منها،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬السلوكيات‭ ‬التي‭ ‬تنم‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬بهذه‭ ‬المشكلة‭.‬

تلك‭ ‬الأرقام‭ ‬المفزعة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالنفايات‭ ‬المنزلية‭ ‬تماثلها‭ ‬أيضا‭ ‬نسب‭ ‬مرعبة‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬هدر‭ ‬الطعام‭ ‬بالبحرين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تطرقتُ‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬سابق‭ ‬حيث‭ ‬تبلغ‭ ‬تكلفة‭ ‬الطعام‭ ‬المهدر‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ما‭ ‬يقدر‭ ‬بخمسة‭ ‬وتسعين‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬سنويا،‭ ‬وذلك‭ ‬بحسب‭ ‬تقارير‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬والتي‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفرد‭ ‬البحريني‭ ‬يهدر‭ ‬ما‭ ‬يوازي‭ ‬132‭ ‬كيلوجراما‭ ‬من‭ ‬الغذاء‭ ‬سنويا‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬أوصت‭ ‬ورشة‭ ‬عمل‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بضرورة‭ ‬تغيير‭ ‬أنماط‭ ‬الاستهلاك‭ ‬والشراء‭ ‬الذكي،‭ ‬وإعادة‭ ‬استخدام‭ ‬وتدوير‭ ‬الطعام‭ ‬لتجنب‭ ‬هدره‭ ‬بعدة‭ ‬طرق‭ ‬منها‭ ‬تعلم‭ ‬أساليب‭ ‬طهي‭ ‬مبتكرة،‭ ‬وتحويل‭ ‬الطعام‭ ‬الفائض‭ ‬إلى‭ ‬سماد‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬المنزل‭ ‬أو‭ ‬الدولة،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للبيئة‭ ‬يقوم‭ ‬حاليا‭ ‬بحملة‭ ‬توعية‭ ‬بهذا‭ ‬الجانب‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬وصفة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التغيير‮»‬‭!‬

لقد‭ ‬أكد‭ ‬الخبراء‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬من‭ ‬انتهاج‭ ‬نمط‭ ‬حياة‭ ‬مستدام‭ ‬وصحي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنتج‭ ‬أو‭ ‬المستهلك‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬ووصولا‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬جوانب‭ ‬الحياة،‭ ‬بهدف‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬معاناة‭ ‬7‭ ‬ملايين‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬الجوع،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬التعليم‭ ‬والتربية‭ ‬في‭ ‬التوعية،‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬وتكريس‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬الدائري‭.‬

باختصار،‭ ‬أصبح‭ ‬الحل‭ ‬الأمثل‭ ‬لمشكلتي‭ ‬النفايات‭ ‬وهدر‭ ‬الطعام‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬إحداث‭ ‬‮«‬التغيير‮»‬‭ ‬في‭ ‬أسلوب‭ ‬الحياة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نصحت‭ ‬به‭ ‬حملة‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للبيئة‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬وصفة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التغيير‮»‬‭!!‬

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا