العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

مقالات

تحولات الوجهة السياحية بمملكة البحرين

بقلم: عبد الرحمن الحدي

الاثنين ١٥ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

تأسست‭ ‬منظمة‭ ‬السياحة‭ ‬العالمية‭ (‬UNWTO‭) ‬في‭ ‬عام‭ ‬1975،‭ ‬وهي‭ ‬وكالة‭ ‬تابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تٌعنى‭ ‬بتنظيم‭ ‬وتنمية‭ ‬السياحة‭ ‬العالمية‭. ‬يتمثل‭ ‬هدف‭ ‬الـ‭ ‬UNWTO‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬السياحة‭ ‬كصناعة‭ ‬مستدامة‭ ‬ومساهمة‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭. ‬تشمل‭ ‬مهامها‭ ‬الرئيسية‭ ‬تعزيز‭ ‬السياحة‭ ‬كوسيلة‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وتحقيق‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬العمل،‭ ‬وتعزيز‭ ‬فهم‭ ‬الثقافات‭ ‬المختلفة‭ ‬والتراث‭ ‬الثقافي‭ ‬والطبيعي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬السفر‭ ‬والسياحة‭ ‬كوسيلة‭ ‬لتعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والتفاهم‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭.‬

وتلعب‭ ‬السياحة‭ ‬دورًا‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬وتعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬تعتبر‭ ‬السياحة‭ ‬ثالث‭ ‬أكبر‭ ‬صناعة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الحجم‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وتمثل‭ ‬نسبة‭ ‬10‭.‬4٪‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬العالمي‭ ‬و10‭.‬6٪‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬المجملة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وتساهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وتعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬النامية‭.‬

ويأتي‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صناعة‭ ‬وجهة‭ ‬سياحية‭ ‬تنافسية‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬،‭ ‬وباستقراء‭ ‬تعريف‭ ‬منظمة‭ ‬السياحة‭ ‬العالمية‭ ‬للوجهة‭ ‬السياحية‭ ‬بانها‭ (‬المساحة‭ ‬المادية‭ ‬التي‭ ‬يقضي‭ ‬فيها‭ ‬السائح‭ ‬ليلة‭ ‬واحدة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭)‬،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الوجهة‭ ‬لها‭ ‬حدود‭ ‬مادية‭ ‬وإدارية‭ ‬تحدد‭ ‬إدارتها،‭ ‬ولها‭ ‬صورة‭ ‬ذهنية‭ ‬تحدد‭ ‬قدرتها‭ ‬التنافسية‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬وتتضمن‭ ‬الوجهات‭ ‬السياحية‭ ‬المحلية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬شركاء‭ ‬العمل‭ ‬بما‭ ‬يشمل‭ ‬المجتمع‭ ‬المضيف،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تتداخل‭ ‬هذه‭ ‬الوجهات‭ ‬معًا‭ ‬وتشكل‭ ‬شبكة‭ ‬لتكوين‭ ‬وجهات‭ ‬سياحية‭ ‬أكبر،‭ ‬وقد‭ ‬تأخذ‭ ‬الوجهة‭ ‬السياحية‭ ‬أشكالاً‭ ‬متعددة،‭ ‬فتكون‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬بلد‭ ‬كامل،‭ ‬أو‭ ‬منطقة‭ ‬جغرافية‭ ‬معينة،‭ ‬جزيرة،‭ ‬مدينة‭ ‬أو‭ ‬قرية،‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬معلم‭ ‬مهم‭ ‬داخل‭ ‬بلد‭ ‬معين‭.‬

وبالنظر‭ ‬الى‭ ‬عناصر‭ ‬قوة‭ ‬الوجهة‭ ‬السياحية‭ ‬نجدها‭ ‬تتلخص‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬نقاط‭ ‬،‭ ‬أولا‭: ‬عوامل‭ ‬الجذب‭ ‬الرئيسية‭ ‬للوجهة،‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الطبيعي‭ ‬منها‭ ‬والذي‭ ‬صنعه‭ ‬الإنسان،‭ ‬وثانياً‭: ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬نتيجة‭ ‬لمساهمة‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬ثالثاً‭: ‬إمكانيات‭ ‬الوصول‭ ‬للوجهة‭ ‬السياحية‭ (‬برا،‭ ‬بحرا،‭ ‬جوا‭) ‬،‭ ‬رابعاً‭: ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬أو‭ ‬المكون‭ ‬البشري‭ ‬من‭ ‬أيدي‭ ‬عاملة‭ ‬مدربة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الوجهة‭ ‬السياحية،‭ ‬خامساً‭: ‬الصورة‭ ‬الذهنية‭ ‬ومميزات‭ ‬الوجهة‭ ‬السياحية‭ ‬التي‭ ‬تميزها‭ ‬عن‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الوجهات‭ ‬السياحية‭ ‬إقليميا‭ ‬أو‭ ‬عالميا،‭ ‬واخيرا‭ ‬تكلفة‭ ‬الوجهة‭ ‬السياحية‭ ‬والامور‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتفاصيل‭ ‬الأسعار‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬حتما‭ ‬على‭ ‬الوجهة‭ ‬السياحية‭ ‬وقدرتها‭ ‬التنافسية‭ ‬وذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬لاعبين‭ ‬رئيسيين‭ ‬للإدارة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للوجهة‭ ‬السياحية‭ ‬وهي‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬تسمى‭ ‬بشركاء‭ ‬العمل‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬منظمات‭ ‬حكومية،‭ ‬أو‭ ‬شبه‭ ‬حكومية‭ ‬أو‭ ‬خاصة‭.‬

وقياساً‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬نرى‭ ‬الخطوات‭ ‬الواثقة،‭ ‬التي‭ ‬تسير‭ ‬عليها‭ ‬وزارة‭ ‬السياحة‭ ‬وهيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للسياحة‭ ‬والمعارض‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬سعادة‭ ‬الوزيرة‭ ‬فاطمة‭ ‬بنت‭ ‬جعفر‭ ‬الصيرفي،‭ ‬نحو‭ ‬المضي‭ ‬قدماً‭ ‬ونحو‭ ‬استشراف‭ ‬المستقبل‭ ‬نحو‭ ‬صناعة‭ ‬منتج‭ ‬سياحي‭ ‬منافس،‭ ‬والسير‭ ‬بها‭ ‬قدماً،‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬واكبت‭ ‬التطلعات‭ ‬وواجهت‭ ‬التحديات‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬وصريح‭.‬

ولا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬نجاح‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬بجهود‭ ‬ادارية‭ ‬منسقة‭ ‬تنظم‭ ‬عمل‭ ‬المكونات‭ ‬الرئيسية‭ ‬للوجهة‭ ‬السياحية،‭ ‬وبإدارة‭ ‬تأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬البعد‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬لصناعة‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬تستطيع‭ ‬الربط‭ ‬والتنسيق‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬المكونات‭ ‬المستقلة‭ ‬نوعا‭ ‬ما،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تنظيم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بالجهد‭ ‬والتكلفة‭ ‬وبما‭ ‬يحقق‭ ‬أهداف‭ ‬الوجهة‭ ‬السياحية‭ ‬التنافسية‭.‬

ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الاشارة‭ ‬هنا‭ ‬أنه‭ ‬وحتى‭ ‬يتم‭ ‬الاستمرار‭ ‬بالعمل‭ ‬بهذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المعلنة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للسياحة‭ ‬والمعارض‭ ‬2022‭-‬2026،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بخطة‭ ‬تسويقية‭ ‬موازية‭ ‬ومن‭ ‬العيار‭ ‬الثقيل،‭ ‬وكذلك‭ ‬ضمان‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الخدمات‭ ‬السياحية‭ ‬ترتقي‭ ‬لمستوى‭ ‬تطلعات‭ ‬السائح‭ ‬الأجنبي‭ ‬والمواطن،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يترافق‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬بيئة‭ ‬تشريعية‭ ‬وقانونية‭ ‬مرنة‭ ‬تستوعب‭ ‬كل‭ ‬التطورات‭ ‬السريعة‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬صناعة‭ ‬السياحة‭ ‬عالميا‭ ‬للوصول‭ ‬الى‭ ‬تكوين‭ ‬الوجهة‭ ‬السياحية‭ ‬المٌثلى‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الطفرات‭ ‬المبهرة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬السياحة‭ ‬التي‭ ‬نراها‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭.‬

لذلك‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬جدا‭ ‬أن‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للسياحة‭ ‬والمعارض‭ ‬ووزارة‭ ‬السياحة‭ ‬مستمرين‭ ‬في‭ ‬عملهم‭ ‬الدؤوب‭ ‬وفق‭ ‬الخطة‭ ‬المعلنة‭ ‬وبجهود‭ ‬منسقة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها،‭ ‬ولنجاح‭ ‬خطة‭ ‬بهذا‭ ‬الحجم‭ ‬وعلى‭ ‬المدى‭ ‬الزمني‭ ‬القصير‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬صورة‭ ‬ذهنية‭ ‬وهوية‭ ‬مميزة‭ ‬للوجهة‭ ‬السياحية‭ ‬والارتقاء‭ ‬بالخدمات‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬مستويات‭ ‬الرضا‭ ‬لدى‭ ‬السائح،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬العملية‭ ‬السياحية‭ ‬برمتها‭ ‬مزدهرة‭ ‬وذات‭ ‬جدوى‭ ‬اقتصادية،‭ ‬وبما‭ ‬يحقق‭ ‬الفائدة‭ ‬القصوى‭ ‬للمجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬وحماية‭ ‬البيئة‭ ‬المحلية‭ ‬الحاضنة‭ ‬للمنتج‭ ‬السياحي‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية‭.‬

 

 

 

 

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا