جنين - الوكالات: واصل الجيش الإسرائيلي أمس لليوم الثالث على التوالي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها وعدة بلدات مجاورة شمالي الضفة الغربية المحتلة.
ونقل مراسلون عن شهود عيان في الضفة قولهم إن الجيش الإسرائيلي وسع عملياته في جنين لتشمل عدة بلدات، أبرزها بلدتا قباطية وبرقين جنوبي المدينة.
وأشار الشهود إلى أن أصوات اشتباكات مسلحة تسمع بين حين وآخر إلى جانب سماع دوي انفجارات.
وشرعت جرافات عسكرية بتدمير البنى التحتية وممتلكات ومحال تجارية.
وذكر الشهود أن الجيش الإسرائيلي اعتقل عشرات السكان وحولهم للتحقيق الميداني في مراكز قريبة من المدينة.
وقال محافظ المدينة كمال أبو الرب لوكالة فرانس برس إن المئات من سكان المخيّم بدأوا في مغادرة منازلهم بعد «تهديدات» أطلقها الجيش الإسرائيلي عبر مكبرات الصوت بالإخلاء.
كذلك، أشار سليم السعدي العضو في لجنة مخيم جنين ويسكن على طرفه، إلى أنّ «الجيش أمام منزلي، من الممكن ان يدخلوا في أي لحظة».
وقال لوكالة فرانس برس: «نعم طلبوا من سكان المخيم مغادرته حتى الساعة الخامسة، وهناك المئات من سكان المخيم بدأوا المغادرة».
ويوم الأربعاء، قال مسؤول العلاقات العامة في بلدية جنين بشير مطاحن إن نحو ألفي عائلة فلسطينية نزحت من مخيم جنين مع استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في المخيم لليوم الثاني.
وأكد أبو الرب، في اتصال مع وكالة فرانس برس «الوضع صعب للغاية»، مضيفا: «قام جيش الاحتلال بتجريف كل الطرق المؤدية إلى مخيم جنين وإلى مستشفى جنين الحكومي».
وقال نازحون الأربعاء إن الجيش الإسرائيلي عزل المخيم عن محيطه، وأجبر مئات من سكانه على النزوح قسرا سيرا على الأقدام، رغم وجود مرضى وكبار سن بينهم.
ومساء الأربعاء هدمت جرافات عسكرية إسرائيلية منزلا في بلدة برقين بعد اشتباك مسلح استمر عدة ساعات.
وقالت القناة 14 الإسرائيلية إن «وحدات خاصة مع جهاز الشاباك تمكنت من الوصول واغتيال منفذي عملية الفندق (شرقي قلقيلية) قبل أيام والتي أدت إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة آخرين».
وذكرت أن «عملية الاغتيال تمت بعد محاصرة منزل في منطقة برقين بالقرب من جنين، خلال العملية أصيب جندي إسرائيلي بجروح طفيفة نقل على أثرها لتلقي العلاج في المستشفى».
وجاء عدوان جنين في اليوم الثالث من تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، بعد إبادة جماعية إسرائيلية بقطاع غزة استمرت نحو 16 شهرا.
وتمثل العملية -وفق إعلام إسرائيلي- محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاسترضاء وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الغاضب من وقف إطلاق النار في غزة.
والثلاثاء، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن نتنياهو وعد سموتريتش بشن هجوم على مخيم جنين، مقابل عدم استقالته من الحكومة ما قد يؤدي إلى انهيارها.
وبموازاة الإبادة بغزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته، كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل 873 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و700، واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وبين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، ارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك