العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مأزق الموقف الإسرائيلي تجاه الحرب بين روسيا وأوكرانيا

بقلم: رمزي بارود

الاثنين ٢٧ فبراير ٢٠٢٣ - 02:00

ظلت‭ ‬إسرائيل‭ ‬تحاول‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عام‭ ‬كامل‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬موقف‭ ‬واضح‭ ‬وحاسم‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭. ‬يعود‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ومهما‭ ‬كان‭ ‬موقفها‭ ‬من‭ ‬الحرب،‭ ‬ستخرج‭ ‬خاسرة‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬النتيجة‭. ‬لكن‭ ‬هل‭ ‬إسرائيل‭ ‬طرف‭ ‬محايد؟

إسرائيل‭ ‬هي‭ ‬موطن‭ ‬لما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬من‭ ‬اليهود‭ ‬الناطقين‭ ‬بالروسية،‭ ‬ثلثهم‭ ‬وصل‭ ‬من‭ ‬أوكرانيا‭ ‬قبل‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭ ‬من‭ ‬انهيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬مباشرة‭. ‬حافظ‭ ‬هؤلاء‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬على‭ ‬جذور‭ ‬ثقافية‭ ‬ولغوية‭ ‬عميقة‭ ‬في‭ ‬وطنهم‭ ‬الأم‭ ‬الفعلي‭ ‬وهم‭ ‬يشكلون‭ ‬دائرة‭ ‬انتخابية‭ ‬حاسمة‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المستقطب‭.‬

بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬التهميش‭ ‬بعد‭ ‬وصولهم‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬التسعينيات،‭ ‬تمكن‭ ‬هؤلاء‭ ‬من‭ ‬تشكيل‭ ‬أحزابهم‭ ‬الخاصة،‭ ‬وفي‭ ‬النهاية،‭ ‬ممارسة‭ ‬تأثير‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ونتيجة‭ ‬الانتخابات‭ ‬المتعاقبة‭. ‬يعتبر‭ ‬الزعيم‭ ‬القومي‭ ‬المتطرف‭ ‬الناطق‭ ‬بالروسية‭ ‬لحزب‭ ‬إسرائيل‭ ‬بيتنا،‭ ‬أفيغدور‭ ‬ليبرمان،‭ ‬نتيجة‭ ‬مباشرة‭ ‬للنفوذ‭ ‬المتزايد‭ ‬لهذه‭ ‬الدائرة‭.‬

وبينما‭ ‬أدرك‭ ‬بعض‭ ‬القادة‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬أن‭ ‬موسكو‭ ‬تمتلك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأوراق‭ ‬المهمة،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬نفسها‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬كان‭ ‬آخرون‭ ‬أكثر‭ ‬قلقًا‭ ‬بشأن‭ ‬تأثير‭ ‬اليهود‭ ‬الروس‭ ‬والأوكرانيين‭ ‬والمولدوفيين‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬إسرائيل‭ ‬نفسها‭.‬

بعد‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭ ‬من‭ ‬بدء‭ ‬الحرب،‭ ‬صرح‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬آنذاك‭ ‬يائير‭ ‬لابيد‭ ‬بموقف‭ ‬فاجأ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬وبالطبع‭ ‬روسيا‭ ‬حيث‭ ‬صرح‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬الهجوم‭ ‬الروسي‭ ‬على‭ ‬أوكرانيا‭ ‬انتهاك‭ ‬خطير‭ ‬للنظام‭ ‬الدولي‭... ‬إن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تدين‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‮»‬‭.‬

وهكذا‭ ‬فإن‭ ‬المفارقة‭ ‬في‭ ‬كلمات‭ ‬لابيد‭ ‬واضحة‭ ‬للغاية‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬تفاصيلها‭ ‬كثيرا،‭ ‬باستثناء‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬انتهكت‭ ‬قرارات‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬كما‭ ‬يعتبر‭ ‬احتلالها‭ ‬العسكري‭ ‬لفلسطين‭ ‬الأطول‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الحديث‭. ‬لكن‭ ‬لابيد‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬معنيا‭ ‬‮«‬بالنظام‭ ‬الدولي‮»‬‭.‬

كان‭ ‬جمهور‭ ‬لابيد‭ ‬المستهدف‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الكلام‭ ‬يتألف‭ ‬من‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬‭ ‬حوالي‭ ‬76%‭ ‬منهم‭ ‬كانوا‭ ‬ضد‭ ‬روسيا‭ ‬ويؤيدون‭ ‬أوكرانيا‭ ‬‭ ‬وواشنطن،‭ ‬التي‭ ‬أملت‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬حلفائها‭ ‬أن‭ ‬نصف‭ ‬المواقف‭ ‬بشأن‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬غير‭ ‬مقبولة‭.‬

أما‭ ‬مساعدة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬للشؤون‭ ‬السياسية‭ ‬فيكتوريا‭ ‬نولاند‭ ‬فقد‭ ‬حذرت‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬الماضي‭ ‬ودعتها‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬واضح‭ ‬والانضمام‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬العقوبات‭ ‬المالية‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬خاطب‭ ‬إسرائيل‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬أنتم‭ ‬لا‭ ‬تريدون‭ ‬أن‭ ‬تصبحوا‭ ‬الملاذ‭ ‬الأخير‭ ‬للأموال‭ ‬القذرة‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬فرار‭ ‬ملايين‭ ‬الأوكرانيين‭ ‬من‭ ‬بلادهم،‭ ‬وصل‭ ‬الآلاف‭ ‬منهم‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭. ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬تم‭ ‬الترحيب‭ ‬بالأمر‭ ‬في‭ ‬تل‭ ‬أبيب،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬قلقة‭ ‬من‭ ‬تنامي‭ ‬ظاهرة‭ ‬الهجرة‭ ‬العكسية‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭. ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬اللاجئين‭ ‬الأوكرانيين‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬يهودًا،‭ ‬فقد‭ ‬خلق‭ ‬ذلك‭ ‬معضلة‭ ‬للحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬ذكرت‭ ‬صحيفة‭ ‬تايمز‭ ‬أوف‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬مارس‭ ‬2022‭ ‬أن‭ ‬‮«‬اللقطات‭ ‬التي‭ ‬بثتها‭ ‬أخبار‭ ‬القناة‭ ‬12‭ ‬أظهرت‭ ‬أعدادًا‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬داخل‭ ‬إحدى‭ ‬صالات‭ ‬المطار،‭ ‬مع‭ ‬أطفال‭ ‬صغار‭ ‬ينامون‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬وعلى‭ ‬عربة‭ ‬أمتعة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬امرأة‭ ‬مسنة‭ ‬تتلقى‭ ‬العلاج‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭. ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬حالة‭ ‬إغماء‮»‬‭.‬

في‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬الماضي،‭ ‬قررت‭ ‬وزارة‭ ‬الهجرة‭ ‬والاندماج‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تعليق‭ ‬المنح‭ ‬الخاصة‭ ‬المقدمة‭ ‬للاجئين‭ ‬الأوكرانيين‭.‬

في‭ ‬غضون‭ ‬ذلك،‭ ‬بدا‭ ‬موقف‭ ‬إسرائيل‭ ‬السياسي‭ ‬متضاربًا‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬ظل‭ ‬لابيد‭ ‬ملتزمًا‭ ‬بموقفه‭ ‬المناهض‭ ‬لروسيا،‭ ‬حافظ‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬آنذاك‭ ‬نفتالي‭ ‬بينيت‭ ‬على‭ ‬نبرة‭ ‬أكثر‭ ‬تصالحية،‭ ‬حيث‭ ‬سافر‭ ‬إلى‭ ‬موسكو‭ ‬في‭ ‬5‭ ‬مارس‭ ‬2022‭ ‬للتشاور‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين،‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأوكراني‭ ‬فولوديمير‭ ‬زيلينسكي‭.‬

وفي‭ ‬وقت‭ ‬لاحق،‭ ‬زعم‭ ‬بينيت‭ ‬أن‭ ‬زيلينسكي‭ ‬طلب‭ ‬منه‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬وعد‭ ‬من‭ ‬بوتين‭ ‬بعدم‭ ‬اغتياله‭. ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الادعاء،‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تقديمه‭ ‬بعد‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬الاجتماع،‭ ‬تم‭ ‬رفضه‭ ‬بشدة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كييف،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يوضح‭ ‬عدم‭ ‬انسجام‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬الصراع‭.‬

خلال‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الحرب،‭ ‬أرادت‭ ‬إسرائيل‭ ‬المشاركة‭ ‬كوسيط،‭ ‬وعرضت‭ ‬مرارًا‭ ‬استضافة‭ ‬محادثات‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا‭ ‬في‭ ‬القدس‭. ‬لذلك‭ ‬أرادت‭ ‬إيصال‭ ‬عدة‭ ‬رسائل‭: ‬لتوضيح‭ ‬قدرة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لاعباً‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬العالمية‭. ‬‭ ‬طمأنة‭ ‬موسكو‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬تظل‭ ‬طرفًا‭ ‬محايدًا؛‭ ‬تقديم‭ ‬التبرير‭ ‬لواشنطن،‭ ‬باعتبارها‭ ‬حليفًا‭ ‬رئيسيًا‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬السبب‭ ‬الذي‭ ‬يجعلها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تتخذ‭ ‬موقفا‭ ‬سلبيا‭ ‬من‭ ‬مسألة‭ ‬تقديم‭   ‬الدعم‭ ‬المباشر‭ ‬لكييف،‭ ‬وأيضًا‭ ‬لتسجيل‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬سياسية‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬بأن‭ ‬القدس‭ ‬المحتلة‭ ‬هي‭ ‬مركز‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬لإسرائيل‭. ‬

‭ ‬لقد‭ ‬فشلت‭ ‬تلك‭ ‬المناورة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وكانت‭ ‬تركيا،‭ ‬وليس‭ ‬إسرائيل،‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬اختارها‭ ‬الطرفان‭ ‬الروسي‭ ‬والأوكراني‭ ‬لهذا‭ ‬الدور‭. ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭ ‬2022،‭ ‬بدأت‭ ‬مقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬تظهر‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لإسرائيليين‭ ‬يقاتلون‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬القوات‭ ‬الأوكرانية‭. ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬تأكيد‭ ‬رسمي‭ ‬من‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الحدث‭ ‬المتكرر‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬حدوث‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬الموقف‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

تطور‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬شهور‭ ‬ليؤدي‭ ‬أخيرًا‭ ‬إلى‭ ‬تحول‭ ‬كبير‭ ‬عندما‭ ‬قيل‭ ‬إن‭ ‬إسرائيل‭ ‬قد‭ ‬منحت‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬2022‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬حلف‭ ‬أعضاء‭ ‬الناتو‭ ‬الإذن‭ ‬لتزويد‭ ‬أوكرانيا‭ ‬بأسلحة‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬إسرائيلية‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ذكرت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬هآرتس‮»‬‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬وافقت‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬‮«‬مواد‭ ‬استراتيجية‮»‬‭ ‬بقيمة‭ ‬ملايين‭ ‬الدولارات‭ ‬للعمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬الأوكرانية‭. ‬لذلك،‭ ‬أنهت‭ ‬إسرائيل‭ ‬عمليًا‭ ‬حيادها‭ ‬في‭ ‬الحرب‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬سلطات‭ ‬موسكو‭ ‬تدرك‭ ‬طبيعة‭ ‬موقف‭ ‬إسرائيل‭ ‬المحفوف‭ ‬بالمخاطر،‭ ‬حيث‭ ‬أرسلت‭ ‬رسائل‭ ‬خاصة‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭. ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬2022،‭ ‬قال‭ ‬مسؤولون‭ ‬روس‭ ‬إن‭ ‬موسكو‭ ‬تخطط‭ ‬لإغلاق‭ ‬الفرع‭ ‬الروسي‭ ‬للوكالة‭ ‬اليهودية‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬وهي‭ ‬الهيئة‭ ‬الرئيسية‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬تسهيل‭ ‬الهجرة‭ ‬اليهودية‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬وفلسطين‭ ‬المحتلة‭.‬

كانت‭ ‬عودة‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬إلى‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬الماضي‭ ‬بمثابة‭ ‬عودة‭ ‬إلى‭ ‬سياسة‭ ‬الحياد‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬تعهد‭ ‬الزعيم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬اليميني‭ ‬خلال‭ ‬مقابلات‭ ‬مع‭ ‬شبكة‭ ‬السي‭ ‬أن‭ ‬أن‭ ‬وقناة‭ ‬LCI‭ ‬الفرنسية‭ ‬في‭ ‬1‭ ‬و5‭ ‬فبراير‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬سيدرس‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ (‬الخاصة‭ ‬بتزويد‭ ‬أوكرانيا‭ ‬بنظام‭ ‬دفاع‭ ‬القبة‭ ‬الحديدية‭) ‬وفقًا‭ ‬لمصلحتنا‭ ‬الوطنية‮»‬‭.‬

حذر‭ ‬الروس‭ ‬مجددا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬‮«‬ستعتبر‭ (‬الأسلحة‭ ‬الإسرائيلية‭) ‬أهدافًا‭ ‬مشروعة‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الروسية‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬تكثيف‭ ‬روسيا‭ ‬وإيران‭ ‬لتعاونهما‭ ‬العسكري،‭ ‬شعرت‭ ‬إسرائيل‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المبرر‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬أكثر‭ ‬انخراطًا‭. ‬في‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬أبلغت‭ ‬إذاعة‭ ‬صوت‭ ‬أمريكا‭ ‬عن‭ ‬النمو‭ ‬الهائل‭ ‬في‭ ‬مبيعات‭ ‬الأسلحة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬ويرجع‭ ‬ذلك‭ ‬جزئيًا‭ ‬إلى‭ ‬صفقة‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬لوكهيد‭ ‬مارتن‭ ‬الأمريكية،‭ ‬أحد‭ ‬موردي‭ ‬الأسلحة‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬لأوكرانيا‭.‬

في‭ ‬الشهر‭ ‬التالي،‭ ‬ذكرت‭ ‬صحيفة‭ ‬لوموند‭ ‬الفرنسية‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إسرائيل‭ ‬تفتح‭ ‬ترسانتها‭ ‬بحذر‭ ‬استجابة‭ ‬لمطالب‭ ‬كييف‭ ‬الملحة‮»‬‭. ‬سيكشف‭ ‬المستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭. ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬واضح‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬طرفًا‭ ‬محايدًا،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬استمرت‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬في‭ ‬تكرار‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المزاعم‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحيادها‭.‬

 

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا